نافذة  / تدخلات في المفاهيم و القيم والسلوك

٧- العدالة والاجرام 

﴿ الجزء الرابع ﴾

 

شبكة المنصور

سمير الجزراوي
لذلك نؤكد وبشكل قوي ان على العرب كافة شعبا ً و حكومات أن يبذلوا كل ما في وسعهم للحفاظ على هوية العراق ، مع الإيمان بخصوصيته و تركيبته المجتمعية  والطريق لهذا لا يأتي الا عبر مساندتهم ومعاضدتهم القوية للمقاومة العراقية والضغط وبكل الوسائل على الولاياة المتحدة والغرب عموما لتفهم تعقيدات الوضع في العراق و مساندة المقاومة العراقية وبالاخص البعث الخالد  في نضاله لتحرير العراق  .وان الدور الايراني الخطير اذا نجح في العراق ( لا سامح الله) فهذا من الناحية المنطقية ومن خلال تضارب و تلاقي المصالح المتعددة في المنطقة العربية والشرق الاوسط , سوف يشكل هذا النجاح امتدادا للتخلف و المتمثل بالفكر الديني التقليدي والفاقد لاي صيغة من الصيغ للتعامل معه ,فهولا يمتلك في اختلافه مع الاخرين الا بنعتها بالكافرين.اوتعطيل لايجابية التوجهات و التي تهدف لتحويل المنطقة مستقرة وخالية من اسلحة الدمار الشامل الى منطقة تتجاذبها المصالح الامبريالية والصهيونية وكذلك الفارسية و الجهة الوحيدة الخاسرة هي امتنا العربية,وسوف يلتقي هذين المعسكرين الامبريالية والصهيونية من جهة والملالي في ايران على محاصرة الامة وعلى اضعافها, وما تبادل الادوار في احتلال العراق والتنسيق الامريكي الايراني في الوضع في العراق الا دليل اكيد على ان اعداء الامة يلتقون عند خطوات الاضرار بالامة..وان اعداء العرب من الصهاينة والامبريالين والملالي في ايران يدركون من ان ضعف العرب يكون في فرقتهم و تشتتهم وانه لابد من ابتكار الاساليب الجديدة  والتي تتلائم مع معطيات العصر.

 

وفي العراق كان اصدار قانون يحمل كل الصفات السيئة واسموه بقانون(اجتثاث البعث) للتفرقة و التشتت هادفين إلى تقسيم المقسم و تجزئة المجزء من خلال محاربة البعث الذي يمثل الامة وطموحاتها وخاصة في وحدتها . و اليوم ابتدعت لنا الفتنة الطائفية مستغلة بذلك بعض القوى الداخلية ، التى تنفذ هذا المخطط عن قصد أو غيره الظرف العراقي المتمثل في تعددية الطوائف و المذاهب و الانتماءات العرقيةفعراق اليوم اصبح عراق الفتنة الطائفية و عراق مهدد بالتقسيم  وبالرغم من وقوف اكثرية الشعب العراقي ضد هذا المشروع المشبوه،ولكن اطماع اعداء الامة يتجاوز التجزئة هم سيحاولون انجاح هذا مشروعهم في العراق, و هذا هو النموذج الذي يريده أعداء الأمة العربية لتعميمه على دول المنطقة العربية. أما الادعاء الأمريكي من جعل العراق نموذج للديمقراطية و الاصلاح في المنطقة ، فهذا محض ادعاء و هو ما يتنافى مع أهداف و مصالح أعداء الأمة العربية ، و في مقدمتهم الكيان الصهيوني ، و قد أثبتت أحداث الستةسنوات بعد الاحتلال الأمريكي للعراق على ذلك من خلال قيام هذا الكيان بتغذية الخلافات العرقية والمذهبية وتطويرها لان تتحول الى شكل من اشكال الصراع والاحتراب  .


و هنا ياتى السؤال : هل العرب قادرين اليوم على صد هذه الهجمة الامبريالية الصهيونية الجديدة  والايرانيةالتي يراد منها العصف بوجودهم من خلال تشتيتهم و تصنيفهم إلى طوائف و أعراق ، و تغذية الاقتتال فيما بينهم وصولا ً إلى تقسيم الدول العربية  إلى عدة دويلات هامشية و ضعيفة؟.وان الدور الامبريالي والصهيوني بات واضحا تماما في تنفيذ هذه المخططات المعادية ,واما الدور الايراني فقد اصبح اكثر وضوحا من خلال زعزعة الاستقرار في الدول العربية وخاصة  في الاحداث الاخيرة التي حدثت في القطر المغربي من نشاطا ايراني يحمل النفس الطائفي, وفي القطر اليمني, وكذلك الاحداث الاخيرة في القطر المصري من ما تردد من دور لحزب الله في مؤامرة مرشحة تستهدف الامن القومي المصري وكذلك وحدة الشعب العربي المصري..


وبعد كل هذا الذي استعرضناه من الادوار المتبادلة لاعداء الامة العرب في اضعاف الامة ,وان ردود الافعال العربية التي لا تتناسب مع حجم التحديات يتيح لنا ان نتسأل على النحوالاتي :


1-ماذا ينتظر العرب وبعد ستة سنوات من احتلال العراق وهم يقفون موقف المتفرج واثار العدوان واحتلال العراق وصل للعمق العربي ,عدا من بعض المواقف الخجولة والبطيئة لبعض الدول العربية في التدخل في الشأن العراقي,الم يصل العرب الى القناعة بان ازاحة النظام الشرعي والقومي في العراق وبالقوة من قيل الاجانب اضر كثيرا بمصالح الامة العربية مجتمعة وبالانظمة العربية منفردة اكثر من التمنيات المريضة لبعض من الانظمة العربية؟ والم تصل القناعة لبعض الانظمة العربية ان العراق كان يمثل البوابة الشرقية للامة العربية و حاميها وباعلى مسؤولية الاخوة العربية والتي تجلت في تضحياته في القادسية الثانية وخاصة بعد الاختراق الايراني لامن الدول العربية؟ وهو الامر الذي اتاح الفرصة الذهبية للاجانب من الامريكان والايرانيين ان ينفردوا بالشان العراقي .

 

الم يحين الوقت للالتفاف العربي وخاصة الرسمي حول الممثل الشرعي للشعب العراقي والمتمثل بمقاومته البطلة ولاسنادها ودعمها من اجل تحرير العراق العربي الامين لامته؟؟ وان من يراقب الوضع في العراق يرى ان الوضع يتأزم فيه وخاصة فيما يخص هويته القومية والعرب مجبرين وليسوا مخيرين ان يتدخلوا بشكل او اخر وذلك لما يشكله العراق من مركزية في المعادلة العربية وان العراق اذا استهدف في انتمائه العربي  فهذا بالضرورة يعني الاستهداف هو للامة العربية وبالاخص الانظمة العربية مهما كان الشكل الديمقراطي للحكم فيها ,فهل هذا التصور والتحليل قد ادركته القيادات العربية؟


2-وان الذي حدث للعراق في عام 2003 هوجريمة العصر بحق العراقين والعرب وحتى العالم ولابد من محاكمة الجاني, والجناة هو مجرم الحرب بوش وعصابته في ادارته الصهيونية, اليس هذه هي العدالة وخاصة بعد اعترافات المجرم بوش وعصابته المجرمة من تشيني وكولن باول و رامسفيلد ورايز وكل الادارة الامريكية السابقة بخطاءهم في غزو العراق وايظا تصريحات الادارة الامريكية الجديدة وخاصة الرئيس اوباما عن عزمه اصلاح الضرر الذي لحق بامريكا والعالم من جراء سياسة الادارة السابقة, الايكفي كله هذا احالة الجرم بوش وبلير وكل الذين شاركوا في غزو العراق  الى التحقيق اولا ومن ثم الى المحاكمة العادلة وليس كالمحاكمات الصورية والانتقامية التي جرت بحق الشهداء من رموز العراق والعرب,وتنظيم تحرك عربي وعالمي لاصلاح الضرر الذي تعرض له الشعب العراقي والمنطقة والعالم من جراء الاحتلال , تكون البداية باعادة الدولة العراقية الشرعية وبكل مؤسساتها وقيادتها ومساعدتها على التخلص من كل المستجدات التي جاء بها الاحتلال واولها التخلص من النفوذ الايراني الذ ي تغلغل في المجتمع العراقي وزرع فيه كل عناصر الفرقة والتفرقة ,وبهذا يكون العرب قد قادوا اول حملة لاحقاق الحق في هذا العصر ومنحت المجتمع الدولي فرصة رفع الظلم الذي لحق بشعب العراق والامة والمنطقة وخاصة الادارة الامريكية الجديدة والتي لغاية الان تدعي بان ستراتيجيتها جديدة وتقوم على احترام الشعوب واصلاح الضرر الذي الحقته الولاياة المتحدة بالعالم بسبب طيش ادارة المجرم بوش..

 

وان ما جاء من تصؤيحات بعض القادة والملوك العرب في القمة العربية والتي انعقدت في 28-29 من اذار الماضي , وخاصة بعض هذه القيادات كانت تمتاز بسياسة محافظة تجاه القضايا العربية المصيرية ولكنها طورت في خطابها واعلنت اصطفافها مع الفكر القومي العربي.

 

وخطابات القادة العرب يظهر اعترافا ولاول مرة بصوابية الفكر القومي وصواب الرأي للاحزاب والحركات القومية العربية والمخلصة للوحدة العربية.وهذا حتما تطورا ايجابيا يظاف للفكر والحركات القومية العربية بل ان تم ترجمة هذه الخطابات الى فعل جدي سيكون العرب كانظمة يعدون لمرحلة الهجوم ضد معسكر الذين يعادون القومية العربية ولاول مرة في التاريخ المعاصر..

 

وقد كان العراق حاضرا في هذه القمة من خلال ما جاء في البيان الختامي للمؤتمر وبثلاثة عشر فقرة واهمها المحافظة على وحدة العراق والتاكيد على هويته العربية...وهذا يجير لصالح المقاومة العراقية في استفزازها للاعداء الامة بالخروج من جحورهم نزع البطانات التي كانوا يتخفون بها وكذلك قدرة المقاومة العراقية في اعادة تنظيم الصف العربي لخدمة قضايا الامة وبلورة الموقف العربي نحو التراصف امام الطامعين بخيرات الامة. الى الامام يا ابطال العراق وقناديل درب التحرير...

 
 
كيفية طباعة المقال
 
 

شبكة المنصور

الخميس / ٢٠ ربيع الثاني١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ١٦ / نـيســان / ٢٠٠٩ م