نافذة  / تدخلات في المفاهيم و القيم والسلوك

٧ - العدالة والاجرام

﴿ الجزء الثالث ﴾

 

شبكة المنصور

سمير الجزراوي
(4)- بعض الاسباب الحقيقية للحرب
(اولا) الاسباب التقليدية

 

أ- النفطوقد كان من اهم الاسباب التي دعت الى غزو العراق.

 

ب- وجود مصلحة ستراتيجية لوجود القوات الامريكية قريبا من خطوط النفط وخطوط الشحن   .                   الشحن.

 

ج- إصرار الإدارة الأميركية على أنها هاجمت القاعدة في العراق، مشيرا إلى أن التنظيم لم يكن حينها موجودا العراق و انما جاء لا حقا بعد الغزو.

 

د- لموقع العراق الاستراتيجي اهمية كبيرة سوقيا وستراتيجيا، وما يمثله من تأمين أمريكي    لمصادر النفط الفرصة للتواجد في منطقة تجد أمريكا أنها أكثر المناطق خروجا على السياسة الأمريكية، وانطلاقا من هذه القاعدة، ترى أمريكا أن فرصها أكبر ستكون للسيطرة على 7 دول خلال السنوات الخمس التي بدأت باحتلال العراق، وهذه الدول هي سوريا ولبنان وليبيا والصومال، والسودان، وتنتهي بإيران، وتصبح الخطة سانحة وقتئذ لتغيير القيادات العربية وإدخالها بيت الطاعة - النوعية - لأمريكا وإسرائيل.وهذا ما كان مخططا له ولكن تصدي المقاومة العراقية البطلة افسدت كل هذه الاطماع والمخططات الجهنمية لها في المنطقة والعالم ( ليدرك العرب و العالمدور المقاومة العراقية في افشال هذا المخطط !

 

هـ - ان واحد من الاسباب إلى احتلال العراق تأتي في إطار حرب إحتلالية لأربع دول من أجل فتح طريق بري من البحر المتوسط و حتى أفغانستان للإستيلاء على نفط بحر قزوين و الوقوف مباشرة على حدود الصين ، و مراقبة التطورات في جنوب شرق أسيا و تضييق الخناق على روسيا وريثة الإتحاد السوفيتي ، و إحكام القبضة على باكستان الدولة الذرية .

 

و- أن الوجود الأمريكي يمثل عنصر قوة قريب و اضافي لاسرائيل في دعم موقفها العسكري و السياسي.


( ثانيا ) السبب  الحيوي و الغير تقليدي بتغير ملامح الهوية العربية للعراق

 

ان كل الذي جري في العراق والذي يجري على يد القوات الأمريكية و ادارتها المدنية بعد الاحتلال وما تقوم به حكمومات الاحتلال فهو يعبر عن  سوء نوايا الولايات المتحدة تجاه قطرنا وبالنتيجة تجاه العرب والمنطقة, ومن خلال اجراءات تعسفية وحاقدة وغبية ايظا فبعد أن قامت بتفكيك السلطة حينما اسقطت النظام  الشرعي في العراق و قامت بتفكيك الدولة عندما حلت الجيش والقوى الأمنية و تفكيك مؤسسات الدولة ، و السماح بنهبها و حرق ابنيتها و تدمير كافة البنى التحتية للدولة ، ثم قامت بتفكيك الشعب بفرزه إلى أعراق و طوائف ، و ارادت أن تقيم سلطة في غياب الدولة و في ظل احتلال أجنبي ,واصدار قانون يحمل كل الصفات السيئة واسموه بقانون(اجتثاث البعث) وهذا نابع من حقدهم على هذا الفكر العملاق و من مناضليه الصلدين امام اقوى المحن والذين فتحوا كل الابواب امام العرب من اهل جدتنا واجدادنا.و خلال كل هذه المراحل جرت المحاولات لسلخ العراق عن جسده العربي ، و استبدال هويته العربية ، و هناك عدة أدلة على ذلك فالقانون الاداري للمرحلة الانتقالية ، و لا الدستور الدائم أشارا إلى أن العراق جزء من الأمة العربية على غرار الدساتير السابقة. و بعد ضغوط كثيرة أشار الدستور الدائم و بخجل إلى أن العراق عضو في جامعة الدول العربية ، و هذا بحد ذاته لا يلبي طموحات عامة العراقيين من شيعة و سنة وعربا واكرادا ومن كل الطوائف الاخرى، و لا يعبر عن حقيقة هوية الأغلبية العراقية ، و الذين هم من العرب بالتأكيد. كما أن هذه العبارة التي وردت في الدستور لا قيمة لها  عندما تأتي حكومة عراقية و تقرر الانسحاب من الجامعة العربية والارتماء في احضان دولة الملالي. وقد حاولت النخب السياسية وخاصة المرتبطة بنظام الملالي في ايران من افشال كافة مبادرات الجامعة العربية للمصالحة الوطنية ، كذلك افشلت وثيقة مكة التي وقع عليها أواخر السنة الماضية بين رجال دين شيعة و سنة.ومحاولة المليشيات في اختطاف و قتل السفير المصري في بغداد إيهاب الريف و بهدف الى افشال اي خطوة عربية للتقارب نحو العراق هذا العمل اشارة إلى عدم الرغبة و إلى ابعاد العمل الرسمي العربي عن العراق ، و تخويف البعثات الرسمية الأخرى. وان الكيانات السياسية قامت بكل ما استطاعت في افشال مهمة ممثل الجامعة العربية في بغداد ، و كان من قبلها افشال مهمة مبعوث الأمم المتحدة السيد الأخضر الابراهيمي ( العربي الجنسية ) ذو النزعـة القـوميـة والتغـييرات التي احدثتهـا وزارة التـربيـة على المنـاهج الاجتمـاعية.في رفع كل ما من شانه يغذي التربية القومية ويذكر الطلبة بالانتماء العربي للعراق. وقيام بعض اعضاء في ما يسمى البرلمان العراقي وبشكل علني من طرد العرب من العراق فاي درجة من الوقاحة وصلوا لها مرتزقة الاجانب وسارقي قوت الشعب, ان هذه المحاولات لنزع الهوية العربية عن العراق, ما هي الا ردود افعال على التربية القومية التي ترسخت في العراق وخلال 35 سنة من حكم البعث العربي القومي,فالعراق وعلى مختلف انظمته السياسية كان يكافح من اجل المشاريع الوحدوية العربية ووقف بجانبها,

 

وإن اختلفت صورها من نظام  إلى آخر ، فهناك عراقيون قاتلوا في الثورة العربيةفي الحرب العالمية الأولى للتخلص من الهيمنة العثمانية ، ثم بايع العراقيون أبنه فيصل و هو من الحجاز ملكا ً على العراق . و النظام الملكي في العراق ,حاول توحيد عدد من الدول العربية تحت ما يسمى بالاتحاد الهاشمي، كما كان العراق الملكي عضو مؤسس في جامعة الدول العربية ، كما كان العراق ملاذا ً آمنا للمناضلين و المفكرين العرب من أمثال ساطع الحصري و آخرين . اضافة إلى المواقف القومية للنظام الثوري والشرعي و الذي قاده البعث العظيم فمواقفه القومية هي كثيرة.فنزع الهوية القومية العربية عن العراق,هو يصب في مصلحة ايران  ودولة الصهاينة وبالشكل الذي يوافق رغبتهما في رؤية العرب بمزيد من الضعف والفرقة والتجزئة ,والصهاينة يريدون العرب ضعفاء لكي يبقى ميزان القوى لصالحها وتبقى الاراضي العربية محتلة ,واما بالنسبة لايران فان ذلك يمكنها ايظا من ابقاء الجزر العربية في قبضتها ويسهل تغلغلها في الدول العربية وكذلك سوف يسهل عليها ضمها للمنطقة الجنوبية في العراق او على الاقل يبقى العراق تحت تأثير نفوذها.


أن العراق يمثل البوابة الشرقية للوطن العربي ، فنزع هويته العربية يمثل سقوطا ً لهذه البوابة ، و بالتالي يكون الوطن العربي ساحة مفتوحة للأطماع الاقليمية و الدولية ، و هذا ما اثبتته الاحداث في التاريخ عندما كان العراق مصدا ً بوجه الغزوات الأجنبية للوطن العربي. و في الوقت نفسه يمثل العراق عمقا ً استراتيجيا ً لدول المشرق العربي ، كما كان لحد وقت قريب ستارا ً حديديا ً لدول الخليج العربي تجاه النفوذ الايراني ، و عطل مبدأ تصدير الثورة الإيرانية للمنطقة وهذا تجسد في تصدي نظام البعث لنظام الملالي في عام 1980وكلف القطر العراقي حرب ضروس دامت 8سنوات. و هذه حقائق يجب أن لا نغفل عنها مهما كان رأينا ، سواء سلبا ً أو ايجابا على انظمة  الحكم العراق . و هذا ليس دفاعا ً عن أحد ، و انما دفاعا ً عن العراق وعن الحقيقة فحرب القادسية الثانية لم تكن دفاعا عن العراق فقط بل كانت دفاعا عن الامة بكاملها ,وصد الهجمة الفارسية الحاقدة .

 
 
كيفية طباعة المقال
 
 

شبكة المنصور

الثلاثاء / ١٨ ربيع الثاني١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ١٤ / نـيســان / ٢٠٠٩ م