نافذة  / تداخلات في المفاهيم و القيم والسلوك  ( ٧- العدالة والاجرام )

﴿ الجزء الاول ﴾

 

شبكة المنصور

سمير الجزراوي

العالم بدى لي اليوم حزينا يبكي في ذكرى مزقت امة وشعبا وبلدا كيانا وشعوبا وجعلت التاريخ يخجل جدا من الذي حصل اليوم وقبل ستة سنوات في بلدي ووطني وفي شعبي الطيب بكل ما فيه الخيرين. في هذا اليوم اجتمع الالم والمرارة والنكبة وفيه حل الشيطان وشروره وسجل نصرا , وبكى فيه الخيرين والطيبين انه يوم سوف لا ينساه العراقيون ففيه تمزق الجسم العراقي , ولاينساه العرب لوصول الريح الصفراءلاطرافهم ولا العالم لانتصار الهمجية على النظام ,وفيه فقد نيسان براءة وحلاوة وفرحة اعياده ,انه التاسع من نيسان من عام 2003 انه زرع الشرير من الزؤان في حقل الحنطة,انه يوم نكب العرب به والعالم لانتصار العقلية المتخلفة ,انه يوم سادت فيه قوانين الغابة على رجاحة العقل انه يوم 9-4-2003! ولكي نعطي هذا اليوم الذي ارتكبت فيه جريمة العصر لابد لنا ان نتعرف على بعض الحقائق ,نعم بعض الحقائق لكي اسبق من يريد ان يعترض على مقدمتي في مأساوية هذا اليوم ,واقول :

 

1-    ان غزو العراق كان في 2003الذي وقع  والذي ادى إلى إحتلال العراق عسكريا من قبل الولايات المتحدة الأمريكية ومساعدة بعض الدول العربية وايران ايظا,وحسب تعريف مجلس الأمن لحالة العراق في قانونها المرقم 1483 في 2003. ومن الأسماء الأخرى التي أطلقت على هذا الصراع هي (حرب العراق) وحرب الخليج الثالثة و(عملية تحرير العراق) وأطلق المناهضون لهذا الحرب تسمية (حرب بوش) على هذا العدوان.

 

2-    ان تبريرات الاحتلال و الغزو وحسب منطق الامبريالين والصهاينة واذيالهم من العملاء:  

 

أ- امتلاك العراق لاسلحة الدمار الشامل من أهم التبريرات التي حاولت الأدارة الأمريكية و على لسان وزير خارجيتها كولن باول ترويجها في الأمم المتحدة و مجلس الأمن.وهو نفسه اعترف لاحقا بانخداعه بهذه الكذبة.وخيردليل ما اعترف هذا الوزير للخارجية الامريكية في محاضرته التي القاها في قاعة ملليت بجامعة ميامي في الولايات المتحدة والتي اشارت لها صحيفة ذي انكوايرر الأميركية التي تصدر في ميامي واهم ما جاء فيها:

 

اولا- اعترف فيها بارتكاب أخطاء في غزو العراق سنة 2003، وبأن إدارة (بوش) أرادت فقط أن تفرض رغبتها على الحكومة العراقية. و اكد علىأن المكتسبات الحالية التي أنجزتها القوات الإضافية لا تعني شيئاً وهي حالة مؤقتة وأن الولايات المتحدة ستخسر الحرب في النهاية.

 

ثانيا- و اكد كولن باول وزير الخارجية الأميركية السابق أن قوات بلاده التي احتلت العراق لن تربح الحرب في النهاية. ويعترف أن الولايات المتحدة ارتكبت (أخطاء جدية) استخباراتية وتكتيكية في غزو العراق. وقال إن القوة العظمى لأميركا" قد عرّضت نفسها لمواجهة المقاومة من أجزاء العالم المختلفة.

 

ثالثا- اشارً الى أنه دعم استخدام القوة ضد العراق استناداً الى "المعلومات الاستخبارية التي توفرت له آنذاك. ويعترف (باول) قائلاً: ((لقد ارتكبنا أخطاء جدية، فيما يتعلق بفرض رغبتنا على حكومة الرئيس السابق صدام حسين)).

 

رابعا- وأكد إن الزيادة الجديدة في القوات الأميركية سوف تعمل لفترة من الزمن، لكنها لن تربح الحرب في العراق ففي النهاية تبقى الطاقة الإضافية التي يُحتاج إليها ليست الجنرال (ديفيد بيتريوس) والجيش الأميركي، إنما طاقة العمل السياسي من قبل العراقيين أنفسهم. وما يمارسون الآن محدود جداً ويكاد الصبر الأميركي ينفد حياله.

 

ب-اكذوبة علاقة العراق بتنظيم القاعدة  ووصل الامر بالادارة الامريكية انذاك وعلى راسها مجرم الحرب بوش باتهام العراق بضلوعه في احداث 11 ايلول. استندت هذه الأتهامات على مزاعم ان 6 من منفذي احداث 11 سبتمبر ومن ضمنهم محمد عطا قد التقوا عدة مرات مع افراد في المخابرات العراقية في أحد الدول الأوروبية وان هناك معسكرا لتنظيم القاعدة في منطقة سلمان باك جنوب العاصمة بغداد ويعتقد ان وكالة المخابرات الأمريكية استندت في هذه المزاعم على اقوال عراقيين هاربين من العدالةومتهمين بارتكاب جرائم قتل وسرقة واحتيال في العراق نزحوا إلى الغرب وكانوا منتمين إلى حزب المؤتمر الوطني العراقي بزعامة أحمد الجلبي. في 29 تموز  2004 صدر تقرير من هيئة شكلت من قبل مجلس الشيوخ لتقصي حقيقة الأمر نصت فيه انه بعد جهود حثيثة من الهيئة لم يتم التوصل إلى دليل ملموس على ارتباط العراق بتنظيم القاعدة وفي ايلول2005 نفى كولن باول وجود اي علاقة بين الطرفين.وقد قال المجرم بوش في حوار تلفزيوني مطول مع آ بي سي أجراه الرئيس الأمريكي جورج بوش عبر عن ندمه الشديد للاخفاق الذي منيت به إدارته في قضية أسلحة الدمار الشامل العراقية المزعومة، غير أنه رفض الرد على سؤال في ما اذا كان سيقوم بالحرب على العراق لو كان متيقنا بأن العراق لم يكن يملك هذا النوع من الأسلحة.كما أضاف قائلا: لقد جازف العديد بسمعتهم، وقالوا إن اسلحة الدمار الشامل سبب كاف للإطاحة بصدام حسين، الا أن بوش دافع عن موقفه الرافض لانسحاب فوري للقوات الأمريكية من العراق. ويعتبر الرئيس جورج بوش صاحب أقل نسبة تأييد لرئيس أمريكي في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية فكيف يمكن الثقة بهذا الرئيس في اي اجراء او خطوة؟ اما الادارة البريطانية فهي كانت تضغط على رئيس الوزراء السابق توني بلير للاعتراف باخطاء السياسة البريطانية بالتعامل مع العراق ومن هذه الاصوات :

 

(اولا)   ذكرت صحيفة بريطانية أن العديد من الوزراء البريطانيين، يعتقدون أنه يتعين على حزب العمال الحاكم الاعتراف بارتكاب "أخطاء خطيرة"، بشأن حرب العراق، من أجل استعادة ثفة الرأي العام البريطاني.
وأشارت صحيفة "الجارديان" إلى أن هذا الاعتراف، قد يعلن، عندما يتولى وزير المالية "جوردون براون" رئاسة الحكومة البريطانية في النصف الثاني من هذا العام، وذلك ببدء التحقيق بشأن إدارة حرب العراق, وهي الخطوة التي قد يقاومها توني بلير.


(ثانيا) وقالت "هيلاري بين" وزير التنمية الدولية: إن "الوضع الحالي في العراق قاتم تمامًا..". وأشارت إلى مجموعة من أخطاء حكومة "بلير" بشأن العراق، قائلة: إن "المعلومات المخابراتية كانت خاطئة، وتسريح الجيش (العراقي) كان خطأ..".


ودعت حزب "بلير" الحاكم، إلى "التحلى بالتواضع للاعتراف بهذه الأمور، والتعلم" منها.


(ثالثا) اعترف الوزير البريطاني لشئون المتقاعدين جيمس بورنيل بأن حرب العراق افتقرت إلى الشرعية الأخلاقية، وجعل التدخل العسكري في أزمات أخرى مثل دارفور أكثر صعوبة.


(رابعا) قال بورنيل "هناك العديد من الدروس التي نحتاج إلى تعلمها بشأن العراق، ومن المهم لنا سياسيًا الاعتراف بذلك، وفيما يتعلق بالسياسات الدولية، نحن بحاجة للتعلم من الأخطاء التي ارتكبناها".


وأعرب عن اعتقاده بأن أكبر خطأ بشأن العراق، هو عدم إدراك أهمية الشرعية الأخلاقية، والدعم الدولي، مشيرًا إلى أن البريطانيين والأمريكيين شنوا حرب العراق، بدون دعم من الأمم المتحدة.


(خامسا) انتقد "بيتر هاين" - الوزير البريطاني المعني بشئون إيرلندا الشمالية - المحافظين الجدد الأمريكيين، ووصف سياستهم بأنها فاشلة، قائلاً: إن المشكلة بالنسبة لحكومة بلير هو استمرارها في العمل، مع أكثر الإدارات الأمريكية يمينية.

 

ج- بدعةعدم تعاون العراق مع لجان التفتيش عن اسلحة الدمار الشامل. كشف هانز بليكس رئيس فريق المفتشين الدوليين السابق في العراق ومدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية سابقا عن أن الولايات المتحدة كانت قد صممت على غزو العراق بغض النظر عن نتيجة عمليات التفتيش. 


وذكّر بليكس وقد كان مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية ومحمد البرادعي سمعا أثناء مقابلة لهما مع ديك تشني نائب الرئيس الأميركي اي المجرم بوش ما يشبه التهديد بالتشكيك في صدقيتهما. وقال إنه فهم أن واشنطن تريد ان تسمع إجابة محددة، كانت مستعدة لاختلاقها إن لم تجدها. وقال بليكس في مقابلة مع الجزيرة من العاصمةالسويدية أستوكهولم إنه فهم هذاالتهديد بتشويه سمعته والبرادعي  من ديك تشيني.

 

وأضاف ما فهمته أنهم إذا لم نأت بالأجوبة المطلوبة، فسيقدمون هذه الأجوبة ويتخذون الإجراءات تباعا"، لكنه أوضح أن ذلك الكلام لم يؤثر على سير عمله وتقديم الحقائق لمجلس الأمن الذي طلب المزيد من التحقيق.

 

 

د- كذبة نشر الديمقراطية في منطقة الشرق الاوسط..والسوأل هو من شقين :

 

اولا- هل ان النتأئج التالية هي من ظاهر الديمقراطية وفي اي نموذجا للديمقراطية الا ان تكون نموذجا من كوكب غير كوكبنا:

(1)-الخسائر البشري

-عدد الشهداء من العراقين وحسب الاحصائيات الرسمية ولغاية 2008 يقدر باكثربحدود مليون.

-عدد المهجرين العراقين في داخل العراق بحوالي مليونين وخارج العراق بحدود اربعة ونصف مليون.

-عدد القتلى الامريكين وحسب ادعاءات وزارة الدفاع الامريكية باكثر من اربعة الالاف و200 وعدد جرحاهم يتجاوز 28000 وبالحقيقة العدد يتجاوز هذا الرقم ولكن تكتمهم لا يعطي الحقيقة.

 

(2)- ضياع بسرقة اكثر من 170000 الف قطعة اثرية من تاريخ بلاد الرافدين.و صرحت زينب بحراني أستاذة الأثار الشرقية القديمة في جامعة كولومبيا الأمريكية Columbia University أن المروحيات التي هبطت على مدينة بابل الأثرية قامت بإزالة طبقات من التربة الأثرية في الموقع وقد تهدم (حسب تصريح زينب بحراني التي زارت الموقع) سقف معبد نابو و نيما اللذان يرجعان إلى 6000 سنة قبل الميلاد نتيجة لحركة الطائرات المروحية, اليس هذا الهدم وبالادق حقد على حضارة الرافدين ممن يفتقدون الاصالة و التاريخ والتراث.

 

(3)-اما الدمار بالبنيةالتحتية والخراب الذي لا يحسب وفي مقدمة ذلك الخراب في النفس العراقية (مظاهر السرقات و الاختطاف والقتل على الهوية,والفقر,والترمل بين النساء العراقيات,والفقر, والامية ) ,ان كل هذه المظاهر التي لم تكون ابدا قبل الاحتلال بل كانت النفس العراقية تتمتع بالوطنية العالية ,والتي ناضل حزب البعث وخلال 35 سنة في استئصالها من المجتمع العراقي.

 

ثانيا- التناحر السياسي بين المشاركين بما يسمونها( بالعملية السياسية)ولحد الاقتتال وفشل النموذج الاول لما يسمونه بالديمقراطية الجديدة في العراق ( البرلمان) في ابسط الاجراءات فمثلا عند ادانة اعضائه بالرشوة او السرقة او القتل بتقديمهم الى العدالة فاما التغطية او اتخاذ الاجراءات لتهريبه الى خارج العراق والامثلة كثيرة ,وفشلهم في اختيار رئيسا لبرلمانهم واليوم قد مضى اكثر من خمسة اشهر وبدون رئاسة والمماطلة في اقرار اي قانون الا بوضغه في خانة المساومات ,والنجاح الوحيد الذي يسجل لهم سرعة اتخاذ القرارات الخاصة برواتبهم وامتيازاتهم.

 

ثالثا-العزلة العربية والدولية التي يتسم بها النظام القابع تحت الاحتلال و بالرغم من جهود المسؤولين فيه على التواجد في اللقاءات العربية والدولية ولكن كنية النظام تبقى انه من افرازات الاحلال البغيض للعراق, وهذا يعطي دلالة على شذوذ النظام في الوسط العربي والدولي.

 

رابعا- تردي واقع الخدمات وكل انشطة الدولة والفشل في اعادة اعمار العراق بعد ما خربه الاجنبي وعملائه .بل تقدم العراق ليصبح الدولة الثانية من حيث درجة الفساد والرشاوي.

 

خامسا- سيادة المرجعيات الدينية في اتخاذ القرارات في كل الخطط والبرامج السياسية والاقتصادية والاجتماعية والعسكرية وهذا هو التخلف بعينه, خلو المؤسسات في الدولة من الاطباء و المهندسين والعلماء وهم كلهم تقريبا مهجرين من قبل فرق الموت والقتل الطائفية.

 

وهل يمكن لاي بسيط ان يطلق على هذه الافرازات والمظاهر انها من نواتج الديمقراطية ؟!

 

سادسا-هل ان الانظمة ان كانت عربية او غير عربية في منطقة الشرق الاوسط كلها ديمقراطية وباي معيار للديمقراطية ,وهل ان الديمقراطية الني يروجون لها تقبل بممارسات داخلية قريبة في بعض سلوكياتها من الديمقراطية ولكنها تتصرف بعنصرية بل بشوفينية في حقيقة الامر مع الاقليات (مع ادركنا بحقيقة واحدة ان الفلسطنين هم اصحاب الارض) هذا هو سلوك النظام العنصري المحتل للارض العربية في فلسطين .بل ان اعتبرنا لاجل الفرض ان فيه شئ من الديمقراطية فكيف نفسر اضطهاده لشعب كامل وهوالشعب الفلسطيني وانكار لابسط حقوقه في العودة لارضه,بل كيف تتوالف الديمقراطية في سلوك هذا النظام مع اعتداءاته على الدول العربية و احتلاله لارض عربية,اعتدائه علىالعراق وقصفه لمفاعل تموزالسلمي في عام 1981و احتلاله للجولان والارض اللبنانية واشتراطه بشروط تعسفية ضد العرب و من مصدرالقوة باعادة هذه الارض الى اصحابها ودعمه للارهاب الدولي في المنطقة فهو ساهم في دعم نظام الملالي في حربهم على العراق ومن خلال فضيحة (ايران غيت ) وكذلك مساهمته المتواصلة لزعزعة الاستقرار في المنطقة ..فاية ديمقراطية تنضوي تحتها هذه الممارسات .والسكوت بل مغازلة النظام الرجعي في ايران و السكوت على ادواره الخبيثة في المنطقة , واما هذه التهديدات والوعيد الاعلامي فهو لا يتعدى عن كونه ذر الرمال في العيون والا كيف يمكننا ان نفسر السكوت الامريكي عن التدخل الايراني في العراق بعد الاحتلال وبسط نفوذه فيه في حين لم يكن لهذا النظام ان يتجراء ان يبعث باي ارنب من ارانبه الى الحدود العراقية وهوالان يصول ويجول في المنطقة الملونة, بل وصل التنسيق الامريكي مع الايرانين بان سمح لهذا النظام ان يتدخل في شؤون البلدان العربية ,في البحرين ودوره وتهديداته يضمها للامبراطورية الفارسية ودوره في احداث الاحساء في شرق السعودية ودوره الخبيث في الوضع اللبناني و من خلال عمل عملائه في لبنان وهذا اليوم دوره اللئيم في مصر اصبح مكشوفا في زعزة استقرار امن مصر ..ان اكبرخدمة (ولا تقدر باي ثمن ابدا )قدمتها الامبريالية والصهيونيةلايران هوازاحة النظام الشرعي في العراق والذي فتح كل الابواب امام هذا النظام بالتدخل في العراق والبلدان العربية والمنطقة لان عراق البعث كان سدا منيعا امامه وهذا ما ادركته الانظمة العربية متأخرة وباسف لا يفيد ولا ينفع. فاي ديمقراطية والكيل بمكيالين واية ديمقراطية وانظمة اولغراشية رجعية و متخلفة يروجون لها وهل هنالك عاقل و اقول ايوجد عاقل يستطيع ان يتجرء ان يقول ان احتلال العراق كان خطوة نحو الديمقراطية ؟  

 
 
كيفية طباعة المقال
 
 

شبكة المنصور

السبت / ١٥ ربيع الثاني١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ١١ / نـيســان / ٢٠٠٩ م