تأملات / المقاومة العراقية .. فكر وجهاد وسياسة

﴿ الجزء التاسع

 
 

شبكة المنصور

سمير الجزراوي
والان وبعد هذا الاستشراف البسيط لواقع المقاومة العراقية التاريخي والحالي وليس باسلوب المؤرخين ولكن بصيغة المناضلين لانها اللغة التي افهمها ويشاركني من كان البعث الخالد حاضنته النضالية ومعنا من هم في المسيرة الوطنية القومية.وكل الذي اردت ان اقوله امام جبروت فعل المقومة العراقية البطلة ,ان الذي لا يعرف معنى من معاني الانقلاب على الذات والواقع المتخلفين اللذين لا يمثلان حقيقة الذات الوطنية او القومية((يقول المفكر العربي الكبيرالقائد المؤسس لحزب البعث في حديث في مكتب حمص للحزب في شباط1950(اذن فنحن لا نحارب الاوضاع الراهنة لانها فاسدة فحسب,بل نحاربها لاننا مضطرون الى ان نحارب,لانه لابد لنا من ان نحارب,لابدللامة من ان تستكشف في نفسها بقايا القوى الصادقة,وان تستخرج من اعماقها كنوزالحيوية الكامنة, ان نناضل و نكافح الاوضاع السياسية والاجتماعية الزائفة, الفاسدة,لا لمجرد ازالتها و تبديلها,بل ايظا لكي تعود للامة في هذا النضال.)) وبنفس الرؤية تكون للواقع الوطني و القومي للامة العربية لايمكن لتلك العقليات ابدا وبالمطلق ان تفهم لغة الثواروان تميز بين المقاومة والارهاب وان تفرق بين ثقافة المقاومة وثقافة الانتحاروثقافة الانكسار والاستسلام وخاصة من الذين يندفعون لواجهات نقد الصور الكبيرة في المجتمع العراقي او العربي او حتى الانساني,و هذا التغرب عن المفاهيم والافعال الثورية تضعه في مواقف يظلم فيها الافعال و المواقف البطولية التي تمثل ايجابيات الامة في التصدي لعومل الظلم و منها الاحتلال البغيض وبانواعه واشكاله المختلفة ,والخوف من هذه العقليات اذا افترضنا انها مندفعة بحكم ارتباطها بالاجنبي وجودا ومصلحة ومستقبلا ان تساهم ومع الاجنبي لمحو من الذاكرة العراقية والعربية اهم دافع نضالي وهو وجود الرموز في حياتنا ,وتعضيد الامريكي القبيح والبريطاني اللئيم في محاولتهم لتشويه صورة الرمز العراقي والعربي والمتجسدة في قيادة الحزب في العراق, وما ان احست بفشلها والذي ظهر واضحا لكل عراقي وعربي باخر محاولة قام بها المجرم رامسفيلد في استمالة الرمز العربي والانساني الثوري الشهيد البطل صدام حسين ,وكذلك رفاقه حتى حركت عملائها لانجاز المرحلة الثانية وهي مهزلة سوف لن تنساها الانسانية وليس امة العرب او العراقين في ما اسموها بمحكمة, وايظا بقى رفاق الدرب وقيادتنا متراصين تجمعهم العقيدة البعثية العظيمة وكما سبق ان جمعتهم في المحن السابقة, ولما لم تجد العقلية الصهيونيةالامبريالية من وسيلة لمحو الرموز العراقية العربية الانسانية من الذاكرة عمدت لتصفيتهم وخابت امالهم ,فهم قتلوا الاجساد ولكن العقل لم ولن يستطيعوا ان يصلوا اليه (خسئت افعالهم).وهاي المقاومة البطلة تحمل في روحيتها فدائية صدام حسين وفي عقليتها تتجذر العقيدة البعثية وفي صمودها يظهر العناد العراقي في رفض الاجنبي, وترتسم في وجوه المقاتلين بشائر النصر الاكيد تخطها شراين قلوبهم المؤمنة بالله وانبيائه وكتبه وبالحق والحق يقاتلون الاجنبي..

 

لم اكن اتجراء ان اسمح لعقلي ان يفكر ولو للحظة او لقلمي ان يعانق الصفحات وهويخط الكلمات لاكتب للمقاومة وهي اكبر من كل الاقلام ونورها يشع بالحقيقة كالشمس الدائمة بنورها ودفئها,ونحن من يغيب عنها وعن عطائها واما فهي من ثوابت الكون وحقيقة من حقائقها ,والمقاومة هي شمس العراق الحر ومنبع نور الامة الذي يعري المنافقين والكذابين ويدفء الاحرار والشرفاء, ان دجلة و فرات وشط العرب وكل نقطة ماء عراقية تشتاق للشرف عندما تسري في جوف المقاتلين وكانها المتعبد الذي يكتسب القداسة لحظة تبركه بخطوة الى جامع او كنسية او مسجد,ويأبى دجلة ان يسقي اجوافا نجسة محتلة لئلا يتدنس قاعه به فيغترب عن دجلة ويغادره الى نبع يرضع منه العراقين الابطال ..لنفهم لماذا بعد ذلك بان المقاومة العراقية هي اليوم النموذج العربي للمقاومة ضد الاجنبي المحتل والاجنبي المتأمر والاجنبي الطامع بنا وبامتنا العربية ,وان من يريد ان ينتقد المقاومة والمقاومين من الخائبين فالاولىبه ان يتطهر حتى يقبله المتعبدون ويرضى المذبح به واقفا امامه, وكما يتوظء القائم على الصلاة, نعم وبهذه القداسة هي المقاومة يااساتذة الاقلام المعوجة و الملتوية..

 

هل يختلف معي احد وبما فيهم مجاميع الاقلام الملتوية والمترددة  والذين لا يفهمون من المقاومة الا المعارضة البرلمانية الشكلية في النظم الديمقراطية الغربية , اومكونات و خليط الغرباء من اللصوص والمجرمين وخونة الوطن ومن الهاربين من الخدمة العسكرية لوطنهم ومختلسين يحتمون بالاجنبي ورفعوا العصيان او في حالات اخرى تمردا في وجه الحكم الوطني الشرعي في عراق السيادة وليس في عراق الاحتلال. ومن غرابة هذا الخليط كان يتغير في تبعيته وفي مرجعيته السياسيه بشكل غريب وسريع كانوا يمثلون فيه تماما العهر السياسي ولست انا اهاجم احد اواتهم احد بمغالطة ولكن هي الحقيقة وتفرض علينا وجودها بان المقاومة العراقيةهي نموذج للمقاومةالعربية والعالميةالمعاصرة كمثيلتهاالسابقةالفرنسية  ضد الاحتلال النازي و حكومة فيشي والفيتنامية الجنوبية ضد المحتل الامريكيو حكومة سايغون والجزائرية ضد الاحتلال الفرنسي ومقاومة شعينا المصري ضد المحتل الانكليزي والفرنسي والصهيوني في عام 1956 لنتحرص في استخدام المصطلحات في غير اماكنها لانها قد تحرجنا اذا لم نبرع في وضعها في اصطفاف رشيق ومناسب في تعابيرنا (وكما فعل الاستاذ عبد الامير الركابي عندما استعار(الرثة) من مصطلح البروليتاريا الرثة وفي تقديري لم يفلح في الاستعارة لان المقاومة العراقية متجددة اولا ومتوارثة فهي في الاجداد في ثورة العشرين التي وان لم تخرج الاستعمار الانكليزي من العراق ولكنها وباعتراف الساسة البريطاني اربكت مخططاتهم واجبرتهم على احترام سيادة العراق وسرعت في تشكيل الدولة العراقيةوتجلت قاومة الشعب العراقي في التصدي للمعاهدات المهينةوايظا في مقاومته للاحلاف الاستعمارية والتي تصاعدت حتى انبثقت ثورة 14تموز الجبارة ,وكانت روح المقاومة العراقية ظاهرة ايظا في مناهظة شعبنا البطل للانظمة المشبوهة وكانت ثورة 17تموز نتيجة لهذه المقاومة.

 

ومن ذلك التاريخ تعرض العراق لانواع من المخططات والعدوان فكانت روح المقاومة البطلة موجودة في كل موقف بطولي وحتى عام 2003 في احتلال العراق حيث اخذت طابعا اكثر شمولية في الاصطفاف وفي الثقافة والاساليب الثورية ,الذي اريد ان يفهمه الاستاذعبد الامير ( ولست اقصد عبد الامير بشخصه بل الذي اقصده كل من يحمل فكر وثقافة هذا الرجل)وغيره ان المقاومة العراقية ليست حالة طارئة او وليدة ضرفها (الاحلال) بل انها ثقافة ثورية نشاء عليها شعبنا وهي ايظا مؤروثة عن الاباء والاجداد.

 
 
كيفية طباعة المقال
 
 

شبكة المنصور

الخميس / ١١ جمادي الاولى١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ٠٧ / أيــــــار / ٢٠٠٩ م