تأملات / المقاومة العراقية .. فكر وجهاد وسياسة

﴿ الجزء السابع

 

شبكة المنصور

سمير الجزراوي
وهذا يتيح لنا ان نقول ان حزب البعث رفد المقاومة العراقية بالاسس الفكرية والقاعدة العقائدية في بلورة ثقافة المقاومة العراقية ,وايظا دعمها بمقاتلين متمرسين في القتال سواء من الذين كانوا في المؤسسة العسكرية العراقية (قبل الاحتلال) او من مقاتلين عقائدين اعدهم الحزب في فترات سابقة كان امن الثورة يحتاج اليهم في حينه.واعود للتأكيد عاىان  ثقافة المقاومة هي دلالة على قدرة الشعب العراقي وعبقريته في بلورة فكر لفصيل متقدم ومناضل منه و يمثل ايمان الشعب العراقي بالحرية والسيادة وان ثقافة المقاومة الحقيقيةالتي تمثل الشعب او الامة المحتلة سواء كانت في فلسطين او في العراق اوفي الاحواز اوفي بقعة من الارض العربيةو تتلخص بكونها انتماء حقيقي للايديولوجية العربية الثوريةالشاملة وبالرغم من اختلاف مرجعيات الفكرية لحركات المقاومة العربية ,ولان المنطق والعدل يقولان حقيقة واحدة وهيلا يمكن لاي حركة تشهر السلاح ان تنتج ثقافة مقاومة.وفي حالة المقاومة العراقية تتحدد الشمولية بتمثيلها للفكرالقومي الاشتراكي والاسلامي والتي افرزت ادب وفن وسلوكيات وقيم مقاومة كنتاج لمرحلة التحدي التي عاشها العراقين خلال 35سنة من عمر الثورة,وان حالة الانضواء الى المقاومة يمثل الارتقاء بالوعي الى مستويات التحديات واولها الوجود العسكري للمحتل ومن ثم تحرير الوطن من هذا الوجود وتنظيف ارض الوطن من وساخته .

 

وهذا الوعي و تطلعات مناضلي المقاومة في رسم صورة الوطن بعد التحرير و باعادة اعمار البلد والنهوض به واقامة تنمية شاملة على غرار التنمية الانفجارية في العقد السابع من القرن الماضي في ايام حكم البعث الخالديكونون الاهدف المركزية للمقاومة, وبموجبها تتوضح ملامح ثقافة المقاومة العراقية ,وانها تمثل شكلا من اشكال عبقرية البعث  الخالد,ومن خلال دوره القيادي في المقاومة العراقيةوسوف يؤسس من مشروعه القاعدة الفكرية والنضالية للمقاومة العراقية,و مشروع البعث الذي يأخذ اشكالا وتعبيرات متعددة سواء كانت ايديولوجية اوسياسية اواجتماعية والذي ساهم وبشكل كبير في عملية التكوين الايديولوجي والنضج الثوري للمقاوم وهي الان في حالة التحقق, وفي كل يوم تكون اضافات لهذه الشخصيةمن خلال التفاعل مع معطيات الواقع سواء على مستوى الفكري او النضالي للمقاتلين . وهذا بالتأكيد يعطي لكل الذي ينقصهم (من اصحاب الاقلام الملتوية) الفهم الواضح للمقاومة العراقية وبكل ابعادها التي ذكرناها وطريقة تبلور ثقافتها,وكذلك لاهدافها التي تتعدى مرحلة التحريروان يتجاوزوا تحديد الفعل المقاوم باستخدام القوة في مواجهة قوى البغي والعدوان من الامبريالية و الصهيونية سواء في العراق او في فلسطين او اي مكان من الوطن العربي اي ان اشعاعات المقاومة العراقية كثقافة ونهج نضالي مطلوب ان يتعدى في تأثيراته حدود العراق وتكون هذه التأثيرات صميمية واساسية لحركة المقاومة العربية,بهدف تسريع حالة النضوج فيها ولسبيبن اساسين ,الاول هو ان العدواجنبي واحد طامع ومعتدي وان اختلف في فلسفة عدوانيته او حقده تجاههنا ونلخصه باللامبريالية العالمية والصهيونية والحكام المتخلفين من ملالي طهران .والسبب الثاني ان الفكر القومي هو الذي يقود المقاومة ويبغي جعلها النموذج العربي للمقاومة العربية وعلى الاقل في هذه المرحلة ولتخرج  بعد ذلك هذه التجربة النضالية الى الفضاء العالمي,وان لا ينظر للمقاومة بالنظرة القاصرة في كونها تمثل نمطا من انماط  الفعل او النشاط العسكري وهويمثل جانب من انشطتها ووظيفة من وظائفها المتعددة , والتي يمكننا ان نلخص اهم واجبات المقاومة العراقيو على النحوالاتي:


1-   استفزاز المشاعرالوطنيةواستنهاضها من داخل الشعب العراقي المحتل.
2-   تدعيم ثقافة المقاومةوترسيخ مفاهيمها الثورية في المجتمع العراقي.


3-   عكس صورة النموذج المقاوم وتحفيز و تشجيع الشعب العراقي الى مواجهة المحتل المتعدد في جنسيته ولكنه متوحد في عدائه لشعب العراق والامة  ..


4-   رفع الاغطية عن العملاء والذين جاءوا مع المحتل وكشف حقيقة عمالتهم في خدمة مصالحه وعلى حساب الشعب.


5-  توجيه الضربات المستمرة  لجيش الإحتلال و خلق حالة من الإرباك والإنهاك وكما فعلت المقاومة العراقية البطلة بالقوات الامريكية والبريطانية وإفقاده المبادرة وإرادة القتال والبقاء عبر سلسلة طويلة من الأعمال القتالية والسياسية والجماهيرية.:وتعقيد المشهد الاحتلالي للعراق امام الاطماع الايرانية التي تطمع في ممارسة دور المحتل وبعد خروج المحتل الامريكي.

 

6- منع القوات المحتلة من الإستقرار فى بلدنا المحتل وارباك مخططاته في استقراره لانشاء قواعد عسكرية وكما هو الحال مع القوات البريطانية والاسترالية والان مع القوات الامريكية. من خلال تحويل ارض العراق الى مناطق خطرة على المحتل.

 

7- منع القوات المحتلة من الإستقرار فى البلد المحتل ومن تحقيق أهدافها العقائدية أو الإقتصادية وإنفاذ سياستها من عملية الاحتلال .

ويمكن ان تتواصل العمليات الجهادية للمقاومة بحيث تفشل مخططات المحتل والمحتل(الكسرة تحت الميم)من سرقة ثروات البلاد وهم يغطونها تحت لافتات الاستثمار في العراق وعلى سبيل المثال المؤتمر الحالي في لندن .

 

8- تنمية روح الرفض للشعب على مخططات المحتل وعملائه  وبحيث تتمكن المقاومة من تثوير الشعب العراقي وتحويله الى مقاوم للمحتل ومؤسساته ولكل مشاريعه.وقد يتشجع البعض من الذين وضعوا امالهم في المحتل لتحقيق بعض طموحاتهم وبالاخص امام تعاظم المقاومة .

 

9- تشجيع روح المقاومة للعدوان والبغي والظلم في الوطن العربي و المنطقة وتقديم العمل الجبهوي في الفعل المقاوم العراقي نموذجا للجبهات المقاومة الاخرى.

 

وفي نفس الوقت يعتبر النضوح  اليومي من فكر وتجارب وبتزاوجه مع الفكرالمؤسس لانطلاقة المقاومة اي العقلية التي دفعت المجاهدين الى الكفاح المسلح يشكل من هذا التمازج و تنولد الاستراتيجيات والتكتيكات وهي من اهم مصادر الاستمرارية والرفد في تحقيق النضج في فكر المقاومة وهو ديمومة الاتصال بالجماهير وهوامر مهم جدا لان منظمات الحزب او الاحزاب المؤتلفة في حركة المقاومة هي مجساتها الموجودة في الساحة العراقية ومن خلالها تحدد المقاومة مساراتها ونهجها وبرامجها والتنمية الفكرية والجهادية .

 
 
كيفية طباعة المقال
 
 

شبكة المنصور

الاثنين / ٠٨ جمادي الاولى١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ٠٤ / أيــــــار / ٢٠٠٩ م