تأملات / المقاومة العراقية .. فكر وجهاد وسياسة

﴿ الجزء السادس

 

شبكة المنصور

سمير الجزراوي
وبهدف التواصل في التأكيد على حقيقة المقاومة العراقية فكرا ونضالية في تماسكها الرصين وقوتها المتنامية لابد ايظا نؤكد على ان المقاومة العراقية انها اولا عملا جبهويا سياسيا في تألف قوى تمتلك خلفية سياسية متعددة ولديها روئ مستقبلية في مسائل حيوية والتي تتعلق بحياة العراقين ,ففيهم من يرى الحياة مبنية على قواعد دينية وبذات الفلسفة يرى في اقامة الانشاءات السياسية والاجتماعية والاقتصادية والاخلاقية وقد تاخذ الروئ او الفلسفات في بعض الاحيان حالة من حالات التطرف ,وبجانبها قوى قومية واشتراكية وتتطلع لبناء المجتمع العراقي وبتشابك مع اصولها العربية والاسلامية واخرى تكتفي بالطموحات الوطنية ولكن بتواصل مع المحيط العربي والاسلامي والانساني وبتوازن تحكمه تبادلا بين مصالح العراق مع هذه المحيطات, ان كل هذا التلون السياسي ولحد ما تلونا في العقائد ولكنه لا يرتقي الى الاختلاف لان مجمع المشتركات في القواعد الفكرية والتركيبات المقامة عليها اكثر بكثير من تباينها, والاهم من المهم ان هذه الاطراف تتخندق معا وبحكم ضغط القوى المعادية لشعب العراق والتي تمثلت في احتلال العراق في عام 2003و  حتمتها ضرورات و متطلبات التحدي والمتمثل بالاحتلال,فانه في المرحلة الاولى كانت هذه الضروف عامل ضغط في  اقامة الروابط بشفافية المؤمنين الصادقين وتحقيق التقارب ونوع من التفاهم و الكل همه تحرير الوطن واعادة بناء الشعب على اسس وقواعد تتوحد في مرجعية مشتركة تتميز بالوطنية القومية والاسلامية وبالتالي ان هذا النوع من التلاقي تطور الى عمل جبهوي بفعل اكتشاف كل القوى على مشتركات اساسية بينهما. ثانياان العمل الجبهوى السياسي بين القوى الوطنية القومية والاسلامية الثورية هو خارج التورط باي اتفاق فوقي بل هو توازني وتعقلي .توازني بقدر ما تؤثر الافكار او الايديولوجيات في تحقيق الهدف المركزي والاساسي في التحرير وقدرة الاقناع في النجاحات التي يمكن تحقيقها في مرحلة ما بعد التحرير وايظا الخزين الاستراتيجي الفكري والنضالي والذي يعطي الارجحية لايديولوجية ما  او فكر او برنامج عن الاخرين ,والتعقلية تفرض كوسيلة تحليلية للاحداث او المواقف  او كنتيجة رصينة وثابتة وبقدر تاثيراتها على الحدث او الموقف, وان الفرض هنا قائمة وبشكل مطلق على القناعة اولا واخيرا.

 

وان الحورات المعمقة حول الاستراتيجية في التحالفات الجبهوية في المقاومة العراقية والتي تقوم بين صفوف القوى المؤتلفة في جبهتهاوالذي بالضرورة سيؤدي الى ترصين القاعدة النظرية السياسية و تقويتها واعدادها وانضاجها للمرحلة التالية من الثورة ,ثورة الشعب العراقي في التحرير اولا و ثورة البناء ثانيا والتي ستاتي بعد مرحلة التحرير و من خلال العمل الجبهوي المتين,وان هذا البناء الجبهوي يتمتع بديمقراطية حقيقية في صياغة الستراتيجيات ومناقشة التقاطعات بين المؤتلفين في الجبهة وعلى اثر هذه التقاطعات يتحدد ويرسم خط العمل الجبهوي وبالنتيجة يكون المنتوج السياسي هو نوعية المهمات و البرامج ولكل مرحلة .والذي يحرك هذه التفاعلات والذي تستظل بها القوى المؤتلفة في الجبهة هو الوصول الى الرؤية المشتركة للواقع او للمستقبل اي في توفر النيات الصادقة في التحالف و في نفس الوقت الدفع بالامور باتجاه تهيئة اية مقدمة اساسية للعمل الجبهوي الوطني القومي والاسلامي لازالة المعترضات او المعوقات الفلسفية او النضالية .

 

اي نخلص للقول في هذا الموضوع بان الحورات الهادئة حول ضرورة  خلق وايجادومستلزمات العمل الجبهوي الوطني القومي و الاسلامي والعمل على تطيويرها هو الاساس الجبهوي الفكري .

 

والدليل على هذا هو الانضمام القوى والمتزايد وللتيارات الى الجبهة السياسية وبالنتيجة لجبهة الكفاح المسلح ,اي التوسع حاصل في القوى الوطنية القومية والاسلامية.

 

ولاجل ان نستكمل الجوانب الحقيقية لنجاحات هذا العمل الجبهوي وايظا وانطلاقا  من القاعدة المنطقية بان لكل عمل جبهوي او تحالفات لتحقيق الاهداف المشتركة سواء على مستوى الافراد او الشعوب والامم تستقصي الظروف والاوضاع لادوارا قيادية تتحول وبحكم قناعات الاخرين او بحكم الضرف الزماني للشعوب اوالامم اوبحكم القدرة القيادية من خلال التراكم في الخبرة او التجربة فينبري او يندفع شخصا او مجموعة مشتركة في هذه التجمعات ان كانت شعوبا او امم او احزابا او تيارات الى التمركز في الصف الاول, وهذا ما هو حاصل في الحالة التكوينية للجبهة الوطنية القومية والاسلامية الظهير السياسي والفكري للمقاومة العراقية البطلة, فبحكم الخبرة النضالية لحزب البعث العربي الاشتراكي ( منظمة القطر العراقي ) وايظا القوة العددية النوعية المقاتلة التي يمتلكها والقوة النضالية في التكوين الايديولوجي لمناضليه اعطاه وبقناعة القوى المؤتلفة في هذه الجبهة المباركة دورا قياديا فيها ,وان طبيعة فكر البعث القومية الاشتراكية تستدعي الى اقامة التحالفات وتكوين الجبهات وكما ذكرنا في الاجزء السابقة.وان قدرة الحزب على التكيف مع حركة الواقع في وضع الستراتيجيات النضالية سواء الفكرية او القتالية جعلت قيادته للمقاومة العراقية نتيجة منطقية وحالة التكيف القوية و السريعة والمرونة الفائقة التي تمتع بها في التعاطي مع الواقع وبسرعة في التغير من حزب يقود سلطة الى حزب يقود معارضة بل يقود مقاومة.

 

وتأـكيدا على ذلك,فبعد الاحتلال في عام 2003 لم يجد حزب البعث صعوبة في العمل المقاوم فالخبرة النضالية المتراكمة لديه سواء قبل ثورة 17تموز او من خلال الجهد النضالي الذي مارسه اثناء وجوده في الحكم, والتربية الحزبية لمناضلي البعث الخالد المنطلقة من ستراتيجة الحزب انذاك في اعداد المناضلين للتحديات انذاك وما التجربة النضالية الكبيرة للجيش الشعبي الاصورة لاعداد مناضلي الحزب وكذلك زج الشعب عامة في هذه الممارسة العظيمة لاعداد الاحتياط النضالي للثورة.

 

وبنفس المقايس نرى فيه ان الحزب ايظا لم يجد صعوبة في العمل الجبهوي وهو صاحب الخبرة الكبيرة في هذا المضمار ,فالاندماج بين البعث والعربي الاشتراكي في مطلع العقد الخامس للقرن الماضي والتحالف مع القائد الخالد المرحوم جمال عبد الناصر في نهاية العقد الخامس من القرن الماضي والتي كان نتيجة ذلك تحقيق احلى حلم عربي وهي الوحدة بين سوريا ومصر وهذا يدل بما لا يعطي اي مجال لاي شك بان الارث النضالي للبعث الخالد اثبت تجسيده لاهدافه سواء في التحالفات او الجبهات وهو يمارس النضال السري,وكذلك وهو في السلطة وكان مبادرا لاقامة الجبهة الشرقية العسكرية بين دول المواجهة في عام 1973 وكذلك اقامته للجبهة الوطنية والتقدمية في عام 1973 في العراق ايظا شاهدا قويا على الروح والسلوك الجبهوي للبعث الخالد ...

 
 
كيفية طباعة المقال
 
 

شبكة المنصور

الجمعة / ٠٥ جمادي الاولى١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ٠١ / أيــــــار / ٢٠٠٩ م