رئيس الحكومة رجاء

 

 

شبكة المنصور

علي السوداني
وقعت على اثنين الأسبوع البائد زيارة مفاجئة لرئيس أمريكا أوباما حسين لبلد ما بين القهرين . الواقعة كانت سرية والحكومة لم تعلم بها الا بعد ان حطت الطائرة الرئاسية في قاعدة آمنة على محيط بغداد المحتلة . الزيارة والتسيارة دامت اربع ساعات ، نصفها قضاه الرئيس الأسمر مع جنوده وجندياته والنصف الآخر وزعه بالعدل وبالأحسان على رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة وما تيسر من الذين معهما وسألهما عن شكو وعن ماكو فأجابوه بتهذيب جم وبصوت اوبرالي جمعي :


ماكو شي  استاد !!
حدث هذا في بغداد المحتلة أما في واشنطن الحرة فلقد قال فيلسوف الحكم الأمريكي الجديد والعقل المدبر لمسألة تفكيك قنبلة الكراهية التي زرعها العالم بباب أمريكا ، جوزيف بايدن ، ان امتنا تحتاج الى سنوات طوال كي يتمكن السيد الرئيس من زيارة بغداد زيارة معلنة ، ونقل لي احد صحابي من سكنة واشنطن ان بايدن أفاض بلكنة عراقية مكسرة : طيّح الله حظك وصبغك يا جورج دبليو بوش وقد جعلت العالم كله يكره أمريكا . 

 

في باب رحلة المدلول ومعضلة المسؤول ، فأن رئيسنا ورئيس حكومتنا ونوابهما والوزراء والوزيرات ونواب البرلمان والنائبات والمفوهين والمفوهات والمحافظين والمدراء ومسؤول ملف العشائر ونائبة مسئول فايل الصحوات ومن بمنزلتهم ، ليس بمقدورهم القيام بنزهة نهارية او مسائية معلنة الى حديقة الأمة او الى متنزه الزوراء الحلو من باب مقاسمة الرعية لذة الهبوط من دولاب الهوى ، بل ليس بمستطاع واحدهم مشاهدة أخير افلام الهندي الطيب الملطخ بالدم وبالدموع ، شامي كابور المعروض الآن على شاشة سينما السندباد بشارع السعدون عملاَ بالقولة الكريمة " ان ضاقت الصدور ، عليكم بزيارة القبور " وجيب ليل وخذ عتابة .

 

سيكون المشهد مختلفاَ تماماَ اذ ترحل الحكومة الى مدائن العالم الأخرى ، وبمقدورك ان ترى رئيساَ او وزيراَ عراقياَ قائماَ على حيله او ماشياَ على طوله في عمان ودبي ولندن وواشنطن وكامبيرا والقاهرة وطوكيو وسيئول وطهران وموسكو وباريس ولأثبات هذه المعلومة لمن يشك ، ادعو انا القائم في عمّان اربع عشرة سنة ، رئيس الحكومة للقائي في مقهى السنترال وسط عمون وفي بطن المقهى سنلعب لعبة الطاولي بوصفي كليم الزار وسيكون رهان الداس الأول من سكرة عظيمة في حانة ابو أحمد وثمن الداس الثاني ، كروة التاكسي والداس الثالث سيكون من ماعون باجة في مطعم قدوري والداس الرابع هو ان يتعهد رئيس الحكومة بالأعتراف بحق رعية بلاد الرافدين بمقاومة الغزاة والداس الخامس ، عمله على استعادة مليارات من دولارات الفقراء التي خمطها الربع والداس السادس من نزهة نهارية لمعاينة سواد وصخام أيام العجائز العراقيات اللاتي يبعن السكائر والكركم والبخور وقارظات الاظافر المشتولات على ارصفة الساحة الهاشمية وسقف السيل ووسط البلد والداس السابع من حمّام تركي حامل الليفة فيه مصري وساكب الماء عراقي وصانع الدارسين هندي وشايل الخاولي هو واحد من عمال الأغاثة المطرودين من ارض دارفور السودانية أما الداس الأخير فسيكون سعره الغالي هو زيارتي الى بغداد حبيبتي وحرثها مشياَ من الوزيرية ومقهى حوار الى الميدان فالحيدرخانة فمقهى حسن عجمي فشارع المتنبي فمقهى الشابندر واستكان شاي فسوق السراجين ومن ثم القماشين وعقد الجام وسوق الصفافير والشورجة وشارع النهر وحانة شريف وحداد ومقهى شط العرب والمقهى البرازيلية واعدادية النضال ودكان جبار ابو الشربت ومطبعة مريوش البديع وعشرة أمكنة أخرى تنتهي ببار اتحاد الأدباء في ساحة الأندلس وصب كؤوس العرق على حساب الحكومة مشروطة ان يكون بصحبتي في هذه النزهة البغدادية المدهشة ، سبعة وزراء وثلاث وزيرات وتسعة وتسعون برلمانياَ وبرلمانية ومن دون حمايات حتى في حال طلبت منهم ان يكون العشاء في دكان باجة ابن طوبان بكرخ بغداد والشاي بمقهى القبطان !!

 
 
كيفية طباعة المقال
 
 

شبكة المنصور

الثلاثاء / ١٨ ربيع الثاني١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ١٤ / نـيســان / ٢٠٠٩ م