أوكامبوا والمحكمة الدولية ...؟

 
 
 

شبكة المنصور

سعد الدغمان

طغى على السطح في الأشهر الأخيرة شخصية سياسية قبيحة لاتخفي عنصريتها إلا وهو المدعي العام في ما يسمى بالمحكمة الدولية التي تبحث جرائم الإبادة وجرائم الحرب ضد الإنسانية؛ونحن أكثر من يعلم أن تلك أسماء سموها هم وإبائهم ما أنزل الله بها من سلطان؛ يتبجح هذا الاوكامبوا بأن معايير العدالة الدولية لابد لها أن تطبق على (الرئيس عمر البشير) ذلك أن قرارا دوليا صدر بحقه ويجب إحضاره إلى أروقة المحكمة الدولية ليبين كيف قام بإبادة مليونين من أبناء شعبه في دارفور وعرض حياة الباقين إلى الخطر؛وبفعله هذا يكون قد اقترب من موازين العدالة الدولية التي تحكم هذا العالم البائس المبتلى بمثل أوكامبوا ومن يمثل ليقوموا بخلط الحقائق وتغيب الرأي الأخر وحصر الموضوع بجهة واحدة هي التي يصل صوتها إلى الرأي العام العالمي دون أن يكون هناك من نتائج تذكر لصراخ الضحية أو المتهم حتى وإن تكلم عبر الفضائيات (التي أضحت لايمسع منها لو ناديت حيا) ولكن ؛تؤخذ الأمور وفق ما تمليه الإدارات المتسلطة على الكون والمافيات الدولية التي يمثل جزءا منها هذا المدعي العام للمحكمة الدولية؛والذي يذكرنا بدوره بالمدعي العام الذي نصبته أمريكا وبالاتفاق مع دولة إقليمية تحكم العراق اليوم في محكمة الرئيس صدام حسين رحمه الله.


المشهد يتكرر والحجة واحدة ؛والحجج الدامغة متوفرة لكل من يشكك في صدقية المحكمة الدولية التي تتهم بملاحقة العرب ومن بحكمهم من المسلمين وتدمغهم بالإبادة والتطرف والإرهاب؛وهذه الحجج كنت قد سمعتها من هذا المدعي ردا على سؤال أحد الصحفيين له في المؤتمر الصحفي الذي عقده أبان إصدار مذكرة التوقيف بحق الرئيس عمر البشير؛حيث قال أن من يأخذ على المحكمة ملاحقة الرؤساء العرب عليه إن ينظر (لميلاسوفيدتش)؛( وكراد تش)؛وغيرهم من الذين تمت ملاحقتهم بجرائم الإبادة الجماعية وألصقت بهم تهم التصفية العرقية وجلبوا إلى المحاكمة وفق أوامر قضائية دولية؛هذه حججهما الجاهزة ؛فهم قد اتخذوا من هؤلاء المجرمين ذريعة أو كبش فداء مقابل الاستهانة والتقليل من شأن القادة العرب وممارسة الضغوط تلو الضغوط عليهم بحجة تلك المهزلة الدولية؛والتي يعلم العالم كله من مشرقه إلى مغربه أن ليس هناك من حق أو قانون دولي كما يدعي الأدعياء وأولهم أوكامبوا الذي لابد له من موافقة اللوبي اليهودي في واشنطن نيويورك كيما يعين في منصبه هذا.


في حديثه قبل أيام لجريدة الخليج الإماراتية ذكر الرئيس البشير أن الولايات المتحدة كانت قد طلبت منه الاعتراف بإسرائيل مقابل أن يتم غض النظر عن مايجري في السودان والذي لايخلوا من أصابع تلك المخابرات أو غيرها ؛(وهو لايعني أن التهم التي يطلقها هؤلاء ماثلة أو ثابتة على الرئيس البشير)؛ مثل مايجري في بغداد وصنعاء وغيرها من عواصم العرب الحبيبة المسلمة؛وعند الاعتراف يكرم المرء أو يهان بعكسه؛(حاشى للبشير الغالي) أن يهان حتى وأن جرت المقادير بما لاتشتهي السفن كما جرى للرئيس الشهيد صدام حسين رحمه الله ؛فقد رفض الاعتراف بدولة العدو المسخ تلك ؛وهو موثق وهناك شهود مازالوا أحياء يرزقون يذكرون ما جرى في اجتماع باريس حين اجتمع الوفدان العراقي والأمريكي في أحد مطاعم مدينة النور وطلب نفس الطلب من القيادة العراقية مقابل أن لايحصل الذي حصل للعراق ؛لكن صدام حسين أبى إلا أن يواجه بصدر مفتوح وأيمان عالي وهو أعزل إلا من كلاشنكوف لاتغني ولاتسمن لكنها تؤطر لشرف ما بعده شرف حين وقف وقفة رجل جبار جبل صامد ولم يبع الوطن ولا أهله ولم يهادن كما كان مطلوب منه؛اليوم نفس السيناريو يعاد مع البشير وبنفس الأسلوب لابغيره؛وسيقف البشير كما صدام الشهيد ؛وهي أي الشهادة لاترهب الأبطال ؛بل ترهب أعدائهم.


لم يعد ثمة قانون أو مبدأ أخلاقي في التعامل وما يذكر ليس أكثر من تبجح قبيح أزيلت عنه الأصباغ التي كانت تغطي نتونة أفعالكم وأشكالكم ؛وأتضح زيف مبادئكم وأخلاقكم ؛وإلا أين عنكم غزة الحبية وما جرى فيها ؛أين انتم من بغداد والعراق بأجمعه؛وفضائح أبو غريب ما زالت قائمة ؛وأفعال مجرميكم شاهدة ملعونة؛وكذب رئيسكم المجرم السابق السارق وأبوه وأسلافه ماثلة شاهدة على ما نقول ؛جرائمكم قائمة ؛وأنتم تدعمون اليهود نحو مزيدا من القتل والدمار على مر ستون عاما ولحد الآن؛فهل في نظرك أن شارون وأن لعنه الله ليس بمجرم؛أم شامير أم نتنياهو وغيره من ألقردة والخنازير الذين توفرون لهم الحماية؛وهل بوش ورامسفليد وجوقة المجرمين أولئك الذين تعرفهم لاتنطبق عليهم لوائح محكمتك الملعونة؛أم أن عيونكم لاترى غيرنا .


القانون الذي تقول بتمثيله مهترىء وجائر ولا يخدم الإنسانية التي تتباكى عليها؛وإن كان فهو قاصر عن أن يحاكمك أنت أيها الملعون كونك تتطاول على سيدك البشير الرئيس الشرعي لجمهورية السودان الحبيبة.

 
 
كيفية طباعة المقال
 
 

شبكة المنصور

السبت  / ٠٤ جمادي الثاني١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ٣٠ / أيــــــار / ٢٠٠٩ م