أبو عمر البغدادي

 

 

شبكة المنصور

سعد الدغمان
أبو عمر البغدادي رجل يقاتل القوات الأمريكية في بغداد ومن يقف معها بجهاد مستمر منذ رحيل سلفه أبي مصعب الزرقاوي؛وهذا البغدادي هو من يقف وراء التفجيرات التي حدثت في بغداد ومدن عراقية أخرى هو وتنظيمه الذي يعرف ب(دولة العراق الأسلامية)؛لم نعرف نحن الذين سلمنا أمرنا الى الله عز وجل وأستعظناه بالوطن الذي أصبح نهبا للبغدادي وغيره وللذين يخدمون الفرس والعجم ومن أأتمر بأمرهم ليفترش العراقيين أراضي الدول الأخرى مستجدين العيش لهم ولأطفالهم علهم ينشدون الخلاص من مفخخات البغدادي الذي تتهمه الحكومة ؛ومفخخات الحكومة ومليشياتها وزنادقتها وقذارات الفرس الذين أستابحوا العراق بعون من أوصلهم الأمريكان الى سدة الحكم أثر التحرير الفظيع الذي قطع أوصالنا والذي يطالب السياسيون الجدد وممن تربوا عند المحتل وفي دياره ببقاءه على رقاب أهلنا علهم يستزيدون من السحت الحرام وهم يتداولون السلطة من سيء الى أسوء.


لم نعرف عن البغدادي الذي يتهموه سوى صورة ثابتة يرتدي فيها الزي العربي توحي بأن الرجل من (رعايا المملكة العربية السعودية) ؛وهي مقصودة طبعا لأحداث موازنة فيما بين الأرهاب الفارسي الصهيوني الأمريكي وبين الأرهاب العربي الذي طال أرض العراق وفق نظرية تصفية الحسابات مع أمريكا ؛وطبعا أقرب بقعة تتلقى فيها الولايات المتحدة الضربات الموجعة على نهجها الشرير هي أرض العراق ؛فهي كما يقولون( أرض الرباط)؛.


أن موضوع وجود رجل أسمه أبي عمر البغدادي يساوره الشك منذ أن أطلقت الحكومة العميلة هذا المسمى والى يومنا هذا؛حيث أن الدعاية التي رافقت ظهور سيرة هذا الرجل لم تكن عادية كما أنها تتزامن مع الأحداث التي يشوبها الشك دائما والتي تتهم فيها أطراف معينة تشارك بالحكومة ولها تاريخها بالعمالة؛ولكم أن تعودوا الى الأحداث الهامة والكبيرة التي وقعت في الفترات السابقة والتي رافقتها أخبار عن إلقاء القبض على أبي عمر البغدادي؛ذلك أن موضوع القبض على هذا الرجل ليس بجديد وقد سبق وأن تكرر لأكثر من خمس مرات أو ستة على ذمة أخبار حكومات الأحتلال المتعاقبة في العراق.


وأنها المرة السادسة على ما أظن التي تلقي فيها القوات الحكومية الباسلة القبض على أبي عمر البغدادي خلال ست سنوات من الأحتلال وما تبعه من ضربات موجعة تعرضت لها قواته المجرمة وقوات الحكومات التي نصبها ؛ما يعني أن هناك سبعة أشخاص من هذا (القائد الشبح) الذي تلقي أمريكا متمثلة بقواتها القبض عليه ومن ثم يظهر آخر بنفس الصورة الثابتة التي تعرضها الفضائيات ونفس الملامح والشكل؛ذلك أستنتاج؛أما الأستنتاج الأخر فهو أن تلك القوات (سواء هذه أو تلك ؛أي المحتلة أم تلك التي تمثل دور الألعوبة بيد المحتلين توجهها كيفما تشاء) تعمل على تهريب الرجل ليعاود نشاطه من جديد بقتل العراقيين وأرهابهم؛والتفسير الثالث ان ليس هناك من بغدادي أو بصراوي أو حتى مصلاوي؛والموضوع لايتعدى أكثر من أن الجماعة بحاجة الى شماعة يعلقون عليها فشلهم الذريع في أستتباب الأمن وتوفيره للمواطن العراقي الذي أبتلى بهذه الوجوه الكالحة؛مما تتطلب تخويفه بأستمرار وأظهار صورة دائمة لعدو دائم يترصد العراق وأهله ونحو تبيض صورة الحاضنة الفارسية التي أحتضنت تلك الوجوه المجرمة طيلة سنوات سوداء لتعلمهم الغدر والخديعة وأسترخاص دماء الناس وهدر كرامتهم.


موضوع أبو عمر البغدادي ومن وجهة نظري إن جاز لي التحليل لايتعدى كونه موضوع تورية أو تظليل للرأي العام العراقي أولا ثم العام نحو أخفاء الدور الأجرامي الذي تمارسه بعض الأحزاب المشاركة في المهزلة السياسية التي أستحدثها الاحتلال منذ دخول قواته الى العراق والى يومنا هذا.


كما يأتي أستخدام اسم أبي عمر البغدادي للتغطية على فشل الأجهزة الأمنية التي أنشئت تحت ظل الأحتلال والتي تغلب عليها الصفة الطائقية في تأدية أعمالها وعدم المهنية في أداءها ؛وفشلها في ضبط الأمن والقضاء على الفوضى الحاصلة في الشارع العراقي الذي يتخبط وسط موجات التفجيرات التي ينفذها أشخاص يتبعون هذا التيار أو ذاك الحزب أو تلك المنظمة.


وأغلب الظن أن إثارة موضوع البغدادي في هذا التوقيت بالذات ما كان إلا تغطية على تفجيرات الكاظمية التي أتهمت بها جهة دون غيرها وربما كانت الاتهامات دقيقة أو لا ذلك ما لانعلمه؛لذلك حشر أسم البغدادي في الحدث لأغراض التغطية ؛ولكن عدم التنسيق بين الجهات المجرمة الفاعلة على الساحة العراقية وبتنوعاتها وأختلاف توجهاتها أفشل خطة تحميل البغدادي المسوؤلية عن ما جرى في الكاظمية والتي راح ضحيته عراقيون أبرياء لاذنب لهم سوى انهم لاذوا بحمى الامام موسى أبن جعفر عليه السلام ليدفع عنهم أضرار ما حملته لهم آلة الأحتلال المجرمة ومن مشى بركابها.


وهذا إن كان فهو يكشف مدى الفوضى التي تعانيها الأجهزة الأمنية ؛ومن خلالها الفوضى التي تعانيها وزارة الداخلية برمتها.


لقد سمعنا صوت البغدادي مرات قلائل عبر رسائل صوتية مرافقة لصورته الثابتة كانت تبثها الفضائيات وهي بهيئة واحدة لاتتغير؛وهو أسلوب تتبعه قيادات القاعدة ك(أسامة بن لادن؛والظواهري) وغيرهم لأيصال رسائلهم الى العالم؛لكن هذه الرسائل التي تنسب الى البغددادي لاتنفي الشك من كون شخصية الرجل حقيقة أم لا؛كما أنها لاتثبت تورطه في أي قضية من قضايا الأرهاب في العالم وهي غير معتمدة عند المنصفين؛كون أن علم الأتصالات تطور مثله مثل الحياة التي شمل التطور كل أرجاءها؛ وكلنا يعلم ان الامريكان هم من يزورون الأحداث ولاغرابة في ذلك؛وهذا بدوره لايؤكد مزاعم الحكومة فيما ذهبت اليه سيما وأن قناة العراقية عرفت بالكذب والتحايل على الحقائق منذ أن أنشأها الأحتلال وحتى هذه الساعة؛وقد عرضت في مرة أستجواب لشخص أدعى قتل عدد من الأشخاص وأعترف من على شاشة الفضائية العراقية بأنه أرهابي وقاتل ليتضح فيما بعد أن الاشخاص الذين قتلهم أحياء يرزقون؛وقد أدلت أمهم بالحقيقة قائلة أن الذي أعترف هو أبن أختها وأن من قال أنه قتلهم هم أبناء خالته وهم أحياء يرزقون؛وأتضح أن الرجل أقتيد من الشارع وأتهم وهو بريء وطلب منه أن يعترف على جرائم لم يرتكبها وأشخاص لم يقتلهم؛فما كان منه إلا أن ذكر أسماء من جاءوا على باله حينها ولم يتذكر سوى أبناء خالته؛فأورد أسمائهم.


ملخص الموضوع كان لابد من شماعة تعلق عليها الحكومة وأجهزتها الأمنية فشلها؛فكان البغدادي الشماعة الجاهزة والتي يتقبلها الناس نتيجة ما روج عن القاعدة وأساليبها في العراق وهي مقصودة طبعا ليتقبل العامة الموضوع ومن ثم تنتهي قصة تفجيرات الكاظمية كما أنتهت حادثة جسر الائمة ومقتل أهلنا في الزركة وفي النجف الأشرف عند مرقد الأمام علي عليه السلام؛والحوادث الاخرى التي تم تعليقها على شماعة القاعدة وطويت ولا من سائل عليها ولانتائج تذكر؛وضاع الخيط والعصفور؛وراح دم أهلنا هباء منثورا.


أنها لعبة قديمة يحاول من لايمسك بخيوط الأمن أن يعيد تجديدها بين الحين والأخر؛لكنها تفلت من بين أصابعه كما فلت الشرف من قواميس حياتهم ؛أنها اللعبة القديمة المتجددة أرادت بها القناة أن تحقق سبقا مزعوما ؛وأن تحقق الحكومة هدفا تصيب به المرمى ولكن كرتها كانت ممزقة من دوي الأنفجار الذي هز أحلامهم وضيع عليهم فرصة التبجح أمام عدسات الفضائيات والتمنطق الفاضي الكاذب؛فلا البغدادي ولاغيره كان لهما علاقة بالحدث؛وليس هناك من بغدادي بيد الحكومة سوى ذلك البغدادي الشريف الذي جار عليه الزمن وأوقعه بيد من لايرحم بيد من تربى على يد اليهود والمجوس وهم يملؤن السجون ظلما وعدونا ليس غير ؛أما التفجيرات فمصدرها معلوم وهو لايبعد عنكم سوى أمتار؛وأنتم أدرى به وبمن نفذه؛ فلا تزجوا أسماءا تعتقدون أن لها وقعا يخدم إجرامكم ؛فذاك زمان ولى وقد عرف من خلاله العراقيون من يخدمهم ممن يضع الأشواك في طريق سيرهم؛وبانت حقيقة الجميع.

 
 
كيفية طباعة المقال
 
 

شبكة المنصور

السبت / ٢٩ ربيع الثاني١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ٢٥ / نـيســان / ٢٠٠٩ م