ماذا يبغي محمود عباس من زيارة شمال العراق  ؟؟

 

 

شبكة المنصور

ابو مصطفى العنزي
الوقائع تزداد وضوحا يوما بعد آخر والكثير منها قد توضح تماما واصبح لا يقبل الشك والمناقشه والجدل ، وليس غريبا على المتابع ولا صدفة على الغافل عندما تطفو حقيقة فلان من الناس او صورة جهة من الجهات على السطح لان الكل اصبح يعرف ان فلان من الناس او جهة من الجهات كانت اصلا غارقة في ماء آسن ومستنقع موبؤ ولم يطفو او تطفو على السطح إلا بعد ان تفسخ او تفسخت ، ولذلك فإن البقاء تحت سطح المياه الآسنه او الطفو فوقها اصبح مساله عاديه ليست بذي بال لانها لا تحرك المشاعر ولا تثير الدهشه والاستغراب ، ولان المومس عندما تكبر وتشيخ تتحول الى سمسيره ولان حالة السقوط والانحلال حالة مكتسبه بالوراثه لا يمكن لصاحبها مغادرتها والابتعاد عنها ولا يمكن للغير ابعاده عن دروبها .

 

أنا شخصيا اقول (واعوذ بالله من كلمة أنا) وبكل علانيه وصراحه ان ما وصل اليه العراق وقيادته وشعبه من تدمير واحتلال وقتل لابناءه كان النصيب الاوفر والاكبر منه هي قضايا الامه المصيريه وفي مقدمتها قضية فلسطين ، واقول وبكل زهو وافتخار ان هذا شرف للعراق وقيادته التاريخيه وقائده الشهيد صدام حسين ولكن ما يحز بالنفس ويؤلم القلب ان القياده الفلسطينيه وبمختلف اشكالها نست وتناست العراق العربي الاصيل ومفهومه الصحيح للجهاد والتحرر وراحت تدور في فلك الانقسامات والانهزامات والتناحر من اجل ولاجل مصالح شخصيه وذوبت نفسها في محاور واتجاهات احالت قضية التحرير الى سلعه تباع وتشترى والتجار الكبار يتقاسمون الارباح والغنائم كما يحلو لهم .

 

قيادة العراق العربيه القوميه الاصيله لم تساوم على اي من القضايا العربيه الاصيله وتحديدا قضية فلسطين مثلما تجري اليوم مساومات رخيصه يشترك فيها الفلسطينيون انفسهم . ولقد كان شعار تحرير فلسطين هو الاعلى والاهم في تقديرات القياده العراقيه ، وفي حين كانت الصواريخ وقذائف الطائرات تنهال على ارض العراق وشعبه كان صوت القياده ينادي بتحرير فلسطين، وفي حين كان العراق يعيش حصارا ظالما وابناء شعبه يتضورون جوعا ويبحثون عن قطرة دواء لاطفالهم كانت القيادة العراقية تدفع لعائلة كل شهيد فلسطيني مبلغ خمسة وعشرون الف دولار ويعرف القادة الفلسطينيون قبل غيرهم ان هناك الكثير من الاحايين التي احاقت بشعب العراق وتزامنت معها الكثير من المواقف الوطنية العظيمة من قبل قيادة العراق واظنهم شاهدوا الشهيد الخالد صدام حسين يهتف باسم فلسطين وحبل المشنقة ملفوف على رقبته الشريفة كما وانهم اول العرافين ان رامسفيلد عرض على الشهيد التخلي عن قضية فلسطين مقابل كل ما يريد فابى التخلي عن قضية تعيش في ضميره ووجدانه ولو مقابل اهم واغنى كل عطايا وكنوز الدنيا.

 

من حقنا ان نتسائل عما يبغيه محمود عباس من زيارته لشمال العراق ولقائه بالعميل مسعود البرزاني ومن حقنا ايضا ان نسئله هل ان هذا اللقاء هو اول لقاء له مع رأس العمالة ام انه لديه لقاءات ولقاءات سابقة معه تحت ظل المخابرات الصهيونية والامريكية وماذا يبغي من زيارته لعميل هدفه خلق اسرائيل ثانية في الوطن العربي عامدا وبدفع القوى الاستعمارية والصهيونية الى اقتطاع جزء من عراق العروبة ... عراق فلسطين ليصنع كيانا عميلا دميما على حساب الامن القومي العربي وعلى حساب قضية فلسطين التي لم تعد قضية اصلا بنظر محمود عباس بل تحولت الى حالى شخصية بنظره يريد حلها والخلاص منها ليس بهدف التحرير ولا بوسيلة الجهاد ولا حتى بالابقاء على دويلته المهزلة بل ولو بامارة بسيطة وهزيلة لا تتعدى مساحتها بضع كيلومترات ولا يتجاوز نفوسها بضعة الاف من اشخاص وعناصر تابعين له همهم الوحيد هو العيش برفاه ونعيم ولو تحت اقدام ليس فقط الصهاينة ولكن تحت اقدام كل من يرغب ان يطأ رؤوسهم.

 

يريد محمود عباس ان يتحاور مع العميل مسعود البرزاني بشأن اقناعه بتوطين الاف الفلسطينيين في شمال العراق وغاب عن ذهنه المريض وعقله العقيم ان شعب فلسطين ليس ملك له وان شمال العراق ليس ملك للعميل مسعود وامثاله من العملاء الاخرين ولأن محمود عباس اثبت لكل فلسطيني شريف ولكل عربي شريف انه لم يكن يوما مجاهدا فلسطينيا ولا هو من اصحاب القضية فقد تكشفت حقيقته ليس الان ولكن منذ فترة طويلة خسرت قضية فلسطين خلالها الكثير الكثير وكان من ضمن الخسائر اغتيال المرحوم ياسر عرفات والتقاتل بين الفصائل الفلسطينية ومباركته لهذا التقاتل والتناحر ووقوفه بالضد من مشاريع الوحدة الفلسطينية التي بوحدتها وجهودها يمكن الوقوف بوجه الاحتلال الصهيوني المجرم.

 

محمود عباس ومسعود البرزاني لم تجمعهم سوى حالة العمالة وارتمائهم في احضان الصهيونية وهما وجهان لعملة واحدة ومتشابهون في كافة تفاصيل حياتهم وتاريخهم واصولهم وفروعهم وهم حتما سيكونوا في نهايتهم الطبيعية التي هي نهاية كل عميل وخائن لوطنه وشعبه.

 
 
كيفية طباعة المقال
 
 

شبكة المنصور

الخميس / ٢٠ ربيع الثاني١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ١٦ / نـيســان / ٢٠٠٩ م