صداميات : احداث ووقائع حية بطلها الشهيد صدام

 

 

شبكة المنصور

ابو ميسون المغرب

اخترت عنوان صداميات لكي ابرهن لمن لا يزال يشك في ديمومة حضور الشهيد الكبير صدام حسين عليه السلام على الساحة العربية  حصورا قويا وممتدا في فكرنا ووجداننا  . واذا كانت المناسبة  الذكرى السنوية لدخول الرعاع  بغدادنا الحبيبة  مع ما رافق ذلك الدخول من تدمير وتخريب الانجازات العمرانية والحضارية التي قام بها الحكم الوطني , قلت اذا كانت هذه هي المناسبة التي تؤطر الصداميات , فقد اضيفت اها مناسبة اخرى  تتمثل فيما قراته في احدى المواقع من تعليق على خطاب الشيخ المجاهد عزة ابراهيم ايده الله بنصره  الاخير في ذكرى العدوان على العراق وذكرى تاسيس الحزب , وهو التعليق الذي لم  يلتزم فيه صاحبه معايير العقل والموضوعية بل جنح به الخيال المريض الى حدود انكار الوجود الحي للسيد الرئيس المجاهد , اما ان يعترف بالدور الريادي للمجاهد في المقاومة فذلك اضحى من سابع المستحيلات.

 

الصداميات  هي احداث ووقائع حية  كان بطلها الشهيد الكبير ,  جرت لي في اوقات متعددة من بداية شهر فبراير الى ابريل / نيسان من السنة الجارية. واذا كانت مثل هاته الاحداث غير منقطعة فان الصداميات تختلف عنها من الجوانب التالية :

 

ـ ابطال هاته الاحداث من الشريحة الاجتماعية المثقفة , وعلاقتها بالعراق الوطني والقومي علاقة ضميرية ووجدانية ما انفكت تتعمق على مدار سنوات العدوان على العراق.

 

ـ احداث كانت مباشرة وغير مباشرة , أي كنت شخصيا طرفا رئيسيا فيها , اوغير رئيسي بمعنى قادتني الصدفة لاشهد واستمع لاحاديث حية حول الشهيد صدام حسين

 

وبين الصدامية المباشرة وغير المباشرة يستوطن حب الشهيد افئدة الناس باعتباره كان مشروعا تنمويا وتحرريا لم يشهد مثله تاريخ العرب في القديم والحديث , وفي كل الصداميات ينبعث التاريخ المجيد للامة العربية الخالدة وتقترن مشاهده بالعزة والكرامة والانتماء للاصول , وفي كل الصداميات  تحترق نفوسنا حزنا وكآبة على اللحظة الصدامية التي ارادت الحاقنا بالمتن الحضاري المعاصر غير ان الاوغاد قاموا بوادها لخطورة قيمها الانسانية والاخلاقية على مستقبل حياتهم واجيالهم.

 

الصداميات نماذج حية للاعتراف بعظمة رجل وقف صامدا امام الشر والجبروت الانساني , وهي كذلك نزعة نحو تاصيل قواعد التمرد على التخلف والتبعية من خلال بناء وطن مستقل حر ينعم فيه مواطنوه بالعدل والمساواة على اسس الاسلام .

 

الصداميات وثائق متحركة حية  تصف كيف ان الشهيد لا يزال حاضرا في الامة رغم محاولة الخائنين اطفاء شعلته الاولمبية المتوهجة على جبال ارض العرب .

 

وقبل تقديم الصداميات فاني اعتبرها مساهمة شخصية متواضعة في ذكرى دخول الاشرار بغداد العروبة , واستجابة لامر المجاهد الذي حث الكتاب على نصرة المقاومة بالكلمة الملتزمة .

 

الصداميـــــة الأولـى :   حقا هو أشرف مسلم

 

في الجمعة الثانية من شهر فبراير وبينما أنا متجه الى المسجد لأداء صلاة الجمعة التقيت زميلا لي في الطريق , وباعتبار علاقة الصداقة والمهنة التي تربطنا سألته عن حسن نية :

 

ـ هل ستؤدي صلاة الجمعة في هذا المسجد ـ وكان قريبا وهو الذي نقصده كل جمعة ـ

 أجابني معتذرا أنه غير مهيأ للصلاة , ثم الححت عليه مازحا :

 حتى ولو لم تكن مهيأ فتعال وصل فان أمثالك لا حرج عليهم ولا تثريب . وعندما أحس بالنكتة تخلص مني قائلا:

اعلم أن آ خر وأشرف مسلم كان صدام .

 ورغم أنه تخلص من الحرج بهذا الحكم النهائي , فان بلاغة رده تكمن في تكذيب آراء المفترين على السيد الشهيد الذين كثيرا ما اتهموه بالالحاد والكفر.

 

الصدامية الثانيـة :  نعم هو اليوم الذي اعتدي فيه على العراق :

المكان : باب اعدادية . الزمان : 20 مارس. وقت خروج التلاميذ للاستراحة . كانت جماعة من التلميذات يتحدثن في شغب طفولي , وصدفة احداهن تسأل الأخرى :

هل أنت عربية الأصل ؟ أجابت الاخرى : لا , أصلي بربرية , ولكن أسرتي تتحدث في البيت العربية.

تدخلت وقدمت لهن  شروحا حول السياق الذي يجري فيه حديثهن وهو سياق استعماري يرمي الى تفتيت المجتمع المغربي الى عرب وبربر , كما فعل الاحتلال في العراق عندما أحيى الطائفية البغيضة بين الشعب العراقي الذي كان متماسكا أيام الشهيد صدام . وقلت لهن عليكن الحذر من مكائد الاستعمار الجديد فانه يسهل عليه العودة اذا أحس بغياب الوحدة والتوحد بيننا وهي عناصر يحرص عليها النظام في بلادنا. واستطردت كثيرا في الحديث عن مشكلة العراق الطائفية وكيف سهلت احتلاله ختمت بسؤالهن : هذا يوم 20 مارس فماذا يعني لكن؟ أجابت احداهن بوعي طفولي : هو اليوم الذي اعتدي فيه على العراق. وسألت : ومن كان يحكم العراق ؟ قالت: أخرى : صدام .

 

الصدامية الثالثــة : كان العراق قاعدة للعلماء

في احدى مقاهي المدينة جلست الى جانب طاولة جلس حولها بعض المثقفين ـ أعرف بعضهم ـ وعلى هاش خبر وارد باحدى الصحف الوطنية حول احتلال العراق سمعت أحدهم يقول بعد ان تشعب بهم الحديث عن اهمية العراق قبل الاحتلال : بالفعل كان العراق قاعدة للعلماء . ولكي يؤكد رأي زميله قال آخر : ولهذا السبب اعدموا الشهيد صدام .

 

الصداميـة الرابعـة : توافق تاريخي

قمت  أنا وأسرتي بزيارة سد اسمه الرسمي سد 9ابريل , وسبب تسميته يرجع الى الزيارة التاريخية للمغفور له محمد الخامس لمدينة طنجة يوم 9 ابريل من سنة 1947 وكانت المدينة تحت السيطرة الدولية . وكان هدف الزيارة هو الاعلان الملكي عن وحدة المغرب رغم تقسيم المستعمر له الى جزء يحتله الفرنسيون والجزء الآخر يحتله الاسبان والجزء الثالث يخضع للسيطرة الدولية. عندما وصلنا السد وكان الجو ربيعيا التفت نحو بناتي وقلت لهن هذا سد 9 ابريل , وهذا التاريخ له مغزى وطني وقومي و فالمغزى الوطني اذن واضح من خلال ما علمتهن في دروس التربية الوطنية والتاريخ المغربي الحديث , فمن منكن يذكرنني بمغزاه القومي ؟ قالت احداهن مسرعة .: يوم دخول الاحتلال الغاشم لبغداد العروبة.

 

الصدامية الخامسة: الفن التقليدي يستلهم من الشهيد الابداع والجمالية

بتاريخ 21ابريل زرت ابنتي بالرباط , واغتنمتها فرصة للتجوال في احياء المدينة القديمة , وبينما نحن سائران جذبتني ابنتي وأشارت لصورة الشهيد منسوجة يدويا على رقعة ثوب معروضة على طاولة مع نماذج اخرى من ابداعات الفن التقليدي المغربي . وتجدون الصورة ادناه

 

 
كيفية طباعة المقال
 
 

شبكة المنصور

الثلاثاء / ١٨ ربيع الثاني١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ١٤ / نـيســان / ٢٠٠٩ م