أنفلونزا خنازير بغداد

 
 
 

شبكة المنصور

عبد الجبار الجبوري / كاتب وإعلامي
شكل المرض الجديدانفلونزا الخنازير رعبا حقيقيا في دول العالم ابتدأ من  دولة المكسيك دون أن يتوصل احد إلى علاج لهذا المرض الفتاك المرعب وقامت دول وحكومات على الفور بقتل أعداد كبيرة من هذه الحيوانات المكتنزة باللحم الأبيض المتوسط إلا أن خنازير العراق مازالت تسرح وتمرح في حدائق الزوراء ومتنزهات المنطقة الخضراء دون أن يلتفت إليها احد من ( الحكومة ) التي تنشغل بمؤتمرات المصالحة الوطنية الوهمية والاستثمارات الأجنبية والسفرات الرسمية للراحة والاستجمام وتوقيع العقود من خلف ظهر الشعب وتحت العباءة وبالمليارات الدولارية فيما ينشغل مجلس النواب بالمصادقات على قوانين تعبانه لاتمت لمصلحة الشعب بصلة أو فائدة في وقت تنهال على حدود العراق من إيران وتركيا القنابل والقذائف والقصف الصاروخي من طائرات الصديقة ( إيران ) لقرى عراقية في شمال العراق دون أن نسمع تصريحا وتنديدا من ( فخامة الرئيس ) المشغول بإطلاق تصريحات نارية وتهديدات صارخة بعدم قبوله مقايضة كركوك بأي صفقة أخرى وكأن كركوك (طابو طالباني ) لايمكن لأحد التقرب منه ونسي( الرئيس ) إن الشعب هو وحده من يمتلك قرار عائديه كركوك وغيرها من الأراضي العراقية وليس غيره والتي ستبقى عراقية رغم انف بوش وأقزامه العملاء ممن باعوا الشرف قبل الأرض ،أما أنفلونزا التصريحات فعلى قدم وساق لنواب البرلمان وبالجملة فهذا يرفع والآخر يكبس وكلها تصريحات نارية ولكنها (خلب) هدفها استعراض عضلات ورقية بأفكار خاوية طائفية حاقدة وخير هؤلاء النواب لايستطيع أن يجلب (وزير) مرتش متمرد على القانون وهاربا هو وأشقاؤه والمدراء العامون لوزارته من القضاء الذي قرر القبض عليهم وتقديمهم (للعدالة) ولم يلفت الوزير وحاشيته الفاسدة إلا من أبواب خلفية للوزارة بعد مواجهة حامية بالأسلحة الخفيفة وكأننا في مدن لاس فيغاس أو تكساس  وعصابات المافيا في وقت يصرخ (رئيس الحكومة) إننا دولة قانون ..فأين القانون يادولة رئيس الوزراء وقيادي في حزب الدعوة (حزبك) يدوس على هذا القانون ويهرب مع حاشيته من الباب الخلفي للوزارة ... ثم يتكرر هذا المشهد التراجيدي في أماكن أخرى لقطات العراق أبطالها قادة أحزاب متنفذة في الحكومة كما جرى في سنجار ومخمور والشيخان  وقائد شرطة كربلاء وديالى ومحافظ البصرة وغيرهم كثر فهل نحن في (دولة القانون) أم في شريعة غاب تحكمها مليشيات وأحزاب طائفية عنصرية هدفها خراب العراق وتقسيمه وتدميره وقتل اكبر عدد من أبنائه  كي يشفى غليل دولة الجوار ولا تستغرب أن خنازير العراق المتواجدة في حديقة الزوراء والمنطقة الخضراء واهوار الجبايش وهور رجب وهور الحويزة الذي جففته إيران حديثا أن تصاب بهذه الأنفلونزا المعدية من الوضع الأمني المنفلت والفساد الإداري الناخر في عظم الوزارات كلها بغطاء حكومي واضح ومباركة حزبية طائفية من قبل الكتل الكبيرة والأحزاب التي تسيطر على مصدر القرار الحكومي وتعرقل كل ما من شأنه الحد من ظاهرة الفساد الإداري وتحقيق سلطة القانون وملاحقة المفسدين مهما كانت مواقعهم الحزبية والرسمية هم وأبناءهم وأشقاءهم من الذين يديرون ( وزارات ) من خارج البلاد بالعقود النفطية والاقتصادية في سفارات العراق من دول أوربية وغيرها ، الحكومة تعاني من أنفلونزا لخنازين بشرية تحكم سيطرتها على الوزارات ودوائر القرار والمحافظات ليست في منأى من هذه الخنازير البشرية التي تمتص دم الشعب العراقي الجريح وتعمل بكل طاقاتها الجهنمية لجعل العراق والعراقيين في خط فقر دائمي وفقدان امني مستمر وإشعال فتنه طائفية وبأشراف دول حاقد وعدوة للعراق تاريخيا وحضاريا ، ليس من مصلحتها استتباب الوضع الأمني والاقتصادي للعراق فكونت هذه ( المنظومات السرية / العلنية ) لنهب ثروات العراق وتخريب نسيجه الاجتماعي وتدمير مستقبله لآلاف السنين هؤلاء هم أنفلونزا خنازير حقيقية وليست التي تجيء لنا من الأنفلونزا المكسيك لخنازير المكسيك الوديعة فعلى الحكومة أن تعالج وتقضي على مرض أنفلونزا خنازير بغداد قبل الوقاية من خنازير المكسيك : والله يحفظ العراق والعراقيين من أنفلونزا خنازير بغداد ....؟
 
 
كيفية طباعة المقال
 
 

شبكة المنصور

الخميس / ١١ جمادي الاولى١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ٠٧ / أيــــــار / ٢٠٠٩ م