أوباما .... كذبة أخرى

 
 

شبكة المنصور

عبد الجبار الجبوري / كاتب وإعلامي
تتصّاعد حمّى التصريحات الأمريكية والعراقية على خط الانسحاب المسؤول في نهاية حزيران القادم ،كما هو متفق عليه بين الطرفين في الاتفاقية الأمنية المشبوهة،كمرحلة أولى الأ أن الواقع على الأرض ينسف هذه التصريحات ويدحضها أيضا فما نراه الآن من أعمال عنف  وتفجيرات دموية كارثية تضرب مدن العراق كله،واعتقالات واغتيالات يومية لأبناء العراق المناهضين للاحتلال وتردي الوضع الأمني والاقتصادي والشلل التام في مفاصل الدولة جراء استشراء سرطان الفساد الإداري من أعلى هرم السلطة إلى أدناها لهو دليل قاطع على أن إدامة هذا الفشل هو لضمان بقاء جيش الاحتلال لأطول فترة زمنية على ارض الرافدين ، وما هذه الحمى العارمة في التصريحات والوعود والاتفاقيات الأمنية والعسكرية إلا كذبة أخرى يضيفها اوباما إلى أكاذيب سلفه المجرم بوش الذي قال بان العراق يمتلك أسلحة دمار شامل لتبرير غزوه للعراق واحتلال أراضيه ونهب ثرواته النفطية وتدمير شعبه وتمزيقه طائفيا وعنصريا والآن وبعد فشل مشروع الشرق الأوسخ الكبير على ارض الرافدين بفعل المقاومة المشروعة للعراقيين وفشل مشروع إقامة دولتين فلسطينية وإسرائيلية كما وعد بوش العالم ، تعيش إدارة اوباما الفشل نفسه في العراق وأفغانستان والسودان وفلسطين وحتى باكستان واستمرار النهج البوشي والإستراتيجية العسكرية   فعادت هذه الإدارة لممارسة اللعبة القذرة بإشعال الحرب الأهلية في هذه الدول ، وهو ما يحصل هنا على الأرض في العراق ويبدو السيناريو الأمريكي الإيراني واضحة بصماته ومكشوفا أيضا ، فبالنسبة لإيران كلما زاد الضغط الغربي على موضوعة مفاعلها النووي تصّعد من أعمال العنف في العراق عن طريق فرق الموت والمجاميع الخاصة  وفيلق الحرس الإيراني الذين يحكمون سيطرتهم الكاملة في جنوب العراق وبغداد كورقة ضغط وابتزاز لإدارة اوباما ومعها تتصاعد تصريحات نارية أخرى  من الحكومة العراقية وبنفس إيراني واضح تنسف فيه جهود المصالحة الوطنية وتشن حملة اعتقالات واسعة لأبناء العراق المناهضين للاحتلال والعملية السياسية  وهو ماحصل للنواب مشعان الجبوري ومحمد الدايني وعبد الناصر الجنابي وتهديدات لصالح المطلق وإياد علاوي وغيرهم الكثير  وما تعطيل انتخاب رئيس مجلس النواب لعدة أشهر الامحاولة مقصودة لعرقلة وإفشال تعهدات الحكومة في تطبيق وثيقة الإصلاح السياسي التي تهدف إلى تهدئة الأوضاع الأمنية والسياسية وإيجاد توافقية تفضي إلى استتاب الأمن وانسحاب قوات الاحتلال ولكن هذا لم يحصل طالما تتأثر الحكومة بأملاءات خارجية لاتضمر إلا العداء للعراق والعراقيين وأجندات أمريكية في إدارة اوباما للتحكم بمصير البلاد على المدى المنظور ، وخاصة بعد ظهور نتائج انتخابات مجالس المحافظات المثيرة  المفاجئة  والتي قلبت موازين اللعبة السياسية على رأس مروجي الطائفية من الأحزاب والكتل الكبيرة الحاكمة وأفصحت عن حقيقة رفض الشعب العراقي لها بل إسقاطها وطردها من العملية السياسية القادمة  في انتخابات مجلس النواب، لهذا تعمل إدارة اوباما والحكومة معا وبخط متواز على إدامة زخم الانفلات الأمني وتشجيع الفساد الإداري وترسيخ البعد الطائفي والعنصري وتقوية الميليشيات وإسنادها لإبقاء الخراب والدمار والدماء تملأ شوارع العراق   ، وإلا مامعنى السكوت على الوزراء ووكلائهم والمدراء العامين وكبار مسؤولي الحكومة ممن ثبت عليه الفساد والنهب وسرقة أموال الشعب  أو السكوت على جرائم الاحتلال الأمريكي، ولماذا لم تبال عما تقوم به الميليشيات الكردية من اعتداء على المواطنين وقطع أجزاء من المحافظات في ديالى ونينوى وكركوك ومن اعتقالات عشوائية للمواطنين هناك، في حين يخرج علينا مسؤول (كبير)ليقول إن الوضع الأمني ممتاز  وما على القوات المحتلة إلا الانسحاب المبكر في الوقت نفسه يقول آخر نريد إبقاء قوات الاحتلال في المدن أليس هذا ذر الرماد في العيون خاصة بعد سماعهم تصريحا مناقضا لقائد جيوش الاحتلال( اوديرنو ) يؤكد فيه هشاشة الوضع الأمني بل وترديه في الموصل وبغداد ويتمنى أن تبقى قواته هناك فترة أطول لفرض الأمن فيه هكذا إذن اللعبة الأمريكية تسير وهي لعبة جر الحبل بين الحكومة وإدارة اوباما وهي لم تنطل على شعبنا الجريح المقاوم العنيد الذي لم يأبه لهذه الأكاذيب  والمراوغات وهو ماض في تحرير العراق من أيدي الغزاة والجلادين بمزيد من التضحيات الغالية من اجل عيون العراق ....

 

عندها سيركع المحتل وأعوانه لإرادة العراقيين وسيرحل رغما عنه تلاحقه لعنات المظلومين  وأدعية الثكالى وأمهات الشهداء الصابرات هكذا يخرج الاحتلال ياسيد ( اوباما ) لابالاتفاقيات المشبوهة والتصريحات الرنانة الخادعة والكاذبة وهل تريد أن نذكرك بما حصل في قاعدة( بيرل هاربور) في اليابان وهروب قواتكم بلا أحذية ؟؟؟

 

اعتقد إن التاريخ سيعيد نفسه هنا في العراق إذا لم تتعظ ياسيد اوباما أنت ومن معك فسفينتكم على وشك الانهيار ....

 
 
كيفية طباعة المقال
 
 

شبكة المنصور

الجمعة / ٠٥ جمادي الاولى١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ٠١ / أيــــــار / ٢٠٠٩ م