في ذكرى الميلاد الميمون - قبلة الأيام ... عليك السلام

 

 

شبكة المنصور

عضيد شياع عواد
يا أيها اليوم الندي .. يا حدائق رجاء مخضبة بالوفاء وصلوات أمي التي عاشت زمن الكبرياء وبسمات أبي الذي لم يعرف الانكسار ولن يعش الانشطار ويا عزة أبنتي التي غفت كالياسمين النقي هانئة على أكتاف الوفاء .. يا حكاية المجد وأسطورة نضال لن ينتهي .. ويا بوابة الفخر ما دام البقاء ومعبر الأحرار والأبرار لتأريخنا البهي المعبق بالبطولات والمكتوب بتحديات الحق والمعطر بالفداء والمكحل بالعزائم السُمْر وبكل حكايات : علي وخالد وعقبة وأبن زياد .


*  *  *


يا أيها اليوم الخالد في حمى الأيام .. يا صرخة عنفوان سمعتها السماء فأنفرجت عن ينبوع حياء من الوجدان وانبلجت في زحمة الوهاد مدرسة للأوطان مشرَعة على مدى الأجيال تعزز مسار عهد البطولة بمواسم للجهاد رواها بدمائه المتوهجة بنور الكرامة وأساطير التحديات لمن جاء حاقداً وطامعاً يريد الغنيمة ويريد الثأر.. فانبرى سيفك جاهراً بالحق للجم كيانات الحقد وجحافل الظلم وقلت بصوت هادر جهوري : إن البلاد لأبنائها وإن  نجومنا لنا وأقمارنا لنا وجبالنا وسهولنا وأنهارنا وسماءنا لنا .. لنا .. لا  لن نتركها للأعداء الغزاة .


*  *  *


يا مليك الروح وسيد أيام اللجة والريح الماخرات تكسر قيد الهوان وتمخر زؤام الموت ودجى الظلام .. تستسقي فصح النهار وممراح السنابل تغسل المدائن الخائفة فتحرسها صوارم ليوثك تصاول العاصفات .. فما ترنمت إلا لأهزوجة الأهوال ورامحات الجمر في وجه الأعداء وما انبلجت شمس المجد إلا بك وما بسقت بغداد وما غرَد الفجر في وجه  العروبة إلا بعزك .


*  *  *

 

سبعون عاماً ونيف مرَت من سني جمالك وقد اعتليت قداس الألم وفاضت من أضلعك أنات الوطن وأحلام التقاة وقد بعثت في المعضلات بعد يأس الشمال وقنوط اليمين  وقد  امتطت بها بيارق المجد عروق الجسد وأعراق التراب وجلوة الوطن وهموم الأمة وناصية مقارعة الغزاة ثم رحيل الروح في مجدها إلى علو القديسين  ، وما همَك إلا التمسك بمعنى الوفاء للمبادئ والانتصار على التخلف والوهن والتردد وبناء مشروع قومي للعرب ينقذهم من ضياعهم ويضمن كينونة أجيالهم فأزلت بذلك اللثام عن وجوه الداعرين  لتعلن وهج المقاومة التي لا تغفو ولا تلين ..


سنين البهاء تختزل كل الكلمات وتلتوي الحروف خجلى في وصف شموخها فليس لي إلا الخشوع بمحراب هذه السنين العاتيات .. فأفصح الألسن ( صمت الخاشعين )  .. ومرحى للقمر النيساني في ذكرى ولادته وسلاماً من كل الشرفاء للفارس الذي أرتفع فوق الجهات فارع القامة وواراه الثرى بكبرياء الفرسان  ولم تطأطئ  يوماً جبهته لحراب الغزاة .

 
 
كيفية طباعة المقال
 
 

شبكة المنصور

السبت / ٢٩ ربيع الثاني١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ٢٥ / نـيســان / ٢٠٠٩ م