ندوة حوارية في الذكرى السادسة لاحتلال العراق
المقاومة العراقية هي ورقة التين التي تستر عري هذه الأمة

 

 

شبكة المنصور

الهيئة الوطنية اللبنانية لدعم المقاومة والشعب العراقي
في الذكرى السادسة لاحتلال العراق، وبدعوة من الهيئة الوطنية اللبنانية لدعم المقاومة والشعب العراقي، عُقدت، في 24/ 3/ 2009، ندوة حوارية موسعة في قاعة فندق الكومودور- ميريديان في بيروت، بحضور فعاليات سياسية ووطنية وممثلو أحزاب ونقابيون وشخصيات من لبنان وفلسطين والعراق، وتوزعت المداخلات حول محاور عدة تناولت الاحتلال الأميركي من بوش إلى أوباما، والمقاومة والعمل الجبهوي وبرنامج المواجهة الوطني، وجرائم الاحتلال واستهداف التراث والموارد وعدد الضحايا، والتهجير الداخلي والخارجي الفئوي والطائفي وتداعياته وطنياً وقومياً، إلى الفيدرالية والأمن القومي العربي. وقد شارك في الحوار السادة: توفيق مهنا عن الحزب السوري القومي الاجتماعي، ود. صباح ياسين السياسي العراقي، ود. سمير حيدر من فعاليات بلاد جبيل، والمخرج ايلي النمري، والدكتور جورج حجار، والسيد محمد حشيشو ممثل الحزب الديمقراطي الشعبي، والأخ أبو الفداء عن منظمة التحرير الفلسطينية، والسيد محمود بيضون، والدكتور شاهين، والنقابيان علي محي الدين وعبد الأمير نجدة، إلى الأستاذ ظافر المقدم أمين سر الهيئة، والدكتور باسل عطا الله مسؤول فرع الهيئة في الجنوب.


وأهم ما جاء في مداخلات المتكلمين القضايا التالية:
إن المقاومة العراقية التي انتصرت على المشروع الأميركي أصبحت من أهم معالم تراثنا القومي، الذي يجب أن نستفيد منه في بلورة مشروع مقاوم عربي، هذا المشروع الضرورة هو السبيل الوحيد لمنع اجتثاث الفكر القومي ومنع غرس البديل الاستعماري في توسيع رقعة الاقتتال الطائفي والمذهبي. وإن ما يجب الإشارة إليه هو أن المقاومة العراقية هي التي فرضت نفسها في العراق وليس (العملية السياسية) كما يحاول أعداء المقاومة أن يوحوا في الإعلام، وأكدوا على أنه لا عملية سياسية يمكن أن تتسم بالشرعية في ظل الاحتلال. وقد أثبتت المقاومة العراقية مقدرتها رغم كل أنواع الحصار والتجهيل. ودعا المتداخلون إلى تعزيز وحدة فصائل المقاومة، والكشف عن النوايا الخبيثة التي تعمل على الخلط بين المقاومة والإرهاب. وتعميم ثقافة مقاومة أي احتلال لأنه لا حل إلاَّ بالمقاومة. كما دعوا إلى العمل من أجل أن تكون مقاومة قومية أقله أن العراقيين لم يتوانوا عن أداء واجبهم القومي في صفوف مقاومة العدو الصهيوني في لبنان وفلسطين، واعتبار دعم المقاومة العراقية واجب قومي، كما اعتبارها جزء أساسي من النضال القومي العربي. كما أنه من الواجب على الإعلام أن يفضح أهداف ما يسمونه فيدرالية في العراق لأنها مشروع تفتيتي بامتياز، وتأتي حماية مسيحيي العراق من الهجمة الطائفية التي تعرضوا لها أخيراً دليلاً على خطورة سياسة الفيدراليات المستفحلة في عراق ما بعد الاحتلال. كما يكشف الكذب الذي تروج له الأوساط الإعلامية الأميركية من زيف وخداع بأن الوضع الأمني في العراق آخذ بالتحسن، وإبرازها الصورة محسنَّة عن العراق في هذه المرحلة ليس أكثر من إعادة تجميل لوجه الاحتلال وعملائه. وهذا الأمر يستدعي من الهيئة وغيرها من المخلصين صياغة سياسة إعلامية تؤدي دورها إلى جانب المقاومة، وكذلك من أجل تحصين العقل العربي من احتلال فكري معادي.
كما دعا المتداخلون إلى توسيع الهيئة لتضم مختلف التيارات التي تؤيد المقاومة.


***


نص كلمة الهيئة الوطنية لدعم مقاومة وشعب العراق، قدمها رئيس الهيئة الدكتور سمير صباغ:
أيتها السيدات أيها السادة:


باسم الهيئة الوطنية اللبنانية لدعم مقاومة وشعب العراق نرحب بكم في هذا اللقاء الحواري الهادف إلى أبعد من مستوى اللقاء، حيث إن المؤامرة على أمتنا العربية بلغت أقصى حدودها، وأصبح واجب الحوار هو الانتقال إلى مرحلة الفعل لأن الاكتفاء بالكلام هو تفريغ لشحنات النفس التي يجب أن تتحول إلى قذائف في وجوه الغزاة الحاقدين. مناسبة اللقاء الحواري إيقاظ الذاكرة العربية التي تراكمت عليها الأحداث، وجعلها تقود الفعل المقاوم على كافة الصعد المؤثرة في دحر الاحتلال.


أهلاً بممثلي وسائل الإعلام اللبنانية والعربية، وتحية لشهداء الإعلام الذين غمسوا أقلامهم بدمائهم دفاعاً عن الشعوب المظلومة وانحيازاً لها ولمقاومتها الباسلة، وتحية للإعلامي الرمز منتظر الزيدي الذي غدا ذاكرة لكل فعل مقاوم على امتداد الساحة العالمية برمتها، وتحية للإعلاميين الذين تعرضوا للاعتقال من أجل نقل الحقيقة المنتصرة للشعوب المعتدي عليها من الامبريالية وحلفائها.


إننا إذ نجتمع اليوم لتأكيد دعمنا للشعب العراقي ولمقاومته العظيمة، إنما نؤكد أن هذه المقاومة هي وحدها الممثل الشرعي للشعب العراقي، لأنها هي وحدها التي ستجبر أعتى قوة في العالم على الانسحاب من العراق هي وقواتها ومشروعها المنهزم وعملاؤها الذين أتوا على متوّن دباباتها. نؤكد أن هذه المقاومة هي الأسلوب الوحيد الذي يهزم المشروع التفتيتي الذي أرادت الإدارة الأمريكية فرضه على العالم وتحديداً على الشرق الأوسط، وهي ورقة التين الوحيدة التي تستر عري هذه الأمة من المحيط إلى الخليج. وهي الأسلوب الوحيد الذي استطاعت به الشعوب تحرير أوطانها عبر تجربة التاريخ الطويل الطويل.


أيها الحضور الكرام:
لقد حدد كولن باول أهداف الغزو الأمريكي للعراق وهي ثلاثة أهداف:
-إسقاط نظام صدام حسين نظراً لخطورته وحيازته أسلحة دمار شامل.
-وإعادة رسم خرائط المنطقة بما يتفق مع المصلحة الأمريكية.
-وإنهاء الصراع العربي الإسرائيلي.
-أما الأتباع والمهرجون فقد أضافوا الديمقراطية وحقوق الإنسان.
وللتأكيد على الأهداف "الديموقراطية" للغزو الأمريكي للعراق نورد بعض الاعترافات التي نقلها الكاتب الأمريكي "اليوت فاينبرغر" الذي كتب تحت عنوان "ماذا سمعت عن العراق":


1- سمعت بوش يقول: إن العراق هو مصدر خطر جسيم، وإن النظام العراقي يعمل على امتلاك واستعمال أخطر الأسلحة الوبائية.


2- سمعت رجلاً عراقياً يقول: "اقسم أنني رأيت كلاباً تنهش جثة امرأة".


3- سمعت صحافياً أمريكياً يقول: "أنا أسير المنزل، أخرج فقط عندما يكون لدي سبب وجيه وضروري، أو يكون لدي موعد لمقابلة. ولا أدخل منزل أحد ولا أمشي أبداً في الشوارع. ولا أستطيع التبضع من المحلات والدكاكين، لا أستطيع ارتياد المطاعم، لا أستطيع التكلم مع أحد لا أعرفه. لا أستطيع البحث عن قصة لكتابتها. لا أستطيع قيادة سيارة إلا إذا كانت مصفحة. لا أستطيع أن أكون حاضراً لحظة حصول حدث ما لتغطيته. لا أستطيع أن أعلق في عجقة سير. ولا التكلم بالانكليزية. ولا القول إنني أمريكي. ولا التباطؤ على حواجز التفتيش، ولا إبداء أي فضول أمام الناس حول ما يقولونه، أو ما يقومون به أو ما يشعرون به".


4- سمعت أن مدينة تحتوي 150 جامعاً لم يعد فيها أي آذان للصلاة.


5- سمعت محمد عبود الذي لم يستطع الخروج من منزله بسبب القصف يخبر كيف شاهد ابنه ذا التسع سنوات ينزف حتى الموت. سمعت محمد عبود الذي لم يستطع الوصول إلى المقبرة يخبر كيف دفن ابنه في حديقة المنزل.


6- سمعت الطبيب سامي الجميلي يقول: "لا يوجد جراح واحد في الفلوجة، صبي في الثالثة عشرة مات بين يدي".


7- سمعت محمد قبيسي، صاحب دكان يقول: "ما زلت أبحث عما يطلقون عليه اسم الديموقراطية".


8- سمعت رامسفيلد يقول: "لا أعتقد أنني سمعت أحداً ممن أعرفهم في الإدارة الأميركية يقول: إن العراق تملك أسلحة نووية".


9- أحمد الجلبي ذلك الذي أمد الأمريكان بالمعلومات حول أسلحة الدمار الشامل، هزّ كتفيه وقال: "نحن أبطال عن طريق الخطأ، ما قلناه سابقاً ليس بمهم".


10- سمعت وولفوفيتز يقول: "لأسباب بيروقراطية، ركزنا على قضية واحدة، وهي أسلحة الدمار الشامل، وذلك لتبرير اجتياح العراق، لأنه كان السبب الوحيد الذي يوافق عليه الجميع".


11- سمعت أن الجيش الأمريكي اشترى ملياراً وخمس مئة مليون رصاصة لاستعمالها في السنة القادمة. هذا يعني 58 رصاصة مقابل كل عراقي.


أيتها السيدات أيها السادة:
حسب إحصائيات غربية دقيقة أن الأمريكيين قتلوا أكثر من مليون عراقي باسم الديموقراطية ومنهم 45 ألف طفل دون سن الخامسة قتلوا لأنهم يعتدون على الديموقراطية الأمريكية، وقد نزح من العراق أكثر من مليوني عراقي، ونزح في الداخل العراقي أكثر من هذا العدد، وفي العراق اليوم حسب هذه الإحصائيات أكثر من 750 ألف عائلة بدون معيل، ولا تستطيع تأمين غذاء كريم لأفرادها، وفي عراق الديموقراطية الأمريكية ملايين الألغام لم تنفجر حتى الآن، وقد انتشر السرطان بشكل هائل نتيجة استعمال اليورانيوم المخصب في أبشع اعتداء على حرمة شعب، وحتى الأشجار أصيب بالأمراض الإشعاعية، ولا يعرف أحد كيف تنقل هذه الأمراض إلى أجساد أطفال العراق.


ولا يفوتنا أن نذكر إذكاء الاقتتال الطائفي والمذهبي بين أبناء العراق الواحد عبر تفجير الأماكن المقدسة بواسطة العملاء. أما تعذيب عشرات الآلاف من المعتقلين في سجون الاحتلال وعملائه فقد شاع وذاع حتى لم يستطيعوا إخفاءه، ولعل ما حدث في سجن "أبو غريب" سيبقى وصمة عار في جبين هذا الغزو الأحمق المتنكر لأبسط مبادئ الإنسانية.
ولا بد من التأكيد على أن المقاومة هي نقيض الإرهاب وكل ما يشاع من اعتداء على الآمنين هو صناعة أمريكية وبريطانية وإسرائيلية بامتياز. إن هدف المقاومة واضح وهو ضرب الاحتلال ودحره، بكل الوسائل الممكنة. وقد حاولت القوات الغازية أن تلصق بالمقاومة ما ليس من فعلها، ولكن الشعب العراقي أدرك خطة الاحتلال وراح يميز بين الإرهاب والفعل المقاوم بشكل صحيح.


اليوم لا تزال الولايات المتحدة تحتل العراق لأسباب نفطية وإسرائيلية، ولها فيه أكبر سفارة لأي بلد في العالم وأكبر قواعد عسكرية ممكنة. والرئيس أوباما قد يتحدث عن الانسحاب، إلا أنه يقول أيضاً ان القوات الأميركية لن تنسحب الآن. وفي الحقيقة هي لن تنسحب إلا إذا طردتها المقاومة العراقية.


ولا بد من التأكيد أن المقاومة في العراق وفلسطين ولبنان تنتمي إلى حقيقة واحدة وهي الخلاص من الاحتلال وشروره وآثامه وعملائه. ولا بد من التأكيد على اعتبار هذه المقاومات مقاومة واحدة في الهدف والغاية، ولا بد من دعمها لأنها الأسلوب الوحيد الذي يفهمه المحتل عبر التاريخ.


تحية لكل المقاومين في الوطن العربي ولشهداء القضايا المحقة، وتحية لكل معتقلي الفكر الحر المنحاز لخيار المقاومة والملتزم بها، وتحية للصامدين أمام مبادئهم الهادفة لتحرير الأرض والإنسان.

 
 
كيفية طباعة المقال
 
 

شبكة المنصور

الجمعة / ٣٠ ربيع الاول ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ٢٧ / أذار / ٢٠٠٩ م