رسالة مفتوحة للسيد نوري المالكي

 

 

شبكة المنصور

زامـــل عــبـــد

أثناء لقائكم بعدد من أبناء عشيرة الوائلي  تحدثت عن المصالحة الوطنية وأبدية الاستعداد  وكما ورد بحديثك  الحوار مع عناصر النظام السابق شريطة العودة من الخارج وهنا لا أريد الدخول في حوار  شامل حول موضوع مصطلح عناصر  والنظام السابق لان ابسط إنسان وذو ثقافة محدودة أراه يعيب عليك هذا التعبير المجتر وأنت  وحسبما يشاع تعمل حاليا لنيل شهادة الدكتوراه ولا أدري بأي اختصاص فالذين توصفهم عناصر نعم إنهم عناصر فعاله في  بناء مؤسسات ألدوله المرتكزة على القانون والشرعية وهم فعلا عناصر  قوة الدولة أمام أعدائها والطامعين بترابها الوطني وهم حقا عناصر الأمن والآمان الذي كان ينعم به الفرد العراقي  أينما يحل وغير ذلك من الشواهد التي تؤكد دورهم وأهميتهم في حركة المجتمع والمؤسسات في آن واحد إن كانوا في  السلم الإداري للدوائر الحكومية أو مناضلين جندوا أنفسهم لسهر الليالي لترصين البناء الاجتماعي ومقاومة أي خرق يراد منه إيذاء المواطن أو التأثير على  الأداء اليومي إن كان على مستوى الخدمات أو تنفيذ المشاريع التي يراد منها بناء العراق القوي المتمكن

 

أما مصطلح النظام السابق فهنا تسكب العبرات لأنك مدعي الالتزام الديني ومتظاهرا" به والحقيقة  تخوض في وحل النفاق والضلالة والحديث هنا ولكي نقترب أكثر  سيكون وفق ما يدور في مخيلتكم ، يطرح السؤال الهام  ( هل التغير في العراق تم من الداخل ووفق إرادة الشعب  ؟ ) حتى يوصف الشيء بغير حقيقته  أم المتغير جاء بفعل قوى أجنبية عدوانية  فعلت فعلها خارج الشرعية الدولية وخلاف كل القوانين والشرائع السماوية والوضعية ولغرض الإثبات  بالدقة هو خلاف ما ينص عليه دستورها  وآلية الإدارة فيها وهنا ولكي البيان ارجوا منكم العودة إلى دستور الولايات المتحدة الأمريكية التي  جاءت بكم على أنقاض الدمار والانهيار المؤسساتي وابحثوا فيه جيدا  فهل تجدون فيه ما يخول رئيــس الولايات المتحدة الأمريكية  صلاحية تغير حـــاكم مدينة أمريكية  بــدون عـلم وموافـــقة حاكم الولاية ، وبهذا السؤال البسيط  أردت أن أقول لكم  ولمن جاء معكم بأمر وقرار أمريكا العدوان والجريمة إن ما حصل في العراق بفعل الغزو والاحتلال هو غير شرعي وغير قانوني وان الدولة المحتلة لا يحق لها تغير الواقع السياسي والاجتماعي  للدولة التي احتلت أراضيها وعلية لا يوجد بالمنطق والفقه القانوني السليم نظام سابق بل  النظام القائم قبل الغزو والاحتلال يحتفظ بشرعيته القانونية والدستورية والأخلاقية

 

أما موضوع المصالحة التي تتفاخر كونك طارح مضمونها وآليات التنفيذ لها فالحقيقة والواقع هي بعيدة كل البعد عن محتوى العنوان لان المصالحة الجارية ومنذ الإعلان عنها ولحد اليوم هي بين أطراف مايسمى بالعملية السياسية وأحيانا" داخل مكون واحد تصادم عناصره فيما بينهم  لتحقيق المنافع والتفرد وان كانت النية الحقيقية تنصرف إلى تحقيق المصالحة الشاملة بين قوى الشعب وفعالياته السياسية التي  تعرضت إلى الاضطهاد والتهميش والحرمان وتم نعتهم  بنعوت هي بعيده كل البعد عنهم وهنا لا أريد القول بان العمل لا يخلوا من الخطأ ولكن حجم الخطأ وجسامته هل هو  خطأ" جوهريا يتعلق بالفكر  والستراتيج أم هو نتاج العمل والظروف الضاغطة والأفعال الفردية  وهناك حكمة يتناولها  أهلنا ويفرضها الواقع وهي من يعمل يخطأ ومن لا يعمل لا يخطأ  ولكي يتحول القول الى فعل يكون انعكاسه على العراق  لابد من اتخاذ الخطوات التي تبرهن على ذلك وان يكون هذا الفعل مكفولا  لان المنهجية التي تتبعونها هي نقيض لكل ادعاءاتكم ، فما هو تفسير الاعتقالات التي تحصل في عموم محافظات العراق والتي ترتكز أولا وأخرا على الضن والضغينة لأغير ولغرض الوصول إلى الغاية وأتمنى أن تكون شريفة ونزيهة وكما تحدثنا سابقا أن تتبع الخطوات التالية

 

* - إعادة كتابة الدستور الدائم وبما يحفظ للعراق سيادته الوطنية القومية ووحدة ترابه ورفع كل حضر ورد بحق حزب البعث العربي الاشتراكي في مواده أو ما يسيء لتراثه الفكري الوطني القومي  ورموزه

 

*- إلغاء القانون الجريمة الذي شرعة الغازي المحتل وبإرشاد وتحريض أطراف فاعلة فيما يسمى بالعملية السياسية (( قانون اجتثاث البعث )) وكل ما ترتب عليه من أوامر وتعليمات وآليات في دوائر الدولة

 

* - إلغاء قانون حل الجيش والأجهزة الأمنية والخاصة ودوائر هيئة التصنيع العسكري ورد الاعتبار لكافة منتسبيها وتعويضهم أسوة بأقرانهم الذين انخرطوا في  المؤسسات الأمنية والعسكرية التي تم تشكيلها من قبل إدارة الاحتلال أو حكوماته

 

* - إلغاء كافة التشكيلات المليشياوية التي   زرعت في الدوائر العسكرية والأمنية وإخراج من منح الرتب لدورهم الإجرامي الإرهابي  وهم جنود هاربين أو بائعي الخضروات  أو  مطربين في فرق شعبيه وغير ذلك

 

* - تعويض كافة المتضررين من تطبيقات القانون السيئ  ورد الاعتبار لهم وإعادة المفصولين أو المستغنى عن خدماتهم إلى وظائفهم

 

* -  تفعيل قانون العفو العام وتنفيذه وإسقاط التهم  الموجهة بدوافع الكيد والتنكيل والاستغلال وإطلاق سراح المحتجزين والموقوفين دون أن توجه لهم تهم محدده بعينها

 

* - الانطلاق من مبدأ عفا الله عن ما سلف من كل الإطراف المتحاورة وذلك كي يتم توفير  الأمن الاجتماعي المرتكز على التوادد والتحابب

 

* -  رعاية واحتضان أبناء وعوائل الشهداء الذين سقطوا بفعل الممارسات الإجرامية الإرهابية التي قامت بها مليشيات الأحزاب والتيارات والحركات التي تواجدت على الأرض العراقية ما بعد الغزو والاحتلال

 

أما الحوار والآلية التي  تحقق  المصالحة وترتقي للوحدة الوطنية الحقة فهي بينه وواضحة  من خلال إستراتيجية عمل جبهة الجهاد والتحرير والجبهة الوطنية القومية الإسلامية والرؤية المستقبلية للواقع السياسي العراقي و الهدف المركزي هو تحرير العراق من  الغزو والاحتلال وما نتج عنهما على مستوى الحياة السياسية والاجتماعية والثقافية والاقتصادية وباقي مناحي الحياة الأخرى ، حيث تم إقرار  العمل الجمعي والانتقال الديمقراطي السلمي للسلطة وهذا ليس بغريب عن الموروث الفكري لقائد المسيرة الجهادية حيث تناول ذلك مسودة الدستور الدائم لجمهورية العراق وآلية التعددية الحزبية وقانون الأحزاب السياسية والتي تأخر  الإعلان عنها والعمل بها  للظروف الطارئة التي  فرضتها الاستعدادات العدوانية التي قامت بها الدوائر الامبريالية الصهيونية الفارسية للنيل من سيادة واستقلال العراق ومسيرته في النهوض والبناء والتي  تم العمل بها منذ اللحظة الأولى لانبثاق ثورة 17 – 30  تموز 1968  الوطنية القومية وما تم تحقيقه من برنامجها السياسي الاقتصادي وهذا لا يشترط أولا العودة إلى الداخل بدون الضمانات المعهودة  لان العقلية التي تتسلط على العراق وشعبه هي عقلية الاجتثاث والانتقام و إلغاء دور الأخر  لأنها نتاج الأجندة الأجنبية التي تتحكم بكل الأدوات التي حلت بالعراق بفعل الغازي المحتل العامل على تقويض البناء الوطني العراقي وتفتيت البنية العراقية من خلال التقسيم بمسميات الفدرالية والأقاليم ، وان قولك أمام أبناء العشائر  (( المصالحة فهي مبدأ وليس مرحلي وينتهي ، بل هي مركب دائم ويجب أن تكون سفينة أمينة للجميع )) هل كان نابعا من  القناعة والإيمان بضرورة مغادرة  عقلية الانتقام والبغضاء والكراهية التي اتخذتها وسائل  يومية في تصرفاتك وعملك و المطلوب الصدق بالتنفيذ والالتزام بما يرفع من شعارات وترديد من عبارات إضافة إلى أن  التعامل السياسي لابد وان يكون وطنيا" خالصا" يرى في الأمة والوطن هما الوعاء الحقيقي ومن خلال ذلك تتحدد العلاقات الدولية والإقليمية

 

ألله أكبر     ألله أكبر     ألله أكبر    على كل من خان الوطن وغدر

عاش العراق حرا" عربيا" يرفل فيه  أبنائه بالعز والأمن والأمان

المجد والخلود لقرابين الحرية والاستقلال والسيادة الأكرم منا جميعا شهداء العراق الغالي

 

كيفية طباعة المقال

 
 

شبكة المنصور

الاثنين / ١٢ ربيع الاول ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ٠٩ / أذار / ٢٠٠٩ م