قراءة أولية في خطاب السيد اوباما وما مطلوب القيام به

 

 

شبكة المنصور

زامـــل عـبــد

الخطاب الذي وجهه السيد اوباما حسين باراك رئيس الولايات المتحدة الأمريكية  كان فيه إطراء حق للعراق وأهله كونهم أبناء حضارة وتاريخ وعليه لابد من أن يمارسوا دورهم الأساس في بناء دولتهم المهمة في حركة العالم والأحداث التي يمر بها ومن هنا فان خياره للإستراتيجية الأمريكية وقراره الذي تعهد به الانسحاب من العراق جاء إقرارا" لحق العراقيين بالعيش في سلام وامن وتوحد عكس ما فعله  سلفه ، وان  الدور الأمريكي هو تقديم المساعدة للعراقيين كي يتمكنوا من المصالحة الوطنية  والانتقال إلى التنمية والتقدم


من خلال هذه التعابير التي تضمنها الخطاب الشامل  والذي يمكن أن يكون  الخطوط العريضة للسياسة الأمريكية المستقبلية في المنطقة لترميم  ما تم هدمه بفعل السياسة الرعناء والهجومية الغير مبررة التي اعتمدها المهزوم بوش كي يشبع رغباته الهستيرية وتطلعات حزبه  للتفرد الكوني ومصادرة حق الشعوب تحت شعارات محاربة الإرهاب ولكن تناسى المجرم بوش بان الإرهاب هو صناعة أمريكية كان الغرض منها إيقاف  الزحف السوفيتي نحو المياه الدافئة ومحاصرة النضج القومي الذي بدأ يورق المخططين الصهاينة ، فكانت الحصيلة النهائية تدمير ارض وشعب ذا تاريخ  وحضارة تمتد لسبعة ألاف عام وكان من  مخترعي الحرف والآلة وواضع القوانين والشرائع التي تتنعم البشرية بها وتستل منها  ما ينظم الحياة اليومية بكافة مناحيها ولأجل تحقيق هذه الشعارات  والنوايا لابد من البرهنة على صدق النوايا وصواب التوجهات التي  تعيد المصداقية للساسة الأمريكان من خلال إلغاء كل القرارات  المجحفة بحق العراقيين والمسببة لكل ما وقع ويقع لاحقا  بسبب بقائها بتشريع  ملزم يكون إطاره  العام الاعتراف بالأخطاء المرتكبة من الإدارة الأمريكية  المسببة لها وإلزام  مايسمى بالحكومة العراقية  بالتقيد بها  واحترام الالتزام بها كشرط أساسي للعلاقات الدولية المستقبلية وذلك لان الحكومة  وما سبقها  لا تمثل الشرعية  لان نشوئها نتيجة الغزو والاحتلال الذي تجاوز كافة القوانين والشرائع السماوية والوضعية والإرادة الدولية  وذلك انطلاقا من الحكمة القائلة ما بني على الباطل باطل ، ونرى ذلك يتحقق من خلال التنفيذ السليم للانسحاب من العراق دون الإنقاص من سيادته واستقلاله وإلغاء القرارات التي أصدرها الحاكم المدني البوشي للعراق بريمر ذات العلاقة بحل الجيش العراقي الباسل والأجهزة الأمنية  وقانون اجتثاث البعث وما لحق به من إجحاف بحق العراقيين وترتب عليه من  إجراءات و أفعال طالت حياة العراقيين ومعيشتهم


من خلال هذه الرؤية تتمكن الإدارة الأمريكية  إعادة الأمور إلى نصابها على أن تراعى الشرعية الدستورية  التي كانت سائدة قبل وقوع الغزو والاحتلال وان من دخل ارض العراق بفعل ذلك من خلف الحدود صحبة القوات الأمريكية الغازية ومن تحالف معها أو بترخيص منها لا يمثل إرادة الشعب العراقي وتطلعاته وامانية والبرهان على ذلك أن هؤلاء هم الذين أوقعوا القتل والتشريد والتهجير بأبناء العراق ناهيك عن عدم عراقيتهم بموجب قانون الجنسية العراقية النافذ لما بعد  الاحتلال كونهم يحملون جنسية دول أجنبية وان أي تعديل حصل لا يكتسب الشرعية القانونية بموجب القانون  الدولي  والاتفاقيات  المبرمة ما بعد الحرب العالمية الثانية  والمواثيق التي تعنى بالواقع السياسي والقانوني للدول المحتلة  ، وقد أجاد السيد اوباما التعبير  وبدقته إعادة العراق لأهله وتسليم زمام الأمور لأبنائه وهذه التعابير دقيقة و أتمنى على السيد اوباما أن يحرص شديدا" على التنفيذ السليم لهذه الاشتراطات وانه يقينا" يدرك من هم أبناء العراق  ومن هم أهل العراق ومن هم الأولى بتحمل المسؤولية الجهادية لإعادة بناء وأعمار ما خربه الأشرار من غزاة ومحتلين وعملاء  أكملوا الأدوار المخطط لها في دواء  الصهيونية العالمية والفارسية المجوسية المتحالفان من اجل إخراج العراق من محيطة العربي وكقوة مؤثرة في المنطقة ومقتدرة على أداء الدور الفاعل في حماية المصالح العربية والأمن القومي العربي  ،   وان تكون  الفترة التي حددها للانسحاب هي الفترة الانتقالية المكفولة من قبل الأمم المتحدة ليحدد العراقيون  القيادة التي تأخذ بأيديهم إلى شاطئ الأمن والأمان والحياة الحرة الكريمة بانتخابات حرة وديمقراطية تستند على الثوابت القانونية النزيهة  ضمن مفهوم التعددية الحزبية التي تؤمن بالعراق  أرضا" وشعبا" وان لا يكون لديها الولاء خارج الحدود  ولعبت الدور ألتدميري خلال سني الاحتلال المنصرمة من خلال توظيف مليشياتها المندمجة في أجهزة الدولة والتي أوقعت القتل  والتهجير بالعراقيين ولخير دليل على ذلك الاعترافات التي  أفصحت عنها وزارة داخلية  حكومة الاحتلال الرابعة


ضمن هذه المفاهيم والأفاق المستقبلية تتمكن إدارة السيد اوباما  التكفير عن الأخطاء بل الجرائم التي ارتكبت بحق العراق وشعبه بشرعية قانونية كما ادعى المجرم بوش من خلال التفويض الذي حصل عليه من قبل الكونكرس الأمريكي والية القانون سيء الصيت  المسمى قانون تحرير العراق الذي تجاوز كل الأعراف الدولية بان تقوم دولة ومن مسافة ألاف الأميال  لاجتياح دولة ذات سيادة وشرعية كي  تلغي مشروعيتها وتدمر بنيتها التحتية بدعوى إشاعة الديمقراطية وإنهاء الفردية والدكتاتورية  تعسفا" وتجاوزا" لإرادة أهل العراق   ، أما  الادعاء الباطل من كون أبناء العراق  طالبوا بذلك فتدحضه كل الحقائق والبراهين لان ما يسمون بالمعارضة ما هم إلا عملاء  خانوا وطنهم من خلال خدمة الأهداف والنوايا والمصالح الأجنبية وبالدرجة الأولى الإرادة الفارسية  ولم تكن لهم الأرضية الجماهيرية التي تعطيهم المشروعية بالتحدث باسم أهل العراق والدليل على ذلك ما أفرزته انتخابات المجالس المحلية ومقاطعتها من قرابة نصف الناخبين   .

 
عاش العراق حرا" موحدا" عصيا" على كل  الأعداء  والخونة
لتنتصر إرادة الحق ولينهزم الباطل ورواده

 

كيفية طباعة المقال

 
 

شبكة المنصور

السبت / ٠٣ ربيع الاول ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ٢٨ / شبـــاط / ٢٠٠٩ م