ألمصالح الأمريكية الإيرانية إستراتيجيا وتكتيكيا

﴿ الحلقة ألثانية

 

 

شبكة المنصور

زامـــل عــبـــد

تناولنا في الحلقة السابقة الدور المشبوه لإيران في القضية العراقية وما نتج من جراء الغزو والاحتلال الأمريكي الصهيوني ومن تحــــالف معهم عــــــــــام 2003  ولكي تتمكن إيـــــران من  الوصـــل إلى نواياها المتممة للأهـداف الأمريـكية  رفع النظام الإيراني القديم الجديد ومن خلال الأحزاب والتيارات والحركات الدينية السياسية التي نشأت وترعرعت برعايته بل هي من صنيعته شعار تطهير بغداد  من أهل السنة  انطلاقا من مفهوم مظلومية أل بيت النبوة عليهم السلام قبل 1400 عام وسلب الحق الذي لابد وان يعود لأهله وان ما حصل في العراق بفعل الغزو الأمريكي والتعاون الإيراني تكتيكا" لابد وان يكتمل  تأسيسا" للوصول إلى الهدف ألا شمل وهو ابتلاع العراق وضمه إلى الجمهورية الإسلامية الإيرانية  كبداية أولية لإحياء الإمبراطورية الفارسية بعد أن تم تأسيس قاعدتها الفكرية من خلال نشر الثقافة الفارسية الصفوية المتسترة بالإسلام ومنهج أل بيت النبوة وكان ذلك واضحا ومحددا" بالفتوى التي أصدرها مايسمى  ولي أمر المسلمين بموجب نظرية ولاية الفقيه التي تتحكم بالواقع السياسي الإيراني ((   يجب أن يكون عام 2006 عام الحسم بالنسبة لنا من خلال المبادرة بتوجيه ضربات قوية لأعدائنا خصوصا في بغداد وجعلها منطلقا لنشر سيطرتنا على العراق. وقد كلفنا الأخوة في التيار الصدري (جيش الإمام المهدي عجل الله فرجه) بالقيام بالسيطرة على بغداد وتطهيرها من النواصب بأسرع وقت ممكن. )) وهذا يعيد بنا الذاكرة إلى عام 1979 ومؤتمر الطائف الذي عقدة حزب الدعوة العميل استثمارا" لموسم الحج والذي جاء في أهم مفرده من مفرداته  أن العراق جزأ من  الجمهورية الإسلامية الناشئة في إيران وقد حصل الذي حصل بالقتل على الهوية  والتهجير وسلب الممتلكات من قبل رعاع هذه المكونات الصفوية ومجازر حي الجهاد والعامرية والبياع وللطيفية والاستيلاء على بيوت الله أو حرقها وتفجيرها لخير دليل  لتحقيق هذه الفتوى وان تحديد بغداد كنقطة انطلاق لتنفيذ جرائمهم بحق الإنسانية والحريات الفردية من حيث الاعتقاد وممارسة العبادات  له دلالاته المعنوية في نفوس العراقيين خاصة والعرب عامه ولما تشكله بغداد من أثر في حياتهم  وكرد فعل  على الدور البطولي الذي قام به ونفذه أبناء العراق وقيادتهم القومية الوطنية بالوقوف بصلابة أمام الريح الصفراء القادمة من قم وطهران وإجبار خميني على القبول بقرار وقف إطلاق النار وكأنه كأس سم زؤام يتجرعه من هنا يرى النظام الإيراني تمكنه من العراق والسيطرة سوف تفتح أمامه أبواب الدول العربية والإسلامية  كي يتمكن من إنشاء الإمبراطورية الصفوية  متسترا وراء شعاراته المكشوفة بأنه يجاهد أمريكا وان لقائه التكتيكي معها سيعقبه الصراع الإستراتيجي الذي لابد وان ينتهي بإخراجها من العراق ومن ثم الانتشار  وكما أفتى به أيضا" خامنئي ((   يجب أن نفهم بان العراق هو منطقة معركتنا الحاسمة مع أمريكا وما لم نكسب المعركة فيها لن تجد جمهورية إيران الإسلامية إي فرصة أخرى لنشر المذهب في العالم وتحقيق النصر. لقد عطل الطاغية صدام محاولة الثورة الإسلامية الانتشار في الثمانينيات عندما شن حربه الظالمة علينا بدعم أمريكي لذلك يجب أن لا نفقد الفرصة التاريخية التي أتيحت لنا مرة أخرى مما يتطلب جعل كل الطاقات الخاصة بنا في العالم العربي تخدم هدفنا الأهم وهو جعل العراق جمهورية إسلامية حليفة لجمهورية إيران الإسلامية ومساندة بقوة لها وتحت قيادة الإخوة العراقيين المساندين لنا. ويجب أن يكون واضحا وبلا لبس أن انتصارنا في العراق هو مفتاح تحقيق أهدافنا في البلدان العربية كلها وفي الأمة الإسلامية كلها.  ))

 

وهنا السؤال المثير الذي لابد وان يقف أمامه كل النصفين  ماذا يقصد خامنئي بقوله أن لانفقد الفرصة التاريخية التي أتيحت لهم مرة أخرى ؟ ألم تكن التي سبقتها البدء بتنفيذ شعارهم  والعدوان المسلح على الأراضي العراقية في يوم4 أيلول 1980  واعترافه الصريح  بكبح هجومهم الذي أريد له اكتساح العراق والجزيرة العربية والخليج العربي  ومن ثم الامتداد إلى  الجناح الإفريقي العربي والأمة الإسلامية ، وهنا نستذكر  ما أعلنه  محمد باقر الحكيم عندما تمكنت إيران  من احتلال مدينة الفاو  بان الفاو ستكون  بداية تأسيس الدولة الفاطمية الإسلامية وهذه هي إشارة خامنئي بقوله جعل العراق جمهورية إسلامية حليفة لجمهورية إيران الإسلامية ومسانده  بقوة لها وتحت قيادة الإخوة العراقيين المساندين لنا  ؟؟؟!!! وان ما جرى  ونفذ من المخطط الإيراني بعلم  الإدارة الأمريكية وموافقتها لان الأدوار الموزعة فيما بينهم  تلزم ذلك وان ما تم تأسيسه فيما يسمى بمجلس الحكم  وقانون إدارة ألدوله ومن ثم كتابة الدستور والثوابت والقواعد التي تم تشكيل حكومات الاحتلال الأربعة على ضوئها تشير بوضوح لالبس فيه إلى التوافق والتفاهم الأمريكي الإيراني ، وإلا ما هو تفسير  الإعلان  بان التيار الصدري قوة إرهابية  وخارجه على القانون ومن مكونات الخلايا الخاصة  وتم تنفيذ سلسلة من العليات العسكرية تحت مسميات صولة الفرسان وبشائر السلام وفرض القانون  .....

 

وكذلك حركة سيد الشهداء وحركة ثأر الله ويتم التوافق معها  والسماح لها بالاشتراك في انتخاب مجالس الحكم المحلي في المحافظات ؟؟ بالرغم من الضجيج الإعلامي المتواصل والادعاء بفرض القانون وسيادته ، ألم يكن هذا هو  البرنامج المقر أمريكيا" والراعي الأساسي له  إيران وما مهزلة انتخاب رئيس مجلس النواب إلا واحده من وسائل الضغط الإيراني لوصول من يتفاعل مع نواياها ويعمل على تمرير مايراد تمريره خدمة للأهداف الإستراتيجية المعلنة والغير معلنه ، وهنا التساؤل ما هو تفسير جولة القنصل الإيراني على المراكز الانتخابية في محافظة البصرة ومن هم رافعي الإعلانات التي تخفي النوايا الحقيقية لإيران وشركائها والسائرين بركبها وما الفعل المتخذ من قبل  القوى المحتلة للعراق إن لم تكن جملة الإجراءات والفعاليات التي حصلت  بعلمهم وموافقتهم  لان الهدف واحد هو تفتيت العراق وإنهائه كقوة عربية مقتدرة ويشكل قوة التوازن الإقليمي  لما يمتلكه من موارد بشرية ومادية وقيادة متمرسة قومية الفكر وطنية الإرادة وبهذه المواصفات تشكل  قوة الردع العربي المستقبلي والبوابة المحكمة التي تمنع الريح الصفراء  القادمة من قم وطهران ومهما تكن قوتها والزخم الذي تمتلكه وعليه سوف تفشل كل المخططات التي وضعت لذلك ، ومن هذه الرؤية كانت الهجمة الشرسة التي شنت على حزب البعث العربي الاشتراكي وقيادته لتمرير المخطط وإيجاد الحاجز  المناهض للفكر القومي  الثوري الذي يؤمن بالانكفاء والانحصار قطريا تحت مسميات وذرائع شتى وكان هناك العرابين لذلك الهجوم أمثال كريم جبر  وسالم المالكي ومحمد الخضري وأمير جابر ومن هم على شاكلتهم والهجوم المنظم هذا كان بدعم مباشر  ماديا" من قبل الغازي المحتل  الذي مهد وسهل لإنشاء هذا الزخم من القنوات الفضائية ذات التوجهات الشعوبية الطائفية الفئوية وصولا" إلى تحقيق نواياهم  بالتأثير الفكري والإعلامي المنظم تشويها" للحقائق وتثبتا" لما تحقق من تغير لصالح مخططاتهم

 

إلى اللقاء بالحلقة الثالثة

 

كيفية طباعة المقال

 
 

شبكة المنصور

الاثنين / ٢١ صفر ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ١٦ / شبـــاط / ٢٠٠٩ م