سيادة الأخ العقيد  معمّر القّذّافي  رئيس الجماهيريّة العربيّة الليبيّة  حفظه الله

 

 

شبكة المنصور

طلال الصالحي

التيارات والأفكار  التي تجد لها رواجاً  بين الناس , ومنها حتى الدينيّة وفرقها وتفرّعاتها , هي في حقيقتها   لو تمعّنا جيّداً  بالكيفيّة التي اختلفت مضامينها  عن الأصل فيما بعد ودخلت عهود  الانحلال  والتنصّل عن بعض  ما في العقيدة الأساسيّة  لتتكاثر وتتفرّع  بدورها هي الأخرى مع حركة الابتعاد الزمني المستمرّة عن نقاط تلك المنطلقات الإنسانيّة  أكثر فأكثر واتجهت  نحو خلق مفاهيم  منحرفة حاول ويحاول معتنقوها  إلصاق التبريرات المختلفة لتلك التغييرات التي أدّت  لتلك المسالك المشوّشة , سنتوصّل  بلا أدنى شك  إلى حقيقة مؤكّدة  تقول ؛ أن العجز والميول للعزوف عن التطبيق في بعض الجوانب الأخلاقيّة المهمّة من  العقيدة , أيًّا كانت تلك العقيدة , من قبل  مجموعة  من المعتنقين , هي السبب  الرئيسي وراء ظهور تلك التيّارات الفكريّة  أو المذاهب الدينيّة  , والإسلام  ( الإسلام الأوّل )  أو الفطرة  "الفطرة السليمة التي فطر الله الناس عليها"  كما أسماها معتنقوها الأُوَل ,  لا يخرج عن هذه الدائرة  من الانحرافات التي تعرّض ويتعرّض لها الإسلام ولا زال والتي ستؤدّي , كما أدّت  , إلى الطمس التدريجي  من  ما بقى من أسس وأركان الدين الحنيف  المبني على حسن الأخلاق أساساً وقبل كل شيء , فالتنازل عن بعض أركانه هذه  أو  التغاضي عن  بعض من طبيعته التي وُجد من أجلها  هو ناتج من  شعور لطالبي الانحراف الأوائل  "يحرّفون الكلم من بعد مواضعه"  بالعجز  عن  الحفاظ على هذا البعض من الأركان الإسلاميّة  المهمّة بسبب ميولهم نحو مخالفة الطريق القويم  "معركة  ( القِرَبّة ) التي وقعت  أحداثها عند بداية تولّي أبا بكر الصدّيق الخلافة نتيجة تمسّك بعض القبائل العربيّة التي دخلت الإسلام قبل وفاة النبي بوقت قليل إعلانها إسقاط فريضة الزكاة بعد وفاة النبيّ , مثال على ما نقول"  ,  أو ناتج عن طبيعة  تربيّة  ناقصة منحرفة وجد أنفسهم عليها أولئك النفر من تلك التي  تختلف وأخلاق  دين الإسلام الحق الذي شهده عصر النبوّة ,  فهذه القناعات أو  "التنصّلات"  سنجدها  سريعاً ما ستنتشر بين جموع من المسلمين تتطابق ميولهم وأهوائهم وتلك الانحرافات وتتلاقى  "ذبهه برقبة عالم واطلع منها سالم!"   ولكنهم  في نهاية الأمر سيجدون أنفسهم حينها , ونتيجة  على ما أصبحوا عليه  , مجبرون  على الهروب عن أعين عامّة المسلمين ويختبئون تحت أغطية  وشعارات ومسمّيات جديدة  ستتشكل فيما بعد  مبتعدين  عن المسمّى الأصل في نفس الوقت (هو سمّاكم المسلمين ) . الآية , فيقال مثلاً  ؛ هذه الطائفة  إسماعيليّة  وأولئك أباظيّة  وهؤلاء  شيعة  وأولاءِ  فاطميّون , وهكذا , مما يترتب على ذلك بالمقابل , ظهور وبلورة اتجاهات إسلاميّة مضادّة  لتلك  الظواهر أو الانفعالات  فسنجد أنها  ستبالغ  بما تنفعل به هي الأخرى  في التمسّك بأهداب  بعض أسس العقيدة الأولى التي تنصّل عنها الآخر وتشدّد عليها  ! , فيقال مثلاً , ولا أعني فقه الواقع الذي من أجله تأسّست تلك المذاهب ؛ هؤلاء سنّة وأولئك أشعريّة وهؤلاء حنابلة وأولئك مالكيّون وهؤلاء سلفيّون وأولاءِ وسطيّين .... الخ ..وهذه التيارات أو الطوائف لها ما يشابهها في العقائد الأخرى السابقة للإسلام  المحمّدي , بدءاً من عهد نوح ع  "وهو العهد  الذي يقع على أطراف حافّة  التاريخ الإنساني في نقطته البشريّة الأبعد كما جاء  في التصوّر القرآني الذي حدّد بالدين الإسلامي الظهور الأوّل للدين في حياة الناس  بصفة عامّة  "نوح" والذي انفلقت  عنه فيما بعد  الانحرافات  الدينيّة التي أدّت بدورها  في نهاية الأمر  وتجسّدت  على شكل أصنام وتماثيل  ملأت حياة الناس وحتى مجيء الإسلام المحمّدي"  وما تلا عهد نوح  وعهود الأنبياء الذين أتوا من بعد نوح  وظهور الطوائف والفرق والتيّارات التي عادةّ ما تتخلّل بين ظهور نبيّ وآخر   ـ اليهوديّة النصرانية القبطيّة النسطوريّة  البوذيّة العزيريّة  المسيحيّة  الزرادشتيّة البابكيّة المانويّة الصليبيّة  ـ ... الخ

 

وموضوعنا هذا يتناول ما أطلقه  الأخ رئيس الجمهورية العربيّة الليبيّة الشعبيّة الاشتراكيّة العظمى من دعوات  "وبعد أن يئس على ما يبدو من انتشار كتابه الأخضر أو ما يسمّى  بالتبشير بعصر الجماهيريّة "  دفعه  إلى تبني "دولة"  في شمال أفريقيا  "يقصد العرب بالطبع!" تنتهج  أو  تتبنى  شعارات  "إسلاميّة" تحت مضلّة  دولة   سبق  لها  وأن كانت متحالفة مع الصليبيّين , بل ومنهم من دوّنها في سفر مؤرّخاته على أنها من زراعة الصليبيّين !  هذه  الدولة كانت قد انقرضت  منذ ما ناهز الأكثر من  ألف عام اسمها  "الدولة الفاطميّة !"  وعند زوالها  تحرّرت فلسطين  وبلاد المقدس من ربقة الصليبيّين .... !

 

ربّما هنالك  "ظروف" ضغطت  , كما ضغطت عليه من قبل  حين تنازل الرئيس العقيد عن  مكوّنات لمفاعل نووي مستقبلي  لليبيا العروبة ,  هي نفسها لربّما  عاودت  تلك  "الظروف" بالضغط على  توجّهات الأخ العقيد لإطلاق مثل هذه الأوهام  التي أطلقها  رئاسته  من موريتانيا  والمشابهة  لدعواته السابقة التي تبنّت "إسراطين!"  كحل  "وسط"  أطلقه رئاسته  على أساس أنه  سيجمع  الفلسطينيّين "ويقصد العرب بالطبع"  مع  "الإسرائيليّين" ويقصد "الخرز الروس"  بالطبع أيضاً !  تحت سقف دولة واحدة ! , فمما لا شك فيه أنها دعوات  "بدأها  رئاسته بنفسه حين أنزل تشابك ذراعيه  قليلاً للأسفل تحت الصرّة عند إمامته للصلاة في موريتانيا  بحشد  من المصلّين  بدا وكأنّه  جاء منه كحلّ وسط بين "التكتّف" والإطلاق , عند الخشوع في الصلاة !"  فبقدر ما هي واهمة هذه الدعوات  وذات أسس واهية , وهنا تكمن خطورة اللعبة ! سواء أعلم الأخ القذافي أم لم يعلم ,  فإنها  سوف لن  تمتلك أي حظ أو نصيب على أرض الواقع الإفريقي  الذي لم يشكو إطلاقاً  مما  يعانيه العراق مثلاً ,   من  "صراعات"  طائفيّة  أو عرقيّة يحاول الإعلام الغربي وأذياله  جاهداً تعميمها على "دول" الخليج العربي والجزيرة "مملكة آل سعود" وبما  يخلق المناخات اللازمة  "والتي تتفاعل الآن  بهدوء وتحت الرماد !" والتي ستساعد , كما في اليمن , على تمرحل نتائجها مستقبلاً  والتي ستكون قد نضجت بالقدر الكافي  باتجاه سوريا وفلسطين ذاتها أو في الأردن أوفي لبنان الجاهز والمستعدّ على الدوام! , فدعوات  الأخ العقيد  "وهو المحسوب على الخط اليساري!"  دعواته  لـ "أفريقيا  فاطميّة"  أشبه ما تكون  بدعوات  صلاة إغاثة  لاستسقاء  منطقة ألاسكا ! أو هي أشبه  بوصيّة  موجّهة لإنسان سوي البدن  تطلب منه بمداراة عاهة جسمانيّة ليست فيه !  إذ ما دخل شعوب ليبيا ومصر ودول المغرب عامّة من طائفيّة  لا يشكون منها إطلاقاً يا رئاسة العقيد ! , إلاّ اللهمّ , ونجلّكم عن ذلك , ما تقدمون عليه من دعوات هي  تواصلاً مع النهج الإعلامي الصهيوغربفارسي  الذي  عادةً  ما يضخّم الشوائب العالقة بجسد ديناصور أو حوت ويصوّرها على أساس أن الحوت أو الديناصور هما  العالقان  بأجساد تلك الشوائب ! فمن نعم الحصار الظالم على العراق , إذ أن الضربة التي لا تكسر ظهرك فإنها ستقوّيك !  , قد  خبر أغلبنا نحن العراقيّون هذه الدول  , دول المغرب العربي  يا  أيها القائد  المخضرم من قادة القوميّة العربيّة البارزون ,  وعشنا مع شعوبها سنين  طويلة من تلك المعايشة  التي , وبسبب وجود القبول والرضا منهم ,  أدخلتنا في تفاصيل التفاصيل في حياة مجتمعاتهم الشبيهة بمجتمعاتنا  , لم نسمع حينها أن هناك  "شيعيّاً" واحداً  يسكن تلك المناطق , عدا بقايا من فاطمييّن في مصر, أو أن هناك  أباضيّاً  أو إسماعيليّاً  أو مالكيّاً أو  حنبليّاً  أو حنفيّاً  قد  تصادموا فيما بينهم , حتى ولا ذكر لإشارة ولو  لواحدة  من مثل تلك  "المنازعات"  التي  لا أساس لها إطلاقاً  ولا في القارّة الأفريقيّة  كلّها  ,  إلاّ ما نسمعه  من الإعلام الغربي  ومن إعلام عربي مجرور ومسحوب من إذنيه  به  أن هناك نزاعات طائفيّة أو عرقيّة بين هذه القبيلة الأفريقيّة  أو تلك  , سوى ما نسمعه ونشاهده  عبر الشاشات  لنزاعات دمويّة بين قبائل غير عربيّة  من التي يشعل فتنها  فيهم  باستمرار  ومن دون أدنى شك الاستعمار الغربي ذو الأخلاق الإباديّة الإجراميّة  ( أو ) ما لمسناه بأيدينا  فيما بعد  من الذين  اتصلوا  بنا  "مبشّرين بعهد آل البيت !" في منطقة  ( .... )  من  "أمازيغ" المغرب العربي!  "خاصّة بعد أن شعر أولئك المتّصلون  بالأمان من ناحيتنا  كوننا عراقيّون!"  باتصالات سرّيّة  أجروها معنا بعيداً عن أعين  استخبارات الحكومة المغربيّة  بحسب قولهم  "وأنا عن نفسي أشكّ أن تكون تلك الخليّة الصفويّة  بعيدة عن أعين الحكومة الإسبانيّة!" كانت دعواتهم فيها   ( أنّنا كنّا من أهل "السنّة"  ثم وجدنا في مذهب آل البيت الصواب فتحوّلنا إليه! )  ثم دعواتهم لنا  بعد تقرّبهم منّا أكثر فأكثر إلى ضرورة التصديق باستجابة  أضرحة الأئمّة الأطهار إلى دعوات  الناس وتلبية مطاليبهم !  وأن  الميراث الديني في قيادة المسلمين  "محصور"  في آل البيت  تجري بركاته  على  أيد  "أمينة"  نيابة عنهم  يفتون للناس بما يجب  , يطلق عليهم  "السادة" الذين هم من سلسلة  "آل البيت"  يستلمون "الخمس!"  نيابة  "عنهم" ولحين ظهور  "لحجّة" ... ! وهذه الخليّة  الصفويّة  المزروعة في أقصى المغرب العربي لم تكن لها أن تكبر أو تترعرع لولا  وجود البيئة  الراعية  لحركتها وانتقالها وتكاثرها  لتضع بيوضها هنا وهناك والتي لا تستطيع  ان تظهر للوجود  وأن تنمو وتتحرّك  بهذا الشكل لولا  حصولها على الغطاء الرسمي من حكومات عربيّة  ( مأمورة )   من  قبل دول  عظمى تهمّها زرع الفتنة  في جميع البلدان العربيّة  لقطف ثمار الاقتتال الطائفي فيما بعد ! وبلدكم سيادة العقيد من البلدان  المغاربيّة التي كانت ترعى تحرّكات سفارة إيران "ثقافيّاً !"  في طرابلس ! "كما في  المغرب والجزائر والسودان وسوريا والأردن"  ثمّ , وبعد  سنين تستطيع أن ترمي شباك توقّعاتكم  خبط عشواء استناداً  "مختبريّاً" على افتراضيّة ستكون مؤكّدة  لديكم على بداهة  انتشار القلاقل والفتن الطائفيّة "بعد أن يئس الاتحاد الدولي الكروي في زرعها"  في بلدان المشرق العربي ثم لتقومون رئاستكم  بإطلاق التحذيرات من هذه القلاقل التي  من المفترض أنها  ستكون قد وقعت  قبل  خطاب موريتانيا التبشيري , مع أنها لم تقع ! ...

 

الشمال العربي من أفريقيا  يا سيادة  الأخ  العقيد  هم عرب  على دين الإسلام , ولا تهمنا مذاهبهم ولا تهمّنا فِرَقِهم الإسلاميّة , المهم هم مسلمون  يحبّون عليّ  أكثر من حبّهم  لمعاوية , مع حبّهم  الأكيد لمعاوية  لكونه  أحد صحابة رسول الله إضافة لكونه عربي منهم وفيهم ! إذن  يا رئاسة العقيد  هم مسلمون فاطميّون شيعيّون حنابلة مالكيّون  محمّديّون عبّاسيّون أمويّون الخ  فهم جميع تلك التسميات وأكثر , ولكنهم  لا يقدّسونها ! , فجميعهم يردّدون بصلواتهم , وفي الصلاة فقط , ذكر آل البيت الأطهار  ويردّدون حبّهم وهم خاشعين لله  مع كل صلاة  يتوجّهون بها إليه  سبحانه ويقتدون بطريقة الحبّ الكبير الذي يكنّه آل البيت لصحابة رسول الله الذين  لا يختلفون عن صحابة خميني  إلاّ بالتقوى !, بل ويستميتون  في حب آل بيت النبوّة  ويتبعون أخلاق آل البيت  ولكن من  دون مبالغات دمويّة أو شطط فكري أوهيامات فارغة مطليّة بالسحر والشعوذة  تجلب الأذى والتفرقة بين المسلمين والسمعة الدعويّة السيّئة والغير حقيقيّة لوجه الإسلام المشرق تستند على أكاذيب مزروعة بلعتها الأجيال اللاحقة  "هذا ما وجدنا عليه آبائنا" على أساس أنها  حقائق "وهكذا تبنى الإمبراطوريات التالفة  التي انتهت صلاحيّاتها  ولكن أتباعها  لم ييئسوا "فلا ييئس من رحمة الله إلاّ القوم الظالمون!" عبر خطّافات لسفينة تلك الإمبراطوريّة المبادة ترمى في "الظلمة" على سواحل  يابسة الوهم المتطحلب في أزمان التخلّف والأمّيّة والجهل على أمل إحياء تلك الإمبراطوريّة المندثرة من جديد حتى لو عبر سلسلة طويلة  من الأجيال!"  ولا يهمّ المسلمين يا سيادة الأخ  أن يكون الوضوء  بمد الكراع الفلاني أولاّ أو بالتمضمض  قبل الاستنشاق  أم بعده أو بمسح  القدم فوق "الترينك شوز"  أم فوق الجوراب  أم على سطح النعل أو برفع  الكراع إلى الأعلى أو طش الوجه بحفنة الماء بكلتا الكفّين أو بكف واحدة أو  "تجنيح"  الذراعين  إلى الأعلى أثناء نكث ماء القدمين بعد غسلها  أو مسح الرأس بالماء أو تنقيعه لمدّة يومين أو الوقوف خشوعاً بين يدي الله  , ثم البصق على الشياطين  , بعد حمد الله , على جهة  اليسار بعد  تناول "الكسكسي أو التشريب أو الطاجين أو البازيل أو المنسف أو المفلطح" أو تقديم القدم اليسرى أم القدم اليمنى إلى المرحاض , عفواً ,  ومدى جواز استخدام ورق الكلينكس قبل  الاستنجاء أم بعده  وأيّهما أصحّ  للتصديق الرؤيا أم  الحلم أم الاستحلام  وهل يجوز  القفز من فوق السرير 7 مرّات بعد ظهور الهلال  وهل القفز يجب أن يكون والسرير مغطى بالفرش أم  بدونه  أو قراءة سورة الفاتحة   قبل  الجِماع أم الصلاة قبله وهل يجوز الجماع  بعد "رسول" أم أن الجماع من الجائز أن يكون  من دون رسول "وسيط"  يعني "حط ثوبك  بسنّك"  وبلّش ,  وهل يجوز "التمغّط" في غرفة مظلمة  أم تحت ضوء الشمعة أو هل الواجب  قراءة البسملة  بعد إشعال عود البخور  أم  بعد ضموره أو هل يجوز  قص اللحية بـ"الكتر" أم بالسكّين أم بالمقص  وبقبضة كف اليد الواحدة أم بقياس الشِبْر  أم الفِتـْر  بالمسطرة أم بالفيتة  أم جعل للّحية حدود نموّ تصل إلى حد  كحدّ "كاغد سمبادة" تكسو الوجه  أي بحدود ورق جلي السطوح الخشنة على الطريقة الصفويّة! والتي تجاوزها نهائيّاً , لا لحية  "سلفيّة"  ولا لحية صفويّة  ولا يحزنون دولة القانون عازف الوزراء نوري ! , وهل يجوز البصق على الشيطان أثناء الصلاة  يساراً  بوجود صلاة الجماعة أم بدونها  وهل  يستفرد أبناء الجزيرة والخليج  بجائزة الصلاة  التي تعادل  ألف  صلاة لا لشيء إلاّ لكونهم  يسكنون بالقرب من بيت الله  أو المسجد النبوي  في حين تسقط هذه  "المنحة" بالولادة عن باقي  المسلمين في المناطق الجغرافيّة الأخرى من كوكبنا !  أم  الواجب ترك المسلمين أراضيهم  في مختلف أنحاء العالم والسكن  بدلاً عن ذلك في الجزيرة العربيّة  فقط  لنيل هذه الجائزة! "وهذه  لعمري هي رأس رمح  أهداف الصهيونيّة  العالميّة ولبّها التي قامت على أساسه  والتي لا ترى المسلم الطيّب إلاّ  الذي يسكن جزيرة العرب !" ... الخ

 

فهذه الخلافات , صحيح أنها من مكوّنات شخصيّة المسلم الذي من المفترض  على أساسها يشاد  المنهج  الإسلامي  يا سيادة العقيد إلاّ أنها  تبقى في حيّز تصرّفات المسلم العقديّة  الخاصّة  أو نستطيع تسميتها بـ"الخاص العام أو العام الخاص" ولكنها  يجب أن لا  تنعكس وتتخذ كحجج  للصراع ثم الاقتتال  بين المسلمين , فأساس الإسلام  هو  القناعة  بصحّة  الفطرة السليمة  التي يجب أن تسود بين الأمم , الأساس هو ( الأخلاق )  في التعامل  ( قال بم بعثت يا رسول الله  قال إنمّا  بعثت لأتمّم مكارم الأخلاق )   فالدول والإمبراطوريّات  يا سيادة  الرئيس  لا تستقيم إشادة بنائها على أسس الممارسات الثانويّة "الخاص المعمّم"  بغرض خدمة الإنسانيّة والمجتمعات البشريّة  !  أي سيادة  المذهب  كما أوضحّنا دوناً عن الأصل , فما تدعون إليه  سيادتكم  هو إعلاء  لخلافات  ثانويّة تبلورت على شكل مذاهب  تخدم  "الخاص"  ومنها  "الفاطميّة" التي تبنّت  حب مجتزأ  من قطعة كبيرة اسمها الإسلام وعزلته كرمز أوحد  يسمو فوق حب الجميع  من باقي أجزاء  القطعة ( الإسلام )  أي  ان  دعوتك هي أكثر ما تكون  تعلية  لشأن جماعة ذهبت إلى ما ذهبت إليه  بمعزل عن الدعوة لتوحيد الله  التي أبدلتها بدعوة  لذات  شخصيّة تفرّعاتها الطقوسيّة  ناتج عن توكيد  لحب  مزعوم لشخص أو لذات  بشريّة  ماتت ورحلت  قدّسوها بأيديهم! مثل الدعوة إلى محمّد أو عليّ أو عمر أو بهاء أو الحسين  أو قاديان  أو فاطمة , فاطمة ع التي أصبحت الدعوة إليها فوق الدعوة لله  من قبل فئة ساقتها الظروف الزمنيّة التي انعكست متغيّراتها على النواحي الاجتماعية والثقافيّة والسياسيّة المختلفة على المجتمع الإسلامي ككل لأن تتوسع هذه الفئة فتتحوّل إلى فئة  "فاطميّة" كنواة لدولة   انقرضت  تقومون أنتم  سيادتكم  الآن بالدعوة لإحيائها ! , أي الدعوة  للثانوي  المجتزأ بديلاً عن الكل ( الإسلام )  الذي لولاه  , أي الإسلام , لم تعرف فاطمة ولم يعرف محمد أو يعرف أبا بكر أو الحسين أو عليّ أو غيرهم من قادة الإسلام , أي الدعوة إلى ثانويات كانت حصيلتها  ممارسات طقوسيّة أخرى تغيّرت هي الأخرى تبعاً  لممارسات مظنونة بتلك أو بهذه الذات البشريّة المقدّسة !  ذلك أن  أصل البناء الحضاري الأخلاقي سيادتكم  والذي بعث الله  من أجله  رسله وأنبياءه  للناس  على مرّ العصور هو  التوجّه لله  وحده , وبعدها  يتصرّف  المسلم  بما  يجده  صالحاً من أمور ثانويّة  ولكن  بميزان عقله الصافي  الذي من المفترض أنه  سيكون كذلك  حين اكتملت  نقاوته  وصفاءه  بفعل ممارسات تعويد نمط تفكيره  وتعويد عقله وإخضاعه  بالعبادات النقيّة على  يقينيّة راسخة بوحدانيّة الله ( وتلك  مثبتة  ربّانيّاً  ومترجمة على أرض الواقع من خلال سيرة المصطفى  في دعوته للإسلام  ابتدأت  عندما بدأت  آيات القرآن  تحض الناس  أوّل نزولها على نبذ  الإشراك  بالله وقبل كل شيء ) أي قبل الوضوء وقبل الصلاة وقبل صلاة التراويح وقبل الصيام وقبل  "متى الإمساك" الخ  أيّ أن  الذي بدأ المسلمون  يطبقونه  فيما بعد من ملحقات  , وضوء وما إلى ذلك , من تلك التي أشرنا  إليها , إنما بدأت تشاركهم حياتهم  بعد  تركهم للشرك نهائيّاً  بما في ذلك تركهم  الممارسات التي يُشك أنها  تدخل ضمن  مقتربات الشرك , أي بعد صفاء  العقل  وجنوحه تلقائيّاً  إلى الصحيح من الملحقات الشرعيّة والتشريعيّة فيما بعد , فالعقل  الخالي من  الشرك  لا شكّ وانه سيكون  على درجة عالية  من التمييز بين ما هو صالح وبين ما هو فاسد ويستطيع فرز  الممارسات الطقوسيّة  الصحيحة  عن الخاطئة التي عادةً  ما يشوبها الزائد الغير مبرّر , أي أن العقل المستنير بالتوحيد   سيكون اقرب للفطرة التي فطر الله الناس عليها , فهو  بذلك سينحى بفطرته  منحى  موسى عندما كان طفلاً رضيعاً  حين ميّز بفطرته السليمة  اللبن عن الجمر فاتجهت يداه لالتقاط اللبن !  , والتلقائيّة في إتّباع  الحق رئاستكم  تأتي من الممارسة الفعليّة المستمرّة في السعي لتغذية الجوارح  بوحدانيّة الله , كما أن التمرّس على الخلق السيّئ  , عفواً  جنابكم ,  يأتي من التمرّس على  الإصرار  في تقديس الذات البشريّة التي سيتبعها تلقائيّاً  ولا شك  تقبّل كل ما هو يدخل  باب البدع والانحرافات  لتتغوّل بعدها إلى مذاهب وشيع  يظنّ أتباعها  أنها  الإسلام الصحيح , والفاطميّون  كانوا إحدى تلك الإفرازات ! ...

 

كيفية طباعة المقال

 
 

شبكة المنصور

الخميس / ١٥ ربيع الاول ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ١٢ / أذار / ٢٠٠٩ م