الأميركيّون لن يذهبوا لانتخابات الرئاسة الأميركيّة القادمة !

إذا لم يسحب أوباما قوّاته فعلاً من العراق ( في أواخر فترة حكمه ! ) ..

 

 

شبكة المنصور

طلال الصالحي

لعلّ أهم ما في  انتخابات الولايات المتحدّة الأميركيّة , والتي فاز بها بقوّة منقطعة النظير الرئيس الأميركي  المنتخب  "حسين أوباما"  , والذي أتى فوزه الساحق هذا بفضل المقاومة العراقية العظيمة التي لولاها  لم يستطع تسلق سلالم البيت الأبيض , وهو  "الأسود!" , أهم ما في هذه  الانتخابات  هو الاعتراف الرئاسي الصريح  مؤخّراً على لسان أوباما نفسه  ورسميّاً , بالهزيمة النكراء التي  لحقت بالقوات العسكريّة الأميركيّة على أرض العراق  ولحقت  بعموم الولايات المتحدة الأميركية  وعلى جميع الأصعدة , اجتماعيّاً ونفسيّاً  واقتصاديّاً وسياسيّاً  وأخلاقيّاً , إلاّ أننا  لا نستطيع أن نغمض أعيننا  ونغلق عقولنا ونسدّ حوّاسّنا  نحن العراقيّين  عن المفهوم الذي ما ورائه لـ "خارطة الطريق"  التي وضعها أوباما  والبنتاغون  للانسحاب من  العراق !, ذلك أن أغلب ما ورد من  فقرات الخطاب هذا نفهمها نحن  العراقيين على أنها  تحمل الكثير  من التلوّن  التعبيري  في طريقة الطرح  الخطابي المفضي بالنتيجة  إلى  تصادم  الأهداف المأمولة  بأهداف  "رغبات" وأماني  أميركيّة لازالت طموحة  في  بقاء الولايات المتحدة الأميركيّة عسكريّاً وسياسيّاً على أرض العراق  لفترات زمنيّة طويلة  تصل حد آخر برميل  نفط  يُستخرج من باطن أرض العراق! , ولنكن صرحاء مع أنفسنا أكثر ونفهم  باستمرار  ,  أن  خطاب أوباما , رغم انه  كان يداعب مشاعر من انتخبه لأجل  إنقاذ أبنائهم  من مستنقع العراق  , ينصّ صراحة  على التواجد الأميركي  الطويل على أرض العراق "بحسب أمانيّهم !" , بل  يدل  دون أدنى شك  , سوى من حركات  عسكريّة  ولفظيّة  "بهلوانيّة"  يخدّر  بها المواطن الأميركي  لحين ! على النيّة المبيّتة  لاستمرار القتال  ضد  المقاومة ومحاولة الصمود بوجهها , بحسب وعود سوريا وإيران الأخيرة ! مع إبقاء  عمليّة  التستّر والتعتيم  الإعلامي المستمرّ  على ما يجري حقيقةً  بالجنود الأميركيّون على أرض العراق في مواجهة  القتال الضاري  لهم  على  أيدي  العراقيّين  ولحين إعداد العدّة من جديد  للتصدّي  لكل  الاحتمالات التي ستقوم  بها  المنظمات  الشعبيّة الأميركيّة  من  مظاهرات وفعّاليّات رفض للتواجد الأميركي على أرض العراق لتبدأ معها المماطلات والتحرّكات السياسيّة  المعتادة  للبيت الأبيض  والتي ستستطيع ابتلاع وعودهم السابقة  بالانسحاب  من العراق وفق مشاغلات  متنوّعة  تتصاعد أو تخفّ بحسب  تصاعد  أو انخفاض منسوب المعارضة  الأميركيّة التي تتفاعل  بحسب الوضع القتالي على أرض العراق  "توجد في البيت الأبيض دائرة  طوارئ  إشغال دعائيّة خاصّة  غير معلنة واجبها مشاغلة  المعارضة من خلال شركات  خاصّة بهذا الشأن  للتخفيف عن الضغط الذي قد  يواجهه ساسة البيت الأبيض بسبب تملّصهم عن الوعود التي وصلوا عن طريقها لسدّة الحكم" ...


وفق هذا  المنظور  , والذي هو  أقرب لأن  يكون  وأقرب  لتوقع حدوثه  خاصّة من عدوّ  ماكر مجرم مشهود  له  بطرق كل السبل لأجل امتصاص آخر فلس  من الضحيّة  إن  تمكّن  من  ذلك  وبشتى الوسائل ,  مطلوب منّا نحن العراقيّين ومدعوّون جميعاً  لاتخاذ كافة سبل المقاومة  والعنف المسلّح  ضد قوّات العدو  المنهارة أصلاّ  ومحاولة الإثخان في جروحها دون هوادة , وبالأخص  دعواتنا نوجهها للقيادة العامّة للقوّات المسلّحة  العراقيّة  بقيادة الرئيس  المجاهد عزت الدوري  وكافة جيوش وفصائل التحرير  لتكثيف ضرباتها  وبأنواع الأسلحة المناسبة التي توقع أكبر  وأفدح  الخسائر  بالقوّات الغازية  لوضع  قادة هذا البيت المجرم  ووضع كافّة دجّاليه  وعلى رأسهم  عبد الشوم  الخسيس  أوباما  الدجّال  في وضع محرج  وحصره  قدر المستطاع في زاوية وعوده الكاذبة  التي ستضاعف من عمليّات الضغط الجماهيري عليه من قبل هذا الشعب  الأميركي المنافق  , حتى لو تطلّب الجهد  العراقي العسكريّ المقاوم  ( وفقط العسكري , فلا سياسي ولا هم يحزنون  فهؤلاء القوم  لا يفهمون سوى لغة  الدم  والقنادر ) حتى لو تطلّب  الضغط القتالي على قطعاته  المهزومة  سنين   أخرى  ولحين اقتراب موعد  الانتخابات الأميركيّة القادمة ! حينها  سيوضع  هذا الدجال   كلب الروم  أمام  أمر  مرّ  بل وشديد المرارة  هو  ومن يقف  خلفه  يحرّكه ويتلاعب  بلسانه  , عندها  , وكما  ما سمّيت  بانتخابات  مجالس المحافظات  العراقيّة  التي  لم  يذهب إليها أحد من العراقيين ,  فسنجد أن الناخب الأميركي  عندها  سيعزف هو  بدوره  عن الذهاب إلى صناديق الاقتراع  بعد أن   يكون قد  يأس   بشكل نهائي  من الوعود الكاذبة التي  عادة ً  ما يتستر  بها  غزاة المناصب في بلادهم , إلاّ إذا  ادّارك  هؤلاء الساسة  الذين  وصلوا  عن طريق  ورطة العراق  إلى سدّة الحكم  أنهم  في مأزق محتوم  وحقيقي  لا يتخلّصون منه إلاً إذا  عملوا فعلاً ,  مع اقتراب موعد الانتخابات القادمة بع أربع سنوات اخرى !  على سحب كامل قوّاتهم من أرض العراق  ليثبتوا صدقهم  الذي بدونه  لن يستطيعوا ساعتها  للوصول  للبيت الأبيض من جديد , هذه  إذا سارت الأمور السياسيّة والجغرافيّة والاقتصاديّة الدوليّة  على ما هي عليه دون تداخلات  يفرضها الزمن والأمر الواقع  الذي سيجبر الاحتلال على الهروب  أسرع من الصاعقة  تاركاً وراءه  "وقد اعتاد على ذلك منذ عشرات السنين!"  كل معدّاته العسكريّة على أرض العراق  حاملاً عاره  على رأسه  كما اعتاد على ذلك منذ القِدم   !  ...


بحسب رأيي . أن القائد العام للقوّات المسلّحة العراقيّة  رئيس جمهوريّة العراق  المجاهد  عزت الدوري  كان  قد  فهم  اللعبة الأميركيّة الجديدة   لإدامة تواجدها على أرض العراق  , فـ"كيمياء"  التركيبيّة الصهيونيّة للبيت الأبيض  هي من اختصاص البعث وقادة البعث ! ,  فهم  وحدهم  من يعلمون  بماهيّة سكنات هؤلاء المجرمين  وحركاتهم  وإيماءات أجسادهم  وما تعني! فقادة البعث  يعلمون جيّداً  أن اللوبي الصهيوني ماهر  في تحويل الخل  إلى خمر وهو لازال يمارس التخمير على الطاولة أمام الأنظار!  ويعلم  قادة البعث جيّداً أن باستطاعة الرأسماليّة السياسية الأميركيّة  استغلال وعود "الوضع الرئاسي الجديد"  إلى وعود قابلة للمطّ  والقولبة والتمييع  بما ستجرّ وبالاً مضاعفاً  أكثر من ذي قبل  على الولايات المتحدة الأميركيّة وأن بإمكانهم  قلب الأزمة المالية الخانقة  الحاليّة إلى مفاعيل استجداء من جميع الدول الغنيّة  لتغذية آلتهم  الاستعمارية المدمّرة وتواجدهم على أرض العراق !  ... لذلك  , ومن أجل  الفهم الصحيح  لهذه المعادلة  ,  رأينا  المهيب الركن  رئيس العراق  أطلق خطاب  استباقي  رُميت  خطـّافات  أطراف  شباكه  لتستوعب خطـّة مواجهة  عسكريّة  إستراتيجيّة  جديدة  شاملة  أعدّتها  القيادة العسكريّة لجيوش تحرير العراق وتبدأ من لحظة إلقاء القائد الأعلى للجهاد والتحرير خطابه التعبوي الاستباقيّ المقاوم ليكون المرتكز  المرحلي  في صفحته القتالية الثالثة  بعد  صفحة المواجهة العسكريّة  شبه النظاميّة الأولى والتي تلتها  صفحة التحوّل العصاباتي في مرحلة المواجهة الثانية , وستبدأ هذه المرحلة , المرحلة القتاليّة الثالثة , بحسب توقّعاتي الشخصيّة , بإعلان توحيد جميع القوى المقاومة على أرض العراق  ليستمر الطرق  بقوّة وبشدّة أكبر على رؤوس الغزاة   وإلى حين  إعادة المشهد التاريخي المشهود   لهرقل الروم  وهو يتسوّر  من على سطح  سفارته  المروحيّات المعدّة للهروب  ! وذلك محقق  لا محالة  وبكل تأكيد  بعون الله , فديدن  ساسة الولايات المتحدة الأميركيّة الإستعماريّة  هو  الهروب  لاغير , فعلى طول تاريخ  الولايات المتحدة الأميركيّة الإجرامي  أنها  لم تنسحب من ورطة  أوقعت نفسها فيها  بإرادتها  يوماً  من الأيّام ! ولم  تفكّر بذلك  إطلاقاً  إلاّ كاستخدام  لفظي  يساعد  على  التغطية على تكتيكاتها السياسيّة !  فلم  يعرف التاريخ البشري الحديث  عن شيء  اسمه  "إنسحاب أميركي!"  .. ذلك  أن  ما عُرف عن الاستعمار الحديث  عامّة  والاستعمار الأميركي خاصّة  هو لغة الهروب  فقط !   وفقط  تحت ضربات  قنادر الشعوب وهي تنهال على رأسها  ..


فما أخذ  بالتسوّر  لا يستردّ  إلاّ  بجعل المتسوّر  يتسوّر  من جديد  غصباً  وكرهاً ! ...

 

كيفية طباعة المقال

 
 

شبكة المنصور

الاثنين / ٠٥ ربيع الاول ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ٠٢ / أذار / ٢٠٠٩ م