اعلامنا العربي الى اين ..؟

 

 

شبكة المنصور

شهد الجراح  / كاتبة واديبة عراقية
قد يدعي البعض ان الاعلام العربي الان في حالة انفتاح , وربما يكون هذا الكلا م صحيح الى حد ما , لكن المهم هنا ماهي نوعية الانفتاح الذي نراه اليوم في شاشات التلفاز وهي غارقة في انحطاط توجهي معين تتبعها القناة التي اصبحت قناة ربحية لا اكثر ولا اقل . وربما تمثل وجهة نظر مالكها ولأي جهة ينتمي ولا غرابة ..!


ولأن المعروف ان الاعلام بكل اشكاله سواء كان مسموع او مقروء او مرئي واجبه ان يؤثر ويتأثر بما يحصل لذا فهو الوجه الاخر للمجتمع لكن مانراه في اعلامنا العربي المنقوص الحرية من استجهان واستخفاف ومحاولات طمس وتشويه ومبالغة في الاحداث على الصعيد السياسي وانفتاح سلبي لايناسب عادات وتقاليد اسلامية وعربية ملتزمة كما نرى اليوم من برامج واغاني تافهة تسطح الفكر وتسعى للتسلية الفارغة من اي فائدة تذكر هي بذلك تجعل من هذا الاسلوب شبكة تصطاد بهامن ضعفت اركان بنائه ويسعى لأغتيال ساعات فراغه لانه عاجز عن تقديم اي عمل نافع في اي مجال ..

 

ان الاعلام العربي اليوم مجرد من مضامينه ومنحاز اي انه فقد دوره الحقيقي كما يجب ان يكون ومازلنا نذكر احداث غزة المؤلمة التي لم يرضى بها حتى من كان خارج نطاق العروبة والاسلام وماحصل من فجائع انسانية والاعلام العربي وقنواته وصحافته يغفو على صوت روبي ويصحى على صوت هيفاء وهبي ويمضي اوقات العصر بتقديم برامج قمة في التفاهة فلا تكف فيه المذيعة عن الضحك والغنج المفتعل وهي تلبس لباس فاضح يظهر اكثر ما يخفي وهي تطرح اسئلة شدة في الصعوبة على طرازاسم ولد لو وضعنا على حرف منه نقطة اصبح شيء نلبسه في الاصبع ماهو ..؟


ولتنهال بعد ذلك الاتصالات تحت اغراء بربح مادي كبير جدا ولااحد يعرف ماهو الجواب لهذا السؤال المعضلة والله يساعدوينور دماغ من يفكر بحل له .. واطفال غزة وبغداد يفترشون الارض ويلتحفون السماء ولا دواء لهم ولا غذاء
لااريد هنا ان اتبنى نظرية المؤمراة بشكل كبير وان كنت في قناعاتي الخاصة ارجح هذا فمن يشاهد مثلا قناة العربية والتي تحمل من المعنى اسمه فقط يفهم هذا فالشهيد بها هو قتيل والمقاوم فيها هو عنصر مسلح والمحتل عندها هو من قوات التحالف كما تصف وجود القوات الامريكية في العراق


ولا ننسى ايضا الحرب الاعلامية التي شنت على العراق وشغلت الناس بشيطنة الرئيس العراقي الراحل وتشوية صورته بشكل مرعب كي تبرر احتلالها للعراق بحجة التخلص منه وتحرير شعبه وهي بهذا لعبت على عقول الناس وهناك من صدق هذه الالاعيب وبكل أسف والى الان هناك تعتيم اعلامي لما يحصل من مآس في دول مثل العراق وفلسطين وجنوب اليمن ولبنان ووووومازالت القنوات تخلط الاوراق على البسطاء وتقلب الحقائق حسب ماتقتضيه رؤيتها للحدث بلا ادنى ضمير ومسؤولية ولهذا اجزم ان اعلامنا مايزال هش وخائف ومتخلف ويخضع لسلطة الحاكم فهو يمثل وجهة نظره ومن وجهة نظر من يملك القوة المالية فقط والقنوات الاكثر تحررا وحرية من سلطة السياسين تتبنى منتناقضتين اولهما الانحدار الاخلاقي او النقيض الاخر وهو الوجه الديني او بالاحرى الطائفي فقد برزت في الاونة الاخيرة قنوات تطلق الفتاوى التي ماانزل الله بها من سلطان وتحاول ان تلعب على حبال الطائفة الواحدة وتكبر الشق الذي اخترعهه قوى الظلام الامبريالية والصفوية ...

 

الكلام يطول والماسأة تتعمق فلا يمر يوم دون ان نجد ان هناك فضائية جديدة تظهر لنا ودون صحيفة صفراء ودون اذاعة منحازة للكل الا للأمة وتحدياتها فأي وسيلة نستخدم للنهوض بأعلامنا من مستنقع الجهل الغارق به والتبعية العمياء ومتى وهل لنا سبيل الى ذلك الا الوعي

 
 
كيفية طباعة المقال
 
 

شبكة المنصور

الثلاثاء / ٠٤ ربيع الثاني١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ٣١ / أذار / ٢٠٠٩ م