وهذا كلها واجبات دينية مفروضة علينا كمسلمين ولا جدال فيها او عليها , لكن الذي اود طرحه هنا كيف نسخر الدين لتشكيل الوعي الذي يؤسس بالتالي لبناء حضارة انسانية راقية وكيف نعيد قراءة مضامينه السامية ونفهمه بعمق وبلا تعقيداو تطرف بل بأعتدال وهدوء

اني لأجزم ان اكثر من ثلثي المسلمين الان وانا منهم بحاجة الى فهم أخر لهذا الدين الذي كلما تعمقت فيه اكثروجدت من الرقي واليسر والعدالة والثراء العقلي الكامل ماجعلني بصدق اتحمس لكشف عورات النظرة السطحية اوالفهم الخاطئ للبعض له

الدين الاسلامي هو دين ثوري من طراز فذ
والثورية هنا ليست ثورية خاطئة متهورة طالما عرّفنا نحن بهافي هذا الوقت بل ثورية اسست لتعديل نمط حياةورسالة تحمل في طياتها جوهرية مهمة وهي لتخليص الناس من الجهل والكفروالعبودية والاستغلال وجعلها تؤمن ان بمبادى العدالة والمساواة والنهضة وبطريقة قمة في الرقي في الفكر والتعامل ,وكما قال الرسول عليه الصلاة والسلام (الدين المعاملة )اي ان الغاية منه بها أثر دنيوي نتدخل نحن بها ربما و أثرثاني يظهر بالاخرةوهذا بيد الله تعالى واذا اخترنا نقاش المضامين الدنيونية نجد ان الاسلام يتدخل في حالات اجتماعية وحتى سياسيةواقتصادية تدخل في محاورالحياة العامة واما الاثر الاخر وهو الاثر الذي ينتظرنا بالاخرة هو أثر يتحمل عواقب مافعل المرء فأنه يحاسب على اعماله التي ارتكبها بالدنيا ويكافئ بها بالاخرة ان الدين الاسلامي

نظم امور الدنيا واظهر لنا مبدا الثواب والعقاب
في كل المجالات
وهذا معروف للكل لكن الناس وللخيبة المرة ّفهمت هذا بشكل نظري وغير تطبيقي اي ان الدين من وجهة نظرهم هو صوم وصلاة وحجاب فقط وان من التزم بها فهوشخص جيد و متدين حسب فهم البعض وانا لست ضد هذا بالطبع فلربما يكون صحيح

وربما يكون العكس ...! فماقيمة هذه التطبيقات لشخص متخلف ولئيم وبلا ضمير ..؟

لكن هناك حالة شائعة لفتت نظري الان وبشدة وهي

اننا الان في حالة متناقضة تقع مابين افراط او تفريط في ديننا فالبعض منا اختار ارتداء ثوب الحداثة والحرية بلا قيود دينية حسب مايدعي وانا شخصيا لااجد في الدين مايمنع الحداثة والتطور الا فيما يقع مخالف لله عز وجل لكن الحداثة وللأسف الشديد فهمت على نحو خاطئ بتحرر المرء من كل قيمه ومبادئه تحت حجة التحرر والانفتاح

والاخر فهم الالتزام والتدين بتطرف فأصبح يحل ويحرم على حسب مايشتهي ويريد ومايناسب هواه فقط ومن خالفه الرؤى فهو كافر لامحالة وكما نرى من جماعات متطرفة تفتى بفتاوى ماانزل الله بها من سلطان تدعو ا للهدم لا للبناء كما مفترض ان يكون مما اساء هذا لصورة الدين الاسلامي للاجيال الجديدة وحتى بالخارج وكما نرى وبشكل موجع لكن السؤال الذي يطرح نفسه اليس هذاقصور بالوعي بعينه لدى المثلّين الذين اخترت طرحهما برغم تناقضهما الواضح..؟

فمن نستطيع ان نوليه دفة الوعي والثقة ليصل بنا الى ضفة الامان ..؟ونحن غارقين في بحر من الغفلة الدينية والسياسية والفكريةووو وهنا الفاجعة

وكيف نستطيع ان نصل الى مفهوم الاسلام بوعي ونواجهه به كل التحديات الشرسة المحيطة بنا وعلى جميع الاصعدة
وكيف نستفادمن اخطأنا السابقة نتيجة فهمنا الخاطئ له او التزييف والاحتيال بأسمه من قبل البعض فهل الاسلام هو دين شعارات فقط اوهو دين تطبيق يطهر الروح والجسد ويلقن مفاهيم راقية للأمم دون تعصب اعمى كما حاول البعض اظهاره ...؟

وبمن نولي الثقة في زمن المتحذلقين من الخطباء ومدعّي الدين الذين يدسون السم بالعسل وهل نجيد الفصل بين ذاك الواعظ الخبيث وبين الواعظ المعتدل ذي الخطاب المتوازن..؟

وكيف نثير مكامن الوعي بدواخلناونشغل ادمغتنا ويكون اسلامنا الحنيف هو المنبع الاصلي لللابداع والنهضة والحضارة ومتى
وهل نحن قادرون على هذا ياترى ..؟
اتمنى ذلك بل واسعى اليه