تأملات
لكي لا
.. ننسى ظاهرة منتظر الزيدي

 

 

شبكة المنصور

سمير الجزراوي

وانا اتأمل خبر تحديد (محاكمة) البطل منتظر الزيدي...وتضادت في داخلي مفاهيم ومعاير كثيرة من يحكم على من ؟؟

 

اذا استعنينا بمعاير الشهامة والاخلاق فان هذه المسرحية التي ستعقد ويطلقون عليه محكمة في حقيقتها هي محكمة سيحاكم فيها شعب العراق والقاضي هو المحتل والمدعي العام فيها عملاء المحتل ..قد يعترض على هذه المسميات البعض ولكني اقول ماهي نسبة العراقين الذين يرفضون الاحتلال وكل المؤشرات والدلائل و الاحصائيات تقول ان الاكثرية المطلقة و المطلقة ترفض الاحتلال وكل ما جاء به المحتل من دمى وهياكل مؤسساتية  ومن الحقائق والتي لا يرتقي اليها ادنى شك ان مقاومة المحتل والمغتصب و حسب كل القوانين و الشرائع السماوية و الوضعيةعملاً بطولياً  يتشرف ويفتخر به كل من ينتسب لوطنه ولشعبه و امته  ضد الغاصبين والمحتلين ومهما كانت طبيعة الغاصب المعتدي من حيث الفكر والجنس، ومهما كان هذا المقاوم من حيث الهدف والتوجه و الانتماء العقائدي والمذهبي او السياسي. وكل الشعوب البشرية تتفاخر بشهدائها، وتقدس دماءهم الزكية اللاهبة بالنصب التذكارية والأعياد السنوية كطبيعة لفطرة الإنسان وميوله نحو الحرية والعدالة ومقاومة الاستبداد ويدخل الفعل لمنتظر وبضرفه الزماني و المكاني ضمن هذا التتويج والتكريم والاعتزاز .

 
والكل يتفق ان ما قام به البطل منتظر يمثل الرفض القاطع للاحتلال الامريكي وبهذه الصورة الدراماتيكية والتي تم فيها استطاع ان يعبر فيها عن الم وغضب شعبنا العراقي وفي نفس الوقت عبرت هذه الصورة الديناميكية بالجرأءة والشجاعة عن الاصالة في عروبته,وفي نفس الوقت يعيش شقيقه الشعب الفلسطيني مثالا لاسطورة ثورية لرفضه الاحتلال ويشارك شعب العراق في حيوية الثوار واصالة الانتماء العروبي .في حين ان الاحزاب الحاكمة في المنطقة الخضراء  والذي يدعون بالديمقراطية وتخيلوا انفسهم بانهم الديمقراطيون الذين يصنعون مااسموه بالعراق الجديد ,ولم يتخيل هؤلاء الديموقراطيون الجدد في بلد الديمقراطية الجديدة وهي ديمقراطية المحتل بان أقوى رئيس دولة وهي عظمى ويصل به الهوس إلى حد الادعاء أن الله قدأرسله ليحقق النبوءات في العالم ، لم يتخيلوا أن يصل الفعل الفردي الخارق الذي أقدم عليه منتظر الزيدي إلى حدود الافاق العالمية التي يصل إليها من الثوار ومشاهير و رموز الامم .

 

وأن يتجاوز هذا الفعل الشجاع و الخارق لضوابط الالتزام المهني والتدقيق الأمني والتكيف السياسي لحدود المواجهة داخل المسرح العراقي ليتحول إلى مشهد يفخر به كل وطني شريف ورمزا ليحلو للكثير من شعوب العالم المتحضررة أن تستحضره على مسارح مواجهتها مع أي رئيس يفرط في بغيه ومنها الشعب الأميركي الذي يعيش أكثر من ثلثه تحت خط الفقر ويرسل شبابه إلى حروب لا أفق لها ولا مصلحة له فيها. ان الذي دفع منتظر والذي حفزه لهذا الموقف اكبر من يفهمه من اصابهم عمى الحقائق البطولية وملاحم شهداء العراق ورجال المقاومة الذين هم مشاريع للاستشهاد في سبيل الوطن و الشعب و اما العملاء والذي سكنوا السراديب و الجحور المظلمة واعتادوا على ظلام القبور فلن يفهموا ولن يتصوروا ولن يستوعبوا الفعل الجبار لمنتظر والذي استمد قوة فعله من مساندة ودعم المقاومة العراقية البطلة لكل الافعال المعاكسة للاحتلال واساليبه الشيطانية..


ان فعل الشجاع لمنتظرالزيدي يصنف بالعمل البطولي والمشروع ويندرج تحت  احد اوجه التعبيرالبطولي في مقاومة الاحتلال التي تقرها كل القوانين والشرائع السماوية و الوضعيةوهو عمل وطني من منتظرالزيدي ويستحق التقدير والاحترام والاجلال والتكريم .وان الفعل المنتظري يمثل التعبير بالسلوك والتصرف العراقي و العربي فان الغضب للفرد العراقي عندما يتعرض أي معتقده او مبدئه اووطنه او شعبه والذي يرتبط بشخصية المواطن للاعتداء او الاهانة فان ردة الفعل التلقائية لهذه الاهانة او الاعتداء يكون اما بالبصق اوضربة حذاء وهما علامتا تحقير للرد على الذي يتجراء بتقديم الاهانة وهما يقعان ضمن القاموس الاخلاقي للشارع العراقي ويستحقهما المجرم بوش الذي دنس ارض العراق واهان العرض والشرف واستفز كل المشاعر العراقية وبتحديه للمحظور في العرف العراقي وهو الاعتداء على الوطن .. بوركت يا منتظر وندعو من رب السماء والارض ان يحميك وتبقى ذكرى ردك العراقي على المجرم باقية في ضمائر كل العراقين الشرفاء ... امين                                            

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

الإثنين / ١٤ صفر ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ٠٩ / شبـــاط / ٢٠٠٩ م