تأملات  / البعث ضرورة نضالية عربية وعالمية

﴿ الجزء السادس

 

شبكة المنصور

 سمير الجزراوي
الذي اريد ان أوكد لاصدقاء الحزب ان حزبنا الان اقوى وليس هذا من باب الحملة الاعلامية لنرفع بها المعنويات ولكنها الحقيقة بعينها ,فهو يؤمن بالانقلابية منذ نشأته الاولى وهو الان يجسد الانقلابية التي بشر بها مؤسس الحزب من قبل اكثر من ستين سنة وترجمها الى التطبيق العملي وهو يمارس عملية النضال بقيادته لاقدس مهمة تاريخية وهي الثورة الشاملة وفي مقدمتها الثورة المسلحة ضد الاحتلال وكل ما ترتب من جرائه,وبالتاكيد سيعي الامبريالين الامريكين ان هذه الثورة سوف لاتنحصر في المقاومة البطلة بل ستمتد لتشمل اشعال الثورة في كل نواحي الحياة العربية وقد تحولت الى بؤرة لاستقطاب القوى الثورية العربية وهذا سيشكل خطرا كبيرا على المطامع الامبريالية وبالتاكيد ستحاول صياغة ستراتيجية في محاصرتها و احتوائها ,وامام ذلك لابد ان تتضمن ستراتيجيتها الجديدة المحاور التالية:


1-المحورالاول : ان تذهب هذه الدوائر للتفاوض مع الثورة والدفع باتجاه باعطاء تنازلات للثورة واولها تخفيضا في القوات وصولا للانسحاب الكلي وكنس النفايات التي جاءت محملة على دباباتهم وعرباتهم من خلال خلق اسباب اوحتى فتننا ليتصادم عملائهم و ليتحاربوا و لتشرذ مهم وصولا لاضعافهم وهنا الخسارة ووفق حساباتها ستكون اقل من انفلات الوضع امام ثورة يقودها البعث و قد تمتد شرارتها الى بلدان صديقة للامبريالين في المنطقة وتؤثر على اطماعها .


2- المحورالثاني: فيتلخص في قيام الامبريالين باضعاف هذه الثورة وباتجاهين, الاول اختراق خندق الثورة و المقاومة وبالرغم من صعوبة الامر حيث ان البيئة النضالية والجهادية تكون اصعب في اختراق الثورة لان حدود الخنادق في هذه المرحلة واضحة بعكس المراحل التي يكون الحزب في السلطة لان الثورة  في حينها كانت تعيش مرحلة تداخل في الخنادق, وكذلك تشويه العمل المقاوم باندساس عناصر او مجموعة تشوه وتسئ للمقاومة من خلال التعرض للابرياء في التصدي للمحتل وعملائه المؤثرين,وبنفس الفلسفة يفعلون مع فكر الثورة والمقاومة من خلال دس بعض المهرجين الذين يسيئون لخطاب الثورة او شراء بعض الاقلام والتي تحول الثورية في مضامين الكتابة والاعلام الى انفعالات لتعطي طابع التهور والمهاترة واندفاعات قد تظهر في شكلها بانها تخدم قضايا الثورة و المقاومة ولكنها في حقيقة امرها وفي مضمونها تسئ لخطاب و منطق الثورة وهذا الامر يستغله اعداء الثورة و المقاومة البطلة ليعكسوا وجه الثورة المشوه امام الجماهير العراقية و العربية وحتى امام العالم وبذلك يفقدون الثورة والمقاومة اهم ركيزة لهما وهي الجماهير  والدعم العربي و العالمي .وهذا يذكرنا بتجربة سابقةوهي بخطوات الحزب و الثورة في تنظيم الزيارات للمراقد المقدسة في المدينتين المقدستين كربلاء و النجف ودور الحزب في احياء هذه المناسبات بشكل يتناسب وقدسيتها وبعيدا عن ممارسات غريبة ومستوردة ومسيئة في الوقت نفسه للمناسبة وللجماهير المحتفلة بها وبدليل كانت كل منظمات الحزب تقيم وتحتفل بها وما ظاهرة ممارسةواعداد (الطبخ)التي كانت كل المظمات الحزبية تحيها وبكل صدق الادليل قوي واكيد على مصداقية الحزب في احترام كل الشعائر ولكل الطوائف و المذاهب,ولكن كانت تقفز هنا وهناك ممارسات و ايظا معالجات افتقدت للعقلانية و الموضوعية بحيث اعطت للاعداء سلاح مجانيا للطعن بخطوات الثورة الصادقة .في تقديري لابد من الوقوف عند هذه الظواهر ومحاكمتها بمعاير العقيدة والسلوك البعثي المحب لكل المكونات الجماهيرية والذي يحترم كل الافكار و الايدلوجيات وحتى السطحية والطائفية و باستثناء التي تمرغت ولو بشئ من الخيانة للوطن وللشعب .


3- المحور الثالث:هوقيام الامبريالية والصهيونية وبالتنسيق مع ملالي طهران وكما سبق ان نسقوا معهم في حربهم ضد نظام الثورة في العراق ومن ثم التنسيق لغزوه في عام 2003.ايظا ستلجاء هذه الجهات المعادية لايجاد او احتضان شكل من اشكال او الصور (المقاومة) التي تخدمها بالنتائج وتدفع بها للمواجهة معها او مع حلفائها مثل الصهاينة لكسب ثقة الرأي العام العربي و الدولي بانها مقاومة حقيقية مثلما الحال مع حزب الله اللبناني ومن ثم التعامل معها على انها الصورة الحقيقية للمقاومة العربية وهذا ما يلاحظه اي مراقب للاحداث على الساحة اللبنانية وخاصة التحرك البريطاني الاخير والذي سبقه تحرك فرنسيا و المانيا باتجاه هذا (الحزب )وقد تشهد المرحلة القادمة بتحرك امريكي باتجاهه وليدفعوا به الى الواجهة ويقدمونه على انه رمز المقاومة العربية والهدف المركزي من كل ذلك ضرب المقاومة الحقيقية العراقية و الفلسطينية و تجريدهما من شرعية تمثيلهما للمقاومة العربية.


كل ذلك ثقة بعقيدة البعث الخالد وليس تسيسا لاخلاقيته او نفاقا سياسيا . وللاخرين اقول هذا هو دستور الحزب ورايه بديمقراطية النظام السياسي وكذلك نظرته تجاه التكوينات الطائفية او الاثنية او الدينية ولكني اعتمد على دستور الحزب ومن خلال انتقائي لبعض فقراته اذا صح ان اقول ان الذي يتعرف على الحزب من خلال ادبياته سياتاكد ان البيئة النضالية بين الجماهير اكثر صحية من ان يكون الحزب في السلطة ويتعرض جسده وفكره الى تشويهات وايظا الى ان يكون هدفا واضحا امام اعداء الامة.ووضع الحزب الان ليس فقط في بيئة نضالية صحية بل هو الان و من خلال قيادته لاشرف فعل بشري فردي او جماعي يلتزمه الانسان او الجماهير وهو قيادته للمقاومة العراقية في وضع و مناخ صحي لتطور فكره وتجربته ,كم محضوضين الان بحزبنا فهو على الاقل الان بعيد عن اصابته بامراض مثل الانتهازية والوصولية. وبالتاكيد الحزب الان يعيش مرحلة تجدد وانتعاش نضالي ونمو في قدرته الثورية وازديادا خبرته في البناء التنظيمي .انا اقول ان هذه المرحلة هي انعاش لحياة الحزب انها الاوكسجين النقي لجسد الحزب ,فليطمئن الصديق بان الحزب سيخرج من هذه المرحلة وهو اقوى وهذه حقيقة و ليست تمنيات وذلك من خلال الذي قلناه في اعلاه ,والامر الاخر اريد ان اجعل خيبة اكبر للمحتل الامريكي و الذين انضووا تحت بندقية المحتل اكثر بان الحزب لا تشكل السلطة لديه اهمية نضالية حتى يتصور او يتصورون البعض انها مسئلة جوهريةللحزب لكي توضع على طاولة مفاوضات او مساومات .وان الحزب ومعه كل التشكيلات والجبهات القومية والاسلامية التي تقاوم المحتل يضعون الاولية لطرد المحتل ومن ثم اتباعه وبعد ذلك اقامة نظام وطني ديمقراطي يمثل الشعب ويوحده على مسيرة النضال والبناء أيضاً .

 
كيفية طباعة المقال
 
 

شبكة المنصور

الأحد / ٠٩ ربيع الثاني١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ٠٥ / نـيســان / ٢٠٠٩ م