تأملات
البعث ضرورة نضالية عربية وعالمية

﴿ الجزء الخامس

 

شبكة المنصور

 سمير الجزراوي
والذي أريد ان اصل له ان الدولة اثرت علىالحزب بسلبية اكثرمن الايجابية,فالسلطة ليست في أهداف الحزب ابدا,وان دستور الحزب في المادة الخامسة  تقول :ــ

 

(حزب  البعث العربي الاشتراكي ) شعبي يؤمن بأن السيادة هي ملك الشعب وانه وحده مصدر كل سلطة وقيادة ، وان قيمة الدولة ناجمة عن انبثاقها عن ارادة الجماهير ، كما ان قدسيتها متوقفة على مدى حريتهم في اختيارها . لذلك يعتمد الحزب في أداء رسالته على الشعب ويسعى للاتصال به اتصالا" وثيقا" ويعمل على رفع مستواه العقلي والأخلاقي والاقتصادي والصحي لكي يستطيع الشعور بشخصيته وممارسة حقوقه في الحياة الفردية والقومية)) .


 و المادة الرابعة عشر  تقول :ــ ((نظام الحكم في الدولة العربية هو نظام نيابي دستوري والسلطة التنفيذية مسئولة إمام السلطة التشريعية التي ينتخبها الشعب مباشرة )). و المادة الخامسة عشر تقول:ــ(( الرابطة القومية هي الرابطة الوحيدة القائمة في الدولة العربية التي تكفل الانسجام بين المواطنين وانصهارهم في بوتقة واحدة ، وتكافح سائر العصبيات المذهبية والطائفية والقبلية والعرقية والاقليمية )). يقول المفكر العبقري القائد المؤسس الاستاذ ميشيل عفلق في حديث عن الموقف من القضية الكردية ((كنا شعبا واحدا في الماضي ولئن كان للشعب الكردي شكوى فهي ببلاد غير البلاد العربية اذ لم يكن بينهم وبين العرب اي فرق أو تميز,وقد عوملوا في البلاد العربية معاملة العرب للعرب. ثم ان هناك حقيقة لا يعمى عنها الا الذين ليس لهم نظرة تاريخية هذه الحقيقة هي ان الثورة العربية هي ثورة العصر,الثورة العربية هي المعيار لكل ثورة ولكل تقدمية في كل بلد من بلاد العالم, من يقف في صفها يمكن ان يكون ثوريا وتقدميا ومن يعاديها لابد ان يقع في شراك الاستعمار و الرجعية و الصهيونية فكيف يجوز لحركة تحرر وطني لشعب صغير ان تتناقض مع مسيرة الثورة العربية,كيف يمكن ان يبقى فيها الحد الادنى من السلامة, كيف لا تفسد وتدخلها الاصابع الاجنبية و الاستعمارية وتصبح اداة مسخرة طالما انها لم تدرك الحقيقة الساطعة وهي انها لا يجوز ان تتناقض مع الثورة الام , الثورة العربية)).

 

ان اختياري لهذه المواد من دستور حزب البعث العربي الاشتراكي و احاديث فليسوف الحركة الثورية العربية الاستاذ ميشيل عفلق القائد المؤسس لحزب البعث ,اقصد به ان ارد على بعض الاصوات التي تنعت حزب البعث بنعوت غريبة عنه تماما وهي خدمة مجانية اقدمها لهم للتروي بالانحدار خلف الابواق التي تطلق الاحكام والصفات مثل (الشمولية ,الدكتاتورية,الشوفينية,)على الحزب ويظهرون بمظهر الحاقد الفارغ.. اذا كان من يقول ان الممارسات هي المعيار فنقول نعم لحد فهمنا للتجربة بنسبية الظروف الزمانية والمكانية والبيئة التي تعيش فيها التجربة,فالتجربة جزء من حدث تاريخي قد تكون افرازات التجربة سلبية أو ايجابية بقدر تعلق الامر بوقع هذا الحدث بابعاده الزمانية والمكانية و البيئية وحجم  ونوع المضادات التي تدخل في المعادلة ونستخلص ان التجربة لاتتحدد بقوة الفكرة فقط بل بنوع وحجم العوامل المشاركة في التفاعل لصيرورة التجربة . 

 

ان من يطالع ويتفحص دستور الحزب سيكتشف الكثير مما سيدعم قولي بان حزبنا لا يضع في ستراتيجته او في تصوراته السلطة كغاية اساسية لتحقيق اهدافه ولسبب بسيط ان   اهميةالسلطة بسيطة جدا امام عظمة اي هدف من اهدافه بل استطيع ان اذهب الى ان الصفاء البعثي تجلى وبشكل واضح عندما اتخذ قرارا بحل تنظيمات الحزب في القطرين السوري و المصري امام عظمة و جبروت احد اهداف الحزب,وكذلك نقاوة واخلاص وصدق البعث وذلك امام وحدة مصرو سوريا في عام 1958. وعندما تكالبت كل قوى الشر ضد هذه الوحدة وحصل الانفصال لم يشطبها الحزب او يقلل من اهمية تحقيقها كهدف مركزي بل ناقش هدف الوحدة وكل الظروف و المواقف التي رافقتها وكذلك السلبيات التي رافقت التجربة وبقت الوحدة هدف البعث العظيم ولكن وبمرونة الثوار صيغت الاستراتيجيات للوصول لتحقيقهاو ما الوحدة العسكرية التي طرحتها قيادة الحزب في عام 1973وفي وقت صعدت الامبريالية والصهيونية من هجمتها على الامة وكذلك مقترحه  في اقامةمجلس التعاون العربي الذي اقترحته قيادة البعث لتشمل العراق ومصر و الاردن واليمن ليكون الخطوة الاولى لتقارب عربي ونواة للوحدة المنشودة وبالاضافة الى ذلك فهو مشروع تحدي لتقارب عربي بين انظمة عربية تختلف في الشكل والمضمون بتقدميتها وايمانها بالامة ورسالتها الخالدة وبمشاريع الوحدة .

 
 
كيفية طباعة المقال
 
 

شبكة المنصور

الأحد / ٠٩ ربيع الثاني١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ٠٥ / نـيســان / ٢٠٠٩ م