إيران - العدو على الحدود – هيكل الخديعة

 

 

شبكة المنصور

رشيد السيد احمد
يستطيع حسني مبارك . أن يستمر في وهمه الذي يعتقد فيه أن دور مصر مازال حاضرا ، و فاعلا ، و مؤثرا في شيء فيستمر في حربه على ايران ، و يمرّر تهديداته المبطنة لمؤتمر " قمامة " الدوحة.. كما يستطيع عبد الله بن عبد العزيز أن يستمر في ذات الوهم .. بل أن يضخمه إلى ما يشاء هو ، و فيصله ، و مقرنه ، و كلّ الطاقم الطويل العريض من طويلي العمر ، و الأيدي.. الجالسين على صدر ما يسمى " بالسعوديّة " ، و المحتلّين للحرمين الشريفين .. فيظهرون الأحداث الأخيرة في " سعوديتهم " كحركة شغب انفصاليّة موالية لإيران ..بعد أن فعلت " خيزرانة مطوّعي الأمر بالمعروف " فعلتها .. كما يستطيع عبيد الله الثاني بن الحسين أن يظن أنّ هناك دورا " لمملكة شرق الأردن " أكبر من أن يكون وكرا تابعا للمخابرات " الأمريكيّة – الصهيونيّة " .. بعد أن زالت " سري جدّا " عن وثائق المخابرات العالميّة و السفارات الغربيّة .. و التي يغرّد بها " حسنين هيكل " على قناة الجزيرة ... فيستمر في كذبة " الهلال الشيعي " .. كما تستطيع " مميلكة البحرين " أن تقيم الدنيا ، و تقعدها على تصريح " إيراني " و حين تصل مفاعيل الموضوع إلى المغرب العربي .. يتذكّر أمير المؤمنين " رئيس لجنة القدس " بالوراثة ..عروبة البحرين .. و حين كان وزيري خارجيّة إيران ، و البحرين يتمايلان أمام ميكرفونات المؤتمر الصحفي " مثل طيري حبّ " . كان أمير المؤمنين ، و طاقم مستشاريه " الصهيوني " قد بلغ شوطا طويلا في قطع علاقته مع إيران .. و تظهير "كذبة " تمدّد المذهب الشيعي إلى المغرب العربي ، و خطره على إسلاميته " العلويّة - العليّة "، و الذي أظهر المذهب الشيعي ، و كأنّه حكر على إيران


الثالوث المنخرط في مشروع الشرق الأوسط الجديد ، و تابعيه، و الذين هم " رأس حربة المشروع الأمريكي " و الذين تمّ توصيفهم " بمحور الاعتدال العرباني " مازال لا يعي التغيرات التي تصيب العالم بشرقه ، و غربه .. و راعية إرهابه الدولي " أمريكا " .. و التداعيات الدراماتيكيّة لحلم الإمبراطورية الذي أسقطته ضربات المقاومة العربيّة في العراق ، و لبنان ، و فلسطين .. و من قبل .. سياسات الطاقم الصهيوني الذي قاده " المضروب بحذاء الزيدي " ، و ديك تشيني ، و الذين مشوا في طريق ضربات حرب وقائية.. نالتهم ارتداداتها ، و أفقدت أمريكا هيبتها .. فتطلعت للخلاص من هذه الزمرة بانتخاب " ملوّن " ، و لمّا يزل هناك جماعات " الكلوكس مان ... و آلاف العصابات العنصريّة التي تعدّ عناصرها بالملايين .. و الحروب الخارجيّة التي قادتها " امريكا ".... كانت في جانب منها .. هروب نحو إرهاب خارجيّ مصنوع مخابراتيا .. للتخلص من مأزق إرهاب داخلي .. صنعه متعصبون " آريّون " .. كانت رسائل " الجمرة الخبيثة " أحد فصولها التي أرعبت " المضروب ، و طاقمه " .. و التي ستظهر مفاعيلها على وقع السقوط الاقتصادي المفتعل ، و هزيمة أمريكا في العراق ، و فرارها المرتقب من أفغانستان ..


و على خلفية احتلال العراق .. كانت إيران تحشر يدها في وطن فقد جيشه .. و تسلطت على مقاديره ما يسمى أحزاب إسلامية .. دخلت قياداتها على ظهور عربات الاحتلال ... أو عادت من منفاها الإيراني .. و كانت هذه اليد تبحث عن مصالحها قبل كل شيء...و تلاقت مصالح أحزاب فاسدة مزدوجة الولاء " إيراني – أمريكي " ..مع مصالح إيرانية شاهدت أمريكا تغرق في مستنقع تم توريطها فيه ...و على وقع مشروع بعثرت العراق .. كانت السياسة تلعب لعبتها القذرة .. و بوجود " نيغربونتي " بدأ العراق يطبخ طائفيّا على صراع " قبلي سنيّ – قبلي شيعيّ " .. سالت فيه الدماء الطاهرة .. و انتفت منه رابطة العروبة ، و روابط العيش المشترك ... و الدين ، و المصاهرات .. و تحول العراق إلى صراعات تقودها عمائم " سوداء ، و بيضاء " ، بملتحين يسمون أنفسهم قيادات " أحزاب إسلامية " و الإسلام منهم ، و من مفاسدهم براء .. و مع استمرار " يد إيران " في البحث عن مصالحها في العراق .. كانت " إيران "تعدّ " أمريكيا " لتصبح العدو البديل .. عن الكيان الصهيوني .. و رويدا رويدا بدأت حملات إعلامية تظهّر هذا العدوّ ..و على وقع المجازر العراقيّة .. عادت للظهور مفردات " فارسيّة – رافضيّة – صفويّة " ، و كلّما ازداد عتوّ الكيان الصهيوني و زادت عربدته .. زادت جرعة التظهير .. حتى إذا ما انهزم مشروع الشرق الأوسط الجديد في حرب تموز 2006 كان احد مخلفات الإقطاعية الدرزيّة في لبنان ، و هو وليد جنبلاط .. يتهم حزب الله ، و مقاومة لبنان .. برأس المشروع " الصفوي الفارسي " و كان عبيد الله بن الحسين قبل وقت غير بعيد قد روّج لكذبة " الهلال الشيعي " ، و في الظلّ كان رجل أمريكا في النظام " السعودي " بندر ابن سلطان " يوجّه السياسات المعادية لإيران في مطابخ المخابرات " السعودية – الأردنيّة – المصرية – الصهيونيّة – الأمريكيّة " ..


و في انغماس إيران المطرّد في نهر الدماء العراقي . كان المثقفون العراقيّون من داخل ، و خارج العراق قد اظهروا من خارج دهاليز " مطبخ نيغربونتي " أبعاد هذا التدخل ، و ارتداده على وجود ، و بقاء كيان العراق ..و الذي ترافق مع الدعوات الانفصاليّة التي بدأت تحلم بها " أحزاب ، و ميليشيات " ذات انتماء شيعي .. كانت إيران حاضنة منفاها ..و التي انطلقت في سعارها .. متجاوزة حدود الفعل ، و ردّ الفعل .. و حين كانت إيران قد أعّدت هذه الميليشيات لتنفيذ أجندتها الخاصّة .. و التي ظهرت إحدى صفحاتها انّها ذات جدوى بالضغط على أمريكا .. كلّما لوحت بعقوبات " تجميد الملف النووي " .. كانت هذه الميليشيات . تتصارع على مناطق النفوذ ، و السلطة ، و اقتسام المغانم .. و كانت في كلّ مرّة برهن إشارة إيرانية تعيدها عن انفلاتها .. و هذا قاد إحساس المثقف العراقي إلى خطورة اللعبة الإيرانية فيما لو وقعت دولة عربيّة أخرى تحت ظروف مشابهة .. و هنا ظهر هذا الوعي في كشف أبعاد هذه اللعبة السياسيّة ، و قذارتها و وقف عند حدودها . فيما غرّد البعض من المثقفين على وقع الصراع . ليظهروا وجها قبيحا للفتنة بأبعادها الطائفيّة .. و ليعلنوا إيران عدوّا وحيدا ، نظاما ، و شعبا ، و مذهبا .. و إن كان هذا البعض قد ردّ على " تدخل إيران " بمعاينة واقع فرضته تداعيات الاحتلال .. فإنّ ذلك في النهاية كان يصبّ في مصلحة " طبخة نغربونتي " .. و كان وجه العدو قد بدا يظهر على شاشة الأحداث " فارسيّا .. صفويّا " .. و يغيب و جه العدو الآخر .. الذي انتشر موساده ، في طول العراق و عرضه .. و بقواعده " الكردستانيّة " ..


دور إيران في العراق .. ساعد المخططين لخلق " العدو البديل " على الاستمرار في تضخيم " هذا العدوّ " .. و رغم سقوط المشروع الأمريكي في جزئه العراقي على يد مقاومته ، وسقوطه في جزئه الأفغاني على يد " طالبان " ومن يدور في فلكها من معادين لهذا المشروع .. و رغم هزيمة العدو الأساسي للعرب ، و المسلمين في لبنان ، و غزّة ، و كسر شوكته ... فإنّ بعض من تواطىء مع أمريكا ، و الكيان الصهيوني على مشروعهما الإحتلالي التقسيمي للمنطقة .. مازال يغرد خارج سرب التغيرات التراجيديّة الحاصلة على مسرح الشرق الأوسط " الذي لم يتحوّل إلى جديد " .. و على حين أنّ أمريكا تستجير بتراب الأرض للخروج من مأزقها ... و تخفيف حدّة هزيمتها في العراق ، و أفغانستان ، و إعادة بعض ماء الوجه " لحليفها الحقيقي ، الكيان الصهيوني " فإنّ سرب العربان ممن أصابهم العمى الاستراتيجي .. يروجون لكذبة اخترعوها ، و صدّقوها ، و هي أنّ إيران " عدوّ العرب ، و المسلمين " حيث لم يشفع لها " دعمها " لحركتين مقاومتين عربيتين .. بل أصبحت علاقة هاتين المقاومتين بإيران سبة عليهما .. ليدخلا في فلك " مشروع الهلال الشيعي " و مشروع تمدّد النفوذ الإيراني ، و مصطلحات " عودة الاحتلال الفارسي للمنطقة " ، و مشروع " إثارة الشيعة العرب " في دول الخليج على " دولهم " و اختراع فكرة " الانفصال عند هؤلاء العرب الشيعيين " ، و تصويرهم كأعداء لأبناء شعبهم ، و عروبتهم ، و كتابعين " لإيران " عدوة العرب ، و المسلمين من " أتباع السنّة ، و السلف الصالح " .. و إيران على المقلب الآخر .. تنجز مشروعها " النووي " ، و تطوّر " صواريخها " و ترسل " قمرا صناعيّا " و تدخل على مسرح الأحداث .. بطلا .. تستجدي حكومة " باراك اوباما " مساعدته للفرار القريب .. بعد ان " قرأ " هو و طاقمه السياسي " تقرير بيكر – هاملتون " بشكل جيّد .. و بعد أن عرف تماما .. أنّ من زيّن لأمريكا احتلال العراق .. من عربان " اعتدال ، و اعتلال " هم أضعف من ان يقدّموا لسيدهم " الأمريكي " أي مساعدة .. فمن يطبخ " خططه " في أوكار المخابرات ، و في غفلة من الزمن .. مصيره أن يبقى في " وكره " تابعا .. ينفّذ الأوامر ، و يقوم بالمطلوب منه حرفيّا .. و حيث يضعه سيده .. يظلّ عبدا مطيعا .. و لقد تمت برمجة هذا العبد على موجة معينة كان يريدها سيّده لتنفيذ سياساته ، ثم ّ نسيها هذا السيد ، و مازال هذا العبد " بطبعه الذي جُبل عليه " يعمل عليها ، و بإخلاص و غدا عندما تلتقي المصالح " الأمريكيّة – الإيرانية " على " أمر قد قدر " .. سيتذكر السيّد الأمريكي " الموجة التي تمّت معايرة عبيده عليها " فيغيّرها ... و سيتذكر النظام العرباني الرسمي " أنّ العدو " كان هو " ذاته " التي سلّمت رقبتها منذ زمن بعيد " لنير الأمريكيّ " .. بحثا عن مصالح ضيّقة ، و خدمة لمشاريع بهلوانيّة ، و عداوة لشعبها " الكاره " للوجه الأمريكي القبيح .. وقبل ذلك ، و ذلك " استبدال العدوّ " الذي تمت تجربته " حربا ، و سلما ذليلا " بعدو تمّ إعداده من اجل أن يكون احتلال العراق " نزهة أمريكية " .. ومن اجل أن تكون " عربدة الكيان الصهيوني ، و جرائمه " تحت غطاء تواطىء عربان الاعتدال عبيد " أمريكا " ، و عبيد مصالحهم .. على فلسطين .. و على العراق .

 
 
كيفية طباعة المقال
 
 

شبكة المنصور

الاثنين / ٢٦ ربيع الاول ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ٢٣ / أذار / ٢٠٠٩ م