المفلسون .. بضاعة ابن لادن برسم مؤشر داوجونز

 

 

شبكة المنصور

رشيد السيد احمد
 
في خطابه الصوتي " السحابي " .. لا تجد من نص مترابط غير دعائه في خاتمة هذا الخطاب .. و في هذه المرّة لم تستحضر قناة الجزيرة الكثيرين من المحللين الاستراتيجيين ، و خبراء " الإرهاب ، و الكباب " ليتحدثوا عن النقلة النوعيّة في طريقة خطاب  " ابن لادن " .. و الذي هو .. هو لم يتغيّر .. و على مدى سنوات حكم " المضروب بحذاء الزيدي " و الذي انتبه الكثيرون من " غير المحللين الإرهابيين " إلى توقيت خروج هذه الرسائل ، و طريقة تناولها لمواضيع  الساعة و التي كان ، أخطرها ، و أكثرها عداوةً ، و إرهابا .. خطابه الصوتي غداة انتخاب " المضروب " مرة أخرى .. و التي استفاد منها بوش كثيرا في إعادة انتخابه ... ليركب من صنع هذا الابن لادن " 4سنوات " أخرى .. جرى فيها ما جرى في خطابه " القاعدي " ذرف الشيخ " ابن لادن " الكثير من الدموع على ما جرى في غزّة  ، فبكى ، و استبكى ، و وقف على الأطلال ، و قال في النسيب ما لم يقله امرؤ القيس ، و قال في الفروسيّة ما لم يقله عنترة بن شداد ... و أعطى صورة قاتمة لما جرى في غزّة .. بل  ، و لم يذكر المجاهدين من فصائل المقاومة الفلسطينيّة .. و سرق فرحة النصر من زنود هذه المقاومة الباسلة  و ،  وضع  خطوات عملية لتحرير فلسطين تعتمد على استقدام المجاهدين من الخارج .. مرورا بالأردن .. و كأنّ من حمل راية جهاد الكيان الصهيوني من الداخل الفلسطيني غير ذي قيمة ، و انّه لن يتم التحرير إلاّ باستقدام " القاعدين " من " القاعدة " في عراقنا الحبيب ، حيث خلط هنا ، و بشكل مقصود بينهم ، و بين صقّاري المقاومة العراقيّة .. المنزهة عن سياسات التكفير التي درسها على أيدي اشاوسة المذهب " الوهابي " و التي تفنن في الإضافة عليها بشكل جعلها أكثر دمويّة ، و انتهاكا للإسلام .. و ربما لم يتمكن الشيخ " ابن لادن " كما يحب ان يسمّيه " عبد الباري عطوان " من مهاجمة حماس بناءا على التوجيهات الصارمة التي ، و صلت اليه ، بضرورة تمهيد الأوضاع في الشرق الأوسط " الذي لم يبق جديدا " لإخراج قوات الاحتلال الأمريكي بأقلّ الخسائر ، و التكاليف .. و هذا الهجوم على حماس كان قد قام به أيّام الحرب على غزة  " منظّر القاعدين "  ... و الموّصف بالمقدسي ،  و الذي قالها بالفم الملآن " إننا لا نعوّل على حماس في نصر ديننا أو شعبنا، ولا نعقد على شعاراتها وحماسها الآمال ما دامت مصرّة لم تَتُب ولم تتخلَّ عن هذه الانحرافات ".. إذا فالأمر ليس تحرير فلسطين بقدر ما هو " سرقة نصر المقاومة الفلسطينيّة "  و ما قاله كتاب " موقع وزارة الخارجيّة الصهيونيّة " بقلّة حياء .. قاله " ابن لادن " من خلف سحابة دموع التماسيح الأمريكيّة ، و بنبرة صوته المعهودة !!!! و ما قاله المقدسي في بيانه ذلك .. لم يخرج عنه شيخ القاعدة في شيء .. غير ما أسلفنا ، و هو عدم  مهاجمة حماس ، و الفصائل الفلسطينيّة المقاومة .

 

و في خطابه " القاعدي " هاجم ابن لادن " حزب الله " في سياق مهاجمة " زعامات الوطن العربي " متناسيا أيضا في هذا " الخطاب الهاديء " ذكر اسم " عبد الله بن سعود " و اكتفى بذكر اسم " ماموث الكنانة " معطوفا عليه اسم السيد حسن نصر الله .. ويبدو أنّ للشيخ  ابن لادن هنا وجهة نظر متطابقة تماما مع ما روّج له ذات كتاب " الخارجيّة الصهيونيّة " من موضوع القرار " 1701 " و إدخال " آلاف القوّات الصليبيّة لحماية اليهود " .. و هو بهذا التلفيق تجاوز نقاط هامة تردّ عليه اكاذيبه :

 

1 – إنّ القوات الموّصفة صليبيّة .. هي قوّات اليونوفيل ، و هي في جنوب لبنان منذ ما قبل القرار " 1701 " بسنوات عديدة ، و هي هناك تتعرض أيضا للعربدة الصهيونيّة ، و قصف مقّارها ، و قد زاد عديدها بعد " 1701 " و هي لم تنجوا من أعمال إرهابية ضدّها لتوريط حزب الله في ذلك .. إذا فمقولة الشيخ هنا غير صحيحة ، و تتعدى على المعلومات الدقيقة لترويج " كذبة " أن حزب الله قد استقدم هذه القوات .. ليضرب الشيخ هنا أيضا ، و جها مشرقا من وجوه الانتصار على الكيان الصهيوني .

 

2 – أين كان جنوب لبنان من " القاعدين " في أفغانستان .. قبل " 2000 " ، و التي ضرب بها باراك على قفاه ، و فرّ في ليل .. لا يلوي على شيء . أم هي الخطّة الأمريكية – الصهيونيّة – السعوديّة .. لتمرير سياسات التوطين في لبنان   و التي كان رأس حربتها " رفيق الحريري " .. و التي كانت لا تستدعي في تلك الأيّام .. استقدام المجاهدين من منافي الجهاد التي ورطتهم بها " وكالة المخابرات الأمريكيّة " ، و " مخابرات آل سعود ، و شيوخ الفتنة الوهابيّة " .. وإنّما تجهيز الوضع الأفغاني لاستقدام احتلال التحالف إلى هناك .. و نشر فرق الموت القاعديّة " حيث تقتضي المصالح الأمريكيّة " من العراق إلى لبنان إلى المغرب العربي ، و التي لن تطأ ارض فلسطين .. طالما أنّ حليف أمريكا الصهيوني هناك .

 

3 – في ترويجه  لـ " خطوات عملية لتحرير فلسطين " .. لم يعرج ابن لادن .. على أزمة الكيان الصهيوني  .. بعد تعرضه لانكسارين متتاليين " تموز 2006 " ،  و " الحرب على غزّة " .. وتجاوز الأمر .. في بكائه ، و نحيبه  .. ليؤكد عدم انتصار المقاومة .. و ليظهر أنّ " هذا الكيان " ما زال بقوته .. من اجل استقدام " القاعدين " .. و في هذا أيضا تجاوز لحقائق الواقع .. التي ضربت مشروع الشرق الأوسط الجديد ، في حرب تموز ، و التي أنهت حياته في الحرب العدوانيّة على غزّة .. و التي ستفتح آفاقا جديدة عندما تنتصر " المقاومة العراقيّة " ، و تعيد لفلسطين عمقها الاستراتيجي و تحصّن بوابة العرب الشرقيّة .

 

و في خطابه  " القاعدي " أفرغ الشيخ ابن لادن " هيئة علماء المسلمين " من حيثياتها .. بإيجاد البديل .. و ربما أصاب ابن لادن هنا .. فأحداث تموز ، و غزّة .. كشفت إلى أي منحدر وصلت هذه الهيئة .. و التي يرتبط شيوخها بحكومات    و مراكز قوى .. و تخريجات سلطانيّة ، و مناصحة حكام معتدلين ، و ممانعين ، و اعلاء صوت الفتنة الطائفيّة .. حيث أصبحت هذه الهيئة  مسرحا تنعكس على شيوخه " حالة أقطار العربان " من المحيط الى الخليج .. حيث يرحج صوت الأقوى مالا ، و نفوذا .. و التي يكتفي شيوخها فيها ... بالخطاب الصوتي ، و الدعاء بالنصرة .. دون تقديم برنامج عمل يستنهض الوعي .. و يشير الى مراكز الخلل ..

 

في كثير من حالات الأزمات العربيّة .. و المنحنيات الخطيرة .. كان يظهر " للسحاب " تسجيلات تظهر صوت الظواهري ، أو معلمه ابن لادن .. و في جميع هذه التسجيلات .. كان صوت احدهما يستثير ردود فعل عكسيّة على ما يصرحون به .. و كانت معظم هذه الردود .. لصالح امريكا ... و منذ 11 – 9 -  2001  ظهر أكثر من 60 تسجيل صوتي لهذين " القاعدييْن " .. و الذاكرة ليست ارشيف .. و لكن أنا على ثقة كاملة من توجه خطاب  بن لادن في الولاية الثانية لبوش ، و ما قبلها بخطابين ، و ما بعدها بخطاب .. ثم مللت من الاستماع لأكاذيب لا تسمن ، و لا تغني من جوع .. فهل يقدّر الله لأحد من كتاب ينتصرون لحقّ المقاومة دراسة هذه الخطابات مقرونة ، بواقع الحال في حينها .. و عندها سنكتشف الأعاجيب.
 
 
كيفية طباعة المقال
 
 

شبكة المنصور

الثلاثاء / ٢٠ ربيع الاول ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ١٧ / أذار / ٢٠٠٩ م