البحرين مرة أخرى

 

 

شبكة المنصور

عبيد حسين سعيد

مرة أخرى تظهر على السطح بعض بالونات الاختبار يزج بها أرفع المسؤولين- مع الأسف-   ومن ثم يخرج مسؤول آخر ليصحح ما قاله سلفه وهكذا تكرر مرات التلويح مرة بالقوة وأخرى بالخلايا النائمة ولا ننسى تصريح الرئيس الإيراني السابق أبو الحسن بني صدر الذي قال – إن جيش الجمهورية الإسلامية الإيراني عندما يتوغل في العراق فلا يمكنني أن أُوقف زحفه- وهذا سبب من أسباب تخوف العراق من الخطر الذي تمثله إيران قبل حرب عام 1980 فلا غرابة في تصريحات ناطق نوري الذي تكلم كلاماً غير متزن وخارج سياقات العلاقات بين الدول ذات السيادة فقد ولى زمن عودة النار المجوسية بعد أن أطفأها الإسلام ولم تعد تلك النار (المقدسة) التي تعبد من دون الله فاسقط في يدهم على مدى تاريخ موغل في القدم ولم ينبري أحد من الساسة في القرن الماضي في المطالبة  في البحرين أو غيرها بعد أن كان الجبل الناري الذي منع من تحقيق الحلم إبّان حرب الثمان سنوات التي استأسد فيها أبناء العراق نيابة عن العرب وحماية للجناح الشرقي للأمة العربية فكانت  بغداد الأمل والمرتجى المدافع والمنافح عن عروبة الخليج وبالأخص مملكة البحرين التي كانت المخططات الإيرانية تضعها نصب عينها مستندة على مجاميع فارسية تشكل نسبة عشرة بالمائة من مجموع سكان المملكة ورغم تحذيراتنا لدول الخليج بعدم استقدام عمالة غير العربية – وهذا ليس استنكافاً- لكن حفاظاً العنصر العربي في دول الخليج العربي والتي تشهد عمليات غزو غير مشروعة عبر منافذ بحرية عديدة ساعدت في تغيير خطيرة للبنية البشرية فجعلت من سكانها الأصليين أقلية أمام أعداد كبيرة قد تفوق عدد السكان أصلاً وأثبتت التجارب أن هؤلاء يثيرون القلاقل والاضطرابات مستغلين روح التسامح التي تعيشها المملكة واعتماد الصيغ الديمقراطية ومساحة الحرية الإعلامية التي تحضى بها الجاليات الغير عربية فالبحرين وتاريخها الموغل في القدم فقد استوطنت الجزيرة خلال فترات ما قبل التاريخ، حيث كانت موقع جنة عدن وللبحرين موقع استراتيجي في الخليج العربي وهذا الموقع جلب لها العديد من الأطماع من بينهم الآشوريين ,والبابليين ,والإغريق , والفرس والغزاة  كما توجد هناك آثار مساجد لعمر بن الخطاب وعثمان وعبد الله بن عباس رضي الله عنهما وان أبا هريرة كان مؤذناً فيها وان أول من كتب البسملة في كتب بعثها إلى عامله على البحرين ...أن مصلحة نظامكم يا ناطق ليست في تهديد دول الجوار وإعطاء لسانك مساحة من الحرية لتقول ما تشاء فقد ولى زمن التصريحات التي كانت فيه بعض الدول ترتجف منها فعليك أن تصحي من غفلة مهووس بأمجاد أجداد علمهم العرب درساً في كيفية احترام الإنسان وتأتي أنت اليوم بوقاحة تريد أن تضم البحرين للتاج الإيراني وتذكر اليوم الذي انتصف به العرب من الفرس يوم كان العرب قبائل متناثرة جمعتهم الحمية العربية فانتصروا على قوة كانت تحكم العالم وتسيطر على طرف من أطراف الدنيا وكانت لها صولة وجولة فأذلها الله لان ملوكها كانوا لا يتحدثون مثل حديثك وجهلك المفضوح والاستهتار بكل الأعراف والقوانين و حسن الجوار وعدم احترامكم سيادة الدول واستقلالها والتدخل في الشؤون الداخلية لكل ما من شأنه تعزيز بؤر التوتر في المنطقة والتي لا زالت تشهد توترات كبيرة تقترب من برميل البارود الذي أمسكتم بفتيله بيد وأمسكتم باليد الأخرى عود ثقاب تريدون أن تحرقوا اليابس والأخضر وهذه ستكون آخر النيران التي تذكركم بنار أسلافكم ...فقد شغلتم الإعلام بمواقفكم المؤيدة للحق العربي في فلسطين وتساندون حركات التحرر في فلسطين وحزب الله وتناصبون العداء لأمريكا وإسرائيل وهذا يحسب لكم – بسبب ضعف الموقف العربي- ولكن ما ذا تقولون في جزر الإمارات المغتصبة طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى  فكيف نصدقكم في دعمكم للقضية العربية في فلسطين ونحن نرى أفعالكم وأقوالكم في الخليج العربي والعراق ؟سؤال يحتاج إلى إجابة.
 
 

 

كيفية طباعة المقال

 
 

شبكة المنصور

الاربعاء / ٣٠ صفر ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ٢٥ / شبـــاط / ٢٠٠٩ م