الوجه الآخر للعملية السياسية في العراق

 

 

شبكة المنصور

عبيد حسين سعيد

إن الله يحب معالي الأمور وإشرافها ويكره دنيها وسفسافها  فمن طبائع النفوس إذا كانت  كبارا أتعبت  الجسوم والأمر الدافع لذلك ,علو الهمم وشرف النفس فعلو الهمة باعث على التقدم وداعٍ إلى خوض غمار المخاطر والصعاب والتي تأخذ بلب المرء وتطوح به نحو ظلامات الجب ومتاهات غابة ليس فيها دليل وسبيل للخلاص غير الاجتهاد عسى أن يكون ذلك بارقة أمل من وضع يكاد يكون محالاً على أيّ إنسان أن يتحمل ما يحدث في عراق ما بعد الغزو فالولوج في مغامرة العملية السياسية في العراق هو بحد ذاته مخاطرة صعب على الحاذق فهم طلاسمها لأنها جرت تحت ظل الاحتلال وهذا( خط احمر) لا يمكن لمن يحمل ذرة من الوطنية أن يخوض بها ولكن نفراً من الرجال خاطر بها ,استنكاراً  لمهانة البعض وغلوهم في طلب مُعرِض من نواكص الشياطين ممن سألوا الملك بغير دراية ولا أهلية ملكوا كل شيء إلا شيء واحداً هو رضا الله ورضا الناس وهذه لا تدرك بالتمني, فحتى الخالق بالحكمة يسوس عباده-  فلا يستطيع رجل أن يسوس الناس وهو لا يستطيع أن يسوس نفسه-  فالعراق على شفير هاوية كبيرة لا يُدرك قعرها, سأل موسى عليه السلام الله العذاب الأليم لقوم.. فأوحى إليه تعالى إني ملكت عليهم أسفلهم على أعلاهم فقال يا رب أحب لهم عذاباً عاجلاً فأوحى الله تعالى إليه أليس هذا كل العذاب العاجل الأليم ...المشهد العراقي له في كل ساعة صورة وفي كل يوم مشهد لمسرحية كشفت فصولها منذ أكثر من خمس سنوات عجاف عن مدى استشراء الكذب والتزييف للحقائق شملت كل شيء وأبرزها وسائل إعلام مأجورة كانت تأخذ على عاتقها عمليات تسويق أجندات لتشويه صفحات من بقي من الشرفاء والذين رفضوا أن يكونوا جسراً لعبور مخططات التقسيم ونهب ثروات البلد والضرب بيد من حديد على كل من تسول له نفسه أن يتحدث عن الأبرياء الذين يزج بهم في السجون وعن عمليات (النهب الشامل) لكل شيء في العراق وقد أفرزت العملية السياسية رغم إنها ولدت من رحم الاحتلال عن البعض لا يتجاوزون عدد أصابع اليد اجتهدوا فكانوا المرآة التي تعكس عمليات النصب والاحتيال السياسي التي يقوم بها سياسيون – كما يسمون أنفسهم- وكان من هؤلاء القلة النائب (محمد الدايني) الذي كشف عن أساليب التعذيب التي تعتمد في المعتقلات والسجون في العراق – وما أكثرها- فأثار بذلك حنق القيادات الطائفية وانكشافها أمام الرأي العام العراقي والدولي من خلال تكثيف الدايني جهوده وشهاداته أمام المؤسسات والجمعيات الإنسانية والتي أوصل من خلالها صوت المظلومين وكشف عن الدور الكبيرلاجندة خارجية تتخذ من العراق مجالاً لاختراق مخابراتها كل الأجهزة الأمنية ولديها أعضاء في البرلمان يدافعون عنها كما لو أنهم يدافعون عن العراق, فلقد كانت هناك أجهزة إعلام وفضائيات تقوم بدور مشبوه في زرع الفتنة بدلاً من أن تكون داعم للوحدة وتقارب المكونات المجتمعية العراقية ولنا مثال في أحد الأصدقاء  التقيته بعد أن أفرج عنه بعد أشهر من اعتقاله قلت يا (مهند) لقد شاهدناك من على قناة (....) وأنت تعترف انك قتلت أربعة عشر شخصا فكيف تم الإفراج عنك؟ قال : القي القبض عليَّ وأنا نائم في داري وبعد وصولي إلى (...) باشر ضباط التحقيق معي وأول سؤال سئلت أنت أمير مجموعة قلت إنني مريض ولم أبرح فراشي من سنوات قبل الاحتلال ولدي رفع كلية قال لمجموعة من أعوانه إذن خذوه فتداولني أكثر من ستة منهم حتى أغميَ عليّ فلما أفقت بعد ست ساعات بعد أن وضعوا على جرحي الملح والماء أعادوني للمحقق الأول الذي سألني نفس السؤال أنت أمير قلت: اكتب (بكيفك) قال كم عدد من قتلتهم قال عشرة قلت اكتب ما تشاء فاستدرك لا اكتب أربعة عشر حتى تكون أمير وربع وأخذ يضحك وقد تم توقيعي على الإفادة- المفترضة- والمعدة سلفاً ولم ينتهي الأمر إلى هذا الحد بل أضافوا لذلك ورقة مكتوب فيها دور تمثيلي على القيام بعد يومين أمام كاميرات الفضائية ألــ....وبالفعل قمت بالدور واعترفت على أربعة عشر جريمة قتل لم أقم بأي منها سوى من على ظهر هذه الفضائية الطائفية والتي شارك احد مصوريها بتعذيب المعتقلين وأمام أنظار المقدم (ع) ..هذه صورة من خزين هائل من صور الفبركة والتزييف التي اعتمدتها حكومات الاحتلال والتي أسس لها الأمريكان مدارس ومعاهد متخصصة في قلب الحقائق كما هو حال أسلحة الدمار الشامل وإذا بها تغير أهدافها بعد افتضاح نواياها إلى عمليات (النهب الشامل) فكيف نصدق إن الدايني قاتل إذا كان هناك ملف اتهام وإدانة لكل من يرفض الاحتلال؟!
 
 

 

كيفية طباعة المقال

 
 

شبكة المنصور

الاربعاء / ٣٠ صفر ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ٢٥ / شبـــاط / ٢٠٠٩ م