منطق التاريخ

 

 

شبكة المنصور

عبيد حسين سعيد
 
التاريخ لا يرحم, عبارة تزدحم بها طيات كتب التاريخ ومنصات الكتاب الشعراء وظهور الرواحل فكل هذه المنتديات لا يمكن لها أن تساوي بين الخائن والوطني ففي غفلة من الزمان استدارت عقارب الساعة دورتها المعكوسة ليأتي مجموعة من اللصوص جاءوا يتقدمون قوات الغزو(أدلاء) أذلاء كما كافأ من قبل جبلة بن الأيهم اللذي استمسك بعروة الروم تاركاً عرى الإسلام فاراً من منطق العدل اللذي ساوى فيه الإسلام بين الناس وجعلهم كأسنان المشط لا يضار الجار جاره مجازاة فينقصه فيدخل عليه الضرر ,هذا الإسلام اللذي يختفي خلف شعاراته مجاميع أذعنوا لأولياء نعمتهم- وفاءً- ورد جميل لعشرات من السنين نالوا فيها رضا الأسياد وعادوا يحملون وثائق شهادات أغلبها ثبت عدم صحتها(مزورة) قدمت لتوليهم مراكز متقدمة ومن خلالها هذه المناصب جعلوا من الوزارات والمساجد والحسينيات مسالخ تشبه مقاصير الكنائس التي كانت تذبح فيها القرابين جعلوا, من منابرهم المحصنة بالزجاج المقسى (المضاد للرصاص) منصات لإطلاق قذائف الحقد والفتنة لتوزع بالتساوي بين السنة والشيعة لان القضية ليست قضية سنة وشيعة وإنما القضية قضية نهج تاريخي اتخذ غطاء الدين ليمرر نهجاً كان الخطر الأول على الدولة الإسلامية فباسم الدين جاء القرامطة وباسم الدين والثقافة وغزارة العلم قدم ابن العلقمي بغداء إلى هولاكو وباسم ولاية الفقيه عانى العراق حرب الثمان سنوات وباسم الدين يسحل أبناء القبلة الواحدة والآن التاريخ يعيد نفسه فقد خرج علينا أحدهم مغضباً رافضا كل صلح مع كل عربي أو مسلم حتى وان تسبب الأمر إلى أن يقتل البقية الباقية من العراقيين أبهذه العقلية يحكم العراق فهل نحتاج إلى أربعين عام أخرى حتى يأتينا رجل يصلح ما خربه الأجداد فليس من الحكمة أن يخرج أحدهم ويطلق كلاماً أجوفاً تشم منه رائحة شهوة كبيرة لمزيد دماء ومزيداً من الأيتام والأرامل وتشييد مقابر أخرى بعد أن ضاق بالمقابر الوادي والجبل في مشاهد تدمي القلوب, ولكن التاريخ لا يغفل ولا ينام عن طباع الخواص من مصاصي الدماء فقد كان امتحان المصالحة الوطنية درس وموعظة لأولي الألباب ولكن الطبع غلب التطبع يوم لا ينفع القساة الجفاة الندم فاليوم اللذي ترفرف فيه بيارق الحق لتعلن انقشاع غيمة الحقد قد أزف وحان موعد رحيله فقد أصبحت الأشياء تسمى بأسمائها وبانت خيوط الشمس بعد طول كسوف لشمس العراق دام سبع سنين .
 
 
كيفية طباعة المقال
 
 

شبكة المنصور

الاربعاء / ٢١ ربيع الاول ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ١٨ / أذار / ٢٠٠٩ م