عـلامــــــــــــــــــات

 

 

شبكة المنصور

عبيد حسين سعيد
 
لكل شيء علامة تميزه عن غيره فكثير من الناس لا يأتيهم النوم إلاّ غراراً  فقد اختلف الناس فيه, قيل هي ريح تأتي الإنسان إذا شمّها ذهبت حواسه كما تُذهب الخمرة بعقل شاربها وقيل أن النوم هو حالة انعكاس الحواس الظاهرة إلى الباطنة حتى يرى الأحلام .والنائم له أربع علامات يعرف من خلالها  فقدان الشعور, عند المساس به أو وقع على جسده ماء, أو مسه إنسان أو وقع على جسده ماء لا يشعر به, الثانية أن يرى في منامه رؤيا أما ثالث العلامات  الاسترخاء التام للأعضاء وسقوط الأشياء التي كان يقبض عليها قبل أن يغلب عليه النعاس والرابعة, أن يخفى عليه كلام الحاضرين فلا يدري ما قالوا وهذه الحالة الطبيعية  للإنسان أو الحيوان من أن يأخذ قسطاً من الراحة ولكن لا ينبغي لإنسان أن ينام في اليوم والليلة أكثر من ثمان ساعات...

 

وما دمنا في مجال العلامات فللجهل أيضاً علامات  ثلاث: أولاها,انه  يرى نفسه خال من العيوب ,وثانيها يرى نفسه أعلى من غيره والثالثة يرى نفسه قد وصل إلى أعلى مراتب الفنون وهذا من اكبر المعايب ومن علامات الذل ثلاثة  الحسد ,النفاق ,الكذب ومن علامات العملية السياسية في العراق أنها بنيت على مجموعة من الرؤى الأوهام وتجليات أوهام الوصول إلى السلطة حتى وان كان على حساب إزهاق الأرواح التي حرم الله إلا بالحق ,فرأينا مثالب السياسة عمَّت البلد فوصلت به إلى منحدر رقيق إلى وادٍ سحيق متعلقين بحبل قصير, لسياسيين آمنوا وراهنوا على معترك (مصالخة) تسمح لهم بالمكوث في مواقعهم أكثر فترة ممكنة ولكنهم بعلم أو بدونه دقوا به آخر مسمار في نعش المصالحة الوطنية (الشماعة)- التي سقطت على صخرتها كل مشاريع البناء والأمن والاقتصاد- ليت شعري لو أنهم نجحوا في  - مجرد تداني الخصوم-  ففي كل إخفاق ودعوة غير ناجحة- وهي كثيرة- تترامى المسافات وتوسع هوة الخلاف وبالتالي أصبحت الدعوة للمصالحة مجرد مجال لتنفيس احتقان داخلي أو لتصريف ضغط خارجي للوصول إلى هدف غير معلن وراءه أجندة( ونوايا مبيته) لا أحد أن يطمئن لها فقد ازورت كلاكل الناس ولم تعد تغريهم عبارة المصالحة فقد أصبحت مهلهلة المظهر فما أن تعلن إلا وأسدل الستار عليها بفعل فاعل أو حسد حاسد رغم الدور الكبير لأصحاب النوايا الحسنة لكن تكرار حالات الإخفاق والتملص يضطرنا أن نحكم على الأمر بأنه خدعة كبيرة (من خدعنا في الله خدعنا) فقد سيقت عشرات التصريحات (لمخولين) سرعان ما تأكلها دابة التسويف التي جعلت من الناس( كرة  نار) تتقاذفها الأيدي إلى أن تفلت الكرة أو تفتلت الحكومة وتأتي أخرى بعدها ولا نسمع سوى الجعجعة ولا نرى طحنا فلا تلومون الحكومة ولوموا أنفسكم فأنت تعرفون الحكومة تسير وفق (الحنديري) الدستوراللذي أفرد بنداً خاصاً اجتث به ملايين العراقيين يشكلون نسبة عالية من أصحاب الخبرات  ولا يمكن أن تلوح بارقة لأمل  لتصافح الخلطاء لأنهم بذلك قد خالفوا الدستور وخالفوا شرعية الدولة المحتلة فالجماعة لا يستطيعون تحريك حجر من مكانه. وندعواصحاب الغرض السيئ فهم  يلبسون زي ليس على مقاساتهم  فنحن اعرف بقضايانا(رحم الله امرءٍٍ عرف قدر نفسه فصانها) ومع ذلك نحن نثني على مساعي المصالحة التي يطلقها الآخرين لكنها مع الأسف  مضيعة للوقت والجهد والمال واشغال, وانشغال, وآمال تذهب أدراج الرياح إذا لم يعدل الدستور وتلغى المحاصصة الطائفية فقد ضاع وقت طويل من عمر التطور الطبيعي للبلد إذ يمر العراق في حالة نوم طويل (يشبه حالات النوم الذي تسببه الذبابة الإفريقية تسي تسي) .

 
 
كيفية طباعة المقال
 
 

شبكة المنصور

الثلاثاء / ٢٠ ربيع الاول ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ١٧ / أذار / ٢٠٠٩ م