الــنفوذ Influence

 

 

شبكة المنصور

عبيد حسين سعيد

ليس هناك اتفاق بين الباحثين حول مفهوم النفوذ, فهناك طرف يرى أن النفوذ مرادف للقوة ويستخدم الاصطلاحين في آن معاً,لكن آخرين ينظرون إلى النفوذ كمعنى باطن , أو حقيقة كامنة ومرادف من مرادفات الهيبة ومن ثمة فأنه قد يشكل حاجزاً ما لاستخدام القوة الفعلية ,لكن هناك فريق ثالث ينظر إلى النفوذ كتأثير حقيقة ظاهرة وفعلية وكامتداد محسوس للقوة المجردة يصل تأثيرها إلى قوة كان لها تأثير فقدته وأصبحت   –ضعيفة- أو اقل قوة من السابق ومن هنا بات التأثير الإيراني في العراق – محسوساً- بعد الغزو الأمريكي أن  خاب ظنّه من َ أن العراق أصبح ضعيفاً نتيجة الضربات المؤثرة التي أصابته وخروج الجيش من معادلة قتال الجيوش إلى قتال المحتلين عن طريق المقاومة المسلحة واستخدام المحتل أساليب التشويه لصورة المقاومة واستخدامه سياسة الفوضى العارمة فاستغل الطرف الساعي إلى القوة زيادة الفوضى ولكي يصبح البلد لا يطاق من خلال أصابع تحرك المشهد الدموي- لم تعد خفية- تحرك عمليات التهجير والقتل الجماعي واستخدام وسائل الترغيب والترهيب وصور من الإغراء مبالغاً في حجمها لجعل العراقيين يتصرفون ويفكرون ويشعرون كما تريد القوة الإقليمية الجديدة – التي تحمل ضغينة لا تليق بالفرسان...- مستندة لرؤية إيرانية لعملية التأثير في الشأن العراقي على نظرية الامتداد الطبيعي للقوة في حيز الممارسة الفعلية  ,وأداة لتجسيد القوة... فما دامت هناك دولة أقوى فإنها لا بد أن تتمدد تمدداً طبيعياً متى شاءت ومتى أدركت  لكنها لم تكن تجرؤ على الدخول – من الحائط الناري- بسلاسة تؤمن لها سلامة الوصول إلى أهدافها إلاّ من خلال شريك يمهد لها طريق وقد وجدت في الكيان الصهيوني شبيهاً إستراتيجيا من حيث الثقافة المعادية للعروبة والإسلام ويشتركان في  عين النظرة التوسعية على حساب أراضي الغير كما يشتركان في فلسفة الحكم – كلاهما دولة دينية- ويتحرقان معاً شوقاً إلى  سالف زمانهما المشترك من تعاون بينهما في الحضارات السابقة كما هو معلوم في وشائج التعاون والسعي لإثارة القلاقل في الحضارات القديمة انظر إلى ما قاله الكاتب( تريتا بارسي )أستاذ العلاقات الدولية في جامعة(جون هوبكنز) ولد في إيران و نشأ في السويد والذي يشرح العلاقات ( السرية بين إيران وأمريكا وإسرائيل) وطرق التواصل بينهم في سبيل تحقيق المصالح المشتركة واللقاءات السرية بين البلدين رغم إن البلدين يصلان إلى حد الاصطدام المسلح لكن ذلك لا يتعدى كونه ذر الرماد في العيون..

 

ولكنهم أخطأوا جميعهم فما يحمل العربي من تراكم خبرات وصبر وجلد على مواجهة أفانين وغائر صدور الخصوم كشفت عنه ساحات المِحان, فثقافة العراقيين والعرب تحمل في طياتها  الكثير من الصور السوداء عالقة في ذاكرة التاريخ عن العلاقة المتوترة وعبر تاريخ موغل في القدم يستذكر إمبراطورية الفرس وذي قار   والجزر الإماراتية وحرب الخليج الأولى(القادسية)العربية فهي على الدوام تنكص عن جادة الصواب وتنقلب إلى انقلاباً  لا إرادياً جرثومياً(الأصل) لتناغي  (بابك  الخرمي) أللذي أراد للإسلام الشقاق والدجل لكنه خاب وانتكست راياته على يد المعتصم ألذي صلبه في عاصمة الدولة الإسلامية سر من رأى التي زارها- ضيف ثقيل- أعاد لنا صور ضحاياه في الحرب العراقية الإيرانية انه (رافسنجاني) ولسان حاله يقول لسلفه (بابك الخرمي) عذراً سيدي: قد فشلنا مرة أخرى ولكننا لا نقطع الآمل فعسى أن يحقق حلمنا من أرضعناهم حليب الشعوبية, لكن الاحتجاجات الواسعة التي قوبل بها رافسنجاني أغلقت آخر أمل لهم في الوصول إلى أطماعهم.

 
 

 

كيفية طباعة المقال

 
 

شبكة المنصور

الاحد / ١١ ربيع الاول ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ٠٨ / أذار / ٢٠٠٩ م