أنشوطة الإهلاك

 

 

شبكة المنصور

عبيد حسين سعيد

الحب والكره كلمتان لا تجتمعان في جسد واحد تتحكمان بمصير البشرية فلو إن إحداهما خفضت جناحها لأختها لعاش الناس في بحبوحة من العيش لا يخطف هنأهم ورغيد حياتهم سوى الحق.


كثيرة هي إرهاصات وشذوذ قواعد لعبة السياسة في العراق ,فلم يعد ثمة أي  وضوح رؤيا في هوامش( بانوراما) الصراعات الدائرة- في قلعة القصب - والتي باتت على وشك الاحتراق بفعل لاحب صدور متحرقة شوقاً بالشبهة وتلفيق لرؤية الصباح الموعود, جعلت من بيادق السياسة على تخوم واشنطن وطهران, مجرد فزّاعات تحكمهم نظريات  المؤامرات والحكم التهم وتسقيط بعضهم البعض من على منابر إعلامية  -  معروفة النسب والجذور-  يتنادون بينهم لجمع شتات أفكارهم لخوض غمار معركة قلب حقائق جديدة في كل مرة يكون ضحاياهم وجه من وجوه الرجال الذين صدقوا ابن آوى  وهو يلبس مسوح الزهد يستندون على بطش مجموعة منتفعين يغذون  نار الفتنة ويصبون عليها ما يزيد اشتعالها لكنهم في كل مرة يقابلون بنفور الشارع العراقي وسخطه وأصبح جرفهم هارٍ, أيقن الناس أنهم  يعيشون كذبةً كبرى اسمها التعايش والمصالحة والحرية, فقد أصبح الوزير والمدير والنائب لا يأمن على حياته في عراق مليء بالدسائس ومكاييل الكره للخصوم ترجيح مصالحهم على حساب مصالح ملايين الأيتام والمغدورين والسجناء الذين قضوا نحبهم وآخرين ينتظرون ساعة الخلاص فما أن انبري أحدهم وكشف وكراً من أوكار الظلم ووضع يده عليه وعلى جرح أو قرح سرعان ما تدبَّر له أُنشوطة تمنعه من الوصول إلى الصورة النهائية ليكشف بها جرائم القتل والتهجير التي قامت بها مجاميع ترتمي بأحضان أعضاء من البرلمان يناصبون العداء لكل من يتفوه بكلمة فيها اسم (العراق الموحد) فالعراق في كل شيء متفرد حتى (الثقة) لم يعد لها وجود فلم نسمع أن هناك متهماً سلَّم نفسه للسلطات الحاكمة لأنه يعرف وان مصيره سيكون مجهول أمام قضاء ليس له مثيل من حيث الأداء وأصول المحاكمات ولنا في أمثلة آلاف الأبرياء اللذين خرجوا من على شاشات الفضائيات الحكومية وهم يدلون باعترافات تحت سوط (ومثاقب ) العدالة التي تطير منها كل العراقيين وأصبحوا يعيشون رعب اسمه (التهمة الجاهزة) اسألوا- منتظر الزيدي واسألوا البطل الذي أقدم على قتل الجنود الأمريكان وحكم عليه بالإعدام-  مع الاعتذار من الذين يحكمون باسم الشعب ليقتصوا من كل من قتل وهجر أي عراقي مهما يكن اتجاهه السياسي وانتمائه الديني فدعوتنا أن يصمت الجميع أمام كلمة الحق ومطرقة القانون يسمعها الجميع لتعلن النطق بقولة الحق التي يرضاها الخصوم وأداة تنفيذها شَرِطة وطنية الناس أمامهم كأسنان المشط ناذرين أنفسهم لحماية الخائف من الحائف يعلو مكاتبهم وواجهات مديريات الشرطة (الشرطة في خدمة الشعب)

 
 

 

كيفية طباعة المقال

 
 

شبكة المنصور

الثلاثاء / ٠٦ ربيع الاول ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ٠٣ / أذار / ٢٠٠٩ م