الكبر والإعجاب

 

 

شبكة المنصور

عبيد حسين سعيد

الكبر والإعجاب- آفتان تسلبان فضائل النفوس وتكسبها الرذائل - فهما يستوليان عليها ويلتصقان بها ويكونان جزءً من  شخصية الفرد-  تـتـنحى بها عن السمع لنداءات وهمسات الحقائق, وصرخات النجدة وينأى بالمتصف بها عن إجابة المؤدِّب, لأن الكبر بمنزلة العجب بالنفس يستكثرون على الناس فضلهم عن استزادة الناصحين , فلذلك وجب تقديم القول فيهم بإدانة ما يكسبانه منه ويوجبانه من لوم, فالكبر يكسب المقت ويلهي عن التآلف ويوغر صدور الإخوان وحسبنا بذلك سوء استقصاء للذمّه لذلك قال دليلنا وهادينا نبي الرحمة والخُلُق  حين قال لعمه العباس (أنهاك عن الشرك بالله والكبر فإن الله يحتجب منهما) ومن أسباب هذا الداء الحمق الذي يؤدي إلى الكبر ..فقد حُكِيَ أن مطرف ابن عبد الله  الشخِّير نظر إلى المهلب ابن أبي صفرة وعليه حلة يسحبها ويمشي الخيلاء فقال: يا أبا عبد الله أما تعرفني فقال أعرفك إنك نطفة مذرة وأخرى جيفة قذرة وحشوك فيما بين ذلك ب... وعذرة  أننا نظن خيراً بالمهلب أن تخدعه نفسه بهذا الجواب  - إنها زلّة من زلاّت الاسترسال وخطيئة من خطايا الادلال ومحصول الحال – ولكن سياق الحالة استوجبت الإشارة,  أما الإعجاب فيمحق المحاسن ويظهر والمساوئ ويكسب المذام ويبتعد عن الفضائل فقد استأثرت الواجهة السياسية الحالية في العراق على كل شيء ولم يعد العراق ملكاً لأهله ولا صوتا مدوياً ينادي باسم العروبة والإسلام فقد خمد صوته وأصابت أوتاره العلل منعته من تلبية نداءات إخوانه في العروبة والتي ضاعت في خضم انشغال المحتلين في مضغ  خيراته في جنبات وطن أصبح اللئام بيدهم طوق نجاة- يواري سوءة كل من هب ودب من علوج وظلاميين- جاءوا متوكئين على جراحات الماضي ومستـندين على منسأةٍ أحرقتها مشاعل نور الواقع المقاوم وأجهزت على طلائع جيش أمريكا  وسيسحق من تبقى من المتكبرين والمعجبين بمن خرب البلد من المغضوب عليهم من أتباع اليهود  من قيادات الفصيلين العنصريين  في شمال العراق وبين الضالين من قيادات الاعتلال العربي من أصحاب نظرية الذيلية  لدولة ترفع عصا الطائفية وبين متمترسين بشعارات الديمقراطية - التي تريد إزالة بكارة العروبة- التي كانت تحجب الأفق بشعاراتها لكنها انكشفت وتعرت بعد انتخابات المحافظات ونتائجها التي أعادت الكثيرين إلى جادة الصواب بعد أن خفتت نار الطائفية مع تقدم القوائم الوطنية التي تنادي بالعراق الواحد الموحد و فشل المشروع ألتقسيمي ليس في العراق  حسب بل حتى في القوقاز فالصحوة القومية في الوطن العربي والعالم الإسلامي والإنسانية, فكانت غزة هي الترياق والمصل الذي شفى منه الجسد العربي شفاءً ما بعده سقم... الأمر الذي حدى بالآخرين أن يغذوا السير نحو غد مشرق  يليق بأمة وتاريخ  مِثل تاريخ العرب المجيد.
 
 

 

كيفية طباعة المقال

 
 

شبكة المنصور

الخميس / ٢٤ صفر ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ١٩ / شبـــاط / ٢٠٠٩ م