تبيع كليتها لتعود إلى العراق ؟!

 

 

شبكة المنصور

عبيد حسين سعيد

لكل منّا حكاية وكل حكاية تختلف اختلافاً بينا من حيث المغزى والتأثير ,فكل مشكلة تختلف من حيث المضمون مع أختها رغم أن لها سبب واحد- متفق عليه- هو الاحتلال فلا تطابق في همَّين من هموم العراقيين فكل واحد له وطء وهم وثقل مصيبة حاقت به كبصمات الأصابع لا تشابه في اثنين لكن مع ذلك لا يرقى هذا الوصف إلى التشاؤم وأن- نطلق عليها صفة المعضلة- ونُنَحّيَ الأمل جانباً على شرط , أن تتوفر النوايا الصادقة ونكران الذات وهذا ما نبحث عنه.


 فبعد أن طاش سهم الحقيقة في رهج المعركة صرنا نتلمس مدِب نمل عسى أن يوصلنا إلى ضوء في نهاية نفق المحاصصة ,فبعد الاحتلال ودخول مجاميع – معدة ومدربة- اختصت في الهدم والتدمير تشهد لها الساحات الأخرى من العالم التي وجأها خنجر الغدر الأمريكي في كولومبيا ,وبنما, وشيلي, هؤلاء يحملون  شهادات دولية في تمزيق النسيج الاجتماعي  للشعوب جاءوا هذه المرة لينالوا آخر حظهم من التجارب والمختبرات وطمس ثقافات الأمم بقوة ووحشية (الديمقراطية) وهمهمات وبربرات- نعرفهم ونعرف نواياهم من لحن قولهم- من على الفضائيات يلوون أعناق الحقائق بذخائر فاسدة  فاشتجر حابلهم بنابلهم ولم يعد رامي الخير أن يميز بين الخنادق المتداخلة فما أن يصوب سهمه نحو مشكلة ليعلقها على الأقل إلاّ ويجد الآلاف مثلها فلم يعد باستطاعة الأفراد أن يجدوا الحلول ولا بد  هنا من إمكانية دولة بل إمكانية المجتمع الدولي كله ولم تعد نوايا الخير تجد - لها على ظهر الجمل العراقي-  محمل فتاهت في خنادق السياسة التي تدعي وصال ليلى وتاه معها الناس بين اختيارين لا ثالث لهما فإما شظف عيش وغربة أو موت محقق فخرج الناس تاركين كل شيء يولون وجوههم صوب الجهات الأربع – بعد أن كانوا يملكونها-  كهجرة آبائهم الأولين من الجزيرة العربية بعد العصور الجليدية والفرق بين الهجرتين الأولى طلباً للقمة العيش والحالية طلباً للنجاة القوا بمراسي سفنهم  توجههم أشرعة المراكب لا ربان لهم  ومن هؤلاء حرة عراقية اسمها (أم لينا) سيدة فاضلة استطاعت أن تعرض مشكلتها على برنامج تلفزيوني يقدمه استاذنا(الدكتور عبد الحميد العبيدي) بدا من خلال عرض مشكلتها أنها  - بسيطة- لا تتعدى( مبلغ لشراء تذكرة)وان لم يتوفر المال فما على الرعايا إلا التوجه إلى السفارة المعتمدة-  وهذا ما نصح به الأستاذ عبد الحميد-  فهو واجب من واجبات ممثليات البلد في الخارج- إذا ما تقطعت السبل فيا لهفي عليكم يا سفراء العراق وانتم في هذا البحر المتلاطم من المعوزين والشحاذين والعجزة والمرضى آهٍ آهٍ طباع الكرماء من العراقيين والعراقيات (تجوع الحرّة ولا تبيع ثدييها)يحسبنا الناس أغنياء من التعفف رغم بلوغ الأمر ببعضنا أن يرهن كلمات شرف عند الحانوتي ثمناً لرغيف خبز.....

 

فأم لينا مشكلتها (إنها لا تملك ثمن شراء تذكرة الطائرة) إنَّ الكثير من العراقيين اللذين فروا من العراق نتيجة الاستهداف  والاجتثاث يعيشون حياة فضيعة لا يمكن لأحد أن يتصورها فالكثير من أصحاب الشهادات والعلماء لا يستطيعون أن يدبروا ثمن ربطة الخبز التي لا يتجاوز ثمنها اقل من( 500 دينار) وحدثني أحدهم إن ابنته تحمل شهادة عالية في اختصاص إنساني(تغسل صحون) ليس لهؤلاء ذنب سوى أنهم يختلفون الرأي يختلف عن آراء حكومات ما بعد احتلال العراق – اللذين لم تغيرهم عشرات السنين التي قضوها في جنات أوروبا عادوا وهم يحملون معهم مساوئها دون محاسنها , فمهما تكن أخلاق الحاكم فلابد له أن لا يقطع – شعرة معاوية-  فلا يسمح لنفسه أن يذل أي شخص تربطه معه علاقة انتماء ولكن أنا أعرف إن كلامي وغيري من سبقوني اللذين يهمهم الشأن العراقي سيكون كصرخة في وادٍ سحيق لا يسمع سوى صداها ولكن أملنا كبير بالوطنيين من يتحرق شوقاً لرؤية عراق للعراقيين دون أي تدخل خارجي لأيٍّ كان لنعود آخذين بطرفي الخيمة الكبيرة التي تجمعنا لنضمد جراح المجروحين ونعيد البسمة إلى المغتربين ليعودوا إلى أهليهم ومدارج صباهم  ونقول كلمة قالها نبي الرحمة محمد (ص)حين قال قولته المشهورة لكل من آذاه وظلمه اذهبوا فانتم الطلقاء ...

 
 

 

كيفية طباعة المقال

 
 

شبكة المنصور

الثلاثاء / ١٣ ربيع الاول ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ١٠ / أذار / ٢٠٠٩ م