سؤال يثير في
طياته هواجس الخوف على مستقبل
الأمة وأجيالها ومكوناتها أرضا
وشعباً حضارة وتاريخ رسالة ووجود.
ما دام
العدو وحلفاءه
يرسمون على ارض الواقع ستراتيجية
القوة والهجوم والحرب والاحتلال
والتحكم بجغرافية الوطن العربي
متى شاءوا وكيفما اتفقوا بطبخات
عرقية وطائفية واقليمية يساعدهم
العزف على أوتارها في الداخل
المارقون والخونة والعملاء
المجندون لديهم مقابل دولاراتهم
القذرة .
فالاستعمار القديم
والصهيونية
العالمية
والامبريالية وعناصر العداء
الموروث في المنطقة وضعت وتضع
ستراتيجياتها على مبدأ
إخراج الأمة العربية من حسابات
التأثير الإنساني والفعل الايجابي
ومن حالة الإبداع والتطور
الى حالة التداعي والتمزق
والتبعية لمراكز القوة العالمية
ولأسباب
واضحة هي
اقتصادياً /
1_
لما تشكله أقطار
الوطن العربي من أضخم مخزون للنفط
في العالم .
2_ لما يشكله
الوطن العربي من موقع ستراتيجي
هام للمنطقة والعالم
.
3_ لامتلاكه
الثروات الطبيعية الأخرى الداخلة
في الصناعة .
4_
إبقاءه تحت مظلة
الدول المنتجة لما يمتلكه من
رأسمال ضخم وجعله قوة مستهلكة
وسوق دائم للغرب .
5_ السيطرة و
التحكم بالعائدات النفطية التي
استفاد منها الغرب كمدخلات يصعب
ألان على العرب سحبها من
البنوك العالمية .
سياسياً
/
والاهم
والأخطر من هذا كله الجانب الجيو
بليتكي الذي خططت له الصهيونية
العالمية في مؤتمر بازل عام 1879
في إنشاء وطن قومي لليهود وتلاه
وعد بلفور عام 1917 وقبل هذا
التنصل الأوربي عن الوعود
التي قطعوها
للشريف حسين في الثورة العربية
الكبرى لينتقل الوطن العربي من
الاحتلال العثماني البغيض إلى
الدول الاستعمارية
الأبغض وصولاً إلى احتلال بغداد
سنة 2003.
ان الامبريالية
العالمية يقودها العقل الصهيوني
المتحرك براسين الأول بريطانيا
التي لولا ها لما استطاع الصهاينة
اقامة كيانها المسخ على ارض
فلسطين قد نقلت الوعد المشؤوم عام
1917الذي أعطاه وزير خارجيتها
آنذاك (( بلفور))
الى عهد نفذته عام 1948 وقد
ادرجته في صك انتدابها ومع أفول
نجم الإمبراطورية التي لاتغيب
عنها الشمس وتعاظم دور أمريكا
خصوصا بعد انهيار الاتحاد
السوفيتي والكتلة الشرقية تحرك
الرأس الثاني في قيادة أوربا وكل
المتصهينين الى دعم هذا الكيان
وتحقيق نظرية التفوق العسكري
واسناده في ضرب كل القرارات
الدولية والأعراف الإنسانية وهو
يقوم بممارساته الوحشية وحرب
الإبادة وإبقاء الجريمة الى يومنا
هذا إننا هنا لانريد استعرا ض كل
صفحات هذا التاريخ الدامي المرير
مع الصهيونية وأدواتها
( أمريكا _
بريطانيا _ إ سرائيل _ إيران )
إلا إننا نركز على جانبين مهمين
في عرضنا هذا.
أولا /
قصر النظر ة العربية ا تجاه
الامبريالية العالمية .
ثانياً /
اللا ستراتيج لدا العرب .
الأول/ ومنذ غزو
الوطن العربي وتقسيمه بعد الحرب
العالمية الأولى وانتهاءً
((
بمذابح غزة )) والنظام
العربي الرسمي على زواج كاثوليكي
مع الامبريالية العالمية وهو في
صراعه مع العدو الصهيوني ينئى
بعيداً عن الدور الامبريالي
الظهير الساند له الذي مكنه من
الوجود والبقاء وتحقيق الاعتراف
به وبقدرات الامبريالية لوجستياً
حقق نظرية التفوق على العرب وهي
التي انشأت أول مفاعل له عام 1953
ومكنته من العدوان على مصر عام
1956 اقامة سفارته بعدها في قاهرة
جمال عبد الناصر ونقلت الهمر من
تل أبيب الى عاصمة الرشيد بغداد
وهنا يكمن الحلم الصهيوني الموعود
(( أرضك
يا إ سرائيل من النيل الى الفرات
)) وهكذا انتقل العدو من
حالة الدفاع الى الهجوم بأذرع
امبريالية بالنيابة وصولاً الى
الهدف ليغادر عقدة الخوف من العرب
ولو لربع قرن قادمة مع ديناميكية
عالية متطورة في المفاصل
الاستخباراتية والمخابراتية
والعسكرية واقتصاداً وتكنولوجيا
وبناء واستقرار وتصدير ثقافة
هجينة مضادة للعقل العربي ترتكز
على الضعف والاستسلام والهزيمة
والقبول به كواقع مفروض على العرب
يقابله في ذالك
((
الاستاتك العربي )) في كل
مستلزمات المواجه معه والأخطر من
هذا كله ان النظام العربي الرسمي
ذهب الى الأبعد من هذا في التعامل
من الكيان الغاصب كما يحصل مع مصر
وبعض الدول في المنطقة لاستكمال
عوامل أخرى تدخل في دفاعاته
ومقومات بقاءه كالمشاريع
الاقتصادية المشتركة في الطاقة
والغاز والمياه الى أخره ....
إما الجانب الثاني
وهو غياب الستراتيجية العربية
فالمعروف ان الكيان الصهيوني مركز
ومحيط ومحيطه هي اذرع الحماية
الساندة له في المنطقة والتي
تتحالف معه وتشاركه العداء للعرب
والهجوم عليهم مجتمعة مرة
وبالتناوب أخرى وهذا ما حصل في
العدوان الصهيوني الإسرائيلي على
العراق وتدمير المفاعل النووي
السلمي للإغراض الإنسانية عام
1980 ليعقبه التنسيق التسليحي بين
( إ
سرائيل وإ يران ) في فضيحة
(ووتر كيت )ثم
أعقب ذالك أزمة العراق والكويت
وقيام الامبريالية العالمية
بتدويل الصراع ومنع التوصل الى حل
لتلك الازمة لتتمكن من الإعلان
الرسمي والدولي للحرب على العراق
ب
((
33 دولة ))
لتأخذ إيران أقـذر صفحة من صفحات
هذا العدوان هي صفحة الغدر
والخيانة كالتزام ساند وحقد فارسي
مجوسي نتيجة النصر الذي حققه
العراقيون في القادسية الثانية
ومع مجيء بوش الابن للبيت الأبيض
كانت الولايات المتحدة صهيونياً
تضع نظرية فرض النظام الأمريكي
الجديد على العالم وليس النظام
الدولي الجديد موضع التنفيذ لتأتي
إحداث منهاتن سبب غير مبرر في إ
علان الحرب العالمية الثالثة
على
العراق كطرف والامبريالية
العالمية تساندها إيران ودول
المنطقة
في الطرف الأخر. لتتمكن
هذه القوى من إخراج العراق العربي
خارج معادلة القوة العربية
والمحيط العربي وتحويله الى قوة
معتدية غير مدافعة عن ثوابت الأمة
ومصالحها الستراتيجية مما تطلب
تدميره وإعادته الى القرون الوسطى
وهذا ما خطط له وتم تنفيذه كما
أعلن ذلك وزير خارجية أمريكا
آنذاك بيكر
إننا هنا إمام
سؤالنا الذي يجب ان يوضع إمام
السياسيين والمفكرين والكتاب وكل
القوى الوطنية والتقدمية
وفصائلها المسلحة
في الوطن العربي وخارجه ومراكز
البحث والدراسات العربية وكل
المنظمات والاتحادات العربية.
ونحن نرى أوربا
تتوحد في السوق والعملة والدول
وفي الهجوم والدفاع والتكتيك
والستراتيج .......الخ
فهل للعرب من
ستراتيجية ؟ ولو بشكل متأخر
هل
لنا من ثوابت نتفق عليها ؟
هل
لنا من خطوط خضر.... صفر ..... أم
حمر نتعامل بها مع الآخرين
؟
ما
الذي يوقف النظام العربي الرسمي
من التداعي والانهيار
من
الذي يخرجه من المهنية التي هو
عليها ( مدير مفوض ) لا غير
؟
كيف
نوقف الزحف الامبريالي الصهيوني
صوب ( الكعبة )
؟
ما
هي أولويات اقتصادنا _ رأسمالنا
العربي قوتنا العربية
؟
كيف
نترجم نظرية ( الدفاع العربي
المشترك أو الدفاع الخليجي
المشترك ) الذي تحول الى
( الهجوم العربي _
الامبريالي المشترك صوب بغداد ).
ماذا نفهم من
السوق العربية المشتركة ومنظمة
الأوبك ؟
هل تبقى الجامعة
العربية أسيرة النظام العربي
المتآمر على الأمة ؟ ما سر
الإصرار على إبقاءها بهذه الصورة
لماذا لا نؤسس
جامعتنا العربية من الأحزاب
والقوى الوطنية القومية التقدمية
ونختار رئيس لها من بين أعضاءها
باعتبارها معارضة أ يجابية تتسم
بالاستقلالية والحياد من النظام
العربي الرسمي وهي بالتالي
تنتمي الى
الجماهير أم هي احتكار لعمرو موسى
والأخضر والأصفر والأحمر
الإبراهيمي وضوابط عفى عليها
الزمن لم لايكون الشعب الفلسطيني
وهو الأجدر والادمى والأشد نضالاً
ومصاباً وبئسأ ورباطاً في الأمة
أمين عام للجامعة .
لماذا لايكون
العراق و الصومال والسودان ولبنان
هي البلدان المؤسسة والحاضنة
للجامعة في سني المحنة لتكون
جامعتنا العربية صوتاً وليس صدى
ليتقدم القرار العربي ولو بلسانه
قبل قرار اور دغان على شيمون بيرز
.
فهل لكل هذه
الاسئلة من جواب
أم ان البندقية هي
الطريق الى الحل . |