مسلسل حلقات – أحفاد  أبـا رغال الذين ظهروا بعد الاحتلال

﴿ الحلقة الثانية ﴾

وائل عبد اللطيف -  مرتشي سابقا وعميل لاحقا

 

شبكة المنصور

مازن ألعبيدي
 
منذ إن طرح عبد العزيزحكيم طباطبائي مشروع اقليم الجنوب الذي يمثل المرحله الاولى لخطه تقسيم العراق و تفتيته ....حتى راحت اصوات نكراء تتعالى هنا وهناك مطالبه باستحداث اقاليم  اخرى بعدما علموا ان موضوع  استحداث اقاليم ينطوي على فقره مهمه غير مشار اليها في الصوره العامه للمشروع وهي امكانية الاستحواذ على اموال طائله من السحت الحرام و سرقتها في وضح النهار دون ان تستطيع اي لجنه رقابيه تابعه للحكومه المركزيه ان تتدخل لمنعها (على افتراض ان الحكومه المركزيه نزيهه و نظيفه اليد و تسعى جاهده للحفاظ على المال العام الذي ملك جميع العراقيين دون استثناء  . . ! )  . . . 

 
فالمواد التي اقرها الدستور العراقي  الهزيل ، منحت سلطات الأقاليم صلاحيات تفوق صلاحيات الحكومه المركزيه و بمعنى اخر ان رئيس الجمهوريه و رئيس الوزراء ورئيس مجلس النواب  لا حول لهم  ولاقوه للتصرف تجاه سياسات سلطات الأقاليم ولا سلطة لهم لمحاسبة او متابعة اية اخطاء اوتجاوزات على القانون لسلطة الأقليم  لوقف استنزاف المال العام لصالح اي منحرف و لص قد يصل الى منصب مؤثر في الاقليم في انتخابات بات الجميع يعرف ان التزوير هو احد ابرز سماتها )...


وقد راقت هذه الفكره لكثير من ضعاف النفوس من ذوي الماضي الاسود والذين يلتزمون بالمذهب الميكافلي الذي يسهل الأنحراف تبعا للأهداف والنوايا  سواء أكانت مشروعة او غير مشروعة فألاثنان سيان طالما ان الهدف سيتحقق  بأعتبار ان الغاية تبرر الوسيلة ...

 
و منهم على راس القائمه النكره ( وائل عبد اللطيف) . . .

 

فمن هو وائل عبد اللطيف . . .

 

انه عضو مجلس النوب حاليا ، والداعية الأول لمشروع اقليم البصرة  ولمن لايعرف هذا الوائل سنسلط الضوء على جزء بسيط  من ماضيه لتكون الصورة واضحة للقراء  عن الجزء الذي لم يشار اليه من هذا الماضي غير المشرف  ،  فوائل عبد اللطيف كان بعثيــا بدرجة عضو قيادة  فرقة في حزب البعث ،  وهذا ما هو مثبت في الإضبارة الخاصة بوائل عبد اللطيف، والتي هي من أرشيف المخابرات العراقية السابقة، وكان يشغل منصب حاكم بداءة في مدينة البصرة، ولقد تآمر مع بعض الأطراف ليختلس حقوق مالكي الدور والبساتين والمعامل والمشاتل عندما قررت الحكومة العراقية تعويضهم ليتم تفريغ المنطقة لغرض اقامة مشاريع، وكان يُفترض بالقاضي النزيه جدا وهو ( وائل عبد اللطيف  ) أن يكون أمينا كونه القاضي المخول بهذا الملف، ويكون حريصا على أموال المتضررين، ولكنه بدل الحرص أختلس ثلث تلك الأموال لحسابه الشخصي، ومعه مجموعة من موظفي  البلدية ودائرة الطابو، وكان ذلك في التسعينات من القرن الماضي، ولكون السلطة لاتتستر على من ينحرف حتى لو كان بعثيا ، فقد تم اعتقاله وأودع السجن وأعترف بالمبالغ التي أخذها هو والعصابة التي كانت تشاركه السرقة ، ولكنه بقي يتوسل عند القيادات الحزبية والعشائرية في البصرة لكي يجدوا له منفذ أو عطفا من القيادة والسلطات للخروج من أجل أطفاله وزوجته والذين كانوا بحاجه له وفعلا جائت الوساطات الكثيرة وطلبات الأسترحام بنتيجة ايجابية لصالحه ، فقد كانت القيادة رؤفة بالعراقيين وحتى الفاسدين منهم ، ورفعت امانة سر القطر استرحاما بصدده لديوان الرئاسة وبدورها عرضت الموضوع على الشهيد صدام حسين رحمه الله فوافق على إخراجه من السجن وطرده من الوظيفة بعبارة (  يطرد من الوظيفة لأنه كـان مرتشيا  ) . 

 

و بقدره قادر يعود هذا ألوائل  بعد الاحتلال ليظهر كمناضل عانى من ظلم حكم البعث واضطهاده وفصل من وظيفته لكونه معارض للنظام ( وهذا شيء طبيعي وليس بجديد  فجميع اللصوص والسراق والمجرمين المحكوم عليهم  بجرائم مخلة بالشرف ،  كانوا معارضين للنظام . . !   ) وليصبح عضوا في مجلـس الحكم  وبعدها    وزيرا لشؤون المحافظات في حكومة أياد علاوي ،ألا إن هذه النعمة لم تدوم طويلا ، فسرعان ما اخرج من منصبه عنوة بعد اندحار دولة علاوي ،   وبعد الانتخابات أصبح نائبا في مجلس النواب و كما يقول المثل العراقي   ( حشر مع الناس عيد ) فقد اختلط مع معظم النواب الذين على شاكلته من لصوص و قطاع الطرق و موظفين مختلسين و مروجي مخدرات وجواسيس وعملاء من جنسيات مختلفه و ما اكثرهم في ( مجلس النواب العراقي  ) ولان صاحبنا ذو عقل متفتح و ثاقب البصيره في مجال الكسب الغير مشروع و السحت الحرام  . . . فقد انبرى ليكون البوق الاول في طرح موضوع استحداث اقليم البصره  لما تتمتع به محافظة البصرة من خيرات كثيرة وفي مقدمتها النفط  ، وخصوصا بعد ان منيت محاولاته  في الحصول على منصب حكومي  مرة ثانية ليستطيع من خلاله ممارسة هواياته في السرقه و استغلال المنصب و الرشوه  ،  بالفشل !  ،  وبات يعض على اصابعه وهو يشاهد اموال النفط تسرق من قبل مسئولي الحكومة والأحزاب ، وهو بعيد عن هـذه الغنائم المنهوبة ، ولا حصة لـه منها حتى ولو كـانت قليلة . والحق يقال ان الرجل كان بارعا في هذا المجال و لكن غباء  الحكومه العراقيه المتمثل برئيسها  نوري المالكي  منعها  من الاستفاده من قدراته الخلاقه .. مما دعى هذا الوائل الى طرح مشروع اقليم البصره لتعويض ما فاته من  الغنائم ، بعد ان اصبح الجعفري و المالكي و الهاشمي و عادل عبد المهدي و طباطبائي و ذيـولهم من أصحاب المليـارات و مالكي العقارات  في لندن و الامارات  . . . .  و لما واجه معارضة طباطبائي  ( الذي ارتمى قبلها تحت قدمية ليكون من اتباعة ) والذي تقاطعت اجنداته في مشروع اقليم الجنوب مع اجندات وائل عبد اللطيف . . .  أصابت صاحبنا  الهستريا وكاد  ان يصل الى مرحله الجنون بعد ان ايقن ان مشروعه سيبلعه الحوت الطباطبائي فكثف حملاته الدعائيه و اصبح لايمر يوم الى ويظهر على قناتين او اكثر من القنوات العراقيه (  التافهة والمبتذلة  و التي لا ترقى الى مسـتوى مواخير ألبصره القديمة   التي يعرفها هذا ألوائل لأنه كان احد روادها المزمنين  ) و يبشر باقليم البصره وكثف اتصالاته مع المخابرات البريطانيه مستغيثا بها ،  لعلها تمد له يد العون في انجاح مشروعه وقطع لهم وعودا بالمكاسب التي ستنـال بريطانيا العظمى من هذا المشروع وفعلا كان لسياسيي الامبراطوريه العجوز دورا في الضغط على منظمات الامم المتحده لطرح موضوع الأستفتاء على مشروع اقليم البصرة  ولكنه  بعد ان تقين من ان الانكليز خارجين من العراق ليستأثر الامريكان بالغنائم  لوحدهم  (حسب قانون السراق عالميا ، ولايمكن ان يحصل توافق بين لصين على غنيمة دسمة واحدة ) . . .  


تحرك نحو المخابرات الامريكيه طارحا موضوعه و طالبا الغوث والمساعده والتي وعدته بدراسة مشروعه ولكنه لحد الان لم يتاكد هذا الوائل ان المخابرات الامريكيه ستساعده فعلا في تحقيق حلمه المنشود، ام  انها مجرد وعود امريكيه لن تتحقق فما اكثر الوعود الكاذبه التي قطعتها امريكا على نفسها في العراق و نكثت في تحقيقها , و هي بارعه في الكذب والدجل ولا ينافسها احد في ذلك  .  .  .


و المشكله الان التي تورق هذا ( الوائل )  الذي اخطأ منذ البداية  في عدم تقديم فروض الطاعه و الولاء للحكومه العراقيه العميله و السجود تحت اقدام  ( حرامي بغداد ، نوري المالكي  والاستفادة  بما ينعم عليه من مال الشعب العراقي المباح لكل من يعمل ضمن حاشيته ، فهو ولي النعمة وصاحب الفضل يوزعه كيفما شاء دون رقيب او حسيب )  ، ولاهو استطاع بالرغم من الجري الشاق والمذل ، وراء المخابرات البريطانية والمخابرات الأمريكية من تحقيق حلمه ولا نعرف بماذا سيخرج علينا بمشروع جديد ان فشل مشروعه بعد ان اصبح حاله ينطبق عليه  المثل العراقي (  لا . . .  حظت برجيلهه ولا . . .  اخذت السيد علي )

 
 
كيفية طباعة المقال
 
 

شبكة المنصور

الاثنين / ١٩ ربيع الاول ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ١٦ / أذار / ٢٠٠٩ م