يوم الأرملة والأم العراقية الثكلى

 

 

شبكة المنصور

كامل المحمود

تتغنى كل الأمم بالمرأة وتحتفل بعيدها وتكرمها وتنحني إجلالا لمواقفها وتضحياتها ..إلا المرأة العراقية اليوم التي لا تفارق الدمعة عينيها ..

 

على أب شهيد ..وأخ مفقود ..وإبن مطارد وملاحق ..وبنات أرامل حلولها ..ويتامى من أبنائها وبناتها ..

يومها يبدأ بالصلاة والدعوة ليزيل الغمة والخوف من المجهول ..وينتهي بظلمة حالكة لا تحمل خبرا عن أحبة ولا خيرا في غد جديد ..

 

لقد تحول العراق الى بلد الأزمات التي خلّفت جيشا من الأرامل والمطلّقات وغير المتزوجات..حسبما تقول نوال السامرائي وزيرة دولة لشؤون المرأة السابقة في حكومة الإحتلال والمستقيلة وهي تؤكد  عدم قدرة الوزارة على معالجة هذه المشاكل .. وواصفة وضع المرأة في البلاد بأنه (كارثة).وتقول أيضا :

 

(المرأة العراقية تواجه ازمة الاحتلال والارهاب وانهيار الاقتصاد ما ادى الى خلق جيش من الأرامل وعدد كبير من المطلّقات والنساء غير المتزوجات والمشردات).

 

و(المجتمع ينهار وكنت وزيرة في وزارة لا تملك شيئا من مقومات النهوض بالمرأة. ليست هناك صلاحيات أو كوادر أو امكانات مادية).

 

وتشير الدراسات التي أجرتها منظمة الصحة العالمية ووزارة الصحة العراقية عام 2006 الى أن 39.3 في المئة من الذكور و 47.5 في المئة من النساء إما مطلقون أو عازبون.وتبلغ الموازنة الشهرية لوزارة المرأة سبعمئة الف وخمسمئة دولار فقط، باستثناء رواتب الموظفين  على ما قالت السامرائي التي تساءلت: (كيف يمكن ان أساعد المرأة العراقية؟ لقد طالبت وحاولت واعترضت لكن لم يكن هناك من مجيب ولم تتم تلبية اي طلب .. لكنني اصطدمت بجبال) .

وعن أسباب التجاهل قالت إن (السبب الاول يعود الى ان قضية المرأة ليست من أولويات الحكومة).

واضافت بمرارة: (لو كنت أطالب بالمساواة في هذه الظروف  لكان جائزا القول إن هذا ليس وقته الآن.. طالبت بحل (مشكلة) الارامل والمعتقلات والمشردات وضحايا العنف من النساء والمهجرات).

 

ووفقا لتقارير اللجنة الدولية للصليب الاحمر  تتولى بين مليون الى ثلاثة ملايين امرأة في العراق مسؤولية إعالة عائلاتهن من جراء العدوان الأمريكي ونتائجه الذي خلّف جيلا من النساء اللواتي حرمن من الحياة الطبيعية أسوة بالدول المجاورة.

 

لقد كانت المرأة العراقية وما زالت أم الأزمات ..

وأم المحن والمصاعب والنكبات..

وهذا هو قدرها أن تكون مضحية وصابرة وقنوعة ومكافحة ومناضلة ومقاومة وماجدة ..

ولا يعنيها الوصف أو تفسير لتضحياتها ..

والذي يسلبها شرف تقديمها الشهداء للعراق مدعيا أنهم (قتلى النظام السابق) فهو يرتكب جرما بحق هذه المرأة ..وبحق العراق وذكرى شهدائه وأبطاله..

وما طرزته المرأة العراقية من عطاء لهذا الوطن دفاعا عن تربته وحفاظا على كرامته ما هو إلا بناء شامخ يناطح السماء وشمسا لا يغطيه غربال الحاقدين والظالمين والمنتقمين والجهلة الذين يتلاعبون بمشاعر أمهات الأكرم منا ومنهم أجمعين.

 

تحية للمرأة العراقية ..

مجدا لتضحياتها التي لا يضاهيها عنفوان ومسار دجلة والفرات ..

عزا لصلابتها التي إنكسر أمامها الزمن..

سلاما لكل سفرها الخالد وهي تذبل لكي يعيش الأخرين ..

وتعطي بلا مقابل ..

أما ..

وأختا ..

وبنتا..

وزوجة..

تحية لحزام الظهر ..

للعقال ورفعة الراس ..

 

كيفية طباعة المقال

 
 

شبكة المنصور

الاحد / ١١ ربيع الاول ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ٠٨ / أذار / ٢٠٠٩ م