كيف ستنتهي الحرب في العراق .. في ذكرى البداية..

﴿ الجزء الثالث ﴾

 

شبكة المنصور

كامل المحمود

بدأت اليوم سنة سابعة من الحرب الأمريكية الشاملة على العراق ..حرب كان إشعالها كالنار يبدأ بعود ثقاب!..ولكن عجزت لحد الآن كل التقنيات والمحاولات لإطفائها!..كان السبب بالأمس إن بوش الذي أشعلها غير راغب بإطفائها بعكس الرغبة المعلنة للرئيس الأمريكي الجديد الذي يرغب بذلك..

  في خطابه يوم 27 شباط 2009 قال الرئيس الأمريكي الجديد باراك أوباما مخاطبا الأمريكيين والعالم ومنهم شعب العراق  قائلا:

 

 ( Today, I have come to speak to you about how the war in Iraq will end ).

 

( جئت إليكم اليوم لأحدثكم حول كيف  ستنتهي الحرب في العراق ).

 

في الجزء الأول عرّفنا الحرب وخطة الحرب ..والعدوان ..وحق إستخدام  القوة ..ومبدأ تحريم استعمال القوة في العلاقات الدولية ..

 

وفي الجزء الثاني تحدثنا عن (الحرب على الإرهاب)!..و(الحرب العادلة والمشروعة) و(إستراتيجية الضربة الإستباقية )..

 

اليوم دخلنا بدايات السنة السابعة للحرب التي شنتها الولايات المتحدة الأمريكية على العراق ..

مضت اليوم ست سنوات من حياتنا نحن العراقيين ..

سنوت طويلة ..

كل يوم فيها كان بطول سنة كاملة ..

كان كل يوم فيها  يحوي كل أشهر السنة ..

 

فيه أشهر الصيف بشمسه القائضة ولياليه الطويلة ..وخريف ينذر بالرحيل ..وشتاء بزمهريره ورعده وبرقه ..وربيع قصير لم نهنأ به ..

يبدأ يومنا  بالصيف وينتهي بالربيع ..

وربيعنا نحن العراقيين منذ ست سنوات يذكرنا دائما ببدء العدوان على العراق !..

 

يسمونها (حرب تحرير العراق )!..

 

ولكنها بدأت بصواريخ وقصف كثيف على مدار الساعة لمدة تزيد على إسبوعين إستهدف كل شيء ..ولم يسلم من القصف شيء ..حيا كان أم جمادا..

 

فكيف يكون شكل الإحتلال إذا كان كل هذا الدمار بهدف التحرير؟!..

ترى لو جاء الأمريكان (لإحتلال العراق!)!..ماذا كانوا سيدمرون غير الذي دمروه ؟..ومَن سيقتلوا غير الذي قتلوه؟..ومَن سيعتقلوا غير الذي إعتقلوه؟..

 

إن كان (تحريرا!) أو حربا وعدوانا ..فقد مرت علينا سنوات طويلة وثقيلة من القتل والإعتقال والتهجير والدمار والتشتت والتمزق والإقصاء والإستئثار والضياع وغياب القيم والمباديء والروابط التي كانت تحتضن كل مكونات النسيج العراق..

 

وندخل اليوم السنة السابعة (للتحرير!) او للإحتلال ..

ونحن موشحين بالسواد والدم والدمار في كل مكان ..

ومع إن الإدارة الأمريكية الجديدة أعلنت إنها ترغب برؤية نهاية لهذه الحرب التي شنتها على العراق..

إلا انه يبدو إن مدة هذه الحرب تقترب بسرعة من مجموع سنوات الحربين العالمية الأولى والثانية مجتمعة!..

فكيف ستمنع الإدارة الأمريكية الجديدة إستمرار نار هذه الحرب؟ ..

وإذا لم تنته هذه الحرب بكل صفحاتها وتجري معالجة كل أثر سببته.. ونتيجة أفرزتها..وتراكم ناتج من تداعياتها ..فسوف يرى الرئيس الأمريكي الجديد باراك أوباما نفسه وهو يخوض إنتخابات الرئاسة الأمريكية القادمة وهو يحمل في حملته فشلا في الإيفاء بتعهداته التي جعلت الشعب الأمريكي يطيح بسلفه بوش وينتخبه رئيسا سوف ينهي الحرب ويعيد للولايات المتحدة هيبتها وسمعتها التي مزقها سلفه بوش ..

 

وإذا لم يتم إستثمار الجهود ( المخلصة ) المقترنة بالنية الصادقة لوضع حد للمشكلة العراقية ليس من خلال وقف العمليات القتالية الأمريكية وسحب قواتها من العراق بل بالسعي الجاد والحقيقي لوضع حلول لكل نتائج هذه الحرب وتداعياته وإعادة الإعتبار لهذا الشعب المكافح وقواه الوطنية الحقيقية من أجل المباشرة الفورية بعمل دؤوب لبناء وإعمار العراق لياخذ دوره الإقليمي والدولي كعامل توازن مؤثر وفاعل وإيجابي..

 

فسندخل السنة الثامنة ونتجاوز التاسعة والعاشرة و..و..؟..

 

وسينتبه حينها الرئيس أوباما الى إن الحرب في العراق قد تجاوزت في مدتها مجموع الحربين العالميتين الأولى والثانية وحرب فيتنام لتصبح ليس كما قال في خطابه يوم 27 شباط بأنها (حرب طويلة ) فقط ..بل ستصبح فعلا أطول حرب حديثة في التأريخ تكون الولايات المتحدة طرفا أساسيا غير رابح فيها !..

 

وستتميز حينها هذه الحرب ليس كما وصفها الرئيس الأمريكي الجديد في نفس الخطاب عندما قال إنها ( حرب غير إعتيادية ) فقط .. بل ستكون (حربا أبدية وذاتية التجدد ) ..

 
 
كيفية طباعة المقال
 
 

شبكة المنصور

السبت / ٢٤ ربيع الاول ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ٢١ / أذار / ٢٠٠٩ م