رد الى السيد سيف الدوري

 

 

شبكة المنصور

الاستاذ الدكتور كاظم عبد الحسين عباس / أكاديمي عراقي

السلام على من اتبع الهدى ...

 

سأجعل من هذه الرسالة كلمة طيبة مع قناعتي انك لا تستحق الكلمة الطيبة. سأحترمك لكونك اكبر مني عمرا ونحن كما تعلم قد تربينا في الحزب العظيم الذي كنت انت (نصير من انصاره) اضافة الى تربيتنا العربية والاسلامية. والكلمة الطيبة صدقة وندعو الله سبحانه ان تنفعك الصدقة لتعود عن غيّك وتتراجع عن نهمك للدنيا الفانية وتنام ليلة واحدة وانت صاحي الضمير صافي الذهن لتتفكر في آخرتك التي اظنك قد نسيتها تماما مذ كنت تعيش ليالي بيروت الحمراء وانت الملحق الثقافي لحكومة صدام حسين رحمه الله في سفارة العراق ببيروت، ولن اذهب بعيدا هنا لكي اترك لك هامش المراجعة.

 

وصلتني رسالتك التي تنصحنا فيها ان نترك صدام حسين تعليقا على مقالي المعنون (الأبعاد الاخلاقية للدفاع عن صدام حسين رحمه الله). ولا ادري لماذا لم ترد على مقال سابق يتطرق الى دورك المنافق وغير اللائق ضد المقاومة الباسلة والعراق والامة الذي تقوم به في قناتي الديمقراطية والمستقلة. ولماذا اخترت المقال الذي لا يقول سوى عبارة واحدة وهي: الوفاء لصدام حسين والدفاع عنه واجب اخلاقي وانساني .... وانا لم اخاطبك انت وامثالك في هذا المقال، بل خاطبت حملة المبادئ والروح الانسانية الشفافة وليس من اغوتهم الدنيا وازكمت انوفهم روائح الفسق والفجور. ترى أي مقتل اصاب فيك هذا المقال؟ ومن الذي اوعز لك ان تطالبنا بان (نترك صدام حسين رحمه الله)؟.

 

أظنك يا سيف مكلف بالغاء الرمزية في تاريخنا الحاضر والماضي فالواضح من كل خطاباتك انك بدون قدوة ولا مثل اعلى. وكيف يكون لفاقد لأبسط معاني الدين الحنيف وتعاليمه ومفردات حياتية يومية فيه لا تغيب عن لسان أي مسلم حقيقي ان يكون له نموذج او قدوة ينتصف وينتصر لها؟

 

دليلي على جهلك وعلى جهل من يستضيفوك لتتقيأ احتقانات روحك التعبانة هو انك لم تكلف نفسك عناء البحث عن مفردة متداولة ليس فقط في احاديث المؤمنين بل وحتى في صفحات الانترنيت فدفعتك ضغائنك وسذاجتك وسطحيتك الى مغالطتنا في تسمية شهيد الحج الاكبر وتساؤلاتك الغبية عن وجود مثل هذا اليوم واعتبارك لاستخدامنا له مع قائدنا الخالد صدام حسين رحمه الله دليلا على عبادة الفرد .. وتأسيك على نفسك اننا لا نسمع كلامك في ترك عبادة الفرد ... ألا قاتلك الله وحشرك محشر المنافقين والدجالين والخوانين وباعة الضمير في اسواق النخاسة.

 

طبعا نحن لانتوقع أن نسمع منك طيبا ابدا .. ولا يضرنا هذا قطعا فأنت يصح فيك قول الشاعر :

 

ما زاد حنون في الاسلام خردلة         ولا النصارى لهم شغل بحنون

 

وانت لم تتكلم كلمة واحدة مفيدة لشخص او للعراق لكي نستمع لما تقول، فأنا أعتقد انك بضاعة غير رائجة في سوق الاعلام، رأس مالك الكراهية لا غير. نحن نسمعك لنعرف مكامن الحقد على العراق وشعبه وقيادته على لسانك. نحن نسمعك لكي نضحك من سفاهاتك وترهات ما تطرحه .. وكما كتبت لك سابقا انك لا تعرف حتى منطق وإرث العشائر ولا تميّز بين العشيرة والعشائرية، وها قد جاءت رسالتك هذه لتكون مصداقا لطروحاتي السابقة عليك .. فأنت تائه حتى عن ابسط قيم العشيرة العراقية .. وما نأسف له حقا ان تنتسب انت الى مدينة العز العراقية المجاهدة البطلة (الدور).

 

     تريدنا ان نترك صدام حسين رحمه الله وفقا للاسباب التي ذكرتها في رسالتك؟ هل لك ان تعطينا انسانا خلقه الله بدءا" من الانبياء عليهم السلام وانتهاءا" ببعض القردة من الرجال الراقصين في حلبة الاعلام المتأمرك، لا يتسم ولا يتصف بما ذكرته؟ طيب .. ما دمت تقول لنا ان صدام حسين بهذه الخصال وكأننا لا نعرف ذلك ولا ندركه, رغم اني اعرف انك حاولت ان تستخدم صفات وسمات ليست هي التي تتمنى ان تستخدمها .. فما الضير ان ندفع عنه نحن اخوته وابناءه ورفاقه ومن نحمل له مشاعر العرفان بجميل قيادة العراق الى مصاف الدول المتقدمة رغم انه لم يُعينَنا دبلوماسيين ولا مدراء ولا وزراء كما فعل معك؟ لماذا لا تتركه انت من اذكارك السيئة الحاقدة لكي لا تجبرنا على ان نصرخ في وجهك ووجه امثالك ان اتقوا الله في رجل عاش بطلا وغادر اسدا رغم انفك، وانف كل اعداءه حتى لو كان تعدادهم ثلاثة ارباع الكرة الارضية؟ ثم ألا ندافع نحن عن رموزنا العظيمة لاننا اهل خلق ووفاء ومبادئ رجولة ومنهم رموز دينية وسياسية واجتماعية غير صدام حسين؟

 

هل تعرف انت معنى العبادة لكي تتهمنا بعبادة صدام حسين رحمه الله؟

أين تصلي، وكيف تصوم شهرا عن منكراتك التي نعرفها جملة وتفصيلا، وكم مرة قصدت بيت الله الحرام، وكم مرة ختمت القرآن؟

 

نحن نوحد الله نصلي خمسا في اليوم ونصوم رمضان والايام البيض التي اظنك لم تسمع عنها كما لم تسمع عن يوم النحر الذي وصفه رسول الرحمة محمد صلى الله عليه وسلم بيوم الحج الاكبر ونحن ختمنا القرآن مرارا مذ كنّا في العاشرة من العمر وكنّا مؤمنين بالله ورسوله واهل بيته الاطهار واصحابه الكرام ويتلهف شوقا لحج البيت مَن لم يزره منّا الى اليوم قبل ان يستلم بعثنا السلطة في العراق وبعدها. والحملة الايمانية التي تستشهد بها انت خطأ انها عودة صدام حسين الى الدين هي حملة تتويج لايماننا وتواصلا صادقا معه وتعميقا لمضامينه وهي لا تعدو كونها دورة تعميق الفكر والوعي والثقافة يقوم بها آيات الله والمشايخ ومَن يسمون انفسهم رجال دين تماما كما يتدرب الطبيب والمهندس والكيمياوي لاضافة وتجديد وتعميق معلوماته.

 

فكيف تصف الرجال المؤمنين بالله وبرسوله الحبيب وبكتابه المجيد وباليوم الآخر على انهم يعبدون الفرد (صدام حسين) ..؟ ألا تخجل من طروحاتك الساذجة إن لم نقل البذيئة الفارغة ....؟

 

لا .. يا سيف نحن مَن نقول لك .. احترم نفسك .. ولا تتطاول بعد اليوم على شهيد الحج الاكبر صدام حسين رحمه الله .. ونزيدك من الشعر بيتا .. إنا نلقبه سيد شهداء العصر .. تيمنا" بلقب سيد شهداء الكون الحسين بن علي عليه السلام .. لنثبت لبساطتك وسذاجتك ان من يسمون الحسين عليه السلام بسيد الشهداء لا يعبدون الحسين بل يحبونه ويحترمون بطولته ومبادئ ثورته العظيمة. وتيقن اننا لن نسكت عنك وسنرد الصاع صاعين .. فنحن من الذين احبوا صدام حسين رحمه الله ومن الذين يرون الخير في شخصه الكريم ويدعون الله ان يغفر ذنبه.

 

أخيرا ... أتحداك انت ونبيل اللندني ان تقرأوا مقالي السابق عنكم ورسالتي هذه على الاقل توافقا مع شعاركم الزائف لحد اللحظة بانكم تكفلون الرد على الرأي الآخر.

 

أدناه نص رسالة السيد سيف الدوري الموجهة لي:

 

الدكتور كاظم المحترم
تحية
اطلعت على مقالكم هذا  وفيه عن الوفاء للرئيس الراحل صدام حسين
وانا بدوري انصحكم ان تتركوا الرجل الذي انتقل الى جوار ربه  فالرجل من هذا الكوكب  وليس من كوكب اخر   اي من البشر والبشر خطاؤون . فالرجل اصاب واخطأ  اسرع وابطأ وعد واوفي . وعد واخلف. انتصر في معارك وانهزم في اخرى. احب وكره له اعداء كثيرون واصدقاء اكثر اي انه لم يكن كله خيرا ولم يكن كله شرا
وانصحكم مرة اخرى ان تتركوا الرجل لانكم قد تسيئون له دون ان تعلموا ذلك. وخاصة حينما تقول انه شهيد الحج الاكبر. وان اسالك هل هناك حج اصغر؟  واذا كنت تقصد الشهيد الاكبر . كذلك لا يوجد شهيد اصغر والشهيد هو شهيد . هذه المبالغة التي تصل حد العبودية التي احذر منها وانتم ما تزالون تصرون عليها.
 
سيف الدين الدوري

 
 

 

كيفية طباعة المقال

 
 

شبكة المنصور

الجمعة / ٠٢ ربيع الاول ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ٢٧ / شبـــاط / ٢٠٠٩ م