مصنع لندن لانتاج الزعماء العملاء
(
وجبة الانتاج الاولى )

 

 

شبكة المنصور

أ.د. كاظم عبد الحسين عباس  /  أكاديمي عراقي

المواد الاولية: RAW  MATERIALS

 

دلشاد ودلزار وعشرات الاخوة الكرد طلاب جامعة بغداد في منتصف السبعينات كانوا يسكنون معنا في الاقسام الداخلية للدولة ويستلمون رواتب شهرية وكانوا ينقطعون ويختفون فجأة ويعودون فجأة ليقوموا بواجبات التمرد ضد الدولة وحين يُفصلون لتجاوز الغياب كان الاتحاد الوطني لطلبة العراق يتدخل مع وزارة التعليم العالي ورئاسات الجامعات ويعيدهم!! ثم ينهون دراستهم ويحصل بعضهم على بعثات في مختلف دول العالم ومنها بريطانيا للدراسة على حساب الدولة العراقية. وبعد اكمال دراستهم او عند قيامهم بالسياحة في لندن تعجبهم حياة الانفتاح الجنسي اللندنية فيطلبون اللجوء الانساني او السياسي وينضموا الى (المعارضة العراقية اللندنية).

 

نموذج لعضو في حزب البعث العربي الاشتراكي أقسَم بعرضه وشرفه وبالله الواحد الاحد والقرآن المجيد قسما رسميا ان يصون مبادئ الامة ويحميها ويدافع عنها, أكمل دراسة الدكتوراه في الادب الانجليزي بعد عشر سنوات بالتمام والكمال على حساب الدولة العراقية ويوم تخرج اختفى فجأة وبعد ايام ظهرت احدى منشورات حزب الدعوة العميل وصورته على صدرها على انه احد حداة الطائفية القذرة وأحد رجال (المعارضة العراقية الصفوية). ومثل هذا آخرون!.

 

اكراد لم يعجبهم قانون الحكم الذاتي رغم انه الصيغة الايجابية المتقدمة الوحيدة التي اقرت بحقوق الكرد في كل العالم لانهم يريدون فيدرالية وآخرون يريدون كونفدرالية وآخرون لا يعجبهم هذه ولاتلك وروجوا لفكرة استقلال شمال العراق وانفصاله ...

 

حزب الدعوة العميل نموذج الطائفية المجرمة وعينة الارتماء في حضن الاجنبي او قل انه وليد اجنبي. مارس الجاسوسية والعمالة والارهاب ضد الناس ومسؤولي ومؤسسات الدولة, هو الآخر فتح مكتب او دكان معارضة في السوق اللندني ليكون احد مواد الصناعة اللندنية الاولية للزعامات الخائنة والعميلة للوطن.

 

طلاب عراقيون بالعشرات, خرجوا مبعوثين من الدولة للدراسة غير ان خوفهم وجبنهم من العودة للعراق ابان الحرب ضد الغزو الفارسي دفعتهم الى طلب اللجوء والانضمام الى المواد الاولية للمصنع اللندني.

 

شيوعيون لم تعجبهم فرصة العمل الجبهوي التي خلقها حزب البعث العربي الاشتراكي لانهم يريدون الحمص كله وليس الحصة التي تناسب وضعهم كحزب لا حول له ولا قوة غير التنظير للماركسية ودكتاتورية البروليتاريا فاغلقوا مقراتهم في جميع انحاء العراق واختار الخروج الى حيث فضاءات دكتاتورية البروليتاريا وجدل التاريخ فانضم بعضهم الى المعارضة اللندية تحت دكانهم الخاص بهم.

 

متضررون من تطبيق قانون الزنا بالمحارم والاختلاس والزنا واللصوصية ومفصولون من حزب البعث العربي الاشتراكي لسوء الاخلاق والحنث بقسم نيل شرف العضوية ومتآمرين مع قوى اقليمية انضموا الى قائمة المواد الاولية للمصنع اللندني.

 

وتكاثر العدد بالآلاف من المهاجرين من العراق بسبب الحصار بحثا عن عمل او راتب افضل او حياة لا يعكرها انقطاع الكهرباء بسبب تدمير اميركا لمحطات التوليد في كل العراق وتتوفر في اسواقها الفواكه والخضر والمشروبات الغازية التي فقدت في اسواق العراق بعد الحصار او صار من المستحيل اقتناءها بسبب غلاء اسعارها, في وقت عوم فيه الدينار العراقي تقريبا وصار مبلغ2000 الى 3000 الف دولار كافية لبناء بيت في العراق لانها تعادل قرابة 9 مليون دينار عراقي بعد ان كانت في الاصل لا تعادل سوى الف دينار عراقي لاغير وهو مبلغ يعادل راتب شهر واحد في الخليج مثلا. معظم هؤلاء انضم الى المواد الاولية للمصنع اللندني لثقتهم ( ؟ ) بان النظام في العراق الى زوال وان فرصهم في الزعامة ليست ضئيلة.

 

كل هؤلاء وسواهم اخرون قد يكون عندهم موقف سياسي معارض ورؤى سياسية مختلفة شكلوا المادة الاولية التي ناظرت وكتبت وانضمت الى اعلام التاسيس لاحتلال العراق تحت عنوان ممزق ومفتت ومتنازع اسمه المعارضة العراقية, وهم ذاتهم من عمل على تشويه سمعة نظام العراق الوطني والقومي وقيادته التاريخية.

 

الانتاج اللندني: THE  OUTCOME

 

بعد انضمام المنتج الفارسي المشارك مع الجيش الايراني في حربه لتصدير الثورة الفارسية الى العراق وهو المجلس الاعلى للثورة الاسلامية وجناحة المليشياوي فيلق بدر, الى المواد الاولية لمصنع لندن كانت خطة تغيير الوضع في العراق قد اخذت ابعادا جديدة تم التعبير عنها بدعم بمئة مليون دولار من الحكومة الامريكية وفتح مراكز تدريب على المهام المختلفة للمواد الاولية التي تجمعت عبر ثلاثين عاما من الاتجاهات التي وضحناها اعلاه. ثم جاء مؤتمر لندن الذي جزّأ المنتج الاوربي الامريكي اللندني الى:

 

1- معارضون للحكومة العراقية رفضوا خطة الغزو والاحتلال اما لكونهم معارضون وطنيّون فحسب وليس مرتزقة. هؤلاء استجاب قسم منهم لنداءات الحكومة العراقية وعادوا للعراق وتم عقد لقاءات بينهم وبين الحكومة العراقية قبل الاحتلال.

 

2- معارضون رفضوا استخدام الغزو والاحتلال وسيلة للتغيير لانهم كانوا قد استشعروا انهم سيخرجون من المولد بلا حمص لانهم كانوا قد انسلخوا عن الكتل الطائفية والعرقية التي ظهرت في مؤتمر لندن ووفقا للتصنيفات الامريكية البريطانية الايرانية الكردية فصار دورهم ومستقبلهم غير واضح المعالم.

 

3- معارضون عرقيون وطائفيون ركبوا قطار التغيير الامريكي وارتضوا ان يكونوا هم وجبة الانتاج الاولى لمصنع لندن لانتاج زعماء العراق الخونة والعملاء وبماركة مسجلة اصلية مختومة من الماسونية وادواتها الصهيونية والامبريالية.

 

تولى هؤلاء ركوب عربانات السحب المجرورة بالعجلات الامريكية واخذوا على عاتقهم التاسيس للمحاصصة الطائفية كاساس للوصول بالوضع العراقي الى نقطة اللاعودة ويصير التقسيم الى دويلات حقيرة امرا لا مفر منه. وقاموا بسلب اموال العراق وترسيخ اسوأ نظام فاسد شهده تاريخ العالم. وقاموا بتنفيذ عمليات ثأر مفجعة ضد العراقيين عموما لدعمهم لنظامهم الوطني ومساندتهم له عبر 35 عاما ادت هذه العمليات الثارية الى مقتل حوالي مليون ونصف المليون عراقي وتغييب اكثر من مليون عراقي في السجون والمعتقلات وتهجير قرابة سبعة ملايين عراقي داخل وخارج البلد.

 

في الجزء الثاني سنتطرق الى الوجبة الجديدة من انتاج المصنع الانجليزي للقوادين والسماسرة والنادمين لعدم الدخول ضمن الوجبة الاولى ومنهم عبد الامير علوان ورافد الجنابي والزركاني ونبيل اللندني كنماذج.

 

ملاحظة اخيرة لمن يتبجح بكثرة اعداد من عارضوا نظامنا الوطني ..ان ما تتبجح به هو عار عليك لان جل من عارضونا هم عملاء وخونة وموتورون ومنافقون وتجار سحت وتهافت .

 
 

 

كيفية طباعة المقال

 
 

شبكة المنصور

الجمعة / ٠٩ ربيع الاول ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ٠٦ / أذار / ٢٠٠٩ م