ابتلاع الحرس الثوري لايران ومحاولات ( التهام ) دول اخرى!

 

 

شبكة المنصور

حيدر الموسوي
بدأت تفاصيل القضية بلمة شمل ضمت مجموعة من اصحاب العمائم والضباط رفيعي المستوى قرب مرقد احد الاولياء الاطهار بينما كانوا يذرفون دموع التماسيح سواء بمناسبة ولادة هذا الامام او ذاك الولي !


وبينما كانت العيون تركز على المواكب الصاخبة وهي تعذب ذواتها الجريحة وترفف الرايات السود قال احد المعممين بينما كان يمسح بقايا دموع من اطراف اصابعه المزدحمة بالمحابس :(هذا الشعب المؤمن بحاجة الى من يسيطر على عواطفه الدينية المفرطة بالتطرف ويقود زمامه وقت يشاء كي يصبح حتى الموت من اجل العقيدة خيارا متاحا امامنا) فرد الضابط قائلا:( ان ذلك ممكن لكنك بحاجة الى المال والسلطة كي توجه وتستغل هذه العواطف) فقال المعمم:( نحن نستطيع السيطرة على عاطفة كل اياراني يمشي على قدميه ونحوله الى الة تمشي نحو الموت وملامح الرضى بادية على وجهه) واشار الضابط:( بدورنا نمتلك امكانية السيطرة على الجيش والسياسة والاقتصاد...)


وقاطع المعمم الكلام بالقول:(يكفي نحيبا وبكاء عظم الله اجوركم فلدينا عمل كثير مشترك يتوجب الاسراع بتنفيذه)
حين ذاك تم عقد زواج متعة بين العمامة المسيسة والبزة العسكرية وانجبتا ابنا غير شرعي يدعى الحرس الثوري) الايراني الذي راى النور وترعع على شعار القوة المفرطة التي تحمي الثورة الخمينية وتحافظ على مكتسباتها وخطر الانقلابات العسكرية المحتملة ضدها بعد اسقاط نظام الشاه عام 1979 ..وتشكل الحرس الثوري في اعقاب ذلك التاريخ من ضباط ومراتب مؤمنين بشدة بنضريات (الامام الخميني) ويدينون لها بالطاعة العمياء والولاء المفرط واخذت القوة بالنشطار والتوسع بشكل غريب قل نظيره وبدات بالسيطرة على جميع مفاصل الدولة الايرانية واذا ما نظرت الى الجانب السياسي تجد ان مايقارب النصف من وزراء حكومة احمد نجاد هم من عناصر الحرس الثوري والرئيس نجاد نفسه من ناشطي الحرس ؛اما مجلس الخبراء(الاسلامي) فان ثلث اعضائه من الحرس وعشرون من اصل ثلاثين محافظاً هم ايضاً من ضباط الحرس فضلاً عن المناصب الدبلوماسية (السفراء) في الامم المتحدة وبقية الوظائف الاممية الرفيعة في عدة بلدان شرقية مروراً يالسفير الايراني في العراق (حسن كاظمي قمي) هم ابناء مؤسسة الحرس الثوري لذا فقد اصبحت معظم المناصب القيادية الرفيعة حكراً على فئة معينة تعامل ابناء القوميات الاخرى على انهم عبيد او على اقل تقدير مواطنين ادنى من الدرجة الثانية وفيما يخص المجال الاقتصادي فالامر مختلف اذ ان ضباط الحرس لديهم دوافع نفعيه شخصية فضلاً عن صفتهم الوظيفية التي تؤهلهم لحصد الارباح من التجارة ويمكن ملاحظة ذلك ان التخصيصات البالغة (18) مليار دولار التي امر بها نجاد لتنمية القطاع الخاص وصلت في نهاية المطاف الى شركات وجيوب اعضاء الحرس الثوري الذي بلغ حجم تداوله المالي (12) مليار دولار بحسب دراسة صدرت عن جامعة طهران عام 2004 ..

 

ويذكر ان مصرف (سبه) الذي يعد ثاني اكبر مؤسسة مالية في ايران يدار من قبل الحرس الثوري الايراني ، اما رئيس مجلس (سبه) فهو اللواء محمد علي جعفري القائد العام للحرس الثوري فضلاً عن (500) شركة متخصصة في النقل والتأمين على الحياة ومراكز تسويقية تجارية ضخمة يديرها الحرس الذي وفقاً لتقديرات الخبراء اصبح ثالث قوة اقتصادية في ايران بعد شركة النفط ووقف الامام الرضا في مدينة مشهد فيما يخص المؤسسة العسكرية الايرانية فقد اصبحت شبه مغلقة للحرس الثوري والجيش الذي كان ذات يوم هو الرابع بين جيوش العالم انكمش على نفسه وقزمته قيادات الحرس الثوري واصبح خطاً بلا حول او قوة فيما انفرد الحرس بالقرار الاول والاخير والمرجعية التي لايمكن تجاوزها .. كما عمدت قيادة الحرس الثوري على انشأ مقر لقطعاتها بموازات كل قوة عسكرية من الجيش لغرض المراقبة والتوجية والدعم .. واصبح واقع الحال ان كل وحدة من الجيش الايراني تقف قربها فرقة من الحرس وكذلك الوضع في القواعد الجوية والبحرية لذا فالمؤسسة العسكرية الايرانية سقطت بيد الحرس وبات هو المتحكم والمحرك الاوحد والرئيسي!


اما الجانب الخفي من الحرس الثوري فهو مايسمى بـ(قوة القدس) التي تضم (21000) رجل وامرأة مهمتها تصدير الثورة والادعاء بـ(دعم الحركات التحررية) وفق التصنيف الايراني وحماية المستضعفين في العالم ورعايتهم لكن تبرز اكثر من علامة استفهام حول نشاطات قوة القدس ومنها ... لماذا تستثمر القوة (20) مليار دولار منذ عام 1983 لغاية 2003 في لبنان وحدها ومن خلال شركات تدار من قبل (حزب الله ) الموالي والتابع لطهران وماهو مدى استفادة المواطن الايراني البسيط من الشركات المذكورة فضلاً عن غياب معرفة المستفيد الحقيقي من التعامل برؤوس اموال فلكية ؟!


كما يتوجب ذكر استمرار (قوة القدس) بدعم الجماعات المتطرفة (الشيعية والسنية) في فلسطين والعراق وباكستان وافغانستان ومصر بملايين الدولارات والتي تستقطع من جسد الاقتصاد الايراني المتهالك لتصرف على اثارة الفتن الداخلية لدول المنطقة وتنمية التطرف والاصولية والارهاب التي لاتجلب لايران فضلاً عن بؤر الصراع المفتعله الى الدمار وتخريب الاقتصاد الوطني والعزلة الدولية وكراهية الشعوب لنظام طهران الذي بات الجميع ينظر اليه كالراعي الاول والعراب الرئيس في تغذية العنف واذكاء فتيل الكراهية والاحقاد الطائفية والمذهبية خارج الحدود يدعوى تصدير الثورة! ولكن السؤال الملح في السياق المذكور وتبقى عملية الاجابة عنه مبعث الحيرة هو ..

 

لماذا يفضل قادة الحرس الثوري ورعيلها الاول ابقاء الحرب ضد امريكا التي تسميها الشيطان الاكبر مجرد تراشق اعلامي بدلاً من المواجهة الحقيقة على الارض بالرغم من ان طهران تتهم واشنطن بدعم (الاستكبار العالمي) وتكمن الاجابة عن تفضيل طهران ماتسمى بـ(الحروب بالنيابة) ان الحرس يعرف الحجم العسكري الايراني الحقيقي في مواجهة المارد الامريكي المدجج باحدث تكنلوجيا الاسلحة ؟ ام ان ايران اختارت حروب الاعلام ضد (الشيطان الاكبر) خوفاً من خسارة منكرة تدمر تبعاتها الامبراطوريات التجارية التي اسستها وتديرها تخبة ايرانية في اوربا وكندا ؟ بل لماذا اعلن خامني تأسس (لجنة خطة الدفاع) في العام الماضي .. فهل بدأ (المرشد الثوري) بفقدان الثقة بقادة الحرس الثوري ؟ ام ان خطراً محدقاً يقرر فيه صاحب البزة العسكرية رمي العمامة والتفرد بالسلطة على انقاض عمائم و(عباءات) تنتفي الحاجة اليها في القريب العاجل ؟!

 
 
كيفية طباعة المقال
 
 

شبكة المنصور

الاثنين / ٢٦ ربيع الاول ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ٢٣ / أذار / ٢٠٠٩ م