وَالَّذِينَ اجْتَنَبُوا الطَّاغُوتَ أَنْ يَعْبُدُوهَا وَأَنَابُوا إِلَى اللَّهِ لَهُمْ الْبُشْرَى فَبَشِّرْ عِبَادِي الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمْ اللَّهُ وَأُوْلَئِكَ هُمْ أُوْلُوا الأَلْبَابِ

صدق الله العظيم (سورة الزمر)

 

دعوة لوحدة الفعل الجهادي **  نداء للتحريــر

 

 

شبكة المنصور

عنه/ غفران نجيب
عام آخر ينقضي والوطن مثخن الجراح جرّاء الاحتلال وعملاؤه وخدمهما ، مهدد بهويته وانتمائه ، مهدد بكينونته التي مابرح المخطط المعادي استهدافها رغم ما يطفو على السطح من زبد أريد له إيهام البعض بأفول خطره و تراجع حدته . أعوام أداهم مرت بجل سوادها وقيدها لم ينر عتمتها غير وهج رصاص مقاتل وقلم مناضل ، ومن بالمال والعتاد والفتية داعم ومجاهد ، وحضن دافئ لشعب صابر من دمه وجوعه وألمه صاغ اصلب التروس لحماية حرّاس الشـرف والوطن ،الآخذين بثأره إنشـاء الله .


سنوات شديدة القسوة بنا مرت تكشّف خلالها كل شيء .ورغم محاولات الإدارة الأمريكية ، وبمسعى خارق للعـادة وبكل إمكانات الدعاية والمال و ما لديها من قدرات التهديد والتزييف وتزوير الحقائق والمعطيات ، أن تكرس في ذهن العالم صواب تنفيذ جريمتها بغزو العراق وما رافقها وما تبعها من فضائح و انتهاكات لا حد لها ، نقول رغم هذا المسعى فأن المخطط العدواني للصهيونية وبيد أمريكية باستهداف القلب النابض للأمة والحصن المانع لاختراقها والسيف القاطع لرقاب أعداءها ، فضح بفضل أبطال الجهاد وصمود أشراف العراق وتكشّفت معه أدواته وأعوانه من دول ومؤسسات وأفراد ، التي كثيرا ما نبه لها غيارى العراق ولكن تنكّر لها من تنكّر ، ومن دون أية استجابة للمستولغين المولعين بالهوى الخارجي على تعدد مشاربه على حساب كرامة الأمة ومستقبلها ومستقبل أجيالها ، وقبل ذلك تكشّف حجم الزيف والكذب المهول الذي تعرض له وطننا الحر الأبي العزيز على كل ذي شرف في المعمورة ، وتعرضت له قيادتنا العزيزة المناضلة وعلى رأسها الشهيد بأذنه تعالى القائد الفارس الهمام صدام حسين رحمه الله توطئة وتمهيدا للعدوان.

 
وإن كان كثيرا من الأقلام الشريفة المناضلة قد تناولت بالتحليل والنقد والتعرية ،الاحتلال وكل ما ارتبط به شكلا ومضمونا ، وإذ ما أخذنا بعين الاعتبار انكشاف كافة أوراق لاعبوا الورق الأصفر ورواد المناطق الرمادية، فأننا نجد أن حال عدم الارتقاء بعلاقات فصائل الجهاد إلى وحدة الفعل المجاهد والتفاعل ألصميمي في مجابهة قوى الاحتلال وكافة أذنابه على الرغم من حجم الحقائق الذي تكشف ،سيبقي للمحتل هامش واسع من المناورة يعينه بقوة في الوصول إلى واحد من أهم أهدافه ألا وهو تفتيت الفعل المقاوم ، كما ويمّد المتاجرين بالقضية الوطنية دفقا من الدعم ليتاجروا بها من دون أي وازع من شرف أو ضمير وعلى حساب آلام شعبهم، وما سيل التصريحات المتكررة هذه الأيام لا استمالة هذا الفصيل أو ذاك سوى واحدة من أساليب التفتيت التي عمد المحتل طرحها وبتغطية من عملاءه استثمارا لحال يفترض بعون الله وهمة المخلصين أن لا يدوم (وغيرها قادم لا محال وبأشكال وأغطية متعددة )، يسنده فيها من حيث لا يعلم من صدّ عن نداء الوحدة إن لم تعالج وباستدراك عاجل ، وان كان للإنسان الحرية في خياراته ألشخصيه ، فأن لمتصدري الفعل الوطني المقاوم وبحكم حجم المسؤوليات الملقاة على عاتقهم وفي ظل ظرف كالذي نعيش ، لابد أن تكون خياراتهم مؤسسة على أساس نجاح مشروع التحرير لا غير، وان تكون لهم أيضا مرجعياتهم الوطنية خارج أطرهم التنظيمية كمعين لابد منه في الاسترشاد وملامسة نبض المواطن عن قرب، وبالتأكيد إن شعبنا الصابر المجاهد يمثل المرجعية الأشمل في إطار تنظيم وإعداد كافة خطوات المواجهة ، لأنه وليس غيره جهة التضحية والعطاء والوفاء لهذا الوطن وعليه يقع وزر جميع ردود الفعل السلبية ،سواء من قوات الاحتلال أو أجهزة سلطة تأتمر بأمرها ومعها ميليشياتها ، وهو المدد الذي لا ينضب والذي يعوّل عليه دائما في إحكام البناء المقاوم ، وبالتالي فأن أي فعل لابد أن يرتكز على رغبة الشارع الوطني في الخلاص من المحتل،ولا أظن أن هناك من يعتقد بأن المزاج الشعبي العام والخاص المتمثل بشخصياته الوطنية والفكرية والاجتماعية وغيرها ،متردد في دعم أي خطوة لوحدة العمل المقاوم ، لإدراك الجميع أن فيها ما يدفع بهذا العمل وآلياته كما ونوعا إلى مديات ومستويات أرحب ،ويكون عامل إعاقة وإغلاق لأغلب المنافذ التي قد يلجأ لها المحتل وأعوانه في إلحاق الأذى بصفوف المقاومة الوطنية ،وان كان هذا هو حال المواطن العراقي ، فما الذي يعيق توجهنا نحو وحدة العمل ونحن الأكثر إدراكا من غيرنا لأهميتها وما تمثله من انطلاقة جبارة في مسار التصدي للاحتلال ومشروعه التفتيتي للأرض والشعب .وإذ كان البعض يعتقد إن في التعددية قوة تجنب العمل المقاوم أي ضربات مفاجئة يشرع بها المحتل قد تكون قاتله أو تؤسس لإنهاء أو إضعاف العمل الوطني المقاوم ، فإن حال التشتت سيكون حتما عونا للمحتل في إلحاق مثل هذا الأذى ، لغياب شروط المواجهة الحقيقة والتي جميعها ترتكز على الثقة المطلقة بين مكوناته ، والتي لا يمكن أن تتهيأ إلا في إطار من العمل الموحد والمنظم ، ويأتي تاليا تنوع الفعاليات وتعددها وفقا لمتطلبات الموقف الآني منسجما مع الاستراتيج العام للمقاومة ، ووفقا لشمولية الرؤيا المتفق على أسسها بإجماع ،وحين نؤشر حاجة الفعل المقاوم إلى الثقة المطلقة بين مكوناته ، فأننا ننطلق من حتمية تنوع وتعدد وسعة فعاليات المقاومة مابين فعل عسكري وآخر جماهيري وفعل استخباري وغيرها والتي أغلبها تدار بسرية مطلقة، مما يوفر وفي حال غياب هذه الثقة عناصر شك واتهام عديدة بين إطرافها لسعة المناورة المفروغ منها والتي تفرضها طبيعة المواجهة مع المحتل والتي قد تصّب جميعها بمصلحته ،والذي يعتمد هو أساسا على خلقها بين إطراف المقاومة أو بين أعضاء الفصيل المجاهد الواحد ، في إطار مسعاه كما أسلفنا في تفتيت الحركات الثورية ، كمبدأ أساسي له ،والذي تتسع ممارسته سعة الحالة الإنسانية ،ولن يحبط هذا المسعى أو يعيق تأثيره غير توفير حسن النوايا واللقاء والتنسيق تعميقا لعنصر الثقة بين أطراف العملية الجهادية أفرادا وفصائل .وتأسيسا عليه فأن التوجه نحو وحدة الفعل الجهادي يشكل حاجة فعلية للنهوض والتقدم حثيثا على طريق مواجهة المحتل والتحرير ، كما يوفر (إضافة لما يوفره من مرجعية وطنية مركزية) ، إطارا فعالا للتحرك السياسي الخارجي مع الدول ، يجنّب فصائل الجهاد أي استفرادا لها أو إضعافا لمقومات حركتها السياسية ، وتجاوز أية نوايا لابتزاز موقفها لتسخيره لمصلحة هذه الدولة أو تلك . وفي ضوء حجم هذه المسؤوليات ، نراه واهما من يعتقد انه حر في خيارته ، يحالف من يشاء ويخالف من يشاء على حساب هدف وحدة الفعل المقاوم، فبعد كم الدماء التي سالت في ارض الأنبياء والأولياء دفاعا عن الشرف والمبادئ بات بحكم المؤكد أن لا خيار لأي فصيل مجاهد إلا الاحتكام إلى رأي الشعب التواق للحرية، وان مصلحة الوطن والشعب وقبلهما مصلحة الأمة لا يمكن أن تستقيم دون قدر من التضحية نتجاوز فيها جميع مخلفات الماضي التي شاركنا جميعا صنعها ،والالتفات بكل تجرد إلى الهدف الحقيقي الماثل بكل خطورته وأبعاده الآنية والمستقبلية على مصير هذه الأمة ، وأن الاحتكام إلى الشعب لا يمكن أن يشكل حالة عابرة لمرحلة الاحتلال دون سواها ، بل ستكون هي اللازمة لأي فعل قيادي بعد التحرير بأذنه تعالى ، وان الاتكاء عل أي من مخلفات الماضي كمبرر لعدم التوجه نحو الوحدة وفي ظل هذا التخريب المبرمج للوطن والشعب لا يمكن أن يفهم بحسن نية مهما كانت قوة الحجج التي يقتنع بها أصحابها ، وإذ كانت محنة الوطن على قسوتها لا تشكل مسوغا حقيقيا لتلافي العثرات والتلاقي في طريق الوحدة والتحرير، فعن أي تحرير نسعى والعدو بإمكاناته المتعددة متربص بالجميع ، وهو جاهز لاستخدام كافة البدائل التي تخرجه من مأزقه و الوحل الذي هو فيه دون أن يتنازل عن أهدافه ، وأملنا أكيد أن كافة فصائل الجهاد لا يمكن أن تمد له يدا أو تكون سببا في إنقاذه ، و يخطئ من يعتقد انه صاحب الفضل في هذه المعركة ، فالمعركة هي معركة الشعب وهو صاحب الفضل الأول فيها وللشعب كلمته في موضوع وحدة هذه الفصائل المجاهدة لأنها السبيل الحقيقي لتعجيل اندحار المحتل وعملائه .


إن عظم المحنة وسعة العدوان الصهيوني المتمثل بالاحتلال الأمريكي ورديفه الاحتلال الفارسي ، وبدعم من بعض دول الجوار والإقليم والهيئات والأشخاص المتورطة به ، لا يضع للمجاهدين في سبيل الحرية غير التضحية والوحدة طريقا ناجعا لإدامة زخم المقاومة وتصعيدها ودحر المحتل وما ترتب على احتلاله للعراق ، وأن خيار الوحدة لا رجعة فيه لمن خطى نحو تحرير الوطن بعد أن نكون قد تخلصنا من عقد الماضي وتعمدت علاقاتنا ولقاءاتنا بالدم الطهور لأبناء وطننا الغالي العراق . والجميــع بأذنــه تعالـى على طريـق العــز نصــرا أم شـهادة ســائرون .

 
الله اكبـر ، الله اكبـر .....حيّ علـى الجهــاد ، حيّ علـى الجهــاد .


عاش العراق وطنـا محررا ســيدا يرفل وأبناءه بالعز والشموخ والكبرياء .


المجد والخلــود لشــهدائنا في ســبيل الحرية ودحر المحتــل وأذنابــه.


الحرية لأسرانا الشجعان لدى دعاة الحرية ، الصامدين في سجون المحتل وسراديب الأذناب . وما النصر إلا من عند الله .

 
كيفية طباعة المقال
 
 

شبكة المنصور

الثلاثاء / ٠٤ ربيع الثاني١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ٣١ / أذار / ٢٠٠٩ م