لقد لعب الشعب العراقي من خلال
أحزابه الوطنية والقومية منذ
بدايات القرن الماضي بالعديد من
الثورات والانقلابات وقاد اكبر
المظاهرات في تأليب الشارع العربي
والعالمي لإسقاط الأحلاف
والزعامات العربية والعراقية
المتخاذلة كما كانت للحركات
الشعبية العراقية دورا رئيسيا
ومنها شيوخ العشائر العراقية في
ثورة 1920 ضد الاستعمار البريطاني
حيث تلاحم أبناء العراق من الشمال
إلى الجنوب ومن الشرق إلى الغرب
بثورة شعبية مسلحة ضد الغازي
البريطاني .
لقد كانت القضية الفلسطينية
القضية المركزية للعراق في كل
مراحلها السياسية بالرغم من
المسافة البعيدة بين العراق
وفلسطين وقد كان العراق السباق في
الدفاع عن القضايا العربية ومنها
قضية فلسطين التي قدم من اجلها
الرجال والمال والسلاح .
وكانت القضية مهمة ومركزية
بالنسبة لكل الحكومات المتعاقبة
حيث شكلت محورا أساسيا في سياسة
العراق الخارجية ,فمنذ إعلان وعد
بلفور المشؤم الذي حقق لليهود
الصهاينة حلمهم في دولة صهيونية
مغتصبة على أجساد مئات الآلاف من
أبناء الشعب العربي الفلسطيني
والتي أصبحت هذه الدولة كارثة على
الشعب العربي والأمة العربية.
لقد بذلت الحكومة العراقية آنذاك
بحكم علاقتها الوثيقة مع بريطانيا
جهودا كثيرة للحيلولة دون قيام
دولة إسرائيل وحينما فشلت جهود
العرب في ذلك كان العراق في طليعة
الدول العربية التي شاركت في
الحرب ضد إسرائيل عام 1948 حيث
تمكن الجيش العراقي من تحقيق
انتصارات باهرة على العصابات
الصهيونية, كما تم إيقاف النفط
العراقي الذي كان يصدر عبر
الموانئ الفلسطينية, ومنذ فشل
الحكومات العربية بالقضاء على هذه
الدويلة اللقيطة ضلت المشكلة
الفلسطينية في ضمير أبناء الأمة
العربية وأحزابها الوطنية تدور
حولها كل هموم الأمة الأخرى.
إن إسقاط النظام الملكي عام 1958
كان على يد الضباط الذين شاركوا
في الحرب ضد الكيان الصهيوني عام
1948 وعلى رأسهم الزعيم عبد
الكريم قاسم رحمه الله حيث كان
ضياع فلسطين احد أهم أسباب قيام
ثورة تموز ضد النظام الملكي كما
حصل في مصر وسوريا , وشهدت
المنطقة العربية حركت تحرر واسعة
كان سببها هو ما حصل في فلسطين.
وكان العراق في عهد الزعيم عبد
الكريم قاسم أول من أسس نواة
لبناء جيش فلسطيني من أبناء
اللاجئين الفلسطينيين الذين قدموا
إلى العراق ,وفي نكبة 1965 ساهم
العراق مساهمة فعالة على الجبهة
الأردنية بقواه العسكرية والجوية
ولا تزال مقابر شهداء العراق في
الأردن ماثلة حتى ألان .
وجاءت ثورة حزب البعث العربي
الاشتراكي عام 1968 واستلامه
السلطة في العراق نتيجة فشل
الأنظمة العربية في حرب 1968
وضياع كل فلسطين وأجزاء من سوريا
ومصر , ولعب حزب البعث طيلة فترة
وجوده في السلطة خلال 35سنة
(1968-2003)دورا هاما في الصراع
العربي الصهيوني , فأخذ الحزب على
نفسه عام 1947 إتباعه نهجا قوميا
في مجال الفكر والتنظيم كان ردا
على فشل الأنظمة العربية في
التصدي للكيان الصهيوني , وأصبحت
فلسطين القضية المركزية للعراق
وقام بدعم المقاومة الفلسطينية
التي بدأت كفاحها المسلح بعد نكبة
حزيران عام 1965 ووقف إلى جانب
معاركها الكبيرة في فلسطين
والأردن ولبنان ودفع بآلاف
المتطوعين العراقيين للقتال ضد
العدو الصهيوني وأمدهم بالمال
والسلاح والتدريب.
وفي عام 1973 حينما بدأت مصر
وسوريا معركة التحرير ضد الكيان
الصهيوني سارع العراق بإرسال
قواته العسكرية التي كانت تقاتل
المتمردين الأكراد في شمال العراق
المدعومين من شاه إيران إلى سوريا
وتمكن الجيش العراقي المعروف
ببسالته من حماية دمشق من تقدم
الصهاينة عليها , وقد لعب العراق
دورا أساسيا في استخدام النفط
العربي كسلاح في المعركة كما إن
العراق وقف أمام الصهاينة الذين
أرادوا جعل القدس عاصمة لهم حينما
اتفق مع الملك السعودي الراحل
فيصل وصدرا قرارا عربيا بمعاقبة
كل دولة تعترف بقرار الصهاينة من
جعل القدس عاصمة لهم أو تقوم بفتح
سفارة لها في القدس كما وقف بكل
قوة لتأسيس منظمة التحرير
الفلسطينية التي أصبحت الممثل
الشرعي الوحيد للشعب الفلسطيني .
ولآن العراق ظل القوة العربية
الوحيدة الرافضة للحلول
الاستسلامية للقضية الفلسطينية
والداعم لحركات المقاومة المسلحة
قد تمكن من بناء قواته المسلحة
بشكل يمكنه من مواجهة العدو
الصهيوني و لذلك قامت إسرائيل
بضرب المفاعل العراقي عام
1981واستمر العراق ببناء وتطوير
قواته المسلحة مما دفع إدارة بوش
المتصهينة لغزو العراق عام 2003
وإسقاط نظامه الوطني الذي ضرب
إسرائيل ب 39 صاروخ ارض - ارض هزة
أوكار ومضاجع الصهاينة ودقت
معاقلهم بدقة مخترقتا الدفاعات
الجوية ومنها شبكة صواريخ
باتريوت.
ومن دعمه للقضية الفلسطينية قام
العراق بتقديم
(مليار
يورو) للانتفاضة
الفلسطينية من صادرات النفط
العراقي وطالب الدول العربية
بالحذو حذوه في إيقاف صادرات
النفط العربي لمدة شهر استنكارا
للعدوان على الانتفاضة المباركة
وقام بتسعير صادرات النفط العراقي
بالعملة الأوربية
( اليورو )
ردا على دعم الولايات
المتحدة لإسرائيل كذلك قام بتقديم
المساعدات المادية السخية لعوائل
الشهداء الفلسطينيين.
لقد حققت القيادة العراقية تأيدا
وشعبية لدى الشارع العراقي
والفلسطيني والعربي.
لان العراق كان الشريك الفعلي
للتضحيات من اجل فلسطين والقضايا
العربية بالرغم من انشغاله ببعض
الحروب التي فرضت عليه الاانه لعب
دورا بارزا في كل مراحل الانتفاضة
الفلسطينية مما جعله هدف للولايات
المتحدة وإسرائيل.
وهكذا أجمعت الولايات المتحدة
وإسرائيل وبريطانيا على قرار
احتلاله وتدمير مؤسساته و حل
الجيش العراقي واجتثاث قيادته
واغتيال علمائه وتخريب مصانعه
العسكرية والمدنية وإخراجه من
معادلة الصراع العربي الصهيوني
وإنهاء القوة العسكرية والعلمية
الأهم في المنطقة لتبقى إسرائيل
الشرطي القوي والوحيد في منطقتنا. |