أميركا ؛ تدمّر العراق  باليورانيوم  المنضّب وبـ بريمر  وبالجعفري وبالفسفور الأبيض وبالمالكي وبمواد االتلوّث  وبالأحزاب اللاإسلاميّة وبالغازات الكيماويّة  والطائفيّة  وبالحقد الفارسي وبباقي الأسلحة المحظورة دوليّاً , فمتى سنلاحقها  قانونيّاً

 

 

شبكة المنصور

طلال الصالحي

وهكذا تستمرّ .. وهكذا تتكشّف يوماً بعد يوم  جرائم الولايات المتّحدة الأميركية  وبصماتها  التدميريّة في جميع دول العالم , حتى  في داخل دول حلف الناتو ذاته ! نتيجة التفاعل الحياتي اليومي لقرقعة أنواع الذخائر والأسلحة في قواعد الولايات المتّحدة الأميركيّة المنتشرة في هذه الدول , بل وأن هنالك إشعاعات نوويّة في داخل أميركا  يروح ضحيّتها  الكثير من الشعب الأميركي  والتي تتكتّم وعتّم وسائل الإعلام الأميركية عليها بأوامر عليا! , فما بالنا في الدول التي دخلت ضدّها الولايات المتّحدة الأميركيّة في مصادمات وحروب عسكريّة مثل يوغسلافيا وأفغانستان وفلسطين والعراق والصومال وفيتنام ولاوس واليابان ! ...

 

هذا الأمر ليس بغريب على الغرب الرأسمالي  ذو العقليّة الاستحواذية  لا في الوقت الحاضر ولا في الوقت السابق على أيّام  فرنسا وبريطانيا طيّبتا الذكر  مثلاً ولا في المستقبل القريب أو البعيد إذا ما استمرّ  الغرب الاستحواذي في فرض هيمنته على العالم لا سامح الله ,  والعقليّة الاستحواذيّة ليست زفرة تجنّي نطلقها على سياسات الغرب جزافاً ومن دون  مراعاة  للعلميّة في التشخيص , أبداً , فمثل هذه  الحالات المرضيّة يمكن ملاحقتها  بإدراك ما  حولنا  في حياتنا اليوميّة وبما يحيطنا  في بلداننا  حتّى من دون  أن نفاجأ  بصورته الكبيرة  في مشهد  المستعمر وهو يجتاح  بلداننا  , فكم منّا , في الوقت الحالي  مثلاً أو في السابق  , من هم ,  يريد الاستحواذ على كلّ شيء! إذن  فهي بالتأكيد حالة  تعامليّة تعيش بيننا  تتجسّد  تفاصيلها من خلال  ما نتعرّض  لنتائجها المؤذية في حياتنا العمليّة بأشكال درجات إيذائه  أو ما نتعرّض لها في حياتنا  العاطفيّة  بأشكالها المختلفة  أيضاً , ولكن ظروف نموّها هي التي تفرض ظاهرتها الاستشرائيّة من عدمها وطبيعة تلك الحالة هل هي قابلة للنموّ أم  محدودة النموّ , وفي عصر ما بعد النهضة الأوروبيّة "والتي نهضت على أكتافنا ومن خيراتنا العلميّة والمادّيّة ومن موتنا السريري الذي أحاط بنا بعد عصور الانحطاط التي سادت فيه العقليّة الاستحواذيّة أيضاً!" ولظروف متلاقحة معه , أخرى , هو العصر الحقيقي الذي نمت فيه  وتغوّلت عقليّة الاستحواذ  الغربيّة الشاملة  بعد أن كانت تمارس في مساحات وفي أفق ضيّق على شكل إقطاعيّات وفوارق طبقيّة , ومن سيصمد  بعدها من "عقبات" أمام  انفلاتها وطيشها المتلذّذ بامتلاك كل شيء ؛ فسيثير لديها العجب والغرابة! فلا بدّ من معالجة تلك العقبات والحالة تلك بوسائل أخرى! , والحاجة أمّ الاختراع  كما يقول المثل العربي , فشاهدنا أن  "الداينمايت" مثلاً  هو تعبير  عن مخزون هائل من تراكمات محتقنة  عناصرها  حنق وغيض مكتسب  لقراءات خاطئة للآخر وغير صحيحة تصل  حد الانفجار  ستصيب كمّيّاتها  بقدر ما  استحوذت كميّات قوّة الاندهاش والعجب صاحبها  الرغبة  في الانتقام  من  تلك العقبة  الصلبة  التي لم  تخطر على باله شدّة  صلابتها  فيحاول أن يفتتها وأن يمحوها من الوجود ومهما كلّفه الأمر! وبالضبط كما كان اختراع  "البارود" يعبّر عن عقليّة الاستحواذ الأميريّة أو الملكيّة الداخليّة  لدينا  والتي تفجّرت وسط  عالمنا الشرقي بمادّة التدمير هذه أسوةً بمن سبقنا  في غابر أزماننا  السابقة!  مع فارق قاعدة  حدود الخلق العرفي وقاعدة  القيم  المتوارثة التي  لا بد وان تضع  حدّ في نهاية المطاف لقوّة الانفلات  إذا ما حلّت على بلداننا  ومهما بلغت حدّتها لدى القادة الطائشون "هولاكو  وتيمورلنك مثلاً"  ومهما ادّعوا من حجج ومبرّرات  , بعكس الغرب الاستعماري الذي انطلق  بما أسّس له من قاعدة معلوماتيّة عقائديّة تدفعه لانتهاك حدود أيّ شيء لامتلاك أيّ شيء وكلّ شيء  ...

 

الفلم  "التوثيقي" الذي عرضته  قناة  "روسيا اليوم"   كشف عن  تفشّي حالات السرطان بين شعوب جمهوريّات  "يوغسلافيا الاتّحاديّة"  السابقة  نتيجة استخدام حلف الناتو "أميركا طبعاً"  للأسلحة المحرّمة والمحظورة دوليّاً   والتي كان قد استخدمها  هذا الحلف ضد تلك الجمهوريّة الاتّحاديّة  التي تفتّت إلى 7 جمهوريّات  نتيجة تلك الحرب , وكالعادة , ونتيجة استخدام  أميركا  والغرب الاستعماري عموماً ؛ العملاء والخونة  واليورانيوم المنضّب وباقي الأسلحة  المحظورة دوليّاً , فقد عملت جمهوريّتي البوسنة والهرسك  "وحيث ما يوجد بلد يدّعي الإسلام  ابحث فيه  عن قاعدة أميركيّة!" على إخفاء تلك  الحقائق المرعبة  بناءً على توجيهات الغرب  بالطبع كي لا تفضح جرائمه !  لولا جمهوريّة صرب البوسنة  التي تعمل ومنذ نهاية تلك الحرب الاستعماريّة الغربيّة على توثيق  تلك الجرائم , لذلك  لدى هذه الجمهوريّة الآن آلاف الوثائق  التي تدين حلف الناتو وتثبت ضلوعه المباشر  باستخدام تلك الأسلحة المحرّمة , وهي  تلاحق الغرب بها  وبلا هوادة  ومهما أنكر الغرب وحلفه الناتو بحسب المتحدّث الصربي , والتي تسبّبت  بحالات  سرطانيّة  تتكاثر أكثر وتتصاعد وتيرتها  مع مرور الزمن  بعشرات الألوف  من الوفيّات  وبآلاف مرضى السرطان  الراقدين الآن  في مستشفيات هذه الجمهوريّات نتيجة تفاعلات تلك  الأسلحة في أجساد مواطنيها مما أوجب على  مستشفى سراييفو  مثلاً  استقبال العشرات من هذه الحالات المرضيّة  يوميّاً  هذا عدى الوفيّات المستمرّة  يوميّاً تتصاعد  بالتزامن مع استشراء هذا  المرض   الذي عادة ما  ينتشر بسرعة في جسد المريض فيصيب  كليتيه وكبده   ودمه وباقي التورّمات  الجسديّة , "وبالضبط  كما يؤدّي عملاء المحتلّ إلى تفشّي  الحالات المرضيّة  بتفاعلات  متدرّجة مع مرور الزمن  وبما يخدم مصالح  "المحتل المرض" ,  فإن  نتائج  استخدام الناتو للأسلحة المحظورة قد أدّت  إلى هذه المضاعفات السرطانيّة  المتدرّجة  "نقف عاجزين أمام  انتشارها السريع" كما وصف ذلك المتحدّث  مدير المستشفى الصربي في سراييفو  بحسب مراسل القناة الزميل الصحفي المبدع سلام مسافر ...

 

الفتك والإجرام  وبمختلف وسائل التدمير ومهما كانت عواقبها ونتائجها  لا  تهمّ الغرب إطلاقاً , حتّى ولا تهمّه حياة أبنائه  أنفسهم  في سبيل تحقيق مصالحه  كما هو بات معروفاً  خاصّة بعد انكشاف زيف ادّعاءات التحضّر والديمقراطيّة التي عادة ما  نسمعه ليل نهار يتشدّق بها , والتي ثبت أن أيّ  فلاّح أو بدوي عربي  أكثر تحضّراً  بآلاف المرّات من هؤلاء الساسة الغربيّون , ألم  يستخدم الغرب  أسلحة الإبادة الجماعيّة ضد  السكان الأصليّون  لقارّة أميركا  الهنود الحمر , ألم  يستخدم هذا الغرب الاستعماري المجرم , وبغض النظر عن  ذلك الصراع وأسبابه ولكنه خلافاً لقيم العسكريّة والرجولة , القنبلة النوويّة ضد اليابان في هيروشيما وناكازاكي  بمجرّد أنّه استطاع الحصول على أوّل قنبلتين استطاع  غزاة  أميركا تصنيعهما ! ولا زالت حالة  استشراء السرطان في تلك المدينتين  جارية تتضاعف بالتقادم  وإلى اليوم  وبمختلف  صنوف  أمراض السرطان ! , وفي فيتنام وغيرها وصولاً إلى العراق حين استخدم الغرب أنواع الأسلحة المحرّمة دوليّاً  ضدّه  في أم المعارك العظيمة  حيث كان النظام الوطني الشرعي يفضح باستمرار وبما لديه من وثائق دامغة وعينيّة  لا زالت تتفاعل إلى الآن  عن استخدام بريطانيا  وأميركا المجرمتان  اليورانيوم المنضّب جنوب وشمال وغرب العراق  أبان فصول تتلك الحرب المستمرّة لغاية الآن عبر فصلها "الحواسم"  والتي تتضاعف بالتقادم  يوميّاً بين  الشعب العراقي والتي يعمل دولة المحتل الأميركي المالكي وقبله من رموز الخيانة والعمالة  الذين تعاقبوا بمختلف  الحجج على رئاسة العراق على التستّر على تلك  وهذه الجرائم  الشنيعة  التي ارتكبتهما بريطانيا بلير وأميركا  بوش "يعني  أن حقيقة وظائف  عملاء المحتل ليست أكثر من  عملهم  كصمّام أمان يمنع من تسرّب إشعاعات ـ الصديق أو الشيطان الأكبر  أو المحرّرـ كما يشتهي العقل الاستحواذي الطائفي على تسميتهم به! ومنع  تسرّب ما ارتكبتا  من جرائم  إلى فضاء الإعلام العالمي والمحاكم الدوليّة , بل إن من  العملاء من يسمّي اليورانيوم المنضّب الذي تغطّي إشعاعاته مياه وتراب جنوب العراق مثلاً  بـ"السماد الذي ستنتعش به تربة العراق الزراعيّة ! , بل ومنهم  من  يعتبرها "رحمة" نزلت عليه من السماء!" يعني أن طالباني يعتبر عتلّ الفرس دف سنجاني  الذي قصف  "شعبه" الكردي  في حلبجة وفي غيرها  بالكيمياوي ؛ رحمة نزلت عليه من السماء!" ...

 

سيأتي ذلك اليوم , وعن قريب بإذن الله , ومع تهاوي الغرب  الاستعماري , أميركا على وجه التحديد ,  مادّيّاً ومعنوياً وأخلاقيّاً  واجتماعيّاً واقتصاديّاً  وعسكريّاً , سيأتي  بالقصاص العادل  بإذن الله  ينزل سيفاً بتّاراً على رموز قوى الاحتلال وعلى أذياله , خاصّة إذا ما ازدادت , كما نأمل  , ضربات  القوى العراقيّة المقاومة بمختلف صنوفها وخاصّة العسكريّة منها  وتسعير لظى الأرقام  الفلكيّة  والتي وصلت إلى ما بعد المائة من جنود المحتل "شهرياً" كما كانت عليه الأرقام قبل عام ونصف العام من الآن , وبحسب اعترافات المحتل نفسه  "هو كان يقصد يوميّاً!"  عندها  ستقتصّ منهم ومن أعوانهم  العدالة الإلهيّة , وبما سيسعى بها صفوة أبناء العراق  بما لديهم  من أدلّة بعشرات الآلاف من الملفّات التي تثبت جرائم المحتل وأذياله  وستبذل الغالي والنفيس لانتزاع حق مثول هذه الزمر المجرمة التي عملت تلك الجرائم الشنيعة  بحق العراقيين  أمام محاكم دولية  وأن يجرجروا إليها هؤلاء المجرمون  الكذّابون  القتلة الذين نهبوا ولا يزالون ينهبون كلّ شيء وبمختلف وسائل  النهب والتدمير غير آبهين  لا بالبيئة ولا بالشعب العراقي ,هؤلاء المجرمون الذين لا يأبهون حتّى بحياة  شعوبهم  ولا  حتّى بمستقبل الكرة الأرضيّة نفسها !  فلا بدّ وأن يقف بلير الأجرب العقل واللسان  ولا بد أن يقف  المتخابل  بوش الأرعن  ولا بد وأن يمتثل أعضاء ما يسمّون بأعضاء المحكمة الدوليّة أيضاً ! ولا بدّ أن يمتثل أذيالهم  القذرة لا بد وأن يمتثلوا  جميعاً أمام  محاكم دوليّة  تقتصّ منهم  القصاص المستحقّ عليهم ..

 
كيفية طباعة المقال
 
 

شبكة المنصور

الجمعة / ٣٠ ربيع الاول ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ٢٧ / أذار / ٢٠٠٩ م