السيّد عبد الباري عطوان يستغفل أم يتغافل أم ماذا ؟!

 

 

شبكة المنصور

طلال الصالحي

أقسم  لك يا سيّد عبد الباري عطوان بأغلظ الأيمان  وبأقدس مقدّسات المسلمين , بل أقسم  لك  بالله العليّ القدير وهو شاهد على قسمي  وعلى  ما سأقول يوم القيامة  أنك  سوف لن  تقبض  , يا سيّد عبد الباري   يا إبن حوّه  وآدم  ,  لا أنت ولا الفلسطينيّون  من حكومة الملالي  المتفيقهة  المستولية على الحكم  في طهران بمساعدة الغرب  سوى  قبض ريح  في أحسن الأحوال إن  لم نقل , أنك , يا رجل , وأنتم يا فلسطينيّون  ستتلقّون الضربات والانقسامات الواحدة تلو الأخرى الناجمة  عن تدخّلات إيران في شؤونكم  وستبقى تستمر هذه الانقسامات وهذه التدخّلات  بين فئات وتنظيمات الشعب الفلسطيني ما دامت إيران  تحاول جاهدة  "ومن دون أن تطلق طلقة واحدة ... وكالمعتاد .. ويا لمحاسن الصدف !"  الحصول على أكبر كميّة من المغانم  التي هيّأ أجوائها لها  شيطانها الأكبر  وما دامت  تحاول تسويق نفسها حامية لحمى العرب ! استغلالاً منها  لخلو الساحة العربيّة من فارس عربي من أبناء هذه الأمّة ومن دمها وشحمها ولحمها  تهمّه قضايا الأمّة وفلسطين  خاصّة  بعد  استشهاد  المجاهد الرئيس صدّام حسين الذي دفع  الغالي والنفيس من عرق ودماء العراقيين وثرواتهم  واستشهد  بعد أن دفع  حياته ثمناً لذلك وحتّى آخر لحظة رمق منها وهو مقبل على  حبل  الغدر  الصفيوني  يصدح  بأعلى صوته ؛ عاشت فلسطين حرّة عربيّة من النهر إلى البحر !

 

إنّك تساهم  سيّد عبد الباري في تسويق هؤلاء الدجّالين الفرس  وتسويغ أضاليلهم  بكتاباتك  وتصريحاتك التي تلعلع  بها  وسط  مجتمعات وشرائح وتنظيمات  شعبنا الفلسطيني  , وتستغلّ أنت , والفرس يستغلّون ذلك , سمعتك الطيّبة  بين أوساط هذا الشعب البطل المكافح  الذي يحاول  سرقة  سنين نضاله  هؤلاء  الانتهازيّون  كما استغلّ  العدوّ الأميركي الصهيوني  اسم القاعدة لزرع الفتنة  والاقتتال الطائفي بين  العراقيين  وكنت أنت أوّل المطبّلين لهذا التنظيم المقنّع  بالإسلام , وسوف لن نقول أنك  وغيرك من انصار إيران من العرب  ستتحمّلون  بناءً على ذلك  وزر ذلك التطبيل  بعد أنهار الدماء العراقيّة  التي  سالت من نزيف قلوب وشرايين وأجساد  جميع طوائف العراقييّن  باسم الدين وباسم الإسلام , وها أنت وكأنّك لم  تتّعظ  من الذي جرى لمئات الآلاف من أولئك الضحايا من العراقيين الذين قضوا  بسبب  محاولات  أميركا وإيران  تسويق  القاعدة وتزويدها  بالسلاح والمال  لإشعال  الحرب الأهلية بينهم  "وهل نسينا  رسائل ما يسمّى بالزرقاوي  التي كانت تحمل التهديد والوعيد وزرع الفتنة بما كانت تتوّعد "الشيعيّة"  بينما عامّة الشعب بمن فيهم "الشيعة"  يتعرّضون إلى حملات القتل والاعتقال والخطف على أيدي ميليشيّات  طهران وواشنطن  التي زرعوها في العراق ! هل نسيت  كل ذلك  يا سيّد  عبد الباري!"  فدماء  أولئك المئات من الآلاف من الشهداء العراقيين الذين  قتلوا وشرّدوا وهجّروا واختطفوا وعذّبوا  لم  تبرد  بعد  يا سيّد  عطوان , ومن كان  يدعم ذلك الاقتتال والاحتراب  على أرض العراق  يا سيّد عطوان غير إيران  وباعترافاتهم المستمرّة , وهل حقاً أنك تنسى أم  تتناسى يا سيّد عطوان  تصريحات المسئولون من الملالي الذين يطالبون فيها  بمدينة البصرة  والبحرين لضمّها  لجمهوريّة إيران الإسلاميّة "القويّة"  ! هل نسيت جزيرة أمّ الرصاص يا سيّد عطوان  والتي  استولى عليها  حكّام إيران "الأقوياء" بفضل تواجد شيطانهم الأكبر على أرض العراق بعد أن كانوا  عاجزين زمن النظام الوطني الشرعي زمن المدافع الحقيقي  عن فلسطين قولاً وفعلاً!  أن يتقدّموا ولو شبراً واحداً  عن مسافة 30 كيلو متر  من حدود العراق! .. ثم من أين لإيران  هذه  "القوّة" التي تعجب بها أنت  لولا تسهيلات  "وغظّ الطرف" من الشيطان الأكبر ! ثم من أسقط ديون , أو بالأحرى , من أين لإيران كل هذه المليارات التي تدعم نشاطاتها في مشارق بلدان العرب وفي مغاربها بينما هي  من المفترض أنها غرقى بالديون نتيجة حربها  الطويلة على العراق ! هل الكافيار والفستق  وراء كل هذه الأموال الطائلة التي تنفقها  إيران في سبيل إعادة أمجاد   الفرس  التي حطّمها العرب مرّتين ( ذي قار والقادسيّة ) ! ..

 

الأمم  يا سيّد عطوان , وأنت سيّد العارفين ,  لن  تحصل على حرّيتها إلاّ بدماء أبنائها  ولن تنفعها  التطمينات  والوعود  المعسولة  من هذا الجار أو تلك الدولة  "الإسلاميّة"  إلاّ  ما ستحصل عليه  بذراعها  هي  وبتضحياتها  وبدماء أبناءها , فدماء عشرات الألوف من ضحايا الشعب الفلسطيني في سبيل التحرّر  لن تسمح أرواحهم  لا  لك  ولا لأمثالك يا سيّد عطوان  ولا لأيّ  جهة أخرى أن تسرق  بحار من الدماء التي ضحّوا بها من اجل قضيّتهم ..   "يا من تعب  يا من شكه  ويا من على الحاضر  لكه  تعب الشعب الفلسطيني  عشرات السنين وضحّى بالغالي  والنفيس  ولا زال يضحّي ليل  نهار  ثم  تقوم  أنت  وغيرك  من  "....... التومان" بإداء  تلك التضحيات الجسام إلى إيران "لأنهم يطلقون الشعارات ويقدّمون فتات المال بغياب الوعي العربي"   ثمّ تطبّلون  لهؤلاء الفرس ذووا الطموحات الغير شريفة  الأهداف والمرامي  الدنيئة  عقب  كلّ تصريح  يصدر من البيت الأبيض  باتّجاه إيران  وكأنك  وزير إعلام  إيراني ! .. فلتعطي إيران  الجزر الثلاث للإمارات  أوّلاً   يا سيّد عطوان قبل ان تساند تحرير فلسطين !, أو أن تعيد الأحواز إلى العراق أو أن تعيد ما استولت عليه من أراضي وآبار نفط عراقيّة  بعد غزو شيطان إيران الأكبر للعراق ! فلتسمّي الخليج العربي  بالخليج  "الإسلامي" على أقل تقدير ! ... ثم هل نسيت  يا سيّد عطوان كيف وافق الرئيس صدّام  على طلب  خميني  الذي طلب فيه , بينما وحربه المشتعلة على العراق في أوج جحيمها ؛ بفتح حدود العراق  لتمرّ جيوشه  لتحرير فلسطين ! , وعندما رحّب سيّد الشهداء بذلك وأعلن استعداده لحمايتها  وهي ذاهبة إلى فلسطين , اخلف عدوّ الشيطان الأكبر ونكث بوعده ! .. يا سيّد عبد الباري , لا بد وأنك تتذكّر , والعراق على وشك التعرّض لغزو أعتى قوّة على وجه الأرض كيف وافق على طلب إيران  بوقف النفط عن أميركا  لمدّة شهر حين استجاب العراق  وعلى فور وأعلن وقفه من جهته  تدفّق النفطه إلى أميركا , بينما نكثت صاحبة الدعوة وأخلفت  وعدها ! ..

 

يا سيّد عطوان .. لا أريد أن  أساهم في  بعث اليأس في نفسك  حين أحول هدم  أحد  أصنام التلفيق والمتاجرة  بالدين , فللشعب الفلسطيني ربّ يحميه , ثم على الأقل يا أخي  أن الشعبين الفلسطيني والعراقي   هما الشعبان الوحيدان اللذان ينعمان بكامل إرادتهما الحرّة ويدفعان الثمن أنهار من الدماء يوميّاً  وملايين المهجّرين , بينما بقيّة الشعوب العربية , والشعب الإيراني أيضاً , ولو يبدو أنك غير مطّلع على عشرات الألوف من الإيرانيين الذين يطلبون اللجوء في دول الغرب حاليّاً ! ,  فجميعها هي شعوب مستعمرة منهكة بملايين  الأطنان من  أثقال العبوديّة  والاستعباد , يعلمها جيّداً  ولكنه تعوّد عليها واستطابت نفسه لها .. فلا  تستصغرنا بأعين ملاعين متاجرين بالإسلام يا سيّد عبد الباري , نحن أقوى منهم  بإذن الله , وقنبلة  نجّودي عدوّ الشيطان الأكبر  النوويّة  ندعوه ان  يضعها بـ.......  أحسن  له! ,  وإذا انطلت عليك  لعبة التهديدات  الصهيونيّة  بالهجوم على مفاعل إيران  بالطائرات  انطلاقاً من قبرص أو من  كراتجي  أو  من سوك العورة  أو  من باب  اللوق  فلن  تنطلي علينا هذه  "الحنقبازيّات"  ولن تنطلي حتى على  أي طفل في الروضة , لأن إيران والكيان الصهيوني "جيبهم" واحد , و "مرقتهم  عله زياكهم" كما تقول المثال العراقيّة !  ,  فلقد  حفظنا  عن ظهر قلب التوزيع السمفوني  الفارسي ـ الصهيوني  ما بين  حزب الله جنوب لبنان  "أثمرت عن غلق الحدود بوجه العمليّات الفلسطينيّة الاستشهاديّة ونهائيّاً !"  وما بين  "همبلات"  مشعل  وهنيّة  للدخول  بين ثنايا المجتمع الدولي ! وما بين  ثارات الله  وكوك الله  وعله الله وهلّة هلّة   وما إلى ذلك ..

 

قلنا في وقتها , أو  تصوّرنا ذلك  , أن  السيد عبد الباري  حينما  كان  يمتدح  "بن لادن"  ويسمّيه بالشيخ   بمناسبة وبغير مناسبة  كان  يبتغي مسايرة هوى الحكومة البريطانية  وتمشية مصالحه فيها وضمان حمايتها ورعايتها المستمرّة له  فدأب  مقابل  ذلك على  المساهمة مع الدوائر الاستعماريّة  في النفخ  في ما أطلق عليها البنتاغون   مصطلح  "القاعدة" انطلاقاً من قناعته أن بريطانيا  تريد ذلك  أيضاً ! .. ولكن الاستمرار  على ذات النهج في قضايا  تخصّ إيران  وعلى حساب تضحيات الشعبين الفلسطيني والعراقي  وتمجيد  من ساهم في إضعاف العراق وعمل على  "تحريره"  من استقلاله  بمساعدة  "الشيطان الأكبر"  فذلك  يضع  ألف مليون علامة استفهام  عن حقيقة وظيفة  السيّد عبد الباري عطوان ...

 
 
كيفية طباعة المقال
 
 

شبكة المنصور

الاحد / ٢٥ ربيع الاول ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ٢٢ / أذار / ٢٠٠٩ م