الولايات المتحدة الأميركية تحكم على البطل الزيدي بالسجن ٣ سنوات

 

 

شبكة المنصور

طلال الصالحي

ليس العراق الآن بلد مستقل , كما ليس العرب مستقلون ,  "فكلّنا محتلّون يا صاحبي"  كما يقال , وبالنتيجة , لو راجعنا  ملفات أحكام  قضائيّة صدرت بالكثير من المعارضين الحقيقيّين  في جميع البلدان العربيّة تقريباً ممّن أُعدِم  منهم  أو  ممّن حُكم عليهم بمختلف أنواع العقوبات منذ  سايكس ـ بيكو ولحد الآن  , سوى من فترات  تعتبر مضيئات في حياة العرب في العصر الحديث تقف على رأسها  فترة الحكم الناصريّة  وفترة حكم  البعث للعراق وجزء يسير من فترات  حكومات ما بعد فجر 14 تموز بعد القضاء على الحكم الملكي فيه  زائداً  ما كان هنا أوهناك في بعض الأقطار العربيّة  التي ملكت جزء من حرّيتها نتيجة استغلالها  الصراع السوفييتي ـ الأميركي اللذان كانا يسعيان  في صراعهما آنذاك  لكسب ودّ الشعوب  في  تلك الحقبة من الزمن المعاصر ..


والزمن العصيب الذي يمرّ به العراق والعراقيّون حاليّاً من احتلال مزدوج مباشر  أميركي ـ إيراني  أو غير مباشر  "إسرائيل"  هو التجسيد  الحيّ  , أيّ النقل الاستعماري المباشر  و "على الهواء"  والذي يبث لجميع أنحاء المعمورة  من أرض  العراق المحتلّة ؛ المنطقة الخضراء  , بما يعطي الصورة الاستعماريّة الواضحة  والكافية عمّا يدور في الخفاء في بقيّة  الاقطار العربيّة  المحتلّة والتي تغطّي على  احتلالها  هذه الأقطار بالسلام الجمهوري أو الأميري أو الملكي  أو بالاحتفالات السنويّة والموسميّة  الكاذبة بأعياد الاستقلال أو بالأعلام  التي تمثل بلدانها  والتي ترفرف في  الساحة الأماميّة  من مبنى الأمم المتّحدة في "نيويورك" ! , فليس  بطل العراق والأمّة  المنصور  منتظر الزيدي هو وحده  من يتعرّض في بلده العربي  إلى مثل هذه الأحكام  الظالمة والكيديّة , بل أن  الكثير من  الأحكام الظالمة والكيديّة   من التي  لا يُعرف مصادر قراراتها ؛ تصدر يوميّاً وبالعشرات بحق  أبطال عرب  تهمهم الوحيدة أنهم  تجرّءوا  على قول الحقيقة التي ترتعب  لها  وترتعش مفاصل  هؤلاء الحكّام الخونة  الذين نصّبهم  الغرب الصهيوصليبي على رقاب  الشعوب العربيّة  في ظاهرة لا نظيرة لها  وليس لها شبيه  عبر الزمن  سوى  تلك  الدهور  من تاريخ الأمّة  من التي كانت عليه قبل ظهور الإسلام  والتي تشابه تماماً وحالهم الآن ..


بوش  قد  تقندر  , والقندرة  "والقاف هنا برأيي أوقع  تأثيراً صوتيّاً على السمع من الكاف لما يضفيه القاف من هيبة واعتبارعلى القذيفة!"  التي كادت  تعيقه  عقليّاً  طيلة حياته ؛ لولا لطف الله  بالعراقيين  لينتقم  لهم من المجرم بوش  إن شاء سبحانه  عن قريب عندما  سيرى  بوش المجرم الأرعن بعينيه  جيوشه وهي تتسلق  المباني العليا من سفارته القذرة  العالقة  وسط بغداد علّهم  يجدون لهم  مساحة إصبعين  يحجزون مقاعدهم في مروحيّاتها المعدّة سلفاً لهذا اليوم هرباً من جحيم نيران الشعب العراقي  وطليعته المقاومة , وارتعاباً  منه لمشاهد  التصوير التي ستريه بعينيه  الكيفيّة التي  سيطلب  فيها بقيّة جنوده اللجوء السياسي لدى العشائر العراقيّة  عندما يهرعون إلى مضاربهم عرايا حفاة  "يوكع دِخِيل" كما يقول المثل العراقي ويرتمون في مضاربهم ومضائفهم وأسلافهم تحت أقدام رؤساء العشائر العراقيّة  ,  لذا , وتشفّياً  "استباقيّاً" منه  خوفاً من وقوع هذا المشهد  أمام عينيه الوطواطيّتين  وأمام ناظريه وهو لا زال تحت تأثير صدمة القندرة العراقيّة التي كادت تطير الجزء الغير تالف والمتبقّي من تلافيف دماغه الشاذ ؛  وقبل أن يترك عرش  البيت  الإجراميّ الصهيونيّ الأبيض , أقدم على الإيعاز إلى  الكيان الصهيوني  "مسمار جحا"  بالانتقام من أهل فلسطين في غزّة  شرّ انتقام , ثم أصدر  أوامره  إلى عبده المطيع  دولة نوري بالتحريك السريع  لملف  البطل الزيدي وتقرير الحكم عليه بالثلاث سنوات هذه مسبقاً بعيداّ عن ضوضاء القوانين  المعروفة في مثل هذه الأمور  على اعتبار  أن حذاء منتظر يقع ضمن فقرة أسلحة الدمار الشامل مع طلبه بتأجيل نطق الحكم  بحق الزيدي  نصره الله   لحين حلول فترة حكم  أوباما  كي يبعد المسؤوليّة الأخلاقيّة عنه , كما سبق له وأن حاول إبعاد المسؤوليّة الأخلاقيّة عنه  ورميها برقبة مخابراته  والمقرّبين منه  بعد  القرارات الإجراميّة التي  اتّخذها شخصيّاً  بحق العراق والتّي أدّت إلى غزوه وتحطيمه لبناه  التحتيّة  التي هي الأعظم  في سفر المنجزات  البشريّة في عصر العالم الحديث وتحطيمه  حضاريّاً  لهذا البلد الذي هو المهد الأوّل لجميع الحضارات  بعيداً عن ضوضاء قرارات  الأمم المتّحدة والقرارات الدوليّة والشرعيّة ! ...

 

كيفية طباعة المقال

 
 

شبكة المنصور

الجمعة / ١٦ ربيع الاول ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ١٣ / أذار / ٢٠٠٩ م