لاخلاف بين
إثنين من عقّلاء هذا الزمان أن
الإنتخابات ممارسة إنسانية راقية
ودليل تحضّر إذا رافقتها شفافية
مشهودة في بلد حرّ ، ولكن لاأظن
أن عاقلين في هذه الدنيا يختلفان
أيضا على أن قوات الإحتلال
الأجنبية في أي بلد محتل ستفرط
بأعوانها ( خاسرين ) في إنتخابات
تجري تحت حمايتها العسكرية وتحت
وصايتها الفكرية ،، كما لايختلف
حتى مجنونان في هذا العالم على
حقيقة أن ( ما يبنى على باطل هو
باطل ) ، خاصة وأن منظّر إحتلال
العراق الأول عميد تجار الحروب
العنصرية الخاسرة ( بوش ) قد
إعترف صراحة ببطلان أسباب غزوه
للعراق .
واذا كانت
حكومة ( العراق ) قد أعلنت أن
عديد المؤهلين للإنتخابات هو ( 15
) مليون عراقي وعراقية ، فهذا هو
أوّل الباطل ، وليس نهايته ، على
دلالة أن نفوس العراق لاتزيد عن (
28 ) مليون فرد في أفضل الحالات ،
منهم ( 3 ) ملايين هارب من ( جنة
الديمقراطية ) في بلدان الجوار ،
فضلا عن حقيقة معروفة في كل
الشعوب التي تصنف ( شابّة ) ، في
الشرق والشرق الأوسط ، تشير الى
أن نسبة البالغين فيها أقل من
نسبة غير البالغين ، ولكن أحدا لم
يسأل حكومتنا من أين إقترضت زيادة
( 2-3 ) ملايين ( عراقي ) !! .
وحتى اذا
سلمنا جدلا بمصداقية خبراء العلس
والنهيبة في رابطة حرامية بغداد
بأن هذا الرقم ( صحيح ) فقد صفعت
صناديق الإنتخابات مصداقية ركّاب
دبابات الغزو الأمريكي ولم يشارك
غير ( 5.5 ) مليون ، مع الأوراق
المزوّرة طبعا وطبعا ، حسب
معلومات وردت من مصادر رسمية
تكتمت على أسمائها رعبا من (
ديمقراطية ) المعممّين من آل
البيتين والثلاث ورقات ،، وهذا
يعني ببساطة : ثلث الرقم المأمول
في حسابات ( ملا ّ بلبول ) ، وهو
إهانة علنية غاية في التهذيب
لهكذا حكومة تقودها رابطة جواسيس
علنيين تباهوا علنا بعلاقاتهم مع
كل مخابرات الدول الطامعة بنفط
العراق قبل غزوه .
وقد أسفر
حراك الأحزاب المنضوية تحت جزم
الإحتلالات المركبة للعراق عن
جملة من المؤشرات تؤكد أن هكذا (
ديمقراطية ) ، في ظل هكذا
إحتلالات ، لن تؤسس لغير إرث لصوص
ومجرمين سيواصلون جشعهم بتواصل
جشع الدول التي تحتل العراق ،
وعلى قاعدة ( القرش المسروق
الأبيض ينفع في الوضع الهش الأسود
) ، لأن حمّى الرحيل عن البلد
طالت الجميع ولكنهم يكابرون حتى
للحظة الأخيرة من اليوم الذي
سيضطرون فيه لمواجهة الشعب
العراقي ، بسيارات مصفحة أو غير
مصفحة ، ولكن بلا ( بودي كارد )
أمريكي :
أولا :
صعّدت الأحزاب التابعة لأيران ،
وعلى رأسها ، مجلس الحكيم المسرطن
من رشاها حتى وصلت سيارة مصفحة
وعشرات ألوف الدولارات لوجهاء
ومفاتيح إنتخابية ، بعد أن شعرت
بأن الطرف المنافس الأيراني
الآخر: حزب الدعوة ( الإسلامي )
المهجن في معامل دجاج واشنطن
يتقدم بفضل دعم أميركا لنوري
المالكي ،، وفي ذات الوقت زوّر
المجلس ــ الذي لا أدري لماذا يصر
ّ على أنه ( إسلامي ) وقد ضم أكبر
عدد ممكن من مجرمي اطلاعلات
الأيرانية ( منظمة بدر ) مع أكبر
عدد من لصوص المحافظات الجنوبية
ــ كل ماطالته أياديهم من أوراق
وأدلة في دوائر المحافظات يمكن
تزويرها لأغراض الإنتخابات .. ثم
.. فشل " مجلس " اطلاعات في نيل
القيادة مع أنه أعلن ، لابل إحتفل
على إدعاء أنه نالها قبل فرز
الأصوات في نوع من المراهقة
السياسية التي تلازم هذا النمط من
التشكيلات البشرية .
ثانيا :
مايستولد الضحك حقا أن معظم
الأحزاب التي شاركت في الإنتخابات
( إسلامية ) ، سنية وشيعية ، قد
مارست التزوير!! .. يا سادة قال
نبينا محمد صلى الله عليه وسلّم (
من غشنا ليس منّا ) !! .. فكيف
بالله تدّعون أنكم ( إسلاميين )
وتغشون المسلمين علنا ؟!.. لانقول
قليلا من الخجل من ( 27 ) مليون
عراقي ولكن أخجلوا من التسمية
أمام أكثر من ( 1.5 ) مليار مسلم
في العالم يحمّلونكم الآن مسؤولية
تشويه جديد للإسلام والمسلمين في
عراق ( كوندي ) الجديد ، هذا اذا
كنتم حقا مسلمين . لايمكن أن
يستأمنكم المرء على مجرد ورقة
وصندوق ، فكيف يستأمنكم هذا الشعب
على مصيره وثرواته ؟؟ !! .
وزاد مسلمو
( كوندي ) طينتهم بلّة بتقديم
الرشى السخية من ورقة ال ( 100 )
دولار لكل ناخب يقسم ( بقبر
العباس أبو حزامين ) الى من يقسم
( بروح أبو ريشتين ) مرورا (
بذكرى رأس الأمين تحت بسطالين
أمريكيين ) ، وكأن شعبا من عبدة
الأوثان يستعد لأداء إنتخابات
أمراء حرب ورؤساء عصابات خيوطهم
تتدلى من المضبعة الخضراء علنا
وصراحة رغم إدعائهم بأنهم (
مسلمين ) !! .
ثالثا :
أثبت أكراد كوندي مرة أخرى أنهم
يثقفون للإنفصال فلم يشركوا
المحافظات التي إحتلوها بقوة
السلاح ، مع ( قدس الأقداس )
كركوك ، في هذه الإنتخابات التي
شملت العراق ، وكأنهم شعب آخر
لاعلاقة له بهذا الشعب ( العراقي
) ، لابل ووصلت الوقاحة بزعماء
أكراد كوندي أن طالبوا بعدم إجراء
إنتخابات في المناطق ( المتنازع
عليها ) التي تمتد من شمال الموصل
الى جنوب بغداد ، وكأنهم ، في (
تقيّتهم ) هذه ، يضحكون على
أنفسهم ، بدلا من الضحك على
الآخرين ، كلما وصفوها بأنها
عراقية .
ومن بين كل
هذا الحراك البائس لركّاب دبابات
الغزو الأمريكي تعلن نتائج
الإنتخابات فإذا ( بالفائز الأول
) هو ربيب الإحتلالات المركبة
للعراق : (
الزعيم
)
نوري
المالكي الذي يتمتع (
بالبركات القيادية ) التالية :
أولا :
قادم مع دبابات إحتلال غير أخلاقي
.
ثانيا :
الأول ، والوحيد ، الذي وقع على
إعدام رئيس لبلد عربي بأوامر
أجنبية .
ثالثا :
شريك فعال في جرائم فرق الموت
الطائفي الأسود .
رابعا :
شريك فعّال للشركات الأجنبية التي
تنهب ثروات العراق .
خامسا
: خادم مطيع في حضرة الحوزة
الفارسية .
سادسا :
أول وأهم المستقتلين على إستبقاء
العراق محتلا من قبل أميركا
وأيران وعصابات كوندي الكردية
.
حسنا !! .
كل هذا جرى
في عوّامة العراق المحتل ، ولكنني
أراهن بأن ( الفائزين ) في هذه
الإنتخابات سيكونون من ذوي الحظ
الحسن اذا وجدوا طائرات يهربون
بها من ( الديمقراطية ) التي
شاركوا بصنعها تحت إشراف
الإحتلالات المركبة قبل مرور
عامين قادمين . |