تأملات  / تداخلات في المفاهيم والقيم ( ديمقراطية الديكتاتورية ام ديكتاتورية الديمقراطية )

﴿ الجزء الثاني ﴾

 

 

شبكة المنصور

سمير الجزراوي

1-  ديمقراطية الديكتاتورية ام ديكتاتورية الديمقراطية

ان الذي جلبته الولاياة المتحدة الى العراق والتي تتاجر به في كافة اعلامها هو ما سمته ب (الديمقراطية) هو في حقيقته شكل من اشكال العمليات السياسية الهجينية والمركبة. والتي تريد الولاياة المتحدةبه ان تطغي عليه بعض السمات للانظمة الديمقراطية كي تستطيع ان تروج لهوبطريقتها الخاصة وباسلوب الفرض والقوة والماسي في العراق وافغنستاننموذج لهذا الشكل الشوه للنظان السياسي..لاجل ان نكون منصفين في احكامنا ,لابد ان نتفق على مفهوم والتطبيق الصحيح للديمقراطية,ان مفهموم الديمقراطيةالصحيح هو نسبي في نوعية البيئة ,واقصد بالبيئة شكل النظام السياسي وكل ما يحيط بالعملية السياسية من عومل موضوعية وذاتية للبلد وكذلك للخلفيات السياسية للبلد, ونوعية الجمهور الذي يمارسها  واعني بذلك الوعي والثقافةالديمقراطية,للمجتمع ,وبتعبير اخر أي مقدار الثقافة الديمقراطية للشعب المرشح للتعامل مع الديمقراطية..

 

وبما ان الديمقراطية مشتقة من كلمتين وهي (حكم الشعب) فهذا يعطي تاكيدا على ان مصطلح(حكم) يعني الهيكلية السياسية التي تداربها الدولة المجتمع مع مجموعة الوسائل التي تصرف التشريعات و القوانين والكيفية التي بها يتم تحديد الواجبات والحقوق .و(الشعب)هو العنصر الذي يختار شكل الحكم وهو المجتمع الذي سيتعايش مع الاشكال السياسية التي تصرف الحكم وبكل تفاصيله.وتتعدد اشكال الحكم الديمقراطي في العالم  فالديمقراطيةالمباشرة وفيه الشعب يمارس صنع القرارات بشكل مباشر و بدون أي شكل اخر من اشكال الوساطة كمجلس للنواب مثلا,والشكل الثاني هي الديمقراطية النيابية وفيا يختار الشعب حكومة تسير وتنفذ القرارات التي في مصلحة الشعب عبر نواب عنه,وفيها حكومات ليبرالية أي حرة وتكون فيها الحكومات خاضعة لسلطة القانون و مبداء فصل السلطات وغير ليبرالية أي غير حرة وفيها لا توجد حدود وضوابط تلزم نواب الشعب وتحد من سلطاتهم.وهنالك نماذج لتجارب ديمقراطية كثيرة منها الانكليزية والامريكية والفرنسية والهندية.

 

وامام كل هذا نقف لنسال اولا هل الولاياة المتحدة لامريكية مؤهلة لان تتطوع وتجلب والادق ان تفرض ديمقراطية ما ؟للاجابة على هذا السؤال لابد ان نتعرف عن نظام تكوين النظام السياسي الامريكي..ان الولاياة المتحدة قامت ككيان على ابادة الشعب الامريكي الاصلي من الهنود الحمر ,فهي حرب ابادة قام بها المهاجرون الاوربين ضدالسكان الاصلين من الامريكين,أي قامت الولاياة المتحدة بالقوة على سلب حقوق السكان الاصلين وهذا الامر دخل في صلب الثقافة السياسية الامريكية وكذلك دخلت في التركيب النفسي والشخصية الامريكية بان القوة هي اسلوب الناجع في الحصول على المكتسبات وكذلك ان تشريد شعب او امم وسرقة الارض وكل الممتلكات بحكم القوة هو قانون حياتي صحيح (ومن هذا يمكننا ان نستنتج سر الدعم الامريكي للكيان الصهيوني).اي ان جذور التركيبة الفكرية للامريكي يعود إلى شعور الإنسان الأمريكي المحتل والمستعمر لأمريكا بعقدة الذنب تجاه إبادة مطلقة للهنود رجالا ونساءا وشيوخا وشبابا , و لكي تكفر عن الجرائم الفظيعة في حق السكان الاصلين من الهنود الحمر أوجد الأمريكان الجدد منطلقا فكريا لإجرامهم  ومبررللخلط في الكثير من المفاهيم وخاصة فيما يتعلق بقرأءة جديدة للخير وجعله شرا والشر خيرا , وهذا ما يفسّر إعتبار أمريكا نفسها على حق دائما وتعتبر إرسال قواتها العسكرية إلى القارات الخمس من باب الإنتصار لما تراه خيرا و خدمة للإنسان وهذا ما فعلته في العراق وافغانستان وكذلك ما فعلته من ضرب وبعدها تفكيك يوغسلافيا .

 

وفي معرض وصف الشخصية الامريكية الاستعمارية ,كان  المفكر واحد الابطال الذين قادوا المحاولات لاستقلال امريكا اللاتينية وهو سيمون بوليفارهو الابرزفي وصف الشخصية الأمريكية الإستعماريّة وذلك في اواسط القرن التاسع عشر وقد قال بما معناه انه كتب على الولاياة المتحدة ان تتولى تعذيب و اذلال القارة تحت عناوين الحرية. وكل الحقائق و الدلائل تؤكد ان القوة هي سمة السياسة الامريكية وسوف لن تتغير هذه السياسة وقد اكدت كتابات الكثير من الكتاب والمحللين مثل ما كتبه نعوم شومسكي وروجي كارودي وبول فندليعن ان السلوك الاستعماري لامريكا هو امتدادا لاستعمارية امريكا في السابق وهي التي قامت على اشلاء الهنود السكنة الاصلين لامريكا وهي اليوم واستمرت في البقاء على دماء الفيتنامين والفلسطنين والعراقين والافغان ,وسوف لن تتوقف في سلوكها المنحرف لا في عهد اوباما او غيره ولكنها يمكن ان تشهد تهدئة نوعية ومؤقتة او تحويلة اضطرارية بحكم المقاومة التي تبديها الشعوب تجاه الاطماع الامريكية وهذا ما تتعرض له القوات الامريكية من المقاومة العراقية البطلة من ضربات موجعة وهو الامر الذي سيدفع بالرئيس الامريكي اوباما في خطابه المرتقب غدا اي الجمعة حول قراره البدء بالانسحاب من العراق..بوركت يا مقاموتنا وبوركت سواعد واقلام ابطالك لانكم وللتاريخ عجلتم بدفع المحتلين بمغادرة العراق.

 

ان المستعمر الامريكي لا يستطيع عرض الديمقراطية وهوفاقد لابسط انواع مفرداتها وهوالذي لديه سياسة تؤمن له التحاف مع الشيطان ان تطلب الامر والابماذا يفسر المبهورين بالسياسة الامريكية عن التحالف الامريكي مع الفاشية الايطالية في عام 1922 وقد علق السفير الامريكي في حينها علىان الفاشية الايطالية بانها الثورة الشابة والجميلة. وجريمتها في ضرب هيروشيما في عام 1945ومسحها من الخارطة اليابانيةومن ثم جرائمها في فيتنام والتي ادت الى هزيمتها فيها وحربها على العراق في 1991وفرضها الحصار الشامل على شعب العراق  ولمدة 13 سنة وبعدها غزوها للعراق عام 2003 وتحطيم بلد كامل بسبب كذبة ساهمت هي في اعداد سينارويوهاتها وما خلفته من الالاف من الشهداء ,وهل بعد هذا الاستعراض للدور الامريكي في العالم بقىاحد لديه ادنىشك في المواقف للقذر الامريكي ودوره الشرير في هذا العالم و منذ قيام هذه الدولة ولحد اليوم .. ومن رب السماء والارض الرضى و كل الرضا ... امين

 

كيفية طباعة المقال

 
 

شبكة المنصور

السبت / ٠٣ ربيع الاول ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ٢٨ / شبـــاط / ٢٠٠٩ م