تأملات / البعث ضرورة نضالية عربية وعالمية

﴿ الجزء الاول ﴾

 

شبكة المنصور

سمير الجزراوي
البعث العربي موقف ايجابي ..


في البدء اريد ان يصبر علي الذين يخالفوننا الراي والذي يختلفون معنا لانني سوف لا اكون في موقف الدفاع عن البعث لان فكره يكفي بالقدر الذي يقنع الكل ,الا لمن ينطلق من موقف الحقد والكراهية والغرض المسبق, لكنني اتمنى عليهم ان نرتقي سوية إلى المناقشة والتحاور عند مستوى التفاعل و التعاطي بايجابية العقل في جدلية النقاش العقائدي و المححاجة الفكرية و ان نبتعد عن المحاكمة الفكرية بمقايس مطلقة للتجارب وقد انجح في هذا من نقد (بالتاكيد النقد لا يعني فقط تسقيط الاخطاء بل يمتد إلى تبيان الايجابيات وهذا بقدر فهمنا وايظاما سنتفق عليه)لمواقف وسياسات الذين يقبلون بالحوار, ومحاولتي المتواضعة ليست للدفاع عن عقيدتي البعثية وفي هذا الظرف الصعب والذي تتعرض له لشتى أنواع الهجوم الرخيص والتشويه والتنكيل من مجامع هجينة في تركيبتها الفلسفية أو التنظمية وشراذم فكرية ومراهقة سياسية غير ناضجة في اساليب النقد أو التأشير الفكري وفي ميادين التجارب.ان ثقتي الكبيرة بالايدلوجية العربية الثورية نابع من استيعابها لتناقضات الواقع العربي وطرق معالجة هذه التناقضات بادوات وحلول عربية لذلك اعتبر كل هذه التحديات لاتقلق اي بعثي,

 

ولست قلقا على عقيدتي البعثية ابدا بقدر ماهو قلقي على الحشد الاعلامي والكبير لعناصر وتجمعات تصبغ نفسها اليوم بصبغة الحزبية وهي بهذه فقط تسئ للفهم العام للحزبية والاسوء ما في هذه الحملة هو خلط الاوراق بين السلبيات التي رافقت بعض التجارب القوميةكالتجربة الناصرية وتجارب المحاولات الوحدوية و بالخصوص السلبيات التي رافقت تجربتنا العظيمة في العراق قبل الاحتلال ,وهذه الاهداف تنفذ بذات الإستراتيجية التي كانت تهدف لخلط ما بين تجارب الوحدة في امة العرب ومابين المشاريع الوحدوية التي ترفعها الاحزاب والحركات القومية في الوطن العربي ,اي اني ارى ومن خلال هذا ان محاولات و جهودا تتكثف لغرض إنشاء قاعدة ثقافية تخدم هذا التوجه المعادي للامة العربية وبالعراق يعدون لنصب هذه القاعدة بعد محاولتهم الخائبة لاجتثاث الفكر القومي التقدمي وليس كما يدعون انهم يستهدفون حزب البعث لاتهم وكما يعرف الامبرياليون والصهاينة ان البعث هو الفكر و التنظيم لحركة الثورية العربية فاجتثاثه هو بالاصل اجتثاث لهذا الفكر القومي التقدمي ,

 

وقد جيشت الامبريالية والصهيونية لهذا الهدف الرجعية العربية والشعوبية المقيتة ووضفت الحركات الدينية التقليدية التي هي كانت وراء نشوئها في الوطن العربي للوقف بوجه التوجه الوحدوي, و كذلك استفادت من الموقف السلبي للايدلوجية الماركسية اللينينية من القومية بشكل عام فاستفادت من حراب الحركات الشيوعية في الوطن العربي لايذاء المشروع الوحدوي لامةالعرب ,واليوم ذات التوجه والهدف الامبريالي الصهيوني ينفذ من قبل ذات الادوات مع اضافات بسيطة هودخول العقل الامبريالي الصهيوني وبشكل مباشر لان التحدي كبير يتمثل في تجربة عملاقة بعثية وكبيرة امتدت في تأثيراتها إلى نشوء جيل عربي يؤمن بامكانية تحقيق اهداف الامة واولها الوحدة العربية وتحول العراق العربي إلى الاقتراب من النموذج البعثي وهذا ليس خطرا على الفكر والاطماع الامبريالية الصهيونية بل هذا تجراء خطير لتجاوز للمحرمات العربية واول مظاهر هذا التحدي هو تأميم الثروة النفطية وهذا الامر لا ينحصر في عملية التأميم وامتلاك العراق لثروته واستخدام العوائد مباشرة من قبل النظام الوطني العراقي في التنمية بل يتعدى الامر القطر العراقي إلى الحدود العربية والدولية فان كان قد كتب لثورة البعث ان تنجح في مسيرة البناء الشامل في العراق وبدون قصف المفاعل النووي العراقي في عام 1981 وكذلك مشاغلة الثورة واستنزاف طاقانها المادية و البشرية في حرب ضروس مع نظام الملالي في عام 1980 ولغاية 1981 وكذلك في جره بشكل أو اخر إلى مؤامرة عربية ودولية في حرب عالمية في عام 1991 وادخاله في حصار لم يشهد التاريخ مثيلا له وشمل كل مجالات الحياة ومن عام 1990 وحتى الاحتلال 2003 ولما ايقنت هذه القوى المعادية للامة بان كل ذلك سوف لا ينفع مع نظام ثوري قادر ان يجعل الحياة مستمرة وبدءت مرحلة الحصار تتفكك فلم يكن امامه الا غزو البلد وتحت شعارات مزيفة ولكننا نعرفها ومنذ السبعينات هو خوف الامبريالية والصهيونية العالمية والرجعية العربية من انفلات الأمور وخروج العراق بتجربته البعثية منتصرا كما حصل في عام 1989 بعد انتصاره في الحرب .

 

اقول ان التخوف الامبريالي الصيوني وخلفهم بعض الانظمة العربية الانتهازية من ان يتحول العراق القومي الاشتراكي إلى نموذجا عربيا و دوليا ويتحول إلى مركز للاستقطاب العربي و الدولي ويحرج الامبريالية في تصرفاته الثورية ويكون انذاك قد خرج من عنق الزجاجة الامريكية وقد تحول إلى الامل العربي الجديد وهذا اكثر ما اقلق الاعداء كلهم من تجربة البعث العظيمة...

 
كيفية طباعة المقال
 
 

شبكة المنصور

الجمعة / ٣٠ ربيع الاول ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ٢٧ / أذار / ٢٠٠٩ م